أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من الآثار الانسحابية للأنفرانيل؟

مدة قراءة السؤال : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

جزاكم وأثابكم الله خيرا على هذا الموقع الأكثر من رائع.

الجنس: ذكر
العمر: 25
عدد الإخوة والمرتبة بين الإخوة: لي أخ واحد, وأنا الأكبر.

الحالة الاجتماعية: أعزب
الحالة الاقتصادية: المستوى ضعيف.
المستوى الدراسي : مؤهل عالٍ, بكالوريوس تجارة
هل تعاني من أمراض مزمنة؟: لا -والحمد لله-.
هل تدمن على: التدخين أو المخدرات أو القهوة والمنبهات؟: لا -والحمد لله-.
ما مدى رضاك عن شكلك الخارجي؟: راضٍ عنه -والحمد لله- رغم أني أسمر اللون, وقد واجهت مشاكل وأنا صغير بسبب لوني.

عمري 25 سنة, ومنذ الصغر وأنا أخجل من الناس, وقد واجهت الكثير من المشاكل في مرحلة الطفولة التي كان لها تأثير سلبي علي.

أتذكر في أيام المرحلة الإعدادية بأني كنت أترك الدراسة هربا, وأذهب إلى والدتي في عملها, وأظل أبكي وأقول لها: إني لا أريد أن أتركها, وأحيانا كنت أشعر بشعور غريب -أني لا أستطيع أن آخذ نفسا مع ضيق في الحلق- واستمرت هذه الأعراض الغريبة إلى أن وصلت الصف الأول ثانوي, ولكنها ذهبت مع البلوغ, وانشغالي بالدراسة, وقد كنت أحلم بدخول الكلية الحربية, ولكني لم أستطع اجتياز الاختبار؛ بسبب رسوبي في الكشف الطبي, وذلك في عيادة القلب, وقد كانت مفاجئة, فذهبت إلى طبيب القلب في مستشفى خارجي, وقال لي: إن لديك صوت لغط في القلب, وذلك سوف يمنعك من دخول الكلية, وبدأت المعاناة بعد ذلك, هذا غير الاكتئاب, والإحباط, والإحساس بالفشل, وقد كان هاجس القلب -خاصة أني كنت أعاني آلاما في الجانب الأيسر من الصدر منذ الصغر, ولم أكن أهتم- وأعدت الكشف مرارا وتكرارا عند الكثير من الأطباء, وأجريت التحاليل, ورسم القلب, والموجات الصوتية على القلب, وقالوا لي كلهم:
إنه مجرد صوت, وليس لديك أي مرض عضوي في القلب,ولم أكن أصدق -خصوصا مع ترافق الألم في الجانب الأيسر بدون مجهود- ومضت الأيام, ودخلت الكلية, وفي الفرقة الثالثة حدث لي حدث غريب, فقد أحسست بينما كنت في البيت بتسارع في ضربات القلب, وتعرق, وعدم انتظام بالتنفس, ولم تكن والدتي بجانبي, وكان معي أخي الصغير فأخذته وركبنا سيارة الأجرة لكي أصل إلى والدتي التي كانت عند والدتها, وطول الطريق وأنا أتصبب عرقا, وضربات القلب في ازدياد, لدرجة أني لم أشعر بجسدي, وعندما وصلت لأمي وذهبنا الطوارئ, وأخذت حقنة, ووضعوا لي الأوكسجين, وأوصى الدكتور بأن أراجع طبيب القلب, وبالفعل راجعته, وقال لي: لا يوجد لديك أي شيء, ومن ساعتها وأنا مضطرب, ولا أستطيع حمل شيء, أو بذل أي مجهود, كنت معذبا حتى بحثت في الإنترنت, ووجدت أن حالتي مطابقة(panic attack) فقررت الذهاب إلى طبيب نفسي, وبالفعل ذهبت, وشرحت له الحالة, وكيف أني اكتشفت أنها
مشابهة لحالتي, فقال لي: فعلا هي (panick attck) وأعطاني دواء (البرازولام), ودواء آخر, وفعلا تحسنت حالتي جدا, وسحبني من البرازولام, وأعطاني توفرانيل.

