أرشيف المقالات

زيادة الإيمان بالعمل الصالح

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
زيادة الإيمان بالعمل الصالح[1]

الهدف من هذه الكلمات هو كيفية الانتفاع الحقيقي بالعمل الصالح في زيادة الإيمان وتحسين السلوك، وذلك من خلال التعرف على الوسائل التي من شأنها تحفيز المشاعر قبل القيام به.
 
لا يكفي ونحن نسير في طريقنا لبناء صرح الإيمان في القلب التركيز على أعمال القلوب فقط، بل لا بد من القيام بأعمال صالحة بالجوارح تُثبت الإيمان وترفع بنيانه.
 
يقول الإمام الغزالي: "والعمل يؤثِّر في نماء الإيمان وزيادته كما يؤثر سقي الماء في نماء الأشجار"، فلا بد من الاثنين معًا حتى يتم البناء الصحيح لصرح الإيمان ﴿ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴾ [الفرقان: 71].
 
ولكي يتم الانتفاع بالعمل الصالح لا بد من استجاشة المشاعر قبل القيام به؛ ليحدث الاتصال بين المشاعر والجوارح، فيُثمر أداء العمل - بعد ذلك - زيادة الإيمان في هذه المشاعر، فإن لم يحدث هذا الاتصال قبل العمل، فلن يكون لأداء هذا العمل أثر على المشاعر، ومن ثم السلوك.
 
ومن الضرورة بمكان وجود إيمان في القلب - ولو كان ضعيفًا - ولا بد من استثارة هذا الإيمان بالتذكرة؛ حتى يحدث الوصال بين المشاعر والجوارح ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55].
 
وهذا التحفيز والتذكير هو استجاشة المشاعر، مشاعر الرغبة أو الطمع أو الرهبة أو الغيرة..
إلخ؛ وكلما قويت تلك الاستجاشة واستمرت أثناء القيام بالعمل، كان الأثر عظيمًا في زيادة الإيمان ومن ثم تحسين السلوك.
 
ومفهوم التحفيز والتذكير قبل القيام بالعمل يشترك - إلى حد كبير - مع مفهوم استحضار النية قبل العمل، فالنية؛ هي القصد والتوجه؛ وكلما كان التوجه إلى الله عز وجل بالعمل كبيرًا وعميقًا كان العمل أنفع.

[1] من تلخيص لكتاب: نظرات في التربية الإيمانية للدكتور مجدي الهلالي.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