أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الحالة النفسية للطفل وكيف ينبغي أن تكون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحالة النفسية عقدتني، والذي يضايقني أكثر أن أحدا من العائلة يقول: أن فيّ حالة نفسية، وعدم الثقة في النفس تجعلني أغضب بسرعة، وإذا غضبت أحسن طريقة أجدها الضرب بدون مقدمات، وأكره الإنسان حتى إذا أخطأ ولو بشيء بسيط، وأحب أن أجلس لوحدي مدة طويلة دون أن يشعروا أهلي بذلك، وأحاول أن أعمل خططا حتى أعذب أخي الأكبر مني بسنة، وفي بعض الأحيان أبكي على أشياء تافهة، مثلا إذا مر أخي من عندي أو ضرب الكمبيوتر برجله يضايقني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سديم العنزي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، ويسعدنا تواصلك معنا.
إن الكثير مما تمرّين فيه يعتبر محطات طبيعية في فتاة في عمرك تختبرين الحياة، وتتعرفين من خلال نموك على نفسك وعلى الآخرين من حولك، وتتعرفين على نقاط الضعف عندك ونقاط القوة، وتتعرفين على كيفية تعاملك مع نفسك, ومع الناس, ومع الآخرين، ومع الحياة عموما.
وأرجو منك أن تتحلي ببعض الصبر، وأن لا تتسرعي في إصدار أحكام نهائية عنك، وعن صفاتك وطباعك، فما زال أمامك الكثير من الوقت لتتضح لك الأمور، وتكيّفين نفسك بالطريقة التي تريدين.
فمثلا الفرد من الأسرة الذي يناديك ويصفك بأن لديك حالة نفسية، فبالرغم من أن هذا غير جميل ومزعج، إلا أن هذا سيدربك على تحمل هجمات الآخرين عندما تتعرضين لمثل هذا من قبل الآخرين والبعيدين عنك، وأنت من خلال هذا تتعلمين التكيف مع مثل هذه المواقف، وكيف تردين وتدافعين عن نفسك، طبعا بالرغم من أن هذا غير مريح عندما يحدث معك. وكما يقولون إن الريح التي لا تقتلع الشجرة فإنها تساعدها في تقوية عودها، وبحيث ستخرجين من مثل هذه الأجواء وأنت أقوى وأشد عودا.
وحتى فترات الجلوس منفردة مع نفسك هذا يعتبر من الأمور الطبيعية في حياة الشابات أمثالك، فأنت تحاولين أن تتعرفين على نفسك، وتتعرفين على شخصيتك وصفاتك، ولا شك أن هذا يحتاج أولا الاحتكاك بالآخرين، وثانيا لبعض الانفراد مع نفسك لترتيب أمورك.
وحتى بكائك فهو مرحلة من مراحل نموك, واكتشاف طريقة تكيّفك مع الحياة وصعوباتها وتحدياتها, أرأيت كيف يتعذب الطالب من الذهاب إلى المدرسة, ويتعب في حل مسائل الرياضيات, والفيزياء, والإعراب, وغيرها كثيرة، فهل هذا لمجرد تعذيب هذا الطالب, أم من أجل تقويته وتعرفه على هذه العلوم, وكيفية تعامله معها؟
وطبعا مما يعينك على كل هذا أمور كثيرة منها: إقامة علاقة جيدة مع بعض الناس في حياتك، سواء من داخل الأسرة أو خارجها، أو كلاهما معا، وكذلك تنمية عادات جيدة طيبة من استغلال الوقت بالأمور المفيدة كالهوايات المفيدة وخاصة القراءة والرياضة، فكل هذا من شأنه أن يعطيك العزيمة والقدرة على التحمل والممانعة في مواجهة ما يعترضك في حياتك.
فصبرا يا صغيرة، وحاولي أن تستمتعي بكل هذا، وكما يقال إن السعادة ليست محطة نسافر إليها، وإنما هي الرحلة نفسها، وكل ساعة وكل ودقيقة منها فرصة مناسبة للسعادة.
رعاك الله وحماك من كل سوء، وأعانك لتمرّي من خلال كل هذا وتكوني بالشكل الذي تحبين.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ابني بلغ سن المراهقة 13 عاما، كيف أوجهه لهذه المرحلة؟ | 1583 | الاثنين 13-04-2020 03:33 صـ |