أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الخوف من الموت .. العلاج الكيميائي والسلوكي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ شهر ونصف حصلت لي حالة خوف شديدة جداً من الموت بعد أحداث مصر الأخيرة، ولم أستطع النوم، وأربط كل شيء في حياتي بالموت، وفي أوقات كثيرة تحدث لي نوبات خوف وهلع شديدة وكأن الموت أمامي، وأصبحت ملتزمة بعد هذه المحنة أصلي النوافل وأقرأ الأذكار، وكل همي رضا ربي، وقد حاولت كثيراً السيطرة على هذه الحالة بكل الطرق ولم أقدر! فبماذا تنصحونني؟ ولو يوجد دواء فأرجو وصفه لي؛ لأني تعبت كثيراً، وقصرت كثيراً في حق بيتي وزوجي.
أرجوكم أفيدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذا تفاعل نفسي ظرفي بسيط جدّاً -إن شاء الله تعالى-، فكثير من الأحداث الحياتية حتى وإن كانت جميلة قد تُثير لدى بعض الناس مشاعر نفسية سلبية، فالنوبة التي حدثت لك هي نوبة خوف شديد كما وصفتها، وهي تحمل سمات ما نسميه بنوبات الهرع أو الهلع، وهي بكل تأكيد مزعجة جدّاً للإنسان، وإن كانت ليست خطيرة من الناحية الطبية.
أيتها الفاضلة الكريمة: سعدتُ جدّاً أن أعرف أنك قد أصبحت أكثر حرصاً على أن تكوني في معية الله، وأن تؤدي صلواتك وأذكارك، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بذلك.
الذي أرجوه منك هو أولاً: أن تتأملي في موضوع الخوف، فالخوف جزء من المشاعر الإنسانية، وهو مطلوب في بعض الأحيان، لكن الخوف بهذه الطريقة خوف غير مبرر، لذا يجب أن تخاطبي نفسك: (لماذا أخاف بهذه الصورة؟ الموت حق، والخوف منه لن يزيد أو لن ينقص من عمري لحظة واحدة) ومثل الأحداث التي حدثت في مصر تحدث في كثير من الدول، والحمد لله كانت نتائجها طيبة، واسألي الله تعالى الرحمة للشهداء، وكوني إيجابية في تفكيرك حول هذه الأمور.
عليك أيضاً أن تستفيدي من وقتك، ولا تتركي مجالاً للفراغ ليسيطر عليك ويجعلك تسترسلين في هذه الأفكار القلقية والوسواسية.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أقول لك: نعم، بفضل الله تعالى توجد أدوية ممتازة وفاعلة ومفيدة جدّاً، أفضلها عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس) وهو من الأدوية السليمة والممتازة جدّاً، فقط يعاب عليه أنه ربما يكون مكلفاً بعض الشيء.
الجرعة المطلوبة في حالتك أن تتناوليه بجرعة عشرة مليجرام، تناوليها يومياً لمدة شهر، ويفضل تناولها بعد الأكل، ويمكنك أن تتناوليها في أثناء النهار، ولكن إذا شعرت بالنعاس أو الاسترخاء الزائد فتناوليها ليلاً، وبعد مضي شهرين ارفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً، واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك خفضيها إلى عشرة مليجرام يومياً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم إلى خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – واستمري عليها لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الفاعلة والممتازة جدّاً.
هنالك أدوية بديلة لهذا الدواء أقل تكلفة من الناحية المادية، وفعاليتها أيضاً جيدة، منها عقار يعرف تجارياً في مصر باسم (مودابكس) والذي يعرف علمياً باسم (سيرترالين) والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة – إذا كان هو اختيارك – ليلاً لمدة شهر، بعد ذلك ارفعيها إلى حبتين يومياً، يمكن تناولها كجرعة واحدة في المساء أو بمعدل حبة صباحاً وحبة مساءً، واستمري على هذه الجرعة العلاجية لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم إلى حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول هذا الدواء، وهو كما ذكرت لك دواء جيد ومفيد وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
من الضروري جدّاً أن تتمرني على تمارين الاسترخاء، وهي تمارين بسيطة جدّاً، ويمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت، أو تتحصلي على شريط أو كتيب من إحدى المكتبات في مصر، مثل مكتبة الأنجلو إذا كنت تعيشين في القاهرة، وسوف تجدين فيها الكثير من الوسائط التي توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء.
عليك أن تكوني إيجابية في تفكيرك كما ذكرت لك، وأن تهتمي ببيتك وزوجك، وأن تصلي رحمك، وأن لا تجعلي أبداً للفراغ وقتاً ليشغلك بهذه الأفكار السلبية، وللفائدة أكثر يمكنك مراجعة هذه الروابط حول العلاج السلوكي للخوف من الموت: 259342 - 265858 - 230225
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |