أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الصديق الصالح... وكيفية البحث عنه

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم
دكتور محمد.. كيف حالك؟
لدي سؤال مهم جدا أريد أن أجد له جواباً.

لماذا نختار أصدقاء قد يكونون غير جيدين أو نختارهم خطأ عند التعارف؟ لماذا عندما أختار صديقا تجده كل حياتك يقف معك، يتحدث معك، حتى وإن بعدت المسافات ما بينكم تريده أن يبقى معك للنهاية؟ ولكن لماذا نختار خطأ عندما أجده أحيانا تغير علي في تصرفاته أو بدأ لا يكلمني مثل ما كان، قد تعرف السبب وقد لا تعرف السبب الذي يمنعه من التكلم معك أو تسأل عنه فلا يجيبك، قد لا تجد العذر له وتسأل ما عذره! وتجده بعد أسبوع يتحدث معك ويتكلم وكأنه لم يكن شيئا، وتعفو من غير أن يقول لك السبب، وأكثر من مرة مثلا لماذا عندما أعطي أنا كل شيء لشخص أحببته من كل قلبي حبي وعطفي وحناني حتى أني أجده يستحق التضحية، ولكن أجد بعض الأحيان لا يجيبني أو لا يعيرني اهتماما، ودائما ما يتعبني، أريد أن أجد العذر له، ولكن أجد الشكوك والإحساس الشديد الذي في داخلي يجعلني أظن أنه ضائق مني بسبب عادي أو أي شيء، ربما لم تقصد أو تقصد بدون زعل.

سأعطيك مثالاً: أحببت فتاة وكنت أتمنى أن أتزوجها، ولكن لم يشأ أن يجمعنا الله تعالى، ولكن لا أعرف هل هي كانت تستحق مني هذا الحب؟ مع أن كل الدلائل تشير أنك فعلا إنسان جميل تستحق أن يحبك أحد ويتمنى أن يعيش معك صديق أو حبيب؛ لذلك قد تختار شريكة حياتك ولكن تجد في النهاية أنها ليست من نصيبك، مع أنك تستحق أن تكون لها ولكن لا تكون من نصيبك، وتحزن بشدة لماذا أجد ذلك دائما؟

أجد أشخاصا يستحقون أن تحبهم وتتمنى أن تكون معهم طول الوقت، ولكن تجد منهم تغيرا أو لا تجد أعذار كثيرة، ولكن لا تدري ماذا تفعل؟ لهذا أنا دائما أعاني من الحساسية الشديدة لأني أحببت شخصا لا أجد العذر المناسب له، مع أني أحاول ذلك، فلماذا نختار أصدقاء قد يكونون خيرا لنا، وقد نختار خطأ، وحتى وإن وجدت أن لدي أشياء ـ والحمد لله ـ تجعل الناس تحبني، ولكن لا أعلم من يستحق أن أضحي من أجل هذا الصديق كما أخبرتك في المثال!

أرجو منك يا دكتور أن ترد على رسالتي بكل صراحة، فأنا بحاجة لأرتاح.

والسلام عليكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الصداقة والعلاقة بين الناس مبدؤها ومنشؤها أن الإنسان كيان اجتماعي بطبعه، لكن اختيار الصداقات لا نستطيع أن نقول أن هنالك منهجية معينة على الإنسان أن يتبعها.

أنا من وجهة نظري أن خير الصداقة هي التي تقوم على مبدأ الإخاء في الله تعالى، هذه هي الأفضل، هذه هي الصداقة المؤسسة، هذه هي الصداقة التي يطمئن لها الإنسان، بخلاف ذلك نجد أن الصدقات قد تقوم على منافع، قد تقوم على مصالح، قد تقوم على مجاملات، قد تكون وقتية، قد تستمر، قد لا تستمر، وهكذا. ومرحلة الإنسان العمرية تحدد حقيقة نوعية صداقاته واهتماماته.

هنالك صداقات جيدة وتحدث من قبيل الصدفة، وهنالك صداقات سيئة تحدث بعد أن يكون الإنسان قد تدارس شخصية الطرف الآخر ولكن بالرغم من ذلك استمرت هذه العلاقة.