مدة العلاج كانت حوالي 5 أشهر, وبالفعل تحسنت جدا, ثم حدثت لي (panic attack) مرة أخرى بعد أن تركت الدواء, وعدت إلى الطبيب وبدأ معي نفس العلاج, وتحسنت, لكن التفرانيل لم يكن متوفرا في السوق, فكتب لي(anfranil) واستمررت عليه مدة 6 أشهر, وهو دواء فعال جدا, رغم آثاره الجانبية, حاولت الخروج من الإنفرانيل, ولكني لا أستطيع, كنت آخذ 3 حبات 25 ملجم, وبالتدريج وصلت إلى حبة يوميا, ثم حبة يوما بعد يوم, وهكذا حتى تركت الدواء, والآن لي حوالي 3 أسابيع تارك الدواء, لكني أعاني من أعراض انسحابية شديدة منها:-

1- أشعر بكهرباء في المخ, وقرأت عنها في النت, واسمها (brain zap) وهي إحدى أعراض أدوية الاكتئاب.

2- ضيق, وعصبية, وقلة تركيز.

3- لا أستطيع النوم.

4- اضطرابات في المعدة, وأشعر أني أريد أن أتقيأ.

5-صداع.

أنا قلت للدكتور: إني أريد الانسحاب من الدواء, وجربت الانسحاب, وشعرت بهذه الأعراض, فقال لي: إنه سوف يعطيني (إنفرانيل 75) حبة واحدة مساء, ومعه (فافرين 50) حبة واحدة مساء لمدة شهر,أنا لا أعرف لماذا رجع لي المرض!, وأنا لا أجد المال الكافي لشراء الدواءين -علبتين من كل دواء في الشهر يعنى حوالي60 جنيها- فأنا لا أعمل, ولا أريد أن أحمل البيت عبئا؛ لأني أحس أنهم ملوا مني, وخائفون من الدواء الذي أتناوله كل فترة.

أنا تركت الدواء, وأقاوم نفسي, وهم يشعرون أني متعب ماذا أفعل؟
هل ستزول هذا الأعراض الجانبية؟ ومتى؟

وأنا في آخر 6 شهور كنت آخد الإنفرانيل فقط, رغم أن الكل يقول: إن الإنفرانيل ليست له أعراض انسحابية, وأنا مللت وتعبت, خصوصا من الكهرباء التي في المخ وتصل إلى جميع أجزاء جسمي, وكل يوم تزيد, أنا لا أدري ما أفعل؟

أنا آسف للإطالة, وأرجو أن تردوا علي بالجواب الشافي -بارك الله فيكم-؛ لأني لا أريد أن آخذ دواء مرة أخرى.

شكرا لكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنشكرك كثيرًا على رسالتك التفصيلية، وقد أعجبتني تمامًا مقدمتك التعريفية، وهذا يدل على خبرتك في التعامل مع الأطباء النفسيين.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأتفق معك أن حالتك هي حالة قلقية، بدأت بنوبات الهرع أو الهلع، وتخوفك المبكر من المدرسة, ومحاولة أن تكون دائمًا بالقرب من والدتك هو نوع من قلق الفراق, أو خوف الفراق، ويعرف أن حوالي أربعين إلى خمسين بالمائة من الذين يمرون بهذه الخبرة أو التجربة في الطفولة يعانون مستقبلاً من الرهاب الاجتماعي, أو من نوبات الهرع.

عمومًا مثل هذه الحالات أصبحت الآن منتشرة جدًّا، لذا فإننا نعتبرها بسيطة -حتى وإن كانت مزعجة لدى أصحابها-.

