أرشيف المقالات

إذن الطباعة!

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
إذن الطباعة!
 
قال الباحثُ للمشرف: متى تعطيني إذنًا بطباعة الرسالة؟
فقال المشرف: ولِمَ العَجَلةُ يا ولدي؟
فقال الباحث: هذه طبيعةُ الإنسان يا شيخَنا ﴿ خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ ﴾ [الأنبياء: 37]، ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ﴾ [الإسراء: 11]!
 
فقال الشيخُ: أحسَنْتَ بذكر الآيتين، اسمع يا ولدي: إن لفظَ (الإنسان) لم يأتِ في القرآن إلا في موضع الذَّمِّ؛ كما في هاتين الآيتين، وكما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج: 19 - 21]، وكما في قوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1، 2]، وكما في قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]، وغير ذلك من الآيات.
 
ووصفُ (الإنسانيَّة) الذي يتمدَّح به الناسُ، ويُثني بعضهم على بعض به، فيقولون: "فلان إنسانٌ، أو عنده إنسانيَّة" هو في الحقيقة وصفُ ذمٍّ؛ لأنه لا معنى للإنسانية المجردة عن الدِّين؛ ولذلك استثنى القرآن من ذمِّ الإنسان في مواضع الذم مَن اتَّصفوا بالصفات الدينيَّة، فمدَحَهم وأثنى عليهم، كما قال في سورة المعارج: ﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ...
[المعارج: 22]، وكما قال في سورة العصر: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ...
﴾ الآيةَ [العصر: 3]!
 
فانصرَفَ الطالبُ من عند شيخِه وهو يقول في نفسه: جِئتُ لأستأذن الشيخَ في الطباعة، فلقَّنني درسًا في العلم والأدب!

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