أرشيف المقالات

مع الراحلين

مدة قراءة المادة : 17 دقائق .
8 الشيخ محمد راغب الحلبي عضو المجمع العلمي العربي مهداة إلى محقق تاريخ حلب الدكتور سامي محمد الدهان للأستاذ محمد عبد الغني حسن نشرت الرسالة الغراء في العدد 946 أسطراً معدودات للسيد عبد اللطيف الطباخ ينعى فيها المرحوم (الشيخ محمد راغب الطباخ الحلبي) ويعرف به تعريفاً وجيزاً لا يوازي المكانة العلمية التي كان يحتلها الشيخ منذ أخرج للعالم العربي في سنة 1342هـ - سنة 1923م موسوعته التاريخية الخاصة بمدينة حلب وأعلامها.
والتي أسماها (إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء). وتعد هذه الموسوعة التاريخية أحدث المصادر عهداً عن تاريخ حلب بعد كتاب (نهر الذهب في تاريخ حلب) الذي ألفه الشيخ كامل حسين الغزي الحلبي، والذي ظهر مع (إعلام النبلاء) في وقت يكاد واحداً، فقد شهدت سنة 1342هـ مطلع الكتابيين اللذين يتحدان في موضوع واحد هو التأريخ لمدينة حلب والترجمة لأعيانها على مر العصور.
وكان كل من المؤلفين يعلم عزم صاحبه على التأليف في هذا الموضوع.
ومضى كل منهما إلى غايته على منهجه الخاص، وعلى هدى مصادره التاريخية والأدبية الخاصة.
ولم يئن أحد الشيخين عنان العزم عن المضي في تأليفه، بل قام بينهما من التعاون العلمية ما يجب أن نسطره بالحمد.
وخاصة عند فقيدنا المترجم له.

فقد زار الشيخ كامل الغزي في منزله واطلع على أجزاء من (نهر الذهب) ونقل منه بعد استئذانه - ترجمة ابن أبي طي يحيى بن حميدة الحلبي المؤرخ المتوفى سنة 630هـ، وترجمة ابن عشائر الحلبي المؤرخ المتوفى سنة 789هـ.
لأنه لم يظفر بهما بعد طويل بحث، فلما رآهما في كتاب الشيخ كامل الغزي أستاذنه في نقلهما إلى كتابه. ولم يقم بين الشيخين الغزي وراغب الطباخ ما يقوم عادة بين المتنافسين من أهل الصنعة الواحدة، ولم تجد أحدهما يحط من قدر الكتاب الذي ألفه صاحبه ترويجاً لكتابه ورفعاً لشأنه على حساب الآخر.
.
بل تجد على الضد من ذلك أن الشيخ راغب الطباخ يثني على عمل صاحبه ويزن عمله وزناً صحيحاً لا يعرفه إلا من كابد التأليف ويقول: (وإني من الشاكرين لمساعيه.
المقدرين لجليل عمله.
فقد عانى في جمع تاريخه ما عانيته، وقاسى ما قاسيته.

هذا وقد أجتمع عند كل واحد منا من المواد ما لم يجتمع عند الآخر، واطلع على ما لم يطلع عليه، فسترى في تاريخه ما لا ذكر له عندي.
وستجد في تاريخي ما لا تجده في تاريخه، فلا يستغني بأحدهما عن الآخر، كما قيل: لا يغنى كتاب عن كتاب)
. وهذه الروح العلمية الرحيبة الآفاق الواسعة الصدر قل أن تجدها في زماننا هذا، حيث يظن الناقد - مثلاً - أنه ليس في الدنيا غيره، وأنه الأديب ليس في العالم إلاه.

وأنه - وحده - اجتمعت له التجربة الكاملة، والثقافة الرفيعة والذوق المرهف.
.
ثم لا يستحي أن ينشر هذا الكلام - الذي أستحي أن أنعته - في مجلة سيارة، ثم بعد ذلك في كتاب. ولقد ترجم الشيخ راغب الطباخ في كتابه لمئات ومئات من الرجال الذين أنجبتهم حلب الشهباء.