العلاج السلوكي الذي يقوم على تفهم طبيعة الحالة, والحرص على التطبيقات السلوكية, خاصة ممارسة الرياضة, وتمارين الاسترخاء, والتفكير الإيجابي، وأن يجعل الإنسان قيمة لحياته، وأفضل هذه القيم التي يجب أن يحرص عليها الإنسان التمسك بدينه والعمل, وأنا أدعوك لأن تكون حريصًا على الحصول على عمل؛ فالعمل هو وسيلة تأهيلية نفسية واجتماعية مهمة جدًّا.

بالنسبة للعلاجات الدوائية: من الواضح أن استجابتك استجابة ممتازة، والأنفرانيل والتفرانيل هي مجموعات من الأدوية مشتقة مما يعرف بمضادات الاكتئاب ثنائية الحلقات، وهي ذات فعالية ممتازة أيضًا لعلاج القلق, والتوترات, والمخاوف, والأرق، وتعتبر هي الجيل الأول لعلاج مثل هذه الحالات، بعد ذلك ظهر الجيل الثاني, وكذلك الجيل الثالث من الأدوية التي تعرف بمضادات استرجاع السروتونين الانتقائية، وكذلك مانعات استرجاع السيروتونين والنورأدرانين الانتقائية كجيل ثالث من هذه الأدوية.

بالنسبة للآثار الانسحابية: هذا كلام فيه الكثير من اللغط, واختلاف في وجهات النظر، لكن الذي نقول: إنه أقرب للحقيقة أن بعض الناس لديهم القابلية لأن تحدث لهم أعراض انسحابية من الأنفرانيل, وهي ليست انسحابية بالمفهوم العضوي الإدماني، لكنها آثار انسحابية بالمعنى النفسي، وأنا شاهدتُ الكثير من الحالات التي عانى أصحابها من الدوخة, والتعرق, والرجفة, وكذلك الشعور بما يشبه الصعق الكهربائي، هذه الحالات أحيانًا تستمر حتى ثمانية أسابيع، ولكنها قطعًا تكون متلاشية بمرور الوقت.

فيظهر أنك أحد هؤلاء الذين يعانون من مثل هذه الحالات، وأنا أؤكد لك أن الأمر بسيط جدًّا، وسوف تختفي الحالة -إن شاء الله-، وكي تساعد نفسك بالحصول على الشفاء السريع -بإذن الله تعالى- عليك أن تمارس الرياضة؛ فالرياضة مهمة جدًّا لدرأ هذه الآثار الانسحابية، وفي ذات الوقت تناول جرعة بسيطة من عقار دوجماتيل - والذي يعرف علميًا باسم سلبرايد – ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة صباحًا, وأخرى مساءً، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك اجعلها كبسولة واحدة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء, وهذا دواء جيد جدًّا للتخلص من مثل هذه الحالات.
وبعض الناس أيضًا يستعملون عقار فلوزاك – وهو البروزاك, والذي يعرف علميًا باسم فلوكستين – تناوله يوميًا بجرعة كبسولة واحدة لمدة أسبوع، ثم كبسولة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، وهو يعتبر أيضًا من المساعدات الممتازة جدًّا للتخلص من الآثار الانسحابية التي قد يسببها الأنفرانيل والأدوية المصاحبة، وذلك بجانب ممارسة الرياضة، والقناعة بأن هذه المرحلة هي مرحلة متغيرات عابرة ومؤقتة.

وبعض الناس أيضًا يستفيد كثيرًا من عقار أتراكس – والذي يعرف علميًا باسم هيدروكسزين – بجرعة عشرة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين فهو يقلل أيضًا من وطأة الآثار الانسحابية.

إذن الوضع -إن شاء الله- بسيط جدًّا، ويمكنك أن تنتهج أي من المناهج التي ذكرناها لك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2544 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 3060 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6647 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 2006 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3207 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