أرشيف المقالات

أهمية المساجد وآدابها

مدة قراءة المادة : 12 دقائق .
أهمية المساجد وآدابها
 

العناصر:
1- فضل بناء المساجد وعمارتها.
2- الحثُّ على الذهاب إلى المساجد والصلاة فيها.
3- الحث على احترام المساجد ومعرفة حرماتها.
 
فضل بناء المساجد وعمارتها:
1- ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا * وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عبداللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ﴾ [الجن: 18، 19].
 
2- ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].
 
3- ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [النور: 36 - 38].
 
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أحبُّ البلاد إلى الله مساجدها، وأبغضُ البلاد إلى الله أسواقها))؛ أخرجه مسلم.
 
5- ((من بنى مسجدًا يَبتغي به وجه الله، بنى الله له مثلَه في الجنَّة))، وفي رواية: ((بنى الله له في الجنَّة مثلَه))؛ (رواه البخاري ومسلم).
 
6- عن علي بن أبي طالبٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((من بنى لله مسجدًا من ماله، بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّة))؛ أخرجه ابن ماجه (صحيح).
 
7- عن أنس قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله ينادي يوم القيامة: أين جيراني أين جيراني؟ فتقول الملائكة: ربنا، مَن يَنبغي له أن يجاوِرك؟ فيقول: أين عُمَّارُ المساجد؟))؛ (الترمذي: صحيح).
 
8- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ ممَّا يلحقُ المُؤمنَ من عمله وحسناته بعد موته علمًا علَّمه ونشَرَه، وولدًا صالحًا تركه، ومُصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السَّبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحَّته وحياته، يلحقُه من بعد موته))؛ (رواه ابن ماجه، وحسَّنه الألباني).
 
الحث على الذهاب إلى المساجد والصلاة فيها:
1- عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((المسجد بيتُ كلِّ تقي))؛ السلسلة الصحيحة.
 
2- عن أبي هريرة، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((مَن غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنَّة نُزُلاً كُلَّما غدا وراح))؛ متفق عليه.
 
3- وعن بُريدة، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: ((بشِّر المشَّائين في الظُّلَم إلى المساجد، بالنُّور التامِّ يوم القيامة))؛ أخرجه أبو داود (561) والترمذي (223).
 
4- عن أبي رزينٍ، عن ابن أُمِّ مكتُومٍ، قال: جئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسُول الله، كُنتُ ضريرًا، شاسع الدَّار، ولي قائدٌ لا يُلائمُني، فهل تجدُ لي رُخصةً أن أُصلِّي في بيتي؟ قال: ((أتسمعُ النِّداء؟))، قال: قلتُ: نعم، قال: ((ما أجدُ لك رُخصةً))؛ أخرجه أحمد - صحيح.
 
5- عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أُخبرُكم بما يمحُو اللهُ به الخطايا، ويرفعُ به الدَّرجات؟ إسباغُ الوضُوء عند المكارِه، وكثرةُ الخُطى إلى المساجِد، وانتظارُ الصَّلاة بعد الصَّلاة، فذلكمُ الرِّباطُ، فذلكمُ الرِّباطُ، فذلكمُ الرِّباطُ))؛ مسلم.
 
6- عن أبي الزُّبير، قال: سألتُ جابرًا: هل سمعتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((الرَّجلُ في صلاةٍ ما انتظر الصَّلاة؟))، قال: انتظرنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةً لصلاة العتمة، فاحتبس علينا، حتى كان قريبًا من شطر اللَّيل، أو بلغ ذلك، ثُمَّ جاء النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فصلَّينا، ثُمَّ قال: ((اجلِسوا))، فخطَبنا، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ النَّاس قد صلَّوا ورقدُوا، وأنتُم لم تزالُوا في صلاةٍ ما انتظرتُم الصَّلاة))؛ السلسلة الصحيحة.
 
الحث على احترام المساجد ومعرفة حرماتها:
أ - تنظيف المسجد حتى من النخاعة:
1- عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((عُرضَت عليَّ أُجُورُ أُمَّتي، حتى القذاة يُخرجُها الرَّجُلُ من المسجد، وعُرضَت عليَّ ذُنُوبُ أُمَّتي، فلم أرَ ذنبًا أعظم من سُورةٍ من القُرآن، أو آيةٍ، أُوتيها رجُلٌ ثُمَّ نسيها))؛ أبو داود والترمذي.
 
2- عن أبي سعيد، قال: "كانت سوداء تقمُّ المسجد، فتوفِّيَت ليلاً، فلما أصبح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أُخبر بموتها، فقال: ((ألا آذَنتموني بها؟))، فخرج بأصحابه، فوقف على قبرها، فكبَّر عليها والنَّاس من خلفه، ودعا لها، ثمَّ انصرف))؛ أخرجه ابن ماجه.
 
