أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : زوجتي مصابة بالتشنج والصرع.. ما علاجها؟ وهل تستمر في التدريس؟
السلام عليكم
كيف حالك د. محمد: أحبك في الله وأنا متابع لاستشارات الأعضاء، وإجاباتك لهم فارتحت لك -ولله الحمد-.
زوجتي قبل ما يقارب ست سنوات من الآن سقطت على الأرض في بيت أهلها، وكنت مسافرا خارج البلد، حملوها في السيارة مع أخيها، وتقول: لما ركبت السيارة أحس بحالة إغماء مرة ثانية أو أغمي عليها فعلا لمدة قصيرة، ذهبت إلى المستشفى فعملوا لها تحليلا، وقالوا إن عندها فقر دم، وأعتقد أنهم أعطوها حبوب الحديد ورجعت إلى البيت.
ظلت على حالتها الطبيعية -ولله الحمد- وأنجبت طفلا واحدا، وبعد مرور أربع سنوات تقريبا سقطت مرة ثانية، ونقلوها إلى المستشفى، وبعد دقائق أفاقت ورجعوا بها إلى البيت وبعدها بأقل من ساعة سقطت مرة ثانية مع علامات الصرع الكبير حتى خرج الزبد من فمها، ثم نومت في المستشفى، وعملوا لها رنينا، وكان سليما، وعملوا تخطيطا للرأس، وقالوا إن عندها كهرباء زائدة في المخ، ووصف لها علاج التجريتول نصف حبة صباحا وحبة مساء 200 جرام، وظلت على هذا الحال لمدة سنة وأربعة أشهر لم تأتها الحالة، وبعد سنة وأربعة أشهر وبعد تعب ألم بها، والتعب متمثل في أنها أفطرت على تونة معلبة، وكأنها تريد الاستفراغ، ولم تستطع حتى صرعت الصرع الكامل مع خروج الزبد، ولمدة دقائق بعدها أفاقت واستفرغت، وظلت على حالتها لمدة أسبوع وتشنجت تشنجا كاملا، بعد أسبوع ذهبنا بها إلى المستشفى، ووصفوا لها علاج تجريتول 200 ثلاث حبات في اليوم.
بعدها قمنا بزيارة دكتور آخر في مستشفى خاص، شرحنا له الحالة، وقالت له: أنا أعاني من حالة عصبية أحيانا فنصحها دكتور المخ والأعصاب بتغيير الدواء إلى لامكتال بدلا من تجريتول، فعلا بدأت بتغيير العلاج بالتدرج، لكن لما نقص علاج التجريتول إلى حبتين، والامكتال إلى حبة ونصف مرتين في اليوم وزن الحبة خمسون (الجرعة 75) عاد إليها التشنج مرة أخرى فتكرر مرتين في يوم واحد، ثم نومت في المستشفى، وبعد ثلاثة أيام خرجت، ووصف لها دكتور الباطنية ثلاث حبات تجريتول 200 مع الاستمرار على لامكتال حبة ونصف مرتين.
راجعنا دكتور المخ والأعصاب فقال: استمروا على ثلاث حبات تجريتول حتى تصل جرعة اللامكتال 100 جرام صباحا و100 جرام مساء، وبعد شهر تنقص من التجريتول نصف حبة أسبوعيا حتى يتم تغيير العلاج إلى لامكتال، فهل هذه الطريقة صائبة؟ وهل عملنا صحيح وستتوقف -بإذن الله- التشنجات؟ وبماذا تنصحنا هل نستمر على التجريتول أم نغير إلى لامكتال أم ماذا نعمل؟ وهل اختلاط وكثرة العلاجات تعطي الجسم مناعة وقد لا يستجيب للعلاج؟
وهل كثرة الأدوية تؤثر على الدماغ والمخ؟ وهل نقص فيتامين دال والكالسيوم والمغنيسيوم لها دور في التشنجات؟ وأيهما أفضل برأيك يا دكتور التجريتول أم اللامكتال؟ علما أنها معلمة، فهل تستمر بالتدريس وهي على هذه الحالة؟
الله العليم أني في حالة نفسية سيئة، وقلة نوم، وقلق رثاء لحالة زوجتي.
جزاك الله خيرا على ما تقدم وجعله الله في ميزان حسناتك.
لا تنسانا من دعواتك يا دكتور.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمد عبد الله عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرض الصرع منتشر، وله نسب معروفة ومحسوبة، وهو مرض يعالج بفضل الله تعالى علاجًا شافيًا وكاملاً بشرط أن يلتزم المريض بالعلاج، وتكون الجرعة صحيحة، وتكون هنالك متابعة مع الطبيب المختص.
