أرشيف المقالات

أهل الإيمان لهم غاية واضحة من الجهاد

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
أهل الإيمان لهم غايةٌ واضحةٌ من الجهاد
 
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ﴾ [النساء: 76].
 
تأملْ قَولَ اللَّهِ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ ﴾، لتعلم أنَّ أهل الإيمان لهم غايةٌ واضحةٌ، أرادها الله تعالى منهم، ومقصد محدد انتدبهم الله تعالى له، القتال في سبيل الله تعالى، لا لدنيا يصيبونها، ولا لأموال يجمعونها، ولا لمناصب يريدونها، ولا لعروش يريدون تثبيتها، ولا لحميَّة تدفعهم، ولا لشجاعة تسوقهم إلى الميدان سوقًا؛ فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ»[1].
 
وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كان مقصد أن يُرى مكانه، ويعلم الناس جرأته وإقدامه، فليس له من جهاده إلا ذلك، ولو تقوَّض في الميدان بنيانه، وتهدَّمت فيه أركانه، وتمزقت تحت القصف أوصاله، ومن قاتَل حَمية لا يُخرجه إلا الدفاع عن أحساب قومه، فليس له من قتاله حظٌّ ولا نصيبٌ، وليس له من الأجر قليلٌ ولا كثير، ومن قاتل رياءً وسمعة فحسبه ما قاتَل من أجله، وبذل مهجته في سبيله.
 
وأما الذين كفروا فسبيلهم واضحٌ، وغايتهم ظاهرة، نصب لهم الشيطان رايته، وجلَّى لهم أمرهم، فقتالُهم لطمس معالم الدين، وتثبيت عرش شيطانهم الرجيم، ويُمنِّيهِم بِأَنَّهم هُم الفَائِزونَ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ، ﴿ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 120].

[1] رواه مسلم - كِتَابُ الْإِمَارَةِ، بَابُ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، حديث رقم: 1904.

شارك الخبر

المرئيات-١