ولكنا لا نظفر في كتابه بترجمة ذاتية له، ولو صنع لكان أراح المؤرخ الأدبي من عناء الترجمة له، كما فعل السيوطي المؤرخ مثلاً حينما ترجم لنفسه في كتابه (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة).
وكما فعل المقرئ المؤرخ في كتابه (نفح الطيب).
وكما صنع من المعاصرين الأستاذ محمد كرد علي بك في كتابه (خطط الشام)، والأستاذ محمد الأسمر في ديوانه (تغريدات الصباح). على أننا لم نيأس من معاناة الترجمة لراحل وقف أكثر من حياته على تأليف كتاب واحد في التاريخ لحلب الشهباء، ورأينا أن هذه اللفتات الصغيرة في مقدمة كتابه الكبير، وفي الترجمة لجده الشيخ هاشم الطباخ ولوالده الشيخ محمود ولأخيه الشيخ محمد، ولعميه الشيخ عبد السلام والشيخ على الطباخ قد تعيننا على إخراج صورة لهذا العالم المتواضع الذي لم يحفزنا إلى الكتابة عنه إلا واجب الوفاء لعلمائنا الراحلين الذين لم يضنوا بجهد ولم يبخلوا ببذل في سبيل المعرفة والبحث، فكيف نبخل عليهم بصفحات مشرقة من تاريخهم نستأنس في كتابتها بما تلفظه عين البصيرة من هنا وهناك، وبما نجده مبعثراً في خلال السطور التي كتبوها.
اعترافاً منا بفضلهم، وتلبية لواجب الوفاء لهم. ولا أعرف بالضبط السنة التي ولد فيها المرحوم الشيخ راغب الطباخ.
إلا أن ناعيه في مجلة الرسالة الغراء يذكر أنه توفي في رمضان الفائت سنة 1370هـ عن ثمانية وسبعين عاماً.
ومعنى هذا أنه ولد في سنة 1292هـ الموافقة لسنة 1875م.
على أننا نجد في الجزء السابع من كتابه، وفي خلال ترجمته لعمه الشيخ عبد السلام أنه كان بمدينة (جدة) سنة 1308هـ مع عمه وكانا يزوران الشيخ محمد مراد الطرابلسي وهو من أهل العلم والفضل فتدور بينه وبين العم مطارحات ومناقشات طويلة، (فكان يتراءى لي - وأنا صغير - أن الحق تارةً يكون مع السيد الطرابلسي وتارةً مع سيدي العم).
ومعنى هذا أن سنه كانت عند المناقشة في جدة سنة 1308 ستة عشر عاماً.
فهل كان في السادسة عشرة صغيراً كما يقول بنص عبارته؟ ومهما يكن من أمره، فقد ولد رحمه الله في محلة باب قنسرين بحلب في دار ذات أواوين ثلاثة مفروش صحنها بالرخام الأصفر.
وفي الوسط بركة صغيرة.
وهي دار قديمة أستظهر المترجم له أنه مضى عليها 300 سنة إلى وقت ولادته واشتراها والده الحاج محمود الطباخ سنة 1276هـ. وينتمي الشيخ راغب إلى أسرة جمعت بين التجارة والعلم والتصوف.
فقد عرض على جده الشيخ هاشم منصب القضاء في الآستانة، فأبى معتذراً بأن لهم صنعة أغناهم الله بها عن الوظائف وهي صناعة بصم الشاش الأبيض بألوان ونقوش لتتخذ منه العصائب والمناديل في بلاد كثيرة من الشرقين الأدنى والأوسط، وقد نشأ أبوه أيضاً في صناعة البصم وتجارتها أسوةً بأبيه، جامعاً بين العلم والتجارة، إلا أن مسائل العلم انحصرت عنده في الأمور الفقهية التي تتعلق بأحكام المعاملات في الشريعة الإسلامية، حتى يكون مثال التاجر المسلم الحق في بيعه وشرائه.
ونجد عميه أيضاً يشتغلان بالتجارة.