الأمر حقيقة معقد بعض الشيء، وأنا قناعاتي التامة أن التصادم يحدث بين الأصدقاء؛ لأن كل واحد منهم يريد أن يتعامل من خلال قيمه الشخصية، كل إنسان لديه قيم شخصية يريد أن يسيّر بها حياته، وفي بعض الأحيان يحاول أن يفرض هذه القيم على الآخرين لسيّرهم أيضًا من خلالها، هذا الأمر قد يكون على مستوى الشعور أو قد يكون على مستوى أن لا شعور.

أعتقد هذا هو الذي يجعلنا في بعض الأحيان نتصادق مع إناث نكتشف أنهم لم يكونون يستحقون هذه الصداقة، وهذا قد يكون ينطبق على المثال الذي ذكرته أيها الأخ الفاضل الكريم، الإنسان يجب أن يحاول أن يجد العذر للآخرين كما تفضلت وذكرت، أنا لا أدعو للتشاؤم لكن يجب على الإنسان أيضًا أن تكون توقعاته في حدود المعقول.

في بعض المرات تُبنى صداقات ويكون توقع أحد الأطراف أكثر مما يجب؛ ولذا حين لا يتحقق ما يريده يحدث الخذلان ويحدث الكدر، وتجد الإنسان يحس بالندم ويحاسب نفسه ويدخل في تفكير وسواسي.

أحد الأسباب الأفكار الوسواسية هي أننا نحاول أن نجد التفسير لكل شيء ونتعمق فيه بصورة دقيقة، ونحاول أن نبحث ما وراء الحقيقة وما وراء المعلومة، وأعتقد أنك قد أشرت إلى ذلك في بعض الفقرات التي وردت في رسالتك.

أنا لا أقول أنك تعاني من وساوس قهرية، لكن كثرة التحليل والنظرة الفلسفية حول العلاقات قد تدخلنا في شيء من الوساوس.

أخي الكريم: هذه هي الإجابة الصريحة جدًّا التي أريد أن أقولها لك، وفي نهاية المطاف كما تفضلت وذكرت يجب أن نجد العذر للآخرين، ندعم بعضنا البعض فيما نتفق فيه، ونعذر بعضنا البعض فيما نختلف فيه، وخير الصداقة هي الصداقة التي تقوم على الإخاء في الله تعالى، هذا يا أخي الكريم هو الأمر الأفضل، والصداقة التي تكون ما بين الأرحام والأقرباء دائمًا تكون أجود وتكون أفضل وتكون أفعل، والإنسان حين يلتقي مع شخص آخر مع تقارب في المزاج فيما بينهما، وتقارب في القيم الذاتية، هذا بالطبع هي العوامل الرئيسية والمطلوبة لاستمرار الصداقات والعلاقات.

أخي الكريم: الذي أنصحك به حين تبني علاقة مع أي إنسان يجب أن تكون توقعاتك في حدود المعقول حتى لا تصاب بالخذلان إذا حدث ما لم تكن تتوقعه، والإنسان أيضًا يجب أن يحاسب نفسه؛ لأننا كثيرًا ما نخفق في علاقاتنا وصداقاتنا نسبة لأخطاء فينا أو سوء تقدير دون أن نقصد، بمعنى آخر: قد تكون الأخطاء مشتركة؛ ولذا قد لا تستمر العلاقات وقد لا تستمر الصداقات في بعض الأحيان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أجيد التحاور مع الناس .. فكيف أكوّن الصداقات؟ 687 الاثنين 20-07-2020 04:25 صـ
لا أستطيع نسيان ذكرياتي مع زميلي الذي قاطعني. 786 الأربعاء 15-07-2020 05:18 صـ
كيف أرجع علاقتي مع صديقتي بعد انقطاع؟ 890 الأحد 05-07-2020 05:17 صـ
أشعر بنقص الاهتمام من أهلي، مما سبب لي الشعور بالوحدة. 782 الأحد 05-07-2020 03:28 صـ
ليس لدي مهارات اجتماعية، ولم أستطع تكوين صداقات! 1079 الأربعاء 01-07-2020 05:29 صـ