أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من الوساوس ومخاوف الموت وأوازن بين حياتي؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كيف أوازن بين حياتي الدينية والدنيوية؟ فأنا ملتزمة، لكن للأسف أميل للحزن والخوف ولا أعمل شيئاً بحياتي سوى العبادات، لا أفرح كثيراً، دائماً أخاف من الموت، لمَ أفرح وأعمل وأنا سوف أموت يوماً ما وبأي لحظة، أخاف كثيراً، هي وساوس بالتأكيد، تعبت جداً، كلما أفرح أفكر بالموت وأحزن كثيراً وأرجع كما كنت، حتى خطبتي لم أفرح كثيراً بها، فرحي دائماً يمتزج بالخوف من الموت، ومن المرض، من الفقدان، تعبت كثيراً، أريد أن أعيش حياتي برضا ربي، ساعدوني أرجوكم ودائما أقرأ عن الوفيات وعن الحوداث، فهناك شيء ما يقودني إلى قراءتها، أرجوكم أريد حلاً.
وسؤالي الأخير: كيف الإنسان يستعد للآخرة من أعمال؟ أو ما هي الأعمال التي تدخله الجنة ويستعد بها للآخرة؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يتيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلاً بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يثبتنا وإياك والمسلمين على الطاعة.
لقد قرأتك من خلال رسائلك وعرفت طبيعة معاناتك بعد موت والدك وتحملك المسؤولية، وما أنت فيه أمر طبيعي، لا ينبغي قط أن تقلقي منه، بل يجب عليك أن تفخري بنفسك وما قدمتيه، وأن تحمدي الله الذي صانك وحصنك ورزقك الجلد والصبر.
الأخت الفاضلة: لقد جبل الإنسان على حب الحياة والتمسك بها والخوف من الموت، بل وكراهية الموت، وهو شعور يشترك فيه العامة جميعاً ذكوراً وإناثاً، مهتدين وغير مهتدين، مسلمين وغير مسلمين، لأنها طبيعة فطرية مركبة في جنس البشر، ولقد ذكرت عائشة أم المؤمنين أن البشر يكرهون الموت وأقرها النبي على قولها، ففي الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، فقالت عائشة رضي الله عنها: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك - أي ليس الأمر كما فهمت - ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشّر برضوان والله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه - أي من الجنة والنعيم - فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضره الموت بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاءه الله وكره الله لقاءه) فالنبي أقر بقولها وأخبرها أن المقصود كراهية اللقاء عند الموت.
وإذا كان الأمر طبيعياً عند الناس فإن وضعك الاجتماعي وطبيعتك النفسية التي تميل إلى العاطفية بطريقة كبيرة هي التي جعلت الأمر يزيد قليلاً عندك.
وأحب أن أخبرك أيتها الفاضلة أن ثوابك عند الله بما قدمته وما عانيت منه لن يضيع هباء، والله لا يبتلي إلا من يحب من عباده لمكانتهم عنده، ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيم القدوة الحسنة، وأما طريقة الوصول إلى الحد المعتدل من الخوف فعليك بعدة أمور:
1- الإيمان بأن لقاء الله عز وجل غاية كل محب، فالموت ليس نهاية مرحلة، بل هو بداية راحة للصالحين والصالحات، وأحسبك - إن شاء الله - منهن.
2- إن الطالب في الثانوية يقلق كثيراً من الامتحان، لكن يسهل عليه الأمر تذوق طعم النجاح، والأمر يهونه علينا طلب الجنة ولقاء الله والأنس به، فتلذذي بهذا حين تتذكرين مرارة الامتحان.
3- وسوسة الشيطان الذي يريد إيقاعك في الأحزان والهموم المتصلة ليفسد عليك حياتك كلها، كما قال تعالى: {ليحزن الذين آمنوا} وقد وصف الله الإنسان بأنه جزوع، قال تعالى: {إِنَّ الإنسان خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً*وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً} والمعنى أنه يخاف الشر ويحذره، وربما يحزن المرء ليكسل عن طاعة ربه بالهموم المتصلة {ليحزن الذين آمنوا}.
4- اجتهدي في أن يكون لك عمل اجتماعي مع بعض الأخوات الصالحات، أو على الأقل أن تكون لك صحبة صالحة.
فعليك بكثرة الاستعاذة من الشيطان {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وعليك بكثرة الصلاة، فإن الله بعد أن ذكر هلع الإنسان وجزعه قال تعالى: {إلا المصلين * الذين هم على صلاتهم دائمون} فالدوام على الطاعة والاستمرار على الصلاة والذكر يقوى المرء ويثبته، بل ويجعل اشتياقه للقاء الله سالماً أكثر.
وفي الختام شكر الله لك ما قدمت لنفسك ولأهلك ولدينك، ونسأل الله أن يثبتك على الحق، وأن يرزقك قوة نور من عنده تلج غياهب الظلمات، وأن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |