أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيظهر أن الذي تعانين منه هو لعثمة أكثر مما هو تأتأة، وهذه من الواضح أنها مرتبطة بحالة الانفعال النفسي والذي يظهر لديك في وقت المخاوف، وكذلك عند الزعل الشديد، وأيّاً كان الأمر تأتأة أو لعثمة فإن خط العلاج واحد تقريباً.

الإنسان يحاول أن يزيل الأسباب، وفي حالتك يجب أن نسعى لأن يقل لديك القلق والتوتر والمخاوف، وكذلك سرعة الغضب، هذه يتم التغلب عليها من خلال التعبير عن الذات، حاولي أن لا تحتقني داخلياً؛ وذلك من خلال التفريغ النفسي، أي عبري عن ذاتك أولاً بأول، خاصة في الأمور التي لا ترضيك.

وبالنسبة للغضب أرجو أن تتبعي ما ورد في السنة المطهرة، هذا علاج عظيم مفيد، غيّري مكانك عند الشعور ببدايات الغضب، غيّري وضعك، اتفلي ثلاثاً على شقك الأيسر، ويا حبذا لو توضأت وصليت ركعتين إن كان ذلك ممكناً.

هذا العلاج إذا طبقته لمرة أو مرتين ورسخ في ذهنك ووجدانك، فسوف تجدين أنه حين يعتريك الغضب ومع بداياته، مجرد تذكر ما ورد في السنة سوف يُجهض هذا الغضب والتوتر.

أنصحك أيضاً بأن لا تراقبي نفسك عند الكلام، هذا مهم جدّاً، وأنصحك أن تتكلمي بصوت عالٍ وبطيء، لابد أن تتدربي على تمارين الاسترخاء؛ حيث إنها مفيدة جدّاً، وهنالك عدة تمارين أفضلها الطريقة التي تعرف بطريقة جاكبسون، ولتتدربي عليها يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو (CD) أو تتواصلي مع أحد المواقع على الإنترنت للتدرب على هذه الطريقة، والأفضل إذا استطعت أن تذهبي إلى أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك على هذه التمارين.

أريدك أيضاً أن تحددي الحروف التي تجدين صعوبة في نطقها أو تسبب لك التلعثم، قومي بترديد هذه الحروف ثم أدخليها في كلمات، ثم أدخلي الكلمات في جمل، وقومي بقراءة هذه الجمل بصوت عال، وسجلي ما تقرئينه، ثم اجلسي للاستماع إليه، وهكذا.

أريدك أيضاً أن تعرضي نفسك في الخيال لبعض المواقف، تصوري أنه قد طلب منك تقديم عرض معين أمام مجموعة كبيرة من الحضور، ويجب أن تحضري هذا العرض، وحاولي أن تنقلي نفسك إلى الواقع وتقرئي أو تقومي بارتجال موضوع معين وتخيلي أنك أمام مجموعة كبيرة من الناس.

أرجو أيضاً أن تربطي ما بين الشهيق وبداية الكلام، خذي نفساً بسيطاً قبل بداية الكلام، هذا يعطي سعة للرئتين واسترخاء لعضلات البلعوم والعضلات التي لها علاقة بالكلام.

أيتها الفاضلة الكريمة! قراءة القرآن بتدبر وبصوت مرتفع تساعد في إزالة التلعثم، كما أن تعلم مخارج الحروف ومداخلها أمر مفيد جدّا للتخلص من التلعثم.

أريدك أيضاً أن تزيلي أي فكرة سلبية عن ذاتك حيال الخوف في حضور الآخرين، هم ليسوا بأفضل منك، وأنت لست بأقل منهم، هذا هو الشعور الذي يجب أن يعتريك، وأنا أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك كما تظنين، هذا اعتقاد يأتي للناس الذين يعانون من التأتأة والتلعثم؛ وذلك لأنهم يعتقدون أنهم قد يكونون مصدر استهزاء واستخفاف من قبل الآخرين، هذا الكلام ليس صحيحاً، وليس دقيقاً.

أنت قد تناولت بعض الأدوية، ولكن أعتقد أن عقار مودابكس، والذي يعرف باسم (سيرترالين) سيكون علاجاً جيداً بالنسبة لك، والجرعة المطلوبة هي أن تتناولي حبة واحدة ليلاً - وقوة الحبة خمسون مليجراماً – تناوليها لمدة ستة أشهر، ثم اجعليها حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بجانب عقار سيرترالين هنالك دراسات كثيرة جدّاً تشير أن عقار هلوبريادون بجرعة صغيرة (نصف مليجرام) فقط يتم تناولها في الصباح لمدة ثلاثة أشهر ستكون أيضاً مفيدة بالنسبة لك.

هذا هو الذي أود أن أقوله لك، وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك، وأن تطمئني، وبتطبيقك لما ذكرناه من إرشاد، وتناول الأدوية بالصورة التي ذكرناها سوف يعود عليك هذا بخير كثير.

وحول علاج التلعثم سلوكياً يرجى الاطلاع على: (267560 - 267075 - 257722).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.