على أننا نجد المؤلف نفسه يعترف في خلال ترجمته لوالده بأنه مع اشتغاله بخدمة العلم كان يتعاطى صناعة بصم المناديل والملافع.
كما تعاطى التجارة مع أخويه في خان العلبية وخان البرغل إلى سنة 1339هـ 1920م وهي السنة التي تركوا فيها صناعة البصم نهائياً لقلة رواج هذه المناديل والملافع الملونة في بلاد الشرق العربي وتركية.
وخاصةً بعد أن غير كما أتاتورك زي بلاده إلى القبعة الغربية.
فلم تعد المناديل توضع على رءوس الفلاحات التركيات.
. وفي أسرة الطباخ نزعة تصوفية من ميراث القرون الماضية ولكنها بقيت فيهم إلى عهد غير بعيد.
.
فجده الشيخ هاشم وهو من رجال القرن الثالث عشر الهجري أخذ الطريقة الخلوتية القادرية على الشيخ إبراهيم الدار عزاني ولازم زاويته، ثم لزم بعد وفاته ولده الشيخ محمد (وسلك على يديه؛ وصار يختلي معه الخلوة الأربعينية في كل سنة).
وأبوه الحاج محمود الطباخ كان يختلف إلى الشيخ محمد الهلالي ابن الشيخ المتصوف الزاهد الشيخ إبراهيم الهلالي شيخ التكية الهلالية بحلب.
وأخوه الشيخ محمد الطباخ لازم الزاوية الكيالية وشيخها إذ ذاك الشيخ حسن بن طه الكيالي (فأخذ عنه الطريقة الرفاعية، ولازمه ملازمة الظل لصاحبه.
.
وأخذ في مطالعة كتب السادة الصوفية، وطالعا عدة كتب في الزاوية المذكورة، وصار يختلي معه فيها كل سنة أربعين ليلة على حسب عادة أهل الطريق)
.
وعمه الشيخ علي الطباخ أخذ الطريقة الخلوتية القادرية على الشيخ إبراهيم الهلالي، وبعد وفاته لزم ولده الشيخ مصطفى الهلالي.
.
وفي سنة 1310هـ صار خليفة للشيخ وأذن له بإقامة الذكر والإرشاد.
فصار له بعض المريدين الذين كانوا يقيمون الأذكار معه في مسجد الروضة في محلة سراي إسماعيل باشا. ولم أقع فيما قرأت عن الشيخ راغب على نص يدل على أنه سلك طريق الصوفية أو أختلي الخلوات الأربعينية مثل أخيه الشيخ محمد، ولكن الذي أعرفه - مما نبشت في كتاب أعلام النبلاء - أن المترجم له تتلمذ على أستاذين من أكبر علماء الشام وهما الشيخ محمد الزرقا، والشيخ بشير الغزي.
أما الشيخ الزرقا فقد كان حجة في فقه الإمام أبي حنيفة، وكان كما يقول تلميذه: (لو شاء إملاء مذهب أبي حنيفة من حفظه لأملاه بنصوصه وحروفه).
وقد تولى التدريس في المدرسة الشعبانية أولاً، ثم اشتغل بالقضاء أو رياسة كتاب المحكمة الشرعية بحلب، وظل أكثر حياته الطويلة معلماً يلتف حوله التلاميذ ويردون أصفى موارده، إلى أن توفي سنة 1343هـ - 1924م.
أما الشيخ بشير الغزى فقد كان أميناً للفتوى بحلب فعضواً بمحكمة الحقوق فرئيساً لها، فمدرساً بالمدرسة الرضائية، فقاضياً إلى أن عين في آخر أيامه قاضياً لقضاة حلب، وظل في المنصب إلى أن توفي سنة 1339هـ - أي قبل الشيخ محمد الزرقا بأربع سنوات. وعلى قدر ما كان الشيخ محمد الزرقا متمكناً من الفقه الإسلامي ضالعاً فيه، كان الشيخ الغزي متمكناً من اللغة العربية وشعرها وأدبها، وكان حاضر الذهن في الاستشهاد باللغة أو بالشعر، وأعجب من ذلك أن كتب الأغاني لأبي الفرج، والحماسة لأبي تمام، والآمالي للقالي، والكامل للمبرد، ودواوين أبي تمام والبحتري والمتنبي والمعري كانت كلها على مناط الطلب.
