أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من التعلق بالفتيات وأتوب إلى الله؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ عامين ارتبطت بفتاة كنت أعشقها، وكانت صديقتي منذ الطفولة، ولكنني عندما ارتبطت بها تفاجأت بطباعها السيئة التي لم تناسب شخصيتي أبداً، وبعد معاناه طويلة معا انفصلنا، وفي تلك الأثناء كنت على معرفة بفتاة أخرى تعتبر صديقتي جداً جداً، إنسانة ما في أحد مثلها أبداً في الجد والأصل وهي بنت بلد، ومتعلمة تعليماً عالياً، وجميلة شكلاً، وكل شيء.
كانت هذه الفتاه دائماً ما تخفف من معاناتي مع الفتاة الأولى، ولم أكن أعلم أنها تحبني حتى انتهيت من ارتباطي، وتفاجأت بمشاعرها تجاهي، لم أكن أقدر أن أتجاهل كل ما فعلته معي أبداً.
مع العلم أنها فتاة مغامرة جداً، وحاولت بشتي الطرق أن تظهر لي تلك المشاعر، ولذلك السبب ارتبطت بها لمدة اقتربت من السنة، مررت معها بأيام كثيرة جميلة، ولم تتغير هذه الفتاة حتى هذه اللحظة معي، ولا يوجد شيء يجلب لي الراحة إلا وما فعلته من أجلي، ولكني للأسف لم أكن أشعر ناحيتها بالحب الكامل.
بعد ذلك حدثت حالة وفاة في العائلة، وعند ذلك قابلت إحدى بنات أقربائي وحين رأيتها شعرت تجاهها بالحب الكامل، حتي من دون أن تفعل من أجلي أي شيء، ولكنني قد تسرعت وصارحتها بحبي لها وشعوري تجاهها، ونسيت ما فعلته معي الفتاة الأخرى.
حينها اخترعت أحد الأسباب لكي أتركها، وبالفعل تركتها وارتبطت بقريبتي، وكانت تعلم أنني على علاقة بأخرى، ونصحتني بأن ما نفعله خطأ في حق فتاة أخرى لم تشعر بما نفعله، ولكني استمريت في الخطأ وفي الوقت الحالي تعلقت بي جداً وأنا أيضاً أشعر بالذنب تجاه الفتاة الأخرى، أحس بأنني ناكر للجميل، ولكل ما فعلته معي ووقوفها بجانبي الفترات السابقة، ولكني لم أشعر بالحب الكامل معها، وتخيلت أنني عندما أتركها بذلك أكون لا أظلمها، ولكني أشعر بالذنب.
من حين لآخر تتصل بي وتبكي، وأحس بأن قلبي يتمزق من إحساسي بالذنب تجاهها، ولكني أتظاهر أمامها بالقوة وأشعر أنني أحب قريبتي جداً، ولكن أيضاً شعوري بالذنب يجعلني أحس بعدم راحة مع قريبتي بسبب ما فعلته.
أرجو الإجابة، لأنني لا أعرف ماذا أقول أو أتصرف تجاه الاثنين، وتجاه نفسي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.
كما نسأله تبارك وتعالى أن يمنّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فالذي يبدو منها أنك نشأت في بيئة ليست ملتزمة الالتزام الشرعي الذي يجعلك تعرف الحلال والحرام، فهذه العلاقات التي ذكرتها في رسالتك كلها علاقات محرمة، فالإسلام لا يعرف علاقة أو عشقاً ما بين رجل وامرأة ليس بينهما أي رباط شرعي، هذه الكلمة كلمة العشيقة والحبيبة تُقال على الزوجة، أما أن تُقال على جارة في السكن أو على زميلة في العمل، فهذا كله حرام - أخي الكريم الفاضل أحمد-
لذلك أنت وقعت في معاصي متعددة متكررة متنوعة، ومختلفة مع الفتاة الأولى التي ذكرت أنها تختلف عنك اختلافًاً كاملاً، ثم أيضًا دخلت مع الفتاة الثانية التي تقول بأنها تتمتع بصفات جيدة، وأنها ضحت وأعطتك كل ما تريده، ولم تقصر في حقك في شيء رغم أنها ليست زوجة لك، وإنما مجرد صداقة على أمل أن تكون لها، ثم بعد ذلك انتقلت إلى المحطة الثالثة وهي قريبتك التي رأيتها وأُعجبت بها، هذا يدل على أنك – اسمح لي أن أقول لك – تلعب بالأعراض، وهذا أمر خطر عليك خطر شديد، لأن الله تبارك وتعالى جل جلاله قد يُعطي الإنسان فرصة لعله يتوب لعله يرجع لعله يستغفر، لكن عندما يستمر الإنسان في معصيته فإنما يعرض نفسه لغضب الله تعالى وعقابه، ولا يأمن من غضب الله تعالى مهما طال الزمن، فقد يظل العبد عاصيًا لسنوات ولسنوات ثم يأتيه العقاب من الله تبارك وتعالى في لحظة واحدة بعد عشرات السنين يُعاقب على ذنب ارتكبه.
من هنا أقول لك بارك الله فيكَ: عليك أولاً أن تتوب إلى الله تبارك وتعالى من هذه الذنوب وتلك المعاصي بداية، لأن العلاقة التي بينك وبين الله أهم من أي علاقة أخرى، واعلم أنك لن تستطيع أن تتزوج أبدًا أي فتاة ولا أن تكون سعيدًا في حياتك إذا كانت علاقتك مع الله ليست طيبة، لأن الزواج منحة من الله تعالى، والأولاد منحة من الله، والزوجات أساسًا منحة من الله تعالى، والصحة منحة من الله، والمال منحة من الله، وكل شيء منحة من الله تعالى، فأنت إذا لم تكن على علاقة طيبة مع الله فثق وتأكد بأنك ستعرض نفسك لغضب الله وعقابه، فإن المعاصي لها شؤم عظيم في الدنيا والآخرة.
