أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من الخوف من الأماكن المغلقة والارتباك عند مواجهة أشخاص جدد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود التوصل لحل لمشكلتي والتي هي:
1. الخوف والشعور بالقلق عند الجلوس في الأماكن المغلقة، مثل الشقة أو الفندق، بالإضافة إلى الشعور بالاختناق والقلق، وبعض الأحيان لا أستطيع النوم والتفكير بما سيحدث إذا واجهت حريقاً أو أي شيء أخر، كما أني لا أستطيع الجلوس في السيارة في المقعد الأخير؛ وذلك لأني اشعر بنفس الشعور.
2. حديثا ظهرت علي أعراض كانت غير موجودة معي من الأساس، وهو عند تقديمي لعرض في الجامعة أبدأ بالتعرق والارتباك والشعور بشيء غريب، بالإضافة عند ملاقاتي لأصحاب جدد تبدأ يداي بالإرتجاف، ويتبين علي أعراض أني أريد البكاء من الارتباك، ولكن أمررها عن طريق الضحك المستمر، لكن الرعشة تبقى في يدي، فما هو الحل الأمثل لمشكلتي، فأنا عاجزة تماما عن حلها.
ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالتك هي إحدى حالات القلق النفسي العام، وتنحصر حالة القلق لديك في المخاوف، فالمخاوف التي لديك هي مخاوف من الأماكن الضيقة، وهذا نوع من المخاوف المعروفة جدًّا، وتعتبر من المخاوف البسيطة، وبما أن التاريخ الطبيعي للمخاوف هو إما أن تختفي تلقائيًا أو تظهر في شكل مخاوف جديدة، والذي حدث لديك هو أن المخاوف لديك تطورت أو تغيرت إلى ما يمكن أن نسميه بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، والذي يُقصد به ظهور أعراض الخوف خاصة الأعراض الفسيولوجية في أثناء المواجهة، فالتعرق هو أحد هذه الأعراض، وكذلك الارتجاف والشعور بالتلعثم والذي قد يأتي لبعض الناس.
بصفة عامة: المخاوف بسيطة وإن كانت مزعجة، وعلاجها دائمًا يكون من خلال مواجهتها، صاحب المخاوف يكون لديه أفكار خاطئة جدًّا حول مقدراته، والتخوف الأساسي الذي يسيطر عليه هو أن النتائج سوف تكون كارثية عند المواجهة، وهذا ليس صحيحًا، وعندما يبدأ الإنسان في المواجهة سوف يحس بدرجة عالية من القلق، وحين يستمر في هذه المواجهة – وهذه مطلوبة جدًّا – سوف يبدأ بعد ذلك القلق في الانحسار والانخفاض إلى أن ينتهي تمامًا، لكن المواجهة يجب أن تكون متكررة، لا بد أن تكون مستمرة، لا بد أن يكون هنالك صبر خاصة في الجلسات الأولى، لأن الهروب من موقف المواجهة يعزز المخاوف، وهذه حقيقة مهمة جدًّا.
الأمر الثاني هو: تحقير فكرة الخوف، ليس من الضروري أبدًا أن يقبل الإنسان أي مشاعر تأتيه، لا بد أن يناقشها، وهذا النقاش حين يكون نقاشاً منطقيًا سوف يصل الإنسان إلى النتيجة المرجوة وهي القناعة بأن هذه المخاوف سخيفة ولا داعي لها، فعليه أريدك أن تفكري في هذه المخاوف وتحقريها، وتقولي لنفسك (ما الذي يجعلني أخاف؟ لماذا لا أكون مثل الآخرين) وهكذا.
ثالثًا: تمارين الاسترخاء إذا تدرب عليها الإنسان بصورة صحيحة وجد أنها مفيدة في امتصاص القلق بصفة عامة، وحين ينخفض القلق ويقل معدله يحس الإنسان بالطمأنينة ويتحسن التركيز، ومن ثم تتحسن المواجهة، فأرجو أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، ويكون التدريب إما بواسطة أخصائي نفسي، أو من خلال تصفح أحد المواقع على الإنترنت التي توضح كيفية تطبيقها، كما أنه يوجدCD وأشرطة وكتيبات توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
نقطة أخرى هامة وهي: أن الإنسان حين يدير وقته بصورة صحيحة ولا يترك أي مجال للفراغ هذا يساعده كثيرًا في التخلص من مخاوفه.
بالنسبة للعلاج الدوائي فهو متوفر وموجود ويساعد كثيرًا، ويتميز الدواء بأنه يسهل على الإنسان كثيرًا الدخول في التمارين السلوكية التي تقوم على المواجهة والتي أشرنا إليها، لكن الذي لا يطبق هذه التمارين بصورة صحيحة يكون قابلاً للانتكاسة حين يتوقف من الدواء.
من الأدوية الجيدة والممتازة والمتميزة والمتوفرة في مصر عقار تجاريًا يعرف باسم (موادبكس)، ويعرف تجاريًا أيضًا باسم (زولفت) والذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) ويعرف علميًا باسم (سيرترالين).
أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة، تناوليها ليلاً بعد الأكل، وبعد شهر ارفعي الجرعة إلى حبتين – أي مائة مليجرام في اليوم – يمكن تناولها كجرعة واحدة في المساء، أو تقسّم إلى حبة في الصباح وحبة في المساء، وأيًّا كانت طريقة الاستعمال يجب أن تستمري على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا دواء مفيد جدًّا، وفعال جدًّا، وسوف يساعدك كثيرًا، بشرط أن تلتزمي بتناول الجرعة في وقته الصحيح.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
=====
للفائدة : يمكنك مراجعة الروابط التالي عن:
العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 )
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1324 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2389 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ | 1562 | الخميس 16-07-2020 06:08 صـ |