بحفظها ويروي عنها ويعيها في صدره، فلا يكاد يخطئ في الرواية عنها أو يعز عليه الاستشهاد منها. ومن هذين المزاجين عند شيخين من أكابر شيوخ الشام في وقتهما اجتمع للشيخ راغب الطباخ مزاج ثالث في التحقيق والصبر عليه واللجوء إلى المصادر والسعي وراءها لا يمنعه منها مانع من زمن أو بعد شقة غيره.
ففي المدينة المنورة عثر على أوراق في تاريخ حلب لمؤرخ مجهول - كما يقول فهرس مكتبة عارف بك حكمت - فاستنسخ الأوراق فإذا هي ليست تاريخاً لحلب.
.
وإنما هي موشح للشيخ علي الميقاتي الحلبي في ذكر متنزهات الشهباء ومدح بعض أعيانها.
.! وفي حلب نفسها يلتقي بالمستشرق الفرنسي لويس ماسينيون سنة 1921 ويذكر له أمله في الحصول على نسخة من مخطوطة كتاب (الدر المنتخب) لابن خطيب الناصرية من علماء القرن التاسع الهجري، فيعود ماسينيون إلى باريس ويصور المخطوطة ويبعث بالنسخة المصورة إلى الفقيد الكريم.
ثم يكتب إلى العلامة المرحوم أحمد تيمور باشا سائلاً إياه أن يدله على كتب في مكتبته تتصل بتاريخ حلب.
فيكتب له تيمور باشا عن جزءين في مجلد واحد من كتاب (كنوز الذهب في تاريخ حلب) للإمام المحدث موفق الدين أبي ذر.
ثم يعثر في مكتبة محمد أسعد باشا الجابري بحلب على مخطوطة (در الحبب) لرضي الدين الحنبلي فيستعيرها ثم ينقلها بخطه إلى نسخة حسنة الخط صحيحة الرسم يراها أسعد باشا فيستحسنها ويأخذها بدلاً من مخطوطته.

ثم يجد نسخة من كتاب (الدر المنتخب) المنسوب لابن الشحنة عند أحد علماء حلب فيكتبها بخط يده ويقابلها بغيرها من النسخ المخطوطة، ويحقق أن هذا الكتاب لأبي اليمن بن عبد الرحمن البتروني، وليس لأبن الشحنة كما كان معروفاً قبل ذلك.
ثم يذهب إلى دمشق فينسخ عشرات وعشرات من المخطوطات التي وجدها في مكتبات العاصمة السورية مما يتصل بموضوع تاريخه لمدينة الشهباء.
ثم نجد الكرام من العلماء يعيرونه من نفائس المخطوطات والكتب ما يعينه على إخراج كتابه (إعلام النبلاء) كالمرحوم أحمد تيمور باشا الذي أعاره كتب (المنهل الصافي) لابن تغرى بردى في خمسة مجلدات، و (كنوز الذهب) كما سلف القول، و (رحلة القاضي ابن آجا مع الأمير يشبك). وليس هذا الشغف يجمع الكتب القديمة والمخطوطات الثمينة طارئاً على الشيخ راغب الطباخ، فقد اقتنى جده الشيخ هاشم الطباخ كتباً خطية نفيسة كثيرة، منها (الجامع لآداب الراوي والسامع) للحافظ الخطيب وهي نسخة قديمة قيمة، وكتاب (أسرار التنزيل) للفخر الرازي، وكتاب (شرح المناوي الكبير على الجامع الصغير) و (شرح منظومة الإمام النسفي الحنفي) و (جزء عبد الله بن المبارك في الحديث) وغيرها. وقد توزع الأبناء هذه الكتب وتصرفوا فيها بالبيع إلى أن استقرت منها جملة وافرة في مكتبة المجلس البلدي بالإسكندرية.
