أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أخاف من مخالطة الآخرين وأفكر بترك الوظيفة بسبب هذا الخوف

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كنت أعاني من رجفة عند الأكل أمام الغرباء قبل حوالي 10 سنوات، والآن لا أستطيع الأكل أمام أحد غير عائلتي، حتى صديقاتي لا أستطيع أن أزورهن، خوفاً من الأكل أو الشرب أمامهن؛ لأن جسمي يبدأ يرجف بقوة، وينشف حلقي، ويضيق صدري، وتطورت هذه الحالة حتى أصبحت أرتجف وينقطع صوتي عندما أتكلم مع الغرباء أو الموظفين في العمل، وتنازلت عن منصبي لأنني أخاف أن أواجه اللجان والزوار، علماً أنني مهندسة، وحتى معاشي لا أستطيع أن أستلمه؛ لأن جسمي يبدأ بالارتجاف، وليس لدي سبب لهذا كله، أرجو مساعدتي، فأنا أفكر حالياً بترك الوظيفة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من الأرجح أن ما وصفته يقع تحت عنوان الرهاب الاجتماعي، أو القلق الاجتماعي، وهو من أكثر أنواع القلق انتشاراً بين الناس، وإن كان الكثير منهم لا يتحدثون عنه، بسبب الوصمة الاجتماعية أو ما يسمى الخجل الاجتماعي.

من أهم أعراض هذا القلق الاجتماعي اضطراب الشخص وانزعاجه وقلقه، وارتباكه عند محاولة الحديث مع الناس، أو تناول الطعام أمامهم، وشعوره بأن هذا الأمر صعب جداً، وبأنه سيفشل في هذه المحاولات، وبأن الناس سيسخرون منه ومن صعوباته هذه، ويترافق هذا الخوف عادة بالعديد من الأعراض، كالشعور بالارتباك، واحمرار الوجه، والسخونة، وجفاف الفم، وتسارع نبضات القلب، وارتجاف اليدين، وربما التعرق ورجفة الصوت وتردده.

في الكثير من الأحيان قد لا نستطيع معرفة منشأ هذا الخوف، بينما نستطيع ذلك في بعض الحالات، وقد يعود لمرحلة الطفولة -كما هو الأمر في حالتك-.

اسمحي لي أن أقول لك مطمئناً: إنك لاشك ستتجاوزين كل هذا، وستنتقلين لما تريدين، والسؤال ليس فيما إذا كان هذا سيحصل أم لا، وإنما متى سيحصل؟ وخاصة أنك في هذا العمر الفتيّ، وكونك في وظيفة، مما يضاعف عندك فرصة النمو وتجاوز هذه المشكلة أو الصعوبة.

إننا أحياناً عندما نحاول أن نحصل على شيء، فإننا نجد هذا الشيء يبتعد عنا مسافات ومسافات، كما يحصل مثلاً عندما نريد أن نتذكر شيئاً، كاسم شخص نعرفه مثلاً، نجد أننا كلما بذلنا جهداً لتذكر اسمه، كلما أحسسنا بابتعاد هذا الاسم عنا، وبعد أن نعجز ونترك الأمر، ولو بعد دقائق، فجأة نجد الاسم قد أتى تلقائياً لذاكرتنا!

أريد منك أن تحاولي عدم التفكير كثيراً في هذه المشكلة، وأن تحاولي نسيانها، وكأن الأمور طبيعية، متذكرة طبعاً كثرة انتشار هذا القلق أو الرهاب الاجتماعي، والناس قد لا يلاحظون، أو يفكرون في أن هذه مشكلة، وربما ينسبونها إلى أنك ذات شخصية لطيفة وهادئة، والذي أتوقع حدوثه أنك وبعد مدة قليلة ستلاحظين أنك بدأت تسترخين، ورويداً رويداً لن تنزعجي كثيراً للأكل أمام الناس، وستلاحظين ارتفاع درجة ثقتك بنفسك، وكأن شيئاً لم يكن.

ارفقي بنفسك، وحاولي أن تبدئي بالمواقف الخفيفة، ولا بأس مثلاً أن تتناولي الطعام مع صديقة أو قريبة مقربة لك، ويمكنك حتى أن تصارحيها بأن لديك بعض الخوف من الأكل أمام الناس، فهذا الاعتراف والحديث يعتبر نصف العلاج، وهو بدوره سيعينك على تجاوز هذا الأمر، وهكذا حتى يزول الخوف لديك، ولن تبالي بعدد الجمهور الذي تأكلين أمامه!

وفقك الله، ويسّر لك الصعاب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1743 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1323 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2388 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1731 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