عليك أولاً أن تتوب إلى الله تعالى من تلك العلاقات، حتى العلاقة الأخيرة – ابنة قريبك – أيضًا نفس النظام، إقامة علاقة معها بعيدًا عن الضوابط الشرعية هذه علاقة محرمة، حتى وإن كانت هي راضية، وإن كان أهلها راضين، لأن الرضا من قبل الناس لا قيمة له في الشرع إلا إذا كان يتفق مع الشرع، أما كون الناس تتفق على أن الزنا حلال – والعياذ بالله – هل يكون حلالاً؟ أو أن الناس يقولون بأن الربا حلال هل يكون حلالاً؟ بالطبع لا، لأن الذي يُحل الحلال هو الله والذي يحرم الحرام هو الله.
أنت شخصيًا أعتقد - أخي أحمد - لا ترضى أن يكون لشخص علاقة مع أختك أو يفعل معها ما تفعل أنت مع هؤلاء الفتيات، أليس كذلك أخِي أحمد.
إذن لماذا لا تضع نفسك مكان الآخر، ولماذا لا تنظر إلى الأمور بنظرة واقعية، أمَا سمعتَ قول النبي - صلى الله عليه وسلم – (برُّوا آباءكم يبرُّكم أبناؤكم، وعفُّوا تعفُّ نساؤكم)؟
إذن -بارك الله فيك- الآن عندما تكون رجلاً عفيفًا فاضلاً فإن الله سيحفظ عرضك، أما عندما تتنقل كل يوم ما بين فتاة إلى فتاة وإلى فتاة فأنت بذلك تلعب بأعراض أمة النبي - عليه الصلاة والسلام – وهذا أمر يغار الله تبارك وتعالى عليه ولا يقبله.
لذلك عليك - أخي الكريم الفاضل – أن تتوب إلى الله تعالى من هذه العلاقات كلها، ولا مانع ما دمت ترى سعادتك مع الأخت الأخيرة أن تتقدم لها بطريقة شرعية صحيحة، وأن تطلب يدها، وأن تعقد عليها ما دامت ظروفك تسمح، وبذلك ستقطع الطريق على الشيطان، لأن الفتاة الثانية التي ما زالت تنتظرك والتي وقفت معك – كما ذكرت – عندما تعرف أنك قد ارتبطت ارتباطًا شرعيًا ورسميًا بفتاة أخرى فإنها ستقطع الأمل، وبذلك ستتوقف علاقتها معك، وأنت عليك بارك الله فيكَ أن تتكلم معها من الآن حتى وإن لم ترتبط، تقول لها (أختِي الكريمة: العلاقة التي بيننا علاقة محرمة، وأنا ليس لدي استعداد أن أرتبط بك، وعليه فأنا لا أريد أن أتواصل معك رحلة نهايتها أنك لن تكوني زوجة لي).
اعتذر لها من الآن -بارك الله فيكَ- تمامًا، اعتذر لها وبيّن لها الأمر بوضوح حتى لا تظل متعلقة بك، وكذلك أيضًا بالنسبة لقريبتك هذه إذا أردت أن ترتبط بها وترى أنها صاحبة صفات تصلح أن تكون زوجة لك، وأعتقد أنه لا يخفى عليك أن الصفات وردت في كلام النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (تُنكح المرأة لأربع) إلى أن قال: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) لابد أن تكون صاحبة دين، ولا مانع أن يكون لديها شيء من الجمال أو المال أو غير ذلك، ولكن أهم شيء أن تكون صاحبة دين، فإذا كانت كذلك فأعتقد أنك بذلك قد جمع الله لك خيري الدنيا والآخرة، لأن صاحبة الدين هي التي تحيا مع الرجل وُفق أي ظروف وتعيش معه في جميع الأجواء.
أما لو كانت صاحبة مال فقد يحدث شيء فتتخلى عنك، كذلك إذا كانت صاحبة جمال فقد تتدلل وتتباهى وتتعالى عليك بجمالها، أما صاحبة الدين فستكون عونًا لك على طاعة الله ورضاه، ولن تسمع منها إلا خيرًا ولن تشم منها إلا أطيب ريح ولن ترى منها شيئًا قبيحًا أبدًا.
عليك -بارك الله فيك- بقطع هذه العلاقات كلها، وكما ذكرت لك إذا كنت راغبًا في الارتباط بقريبتك فلابد أن تعجل بذلك، ولا تتكلم معها حتى كلمة واحدة إلا بعد الارتباط بها، وأقصد بالارتباط العقد الشرعي، لأنه حتى مجرد الخطوبة لا يُبيح لك أن تتكلم معها، لأن الخطبة هي وعد بالزواج وليست زواجًا كما ذكر أهل العلم.
أسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وأن يمنّ عليك بطاعته ورضاه، وأن يرزقك زوجة صالحة تعينك على أمر دينك ودنياك، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا! | 2055 | الأربعاء 12-08-2020 05:38 صـ |
معصيتي لله أخشى أن تؤثر على حياتي الدراسية! | 4096 | الاثنين 10-08-2020 04:13 صـ |
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ | 3569 | الأحد 19-07-2020 02:55 صـ |
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ | 1898 | الأحد 12-07-2020 11:53 مـ |
صديقي يرغب في الزواج بفتاة مطلقة وأهله يرفضون، فما توجيهكم؟ | 1148 | الثلاثاء 07-07-2020 09:45 مـ |