أفضل الأطباء الذين يتابعون حالة زوجتك هو طبيب الباطنية المختص في أمراض الأعصاب، هؤلاء هم الأفضل، وحتى وسط الأطباء الباطنية والأعصاب تجد من له تخصص فرعي في مرض الصرع.
فيا أخي الكريم أنت تعيش في بلد طيب، وفي إمكانيات طبية ممتازة، فحاول وبقدر المستطاع أن تهيأ لزوجتك أحسن الظروف العلاجية.
بالنسبة لموضوع الأدوية: هنالك عدة أنواع من الأدوية، هذه الأدوية تستعمل في بعض الأحيان مفردة – أي دواء واحد – بجرعة صحيحة، وهذا تقريبًا يفيد حوالي ستين إلى سبعين بالمائة من مرضى الصرع، وحوالي عشرين بالمائة من مرضى الصرع يتطلب إعطاؤهم دوائين، وحوالي عشرة بالمائة ربما يحتاجون إلى ثلاثة أدوية.
الهدف من علاج الصرع هو ألا تحدث نوبات، وحين تتوقف النوبات لمدة ثلاث سنوات، فهنا يتم تخفيف الدواء حسب بروتوكولات وضوابط معينة يقوم بها الطبيب.
من الأمور الجيدة جدًّا والمفيدة جدًّا أن يتم قياس مستوى الدواء في الدم، نحن نعرف أن عقار تجراتول يمكن أن تكون جرعته من أربعمائة إلى ألف ومائتي مليجرام في اليوم حسب استجابة المريض، وحسب مستوى الدواء في الدم، هذه كلها معروفة للأطباء.
الذي أراه ومن وجهة نظري المتواضعة أن اللامكتال وحده لن يكفي، وهذا معروف عن هذا الدواء بالرغم من جودته، إلا أنه دواء يُضاف ولا يُعتمد عليه وحده في علاج الصرع، خاصة أن زوجتك حدثت لها أكثر من نوبة، فتناول التجراتول مع اللامكتال في نفس الوقت أعتقد أنه إجراء صحيح، وبعد أن تستقر الحالة، مثلاً إذا ظلت الفاضلة زوجتك لمدة سنتين على الأقل بدون نوبات هنا يمكن للطبيب أن يتدخل لسحب اللامكتال مثلاً.
فيا أخي الكريم: نصيحتي لك ألا تستعجل أبدًا في سحب الدواء، واصل مع طبيب الباطنية والمخ والأعصاب، ويا حبذا لو كان لديه تخصص فرعي في مرض الصرع. الأمر الآخر: كن مساندًا لزوجتك، ليس هنالك ما يدعو إلى السأم أو اليأس، هذا مرض عادي، لا يشكل أي وصمة اجتماعية، لن ينقصها شيء أبدًا، ومن حقها ويمكنها أن تقوم بدورها كاملاً في الحياة، أرجو أن تبلغها هذا.
هنالك نقطة أود أن أشير إليها، وهي أن الكثير من مرضى الصرع يصابون أصلاً بعسر المزاج، وفي مثل هذه الحالة إذا كانت الأعراض شديدة ومطبقة ومعيقة فيقوم الطبيب بإعطاء دواء بسيط لتحسين المزاج وإزالة القلق، وهنالك أدوية كثيرة معروفة في هذا السياق، من أفضلها عقار (استالوبرام) والذي يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس).
لا أريدك بالطبع أن تقوم بهذه الخطوة - أي أن تُعطي زوجتك مضادا للقلق والاكتئاب – فربما يكون أمر المساندة والاستبصار وأن تتفهم وضعها ربما يكون هذا كافيًا، أما إذا كانت الأعراض اشتدت عليها أو أطبقت فهنا بعد التشاور مع طبيبها المعالج ليس هنالك ما يمنع إضافة أحد ملطفات ومحسنات المزاج البسيطة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لها العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ | 3588 | الثلاثاء 07-07-2020 06:38 صـ |
أعاني من تشنجات في الرقبة ورعشة في الفم والأكتاف! | 1578 | الأربعاء 10-06-2020 06:13 صـ |
ما علاقة الرعشة وضيق التنفس بمرض الصرع الجزئي؟ | 3474 | الثلاثاء 12-05-2020 06:23 صـ |
أعاني من الوسواس والقلق ونوبة الصرع، ما علاج حالتي؟ | 3494 | الاثنين 04-05-2020 05:51 صـ |
نوبة صرع عابرة، هل ستعود من جديد؟ | 2118 | الثلاثاء 28-04-2020 02:36 صـ |