أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : همة ضعيفة وملل وسرحان وخمول دراسي.. أفيدوني وأنصحوني

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

هذه رسالتي الثانية مازلت أعاني من نفس المشكلة لقد أخروا لنا الامتحان بسبب الأحداث الجارية في بلدي فصار الهم أكبر؛ لأنه قد يكون علي تقديم امتحان لدورتين قريبتين، ولم يحددوا لنا موعد الامتحان، فأوقفت الدراسة، وبدأت بإعادة حفظ القرآن في البلد الذي انتقلت إليه لقد وضعت لنفسي هدفا في كل سنة في السنوات الأربع سنيني الماضية، وكنت أحقق أفضل مما أتمنى، -ولله الحمد- ولكن في هذه السنة لا أدري لماذا هذه الهمة الضعيفة، وعدم المبالاة، والملل الشديد والسرحان والخمول أثناء الحفظ؟

كما ذكرت سابقاً كنت أخصص يومياً القسم الأكبر من وقتي للدراسة في أيام السنة الدراسية، ولحفظ كتاب الله أيام العطل، وللمرة الأولى في حياتي لا أشعر بلذة الحفظ كما كنت سابقاً أجلس الساعات الطوال، ولا أنجز إلا القليل، وأشعر بالملل الشديد حتى مع القرآن الذي كان أحب شيء بالنسبة لي، وبدأت أعاني من صداع يأتيني كل يوم تقريباً مع إزعاج في العيون كانت هذه الحالة تأتيني من سنة تقريباً عند امتحان الثانوية العامة، وذهبت لطبيب العيون كان ضغط العين مرتفع، وأعطاني العلاج، وأخذت الأنديرال عيار 10 لشهرين، هل أعيد الدواء؟

علماً أن هذا الصداع يأتيني صباحاً بعد النوم الكافي عند وقت الحفظ فإذا عدت إلى النوم ذهب عني، وأشعر كالأطفال يريدون أن يتلهوا بأي شيء يبعدهم عن الدراسة، وأريد طريقة عملية تخفف من السرحان أتعبني هذا الأمر كثيراً، فأنا كثيرة النقد لنفسي ولغيري أفكر بالناس كثيراً، وفي كل جلسة مع الآخرين أعود إلى المنزل لألوم نفسي على كل كلمة قد يفهمها البعض خطأ أو لم يكن لها أهمية لذكرها في موضوع ما، وأحمل هموم الآخرين فوق همومي ..هذه الحالة جعلتني أكره الاختلاط مع الناس!

التفكير يكون داخلي فأنا قليلة الكلام نوعاً ما، كثيرة الكلام مع نفسي، ويكون اللوم الذاتي مع تخطيط وعمل لتفادي الأخطاء، عذراً لطول رسالتي ولكم جزيل الشكر.

الرجاء الحار حذف اسمي من هذه الاستشارة والاستشارة السابقة، مع العلم أني عملت كما نصحتموني باستثناء الحفظ خارج المنزل؛ لأني جربتها.

جزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فتنظيم الوقت هو النجاح، والوقت ينظم بعدة آليات وبعدة طرق، وكل إنسان له الوضع الذي يناسبه، وقد وجدنا أن التركيز على أن تكون أوقات الصلاة هي الركائز الأساسية التي يتحرك منها الإنسان لإدارة وقته فيها خير كثير للإنسان وفيها انضباط، وحسن تدبير للوقت.

الإنسان مثلاً يركز أنه سوف يقوم بفعل كذا وكذا بعد وقبل صلاة كذا وكذا، وأوقات الصباح دائمًا هي الأوقات الطيبة للتركيز وللاستيعاب، وذلك لأن الإنسان حين ينام نومًا مريحًا في أثناء النوم تحدث عمليات كيميائية وبيولوجية تؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ مما يساعدها على الانتعاش عند الاستيقاظ، لذا الدراسة بعد صلاة الفجر فيها خير كثير، ولا يوجد فيها ملل، ولا يوجد فيها مضايقة، لأن هذه الأمة قد بورك لها في بكورها.

