أرشيف المقالات

حياة الصادقين حياة طيبة

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
حياة الصادقين حياة طيبة
كلنا يسعى إلى الراحة، ويَنشدُ الرضا، ويبحث عما يزيد إيمانَه، ويرتقي بأخلاقه؛ لينال مرتبةً عالية في الدنيا والآخرة؛ قال صلى الله عليه وسلم:((عليكم بالصِّدق، فإن الصِّدق يهدي إلى البر، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة، وما يزال الرجل يَصدُق، ويتحرَّى الصدق، حتى يُكْتَب عند الله صديقًا)).شعور الصادقين لو يَعلَمه أهلُ القلوب المريضة والنفوس المتشبعة بالكذب، لتَمَنَّوْا أن يعيشوه لحظة واحدةً، لا أخلاق لمن يكذِب، لا إيمان لمن يكذِب.كثير من الناس يُمارسه ويُلوِّنه بألوانٍ؛ لينجوَ مِن مُسمَّى الكذب، وهو دليلُ نقصٍ في الإيمان، وما علِموا أن الخير كلَّ الخير في الصدق؛ ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21].قال ابن القيم: ومَن صدَق الله في جميع أموره، صنَع الله له فوقَ ما يَصنَع لغيره.كعب بن مالك ما نجا إلا بصِدقه، مع أنه كان شابًّا أعطاه الله جدلًا، لكنه عَلِمَ أنه لو حدَّث حديثَ كذبٍ يُرضِي عليه رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يُوشك الله أن يُسخطَه عليه، فنجا بصِدقه فنزلتْ: ﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 118، 119].
قال كعب: والله ما تعمَّدتُ كذبةً منذ قلتُ ذلك للرسول إلى يومي هذا.
فمهما كان عندك من أسلوب في الجدل وذكاء، فلا تَستعمِلْه في المرواغة والكذب، فلا يوجد ما يُسمَّى بالكذبة البيضاء أو الصفراء عند المؤمن؛ لأنه يعامل السميعَ العليم في كل أحواله.فهذا أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه ما وصَل إلى ما وصَل إليه مِن صُحبة للنبي صلى الله عليه وسلم، وما يكون له يوم القيامة من فضلٍ - إلا بصِدقه.اللهم احشُرنا في زُمرة الصِّدِّيقين.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