أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : وُجِّه لي كلام بذيئ فأصبت بالاكتئاب الشديد!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفكر في الكتابة لكم منذ فترة طويلة, ولكن الذي يمنعني هو طول الرسالة, إذ كيف يمكن اختصار رحلة المرض الطويلة في صفحة واحدة؟
عمري الآن -يا سيدي- 40 عاما, بدأت قصتي مع المرض عندما كان عمري 20 عاما, ووقتها كنت شابا رائعا, مما أثار غيرة أحد أصحابي, وكان شخصا (سيكوباتيا), حيث قام هذا الشخص بتوجيه كلمات قاسية لي تتعلق بعيب بسيط في وجهي, ورغم أنني لست دميما إلا أن هذا الشخص صور لي أنني أقبح إنسان في العالم, وأنني لا أستحق الحياة, بعدها بدأت الأعراض المرضية بالظهور, وكانت الأعراض تتمثل في:
تشوش كبير في التفكير والتركيز, حزن شديد, اكتئاب, احتقار شديد للذات, أحس وكأني في عالم آخر, تدني في المستوي الدراسي, فقدان الدافع, ولكن لم تكن توجد هلاوس أو ضلالات, ووقتها لم أكن أعرف شيئا عن المرض النفسي, غير أني كنت أعرف أن شيئا كبيرا قد حدث.
ذهبت إلى طبيب نفسي في مستشفى طلبة الجامعة, وظل الطبيب يتحدث معي بعض الوقت, ثم طلب مني مقابلة والدي, وفي هذا الوقت كانت علاقتي بوالدي متوترة جدا, ولم أستطع إخباره بشيء, وكتب لي الطبيب دواء تفرانيل, استخدمته لمدة شهر واحد, وشعرت ببعض التحسن في المزاج, وهو ما جعلني دائما أعتقد أن حالتي هي اكتئاب, ولكن ظلت باقي الأعراض كما هى.
وبعد ذلك استطعت إكمال دراستي الجامعية بصعوبة شديدة, وبمساعدة دواء موتيفال, حيث كنت أتناوله أيام الامتحانات, وكان يسيطر على الحالة بشكل معقول, وتمكنت من إنهاء الدراسة بصعوبة وعمري 28 عاما, وبعد إنهاء الدراسة وجدت نفسي غير قادر على إنجاز أي شيء, واكتفيت بالجلوس في المنزل, مما كان يعرضني لضغوط شديدة تسببت فيما بعد بإصابتي بحالة من أسوأ حالات الاكتئاب.
المهم أنني بعد إنهاء الدراسة حاولت العلاج, ولكن حظي كان سيئا مع الأطباء, ومع الأدوية, أول طبيب كتب لي نوعين من الأدوية, هما: تريبتزول, وريسبيردال, وتسبب الدواء في إصابتي بصداع شديد؛ مما أجبرني على وقف العلاج, بعد ذلك ومع استمرار جلوسي في المنزل تعرضت لحالة من الاكتئاب الشديد, يتطلب الخروج منها تناول كمية هائلة من الأدوية, ودواء واحد كان هو المؤثر, وهو انفرانيل, وجميع أدوية ( SSRIs ) لم تكن مؤثرة.
كل هذا العمر يا سيدي وأنا لا اعرف تشخيصا محددا للحالة, وأخيرا ومنذ سنتين ذهبت لطبيب وسألته عن تشخيص الحالة فقال إنها بين فصام سلبي أو وجداني, وكتب لي دواء ريسبيردال 4 مجم واريببركس 30 واكينتون, ورفض إضافة دواء للاكتئاب, لم أشتر الدواء, ولم أتناوله, وذلك لخبرتي السيئة بالأدوية, وخوفي من تدهور الحالة إلى الأسوأ.
وأريد أن أسال أسئلة كثيرة, بماذا تنصحني؟ هل أحاول العلاج مرة أخرى على أمل حدوث تحسن أم أرضى بحالي؟ حيث إنني أستطيع القيام بالأعمال المنزلية, ورعاية والدتي المسنة, وهل تقترح إضافة دواء للاكتئاب أم يكون دواء للفصام فقط؟ وهل تنصح بتناول دوائين معا ريسبيردال واريببرازول أم دواء واحدا؟ وهل سيكون تناول الدواء مدى الحياة؟ خاصة وأنه مع تناولي للأدوية النفسية تتلاشى تماما الغريزة الجنسية.
أنا مستعد للإجابة على أي أسئلة.