ومن تجربتي الشخصية جدًّا أيام الدراسة، أن الدراسة بعد صلاة الفجر إذا كانت لمدة ساعة إلى ساعتين توازي ثلاث أو أربع ساعات في غيرها من الأوقات، وتصوري -أيتها الكريمة الفاضلة- أن الإنسان حين يدرس ويستوعب واجباته الدراسية في الصباح ويذهب بعد ذلك إلى مقاعد الدراسة، كم من النشاط والفرحة والتفاؤل والاندفاع الإيجابي يكون في حوزته، لا شك أن معدله من هذه سوف تكون عالية.

أنا حقيقة أنصح بذلك وأحرص على ذلك، فأرجو أن تخصصي مثل هذا الوقت للحفظ، أن تدبري وقتك، أن تكوني متفائلة، والشعور بالملل في بعض الأحيان قد يكون أيضًا ناتجا من عسر في المزاج، لا أريد أيضًا أن أعتبره اكتئابًا نفسيًا، بالرغم من أن النساء أكثر عرضة للاكتئاب خاصة بعد عمر الثلاثين، لكن هذا أمر يجب أن نعتبره أيضًا، فإذا كنت تحسين بإحباط شديد وافتقاد للدافعية وخمول عام، فهنا يكون تناول بعض مضادات الاكتئاب أمرًا ضروريًا، ولكن هذا ينبغي أن يتم بعد إجراء فحوصات عامة للتأكد من نسبة الدم، وكذلك وظائف الغدة الدرقية.

وربما يكون أنسب مضاد للاكتئاب هو عقار السبرالكس الذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام) والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة صغيرة جدًّا، وهي خمسة مليجرام – أي نصف حبة – يتم تناولها ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة (عشرة مليجرام) ليلاً لمدة شهر، ثم إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

فيمكن -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تحاولي تناول هذا الدواء، أما بالنسبة للإندرال فأنا أؤيد تناوله لعلاج الصداع - خاصة الصداع النصفي – فهو دواء سليم جدًّا، فقد أثبت فعاليته وجدارته كعامل إضافي يُحبط نوبات الصداع التي تحدث، ولابد أن يكون هنالك أيضًا تحوطات في نوع الأطعمة التي تتناوليها، يعرف أن محتويات مادة التيرمين – كالأجبان مثلاً – تثير الصداع لدى بعض الناس، فالتخفيف منها جيد، وكذلك التقليل من شرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا والشكولاتة، وممارسة أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، أيضًا سيبعث النشاط الجسدي والنفسي والوجداني بصورة إيجابية جدًّا.

أنا متأكد أنك بعد أن تتناولي السبرالكس وتتبعي ما ذكرناه لك من إرشاد سوف تحسين بقيمتك الذاتية، وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك، واعلمي أن التواصل الاجتماعي أمر مهم وضروري، ولا تكوني حساسة حول الأمور، وتذكري ما هو إيجابي وجميل في حياتك، فهذا يحسن الدافعية.

لا تلومي ذاتك أبدًا، اجعليها نفسا لوّامة، والنفس اللوامة تقود الإنسان إلى الطمأنينة، لأنه لا شك أنها نفس محفزة، نفس لطيفة، نفس تفرض الرقابة على الضمير وعلى الذات مما ينقل الإنسان إلى الأحسن وهي النفس المطمأنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هو سبب الشرود الذهني والتقلبات المزاجية والقلق؟ 3466 الأحد 05-07-2020 05:32 صـ
هل لالتهاب الجيوب الأنفية علاقة بضعف التركيز؟ 2338 الثلاثاء 30-06-2020 03:15 مـ
أعاني من حالة تشوش ذهني وأفكار غير منطقية 1750 الأربعاء 01-07-2020 04:30 صـ
أريد علاجا لتنشيط الذهن وتقوية التفكير 2920 الاثنين 22-06-2020 05:15 صـ
أعاني اضطراب في التفكير وتشتت ذهني، ما العلاج؟ 2270 السبت 13-06-2020 10:37 مـ