وعلى كثير من هذه الكتب خط الشيخ هاشم الجد. ويظهر لي أن الشيخ راغب الطباخ لم يكن يعرف من اللغات الأوربية ما يعنيه على استكمال عدة البحث العلمي الصحيح! فقد استحضر أحد وجهاء حلب الإيطاليين (أندريه ماركوبولي) من باريس قطعة من كتاب (بغية الطلب) لابن العديم مترجمة إلى الفرنسية، وأطلع عليها المترجم له، وترجم له - كما يقول - جانباً منها، وهو نص يدلنا على عدم معرفة الفقيه للغة الفرنسية.
وفي موضع آخر من مقدمة كتابه يذكر أن اللجنة الألمانية الأثرية التي زارت مدينة حلب سنة 1326هـ قد أطلعوه على الجزء الثاني من تاريخ (بروكلمان) (واستخرجوا لي ما هو موجود من تواريخ الشهباء في المكتبات الأوربية).
ولو كان يعرف الأبجدية اللاتينية - على الأقل - لاستطاع أن يستخرج بنفسه تواريخ حلب من كتاب المستشرق الألماني بروكلمان.
وطريقة المؤلف في (إعلام النبلاء) هي الجمع والنقل عن السابقين وعن نوادر المخطوطات مع توسع في النقل (فما رأيت من الحوادث في كتابين أخذت الأوسع منهما، وإذا كان في الأقل زيادة مفيدة التقطتها وأضفتها إلى تلك لتكون الفائدة أتم).
ونراه التزم في باب التراجم خطة التوسع في النقل والجمع (فلم يقع نظري على ترجمة لحلبي في كتاب من الكتب التي اطلعت عليها إلا ونظمتها في عقد هذا التاريخ). وإذا كان الشيخ راغب لم يسلك في كتابه مسلك المؤرخ الحديث من تحليل ونظرة عامة إلى العصور، وتفاعل بين الظروف والشخصيات، ودراسة للأحوال الاجتماعية، وتأريخ للشعب فإن المؤرخ بالمعنى الحديث يستطيع أن يجد في هذه الموسوعة التاريخية مادة غزيرة يستخرج منها ما يريد دراسته من تاريخ حلب، فإن الكتاب - على طريقة صاحبه - هو سجل زمني حافل بالأحداث والتراجم، ويكفي أن صفحاته التي زادت على أربعة الآلاف نسخة قد اشتملت على 1136 ترجمة لرجالات حلب من الوزراء والأمراء والشعراء والعلماء والمحدثين والفقهاء والأطباء وأرباب التجارة وغيرهم.
كما يكفي أن جمع هذه المواد الكثيرة للكتاب قد استغرق من المؤلف أثنين وعشرين عاماً حيث ابتدأ يضعه سنة 1323هـ، وانتهى من تأليفه سنة 1345هـ. ولقد كان المؤلف يعالج نظم القريض، إلا أنه لم يكثر فيه، ولعل اشتغاله بالكتب والمخطوطات ونسخها لم يعنه على إتمام المعالجة، ونجد في أول الكتاب صورته الفوتوغرافية وتحتها هذان البيتان: إليكم يا بني الشهبا كتابا ...
حوى تاريخ أجداد عظام وروحي في ثناياه تجلت ...
وذا رسمي إذا غابت عظامي ثم نجد في المقدمة بعض شعر نظنه له لأنه لم ينسبه لقائل.
ومنه: يا ناظراً فيما قصدت لجمعه ...
أعذر فإن أخا الفضيلة يعذر واعلم بأن المرء لو بلغ المدى ...
في العمر لاقى الموت وهو مقصر إلا أن الفقيد لاقى الموت غير مقصر في واجب، فقد ملأ عمره بالعمل المتصل، حتى استطاع أن يخرج للناس كتاباً منشوراً يقرءونه ويرجعون إليه، حين يودون أن يرجعوا إلى تاريخ السابقين، من أبناء العرب الميامين. رحمه الله، وعوض العرب والمجمع العلمي العربي خير العوض، وجعل ما بين الأمة العربية الإسلامية وحاضرها موصولاً حتى يوفى العقد على تمامه، والسلك على نظامه. محمد عبد الغني حسن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