الحلف بالقرآن
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
الحلف بالقرآنمعلوم من الدين بالضرورة أن القرآن هو كلام الله، وهو غير مخلوق، وكلامه سبحانه صفة من صفاته؛ ولذا ذهب جمهور العلماء - خلافًا لأبي حنيفة - إلى جواز الحلف بالقرآن، وأنه تنعقد به اليمين.
يقول ابن قدامة رحمه الله تعالى كما في "المغني" (9 /399):
"الحلف بالقرآن أو بآية منه، أو بكلام الله: يمين منعقدة، تجب الكفارة بالحِنْثِ فيها.
وبهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه، والحسن، وقتادة، ومالك، والشافعي، وأبو عبيدة، وعامة أهل العلم.
ومما يؤكد هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استعاذ بكلمات الله؛ كما في الحديث الذي أخرجه مسلم من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((أعوذ بكلمات الله التامات...))، ومن المعلوم أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق، وعلى هذا فالقرآن غير مخلوق؛ فهو كلام الله.
جاء في "فتاوى العقيدة" (ص 288):
"وأما الحلف بالقرآن الكريم، فإنه لا بأس به؛ لأن القرآن كلام الله تعالى، تكلم به حقيقة بلفظه، مريدًا معناه، وهو سبحانه موصوفٌ بالكلام، فعليه يكون الحلف بالقرآن الكريم حلفًا بصفة من صفات الله عز وجل، وذلك جائز".
تنبيهات:
1- إذا كان الحالف بالمصحف يقصد القرآن المسطور فيه الذي هو كلام الله، فهو جائز كما مر بنا.
أما إن كان يقصد بالحلف الورقَ المكتوب فيه كلامُ الله، أو الحبر المكتوب به كلام الله، أو الجلدة التي تغلف المصحف - فهذا غيرُ جائز.
2- لا يجوز أن يحلف الحالف ويقول: ورب المصحف، أو ورب القرآن؛ لأن هذا يشير إلى أن القرآن مخلوق مربوب، وكما نعلم فالقرآنُ كلام الله، وهو صفة من صفاته، وصفاته غير مخلوقة.