3- عن سمُرة بن جُندبٍ قال: "أمرَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم أن نتَّخذ المساجدَ في ديارنا، وأمَرنا أن نُنظِّفها"؛ رواه أحمد، وصححه الألباني.
 
4- رأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في جدار المسجد نخامةً، فتناول حصاةً فحكَّها وعدها خطيئة، وقال: ((البزاق في المسجد خطيئة، وكفَّارتها دَفنها))؛ البخاري.
 
5- عن أبي ذرٍّ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: ((عُرضَت عليَّ أعمالُ أُمَّتي، حسنها وسيِّئها، فوجدتُ في محاسِن أعمالها الأذى يُماطُ عن الطَّريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالها النُّخاعة تكُونُ في المسجد لا تُدفَن))؛ متفق عليه.
 
6- روى سعيد بن منصور، عن أبي عبيدة بن الجرَّاح أنَّه تنخَّم في المسجد ليلة فنَسي أن يَدفنها حتى رجع إلى منزله، فأخذ شعلةً من نار ثمَّ جاء فطلبَها حتى دَفنَها، ثمَّ قال: الحمد لله الذي لم يكتب عليَّ خطيئةً الليلة، قال: فدلَّ على أنَّ الخطيئة تختصُّ بمن ترَكها، وعلَّة النهي ترشد إليه وهي تأذِّي المؤمن بها؛ الألباني.
 
ب - عدم البيع والشراء في المسجد:
1- أخرج الترمذيُّ عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا رأيتم مَن يبيع أو يبتاع في المسجد، فقولوا: لا أربح الله تجارتَك، وإذا رأيتم من ينشِد فيه ضالَّة، فقولوا: لا ردَّ الله عليك ضالَّتك))؛ الألباني - صحيح.
 
2- ((إذا سمعتم الرجلَ ينشد الضالَّة في المسجد، فقولوا: لا ردَّها الله عليك)).
 
ج - عدم أكل ما له رائحة كريهة كالثوم:
كما يمنع أذى النَّاس والملائكة بالرَّوائح الكريهة، عن عبدالعزيز بن صُهيبٍ، قال: سُئل أنسُ بن مالكٍ عن الثُّوم، فقال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أكل من هذه الشَّجرة شيئًا، فلا يقربنَّ، أو لا يُصلِّينَّ معنا)).
 
وفي رواية: قيل لأنسٍ: ما سمعتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول في الثُّوم؟ فقال: ((مَن أكل فلا يقربنَّ مسجدنا))؛ متفق عليه.
 
د - عدم رفع الصوت:
1- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ ﴾ [الحجرات: 2].
 
2- ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
 
3- عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: اعتكف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يَجهرون بالقراءة فكشف السترَ وقال: ((ألَا إنَّ كلكم مناجٍ ربَّه، فلا يؤذينَّ بعضُكم بعضًا، ولا يرفع بعضُكم على بعضٍ في القراءة، أو قال: في الصلاة))؛ رواه أبو داود.
 
4- عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتي على النَّاس زمان يتحلَّقون في مساجدهم وليس همَّتهم إلاَّ الدنيا، ليس لله فيهم حاجة، فلا تجالسوهم))؛ أخرجه الحاكم.
 
5- قال صلى الله عليه وسلم: ((لِيَلِني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثمَّ الذين يلونهم - ثلاثًا - وإياكم وهيشات الأسواق))؛ مسلم.
 
6- عن السائب بن يزيد قال: "كنتُ قائمًا في المسجد، فحصبَني رجلٌ، فنظرتُ فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتِني بهذين، فجئتُه بهما، قال: مَن أنتما؟ أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتُكما؛ تَرفعان أصواتكما في مَسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ البخاري.
 
7- عن عبدالله بن كعب بن مالكٍ، أنَّ كعب بن مالكٍ أخبره أنَّه تقاضى ابنَ أبي حدردٍ دَينًا له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فارتفعَت أصواتُهما حتَّى سَمعها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم حتى كشف سجفَ حُجرته ونادى كعب بن مالكٍ، قال: ((يا كعبُ))، قال: لبَّيك يا رسول الله، فأشار بيده أن ضَع الشَّطر من دَينك، قال كعب: قد فعلتُ يا رسول الله، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلَّم: ((قُم فاقضه))؛ مسلم.
 
8- عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: بينما نحنُ نُصلِّي مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذ سَمع جلبةَ رجالٍ، فلمَّا صلى قال: ((ما شأنُكُم؟))، قالوا: استعجلنا إلى الصَّلاة، قال: ((فلا تفعلوا، إذا أتيتُم الصَّلاة فعليكمُ السَّكينة، فما أدركتُم فصلُّوا، وما فاتكُم فأتِمُّوا))؛ متفق عليه.
 
هـ - الإفساد في المسجد بكل صوره:
1- ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [البقرة: 114].
 
2- ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 63].
 
3- ﴿ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ ﴾ [التوبة: 17].

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير