أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / نور حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإننا ندفع في كل صباح ومساء ثمن مخالفتنا لآداب هذا الدين الذي يباعد بين أنفاس الرجال والنساء، وقد بدأت المجتمعات الكافرة تشعر بخطورة وجود المرأة مع الرجل، فبدأت في إنشاء الجامعات الخاصة بالبنات.

وإذا وجدت المرأة مع الرجال فلابد أن تَفتن وتُفتن، وكل الحوادث مبدأها من النظر، وما من مكان وجد فيه الرجال مع النساء إلا وتزين كل منهما للآخر وأظهر أفضل ما عنده، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك أشعة تنطلق من المرأة فتؤثر على الرجال، وكذلك الأمر بالعكس.

ولا علاج لهذا الأمر إلا بالابتعاد عن مواطن الرجال، وخاصة هذا الرجل، ونحن نتحفظ على كلمة زميل فإن الرجل الأجنبي لا يكون زميلاً، وأرجو أن تجتهدي في البحث عن عمل آخر والانتقال إلى مدرسة أخرى.

ومما يعينك أيضاً على الانفلات من ذلك التعلق الارتباط بالله وكثرة اللجوء إليه فإنه يجب من دعاه مع ضرورة الحرص على عمارة القلب بذكر الله وتوحيده ومحبته سبحانه.

واعلمي أن ذلك الرجل ربما لا يبادلك المشاعر فكيف تتعلقين بشخص له ميول وهموم أخرى!؟ وقد يكون مرتبطا بامرأة أخرى.

وإذا تمكنت من معرفة مشاعره عن طريق إحدى قريباته واستطاعت أن تنقل مشاعرك له، وكان رده إيجابياً فلا مانع من التقدم لطلب يدك من أسرتك مع أننا لا نفضل هذا الأسلوب، وإن كان مقبولاً من الناحية الشرعية؛ لأنه يجعل المرأة كأنها طالبة والإسلام أرادها عزيزة مطلوبة، وإذا كان هذا الأمر سائغاً عند من يخاف الله، فإن التجارب أثبتت أن الشتائم والإساءة تظهر مع كل خلاف وإن صغر، وتسمع المرأة من يقول لها: أنت التي جريت خلفه وربما قال لها: أنا لا أريدك ولكنك أجبرتني على الارتباط بك.

وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله وسوف يأتيك ما قدره الله، وعليك بكثرة الدعاء ولزوم التقوى والإكثار من الذكر.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضك به.