أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إرشادات طبية حول العلاج النفسي الصحيح لنوبات القلق النفسي

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

سبق أن تعرضت لحالة اكتئاب -بحسب تشخيص الحالة لدى أحد الأطباء النفسيين- منذ 8 سنوات، واستخدمت بتوجيه نفس الطبيب علاج سيكروسات لمدة سنتين بشكل متقطع، وكانت الحالة في تذبذب بين الصحة والعود، وعدم الاستمرار بشكل جدي للعلاج يعود لعدم قناعتي في العلاج الدوائي في الأمراض النفسية، حيث أميل للعلاج السلوكي أو المعرفي أو أي شيء غير الكيميائي.

وعند ما تركت ذلك العلاج، ولمدة سنتين لم أكن في الصحة الطبيعية ولم أكن كذلك في مستوى المرض النفسي السابق، ولكوني عانيت منذ سنتين ونصف من القولون العصبي وراجعت على إثره استشاري باطنية وجهاز هضمي فوصف لي علاج السبرام، ومع علمي أنه من مضادات الاكتئاب فقد ناقشت الدكتور عن سبب صرف هذا النوع بالذات، علماً أنني لم أطلعه على تاريخي المرضي النفسي السابق، لكنه أصر على استخدامي له، وافقته واستخدمته لمدة سنة كاملة انتهت بتاريخ 30/9/1425، وطبعاً كانت النهاية بشكل تدريجي لدرجة أنني لم أشعر بآثار انسحابية كما حصل لي عند التوقف من السيكروسات.

ومنذ ذلك الوقت لم أشعر بفضل الله بأي مشاكل قولونية أو نفسية عدا حالات بسيطة منها:

1- لمدة ثلاثة أيام آلام قولونية وتغلبت عليها بممارسة رياضة المشي.
2- تعكر المزاج أحياناً، وعصبية خاصة مع الزوجة والأولاد، وكثيراً ما يحدث ذلك.
3- عند تأدية الامتحانات الدراسية ينتابني قلق غير معهود لدي من السابق، وهذا القلق كاد أن يصل بي لدرجة الإغماء.

وفي زيارة الطبيب السابق بمعية أحد الإخوة وعلى هامش النقاش ذكرت له ما سبق ذكره في النقاط الثلاثة دون أن يكون لديه خلفية بمشكلتي السابقة نفسية كانت أم قولونية لأنه لم يكن يتذكرني؛ فأوصى فوراً باستخدام البروزاك، وعند ما قلت له: لا أعتقد أني مصاب بمرض اكتئابي أو أن الحالة التي شرحتها تستحق العلاج الدوائي، حاول إقناعي، وأخذ بنفسه 3 حبات أمام عيني من أكثر من نوع، منها السيروكسات، وأقسم أن هذه الأنواع أي مضادات الاكتئاب خاصة السيكروسات والبروزاك لها فوائد تتجاوز فوائدها النفسية، وهو يستخدمها منذ 13 سنة، مع أنه لا يعاني من مشاكل نفسية.

لا أخفيكم علماً أنني لم أكن مطمئناً خاصة عندما لمست من الطبيب الفوضوية أو عدم الرزانة في العرض واستخدامه للحبوب أمامي مع أنه طبيب متمكن، السؤال: هل ما ذكره الطبيب صحيح فيما يتعلق بفوائد الحبوب الاكتئابية أنها تتجاوز فوائدها النفسية؟ هل حالتي فعلاً في ظل ما ذكرته من مشاكل في النقاط الثلاثة السابقة تحتاج إلى استخدام ذلك العلاج؟ لا سيما ولي تاريخ مرضي، وإذا لم يكن كذلك، فما هو البديل؟ مع ملاحظة أن أغلب وقتي في وضع نفسي طبيعي بفضل الله لا أعاني من مشاكل صحية جسمية أخرى عدا وجود نسبة فوق المتوسط من السكر.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: نأسف جداً أن الطبيب الذي قد تعاملت معه قد عاملك بشيء من الفوضوية كما ذكرت، وليس من المفترض أن يكون هذا هو الحال؛ لأن علاقة الطبيب بمريضه تمثّل 50% من الشفاء.

أود أن أبدأ بتشخيص حالتك حسب المعلومات التي أفدتنا بها، وهي فيما أرى أنك تُعاني من شخصيةٍ حساسة وقلقة، مما يجعلك في بعض الأوقات عرضة لنوباتٍ من الاكتئاب، أي أن لديك الاستعداد لنوباتٍ من الاكتئاب والقلق، وهذا -يا أخي- أمرٌ شائعٌ جداً ومنتشر في هذه الأيام، وحتى أعراض القولون العصبي التي انتابتك من وقتٍ لآخر ما هي إلا انعكاس لحالتك النفسية، ولذا سمي بالقولون العصبي؛ لأن كلمة عصبي أصلاً أساسها أو مردها النفس.

أتفق معك تماماً أن الزيروكسات يسبب بعض الآثار الانسحابية إذا أوقف بصورةٍ مفاجئة وغير تدريجية، ولا يحدث ذلك مع السبرام أو البروزاك، حيث أن كليهما لديه إفرازات ثانوية تمنع آثار الانسحاب.

لا شك أن دور العلاج النفسي المعرفي هو دورٌ إيجابي في علاج الاكتئاب والقلق، ولكن التوجه الآن في الطب النفسي الحديث هو العلاج المتكامل، والذي يشمل الجانب الاجتماعي والعلاج النفسي المعرفي، والعلاج الدوائي، حيث أن معظم الأمراض النفسية لديها منشأ بايلوجي أو كيميائي يصيب الأشخاص الذين لديهم الاستعداد لهذه الأمراض، وعليه يا أخي أرجو مُخلصاً أن لا تبني انطباعاً سلبياً عن الأدوية، خاصةً وأن الأدوية الحديثة فعالة وسليمة، وقليلة الآثار الجانبية، وإن كان يُعاب عليها أنها باهظة التكلفة بعض الشيء.

العلاج النفسي المعرفي يقوم على إعادة صياغة التفكير من سلبي إلى إيجابي، فأرجو أن تسعى لذلك، وذلك بتذكّر الأشياء الجميلة والإيجابية في حياتك، ومحاولة تنميتها وتطويرها، كما أنه لابد أن تكون لك قناعة وقبول لذاتك.

السبرام يُعتبر علاج جيد، ولكنه الآن استبدل برديفٍ له يعرف باسم سبراليكس، وجرعته هي من 10-20 مليجراماً، وبما أني أرى -يا أخي- أنك بالرغم من تمتعك الآن بصحة نفسية جيدة، إلا أنه لا مانع من أخذ بعض العلاج الوقائي لفترة من ستة أشهر إلى سنة، وربما يكون السبراليكس علاج جيد بجرعةٍ يومية 10 مليجرام، أو تأخذ البروزاك الذي يعرف باسم البروزاك 90، وجرعته هي كبسولةٍ واحدة في الأسبوع.

لا شك أن استثمار وقتك بصورةٍ إيجابية، كممارسة الرياضة، وحضور المحاضرات، وحلقات التلاوة، سيمثل إضافة إيجابية لصحتك النفسية.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4146 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من أعراض جسدية بالرغم من سلامة التحاليل، فهل أنا مصاب بمس؟ 2362 الأربعاء 22-07-2020 05:17 صـ
أعاني من قلق وعدم نوم. 3173 الثلاثاء 21-07-2020 06:14 صـ