أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالطبع أنا على اطلاع تام بمراسلاتك وتواصلك الجميل عن طريق التليفون، وأنا سعيد بذلك، وأود أن ألتمس هذه الأيام الطيبة – أيام العشر – وأقول لك: كل عام وأنتم بخير، وتقبل الله طاعاتكم.

أخِي مُحمَّد: حقيقة الذي تعاني منه هو الاكتئاب النفسي، مع شيء من الوساوس.

أما موضوع القولون العصبي، وكذلك الصداع فهي ملحقات أو جزئيات مكونة للاكتئاب، وأعتقد أن شخصيتك شخصية لطيفة، لكنها قلقة وحساسة بعض الشيء، وهذا ليس عيبًا، إنما هي سمة من سمات النفس، والنفس تتمدد وتمشي حول التطور - إن شاء الله تعالى – لأن اكتساب الخبرات والمهارات الحياتية هو أكثر شيء يُساهم في تقارب أبعاد الشخصية إذا كانت متباعدة، ومن الواضح أنك صاحب مهارات ومقدرات، وهذا دائمًا يطمئنني.

أنت بالرغم من معاناتك مع المرض، لكن كما فهمتُ وعرفتُ أنك حريص على عملك وشؤونك الأسرية، وهذا كله جيد وطيب، ويساعد كثيرًا في العلاج.

موضوع الأدوية - أخي الكريم – أنا أرى أيضًا أن خبرتك ليست سهلة فيها، وأنا شخصيًا على قناعة كاملة أن قرارات العلاج الدوائي يجب أن تتم بعد شيء من التفاكر والتحاور ما بين الطبيب والمريض، يعني أن القرار يتخذ من الطرفين، بناء على حوار مقبول ومعقول.

هذا لا يعني أن الطبيب ضعيف، أو أن المريض قوي، لا، المريض أيضًا له أحاسيسه، له معرفته في تأثير الأدوية عليه، خاصة شخص مثل شخصك الكريم له خبرة مع الأدوية.

أعتقد أن ما تتناوله الآن من أدوية أنا بكل ثقة وبكل صدق أقول لك إنها مجموعة طيبة جدًّا من الأدوية، مجموعة ممتازة، ليس هنالك تفاعل سلبي فيما بينها، الجرعة معقولة، والفافرين لا أحد يستطيع أن ينكر تأثيراته البسيطة على الجنس، لكن يعتبر الأفضل في مجموعة الأدوية التي تسمى بـ (ماسا) والجرعة التي تتناولها – وهي مائة مليجرام – جرعة معقولة جدًّا من وجهة نظري، وأعتقد أن أثر الفافرين الجانبي السلبي في خصوص الجنس سوف يعادله الوليبويترين، والذي يقال إنه يُحسن من الأداء الجنسي.

أود أن أقول لك شيئاً آخر، وهو أن الإندرال معروف عنه أنه يؤدي إلى سرعة القذف، فهذا أيضًا نعتبره فعلاً مضاداً معادلاً لفعل الفافرين، فأنا لا أعتقد أنك في حاجة لمضادات السيروتونين مثل الترايكتين.

ما تتناوله من أدوية كافية جدًّا، ولا تشغل نفسك كثيرًا بموضوع الأداء الجنسي، هو أمر غريزي، ولأجل أن تقلل من تأخر القذف، فقط نشط خيالك الجنسي عند المعاشرة الزوجية – هذا مهم جدّا ويساعد كثيرًا – كما أن ممارسة الرياضة فيها خير وفائدة كبيرة جدًّا.

التوباماكس والإندرال كما تعرف هي أدوية مفيدة جدّا للصداع، خاصة الشقيقة – الصداع النصفي – ويتميز التوباماكس أنه سوف يساعدك أيضًا في تخفيف الوزن، حيث إنه علاج يؤدي إلى ضعف الشهية وافتقادها، ونفس الفعل بالنسبة للوليبويترين.

إذن موضوع الكرش البارز: هذا أعتقد أنه ناتج من ضعف في عضلات البطن، وأنت مطالب هنا بأن تقوم ببعض تمارين الرياضية، خاصة التمارين التي تفيد في تقوية عضلات البطن.

أنا أتفق معك أنه شيء يضايق الإنسان، خاصة -شاب في مثل عمرك- لكن بشيء من الجهد وممارسة التمارين هذا سوف يختفي تمامًا.

أقول لك إن الأدوية التي تتناولها ليست كثيرة، وأنت تعرف – أخِي مُحمّد – درجة تحفزي حول الأدوية، جرعات معقولة، أدوية طيبة، تجاربك مع الفافرين كانت إيجابية جدًّا ويجب ألا نحرمك من هذا، وبقية الأعراض والآثار الجانبية أعتقد أن الأدوية التي تتناولها – كما ذكرت لك – هنالك فعل ورد فعل أو فعل مضاد، فإذن هي تعادل نفسها بنفسها.

أريدك – أخِي محمد – أن تكون سعيدًا، وأن تكون متفائلاً، هذا مهم جدًّا ودائمًا نحن نحتم عليه، والإنسان يجب أن يزرع الأمل في نفسه دائمًا من خلال تذكر إيجابياته، ومن خلال أن يكون مفيدًا لنفسه وللآخرين.

هذا مهم - أخي الكريم – وعليك بالدعاء، فالدعاء هو سلاح المؤمن وسلاح نافذ - بإذن الله تعالى -

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.