مع جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد عرضت نفسك بصورة رائعة جدًّا، وحقيقة لا أعتقد أن إنسانا يعاني من فصام يستطيع أن يعبر عما بذاته بهذه الطريقة الواضحة والجيدة والمتميزة, أنا لا أقول لك هذا من قبيل أن أطمئنك، لكنها حقيقة علمية، لأن أكبر مؤثرات الفصام السلبية هي على الفكر، وكثيرًا ما يوصف تفكير الفصاميين بأنه فكر مشتت وضحل، والبعض يسميه بالفكر العهنِ (القطن) أو بالفكر السرابِ، يرى الإنسان أمامه شيئًا ولكنه لا يستطيع أن يتحسسه أو يستفيد منه، وهذه من وجهة نظري مهمة جدًّا في تشخيص مرض الفصام، خاصة ما يعرف بالفصام السلبي.
بعضنا كأطباء يكتفي بالعزلة الاجتماعية, وافتقاد الفعالية, كمؤشرات, أو معايير لتشخيص الفصام السلبي، لكن من وجهة نظري –المتواضعة– أنا لا أعتقد أن ذلك كافيًا لتشخيص الفصام, الذي أراه أن حالتك قد بدأت معك كنوع من عدم القدرة على التكيف, أو التوائم مما ذكره لك الشخص حول شكلك، وهذه كانت لها حقيقة ردة فعل عنيفة على كيانك ووجدانك، وبعد ذلك دخلت في المزاج الاكتئابي، ولا بد أن تكون على مستوى العقل الباطني تسأل نفسك (هل أنا ذميم أم لا، هل ما ذكره لي هذا الشخص صحيح أم خطأ) وهكذا، وهذا بالطبع أيضًا له تبعات سلبية على أدائك النفسي.
بالطبع الأخ الطبيب الذي قام بفحصك هو في موقف وموقع أفضل مني، لأنه قد قام بمحاورتك، والملاحظات في أثناء المقابلة مهمة، ليس فقط محتوى الكلام، فربما يكون أيضًا ذكر موضوع الفصام من خلال قناعاته الشخصية، لكني فيما أراه هو أنك أفضل من أن تكون فصاميًا حقيقة –مع احترامي لكل الذين يعانون من هذه العلة أسأل الله لهم العافية والشفاء-.
أنا أرى أن المكون الاكتئابي واضح في حالتك، وأعتقد أنه من حقك أن تذهب وأن تناقش الطبيب في ذلك.
بعض الحالات قد تكون هنالك أعراض مختلطة ما بين ما هو فصامي وما هو اكتئابي، ونعرف أن العلاقة بين الاثنين وطيدة جدًّا، حتى كلمة ما يعرف بالفصام الوجداني أو (الوجدان الفصامي) متداولة في بعض الأحيان، لكن هؤلاء المرضى لا بد أن يتم إعطاؤهم مضادات الاكتئاب بجانب مضادات الذهان، هذا هو المتفق عليه.
عمومًا أرجو أن تراجع الطبيب، وأرجو أن تناقشه، وبالنسبة لمضادات الاكتئاب: أعتقد أنك بحاجة إليها، وربما يكون عقار (ولبيوترين) -الذي يعرف علميًا باسم (ببربيون) والذي ليس له تأثيرات سلبية على الأداء جنسي- ربما يكون دواء جيدا بالنسبة لك جدًّا، وربما تحتاج أيضًا لجرعة بسيطة من عقار (كواتبين) –هذا اسمه العلمي– ويعرف علميًا باسم (سوركويل) هو دواء يعرف عنه أنه مضاد للذهان، لكن في ذات الوقت محسن جدًّا للمزاج.
أعتقد هذا هو الذي أود أن أقترحه عليك، وفي ذات الوقت أرجو أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تؤهل نفسك من خلال حسن إدارة الوقت، لأن حسن إدارة الوقت يعني حسن إدارة الحياة، وجزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمر رعاية والدتك، وأعتقد أنك يمكن أن تقوم بأكثر من ذلك، فمقدراتك واضحة، والحمد لله تعالى أنت لا تعاني من أي افتقاد للمهارات، أو تفتت في الشخصية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب، وكل عام وأنتم بخير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من أعراض نفسية، هل أنا مصاب بالفصام؟ | 1469 | الأحد 28-06-2020 02:44 مـ |
أشك بأني مصابة بالفصام.. | 2302 | الاثنين 27-04-2020 03:41 صـ |
أعاني من الفصام.. وأريد علاجا يساعدني | 2459 | الثلاثاء 21-04-2020 04:52 صـ |
هل أنا مصاب بالفصام؟ | 5628 | الأربعاء 12-02-2020 04:14 صـ |
أخي انغلق على نفسه وأصبح انطوائيا، ولا يرى نفسه مريضا! | 3889 | الأحد 09-02-2020 01:03 صـ |