أرشيف المقالات

من أضرار النظر المحرم

مدة قراءة المادة : 4 دقائق .
من أضرار النظر المحرم

نستأنس فيما يأتي بذكر أقوال العلماء في أضرار النظر المحرم، وما يتولد عنه من عشق وحب وهيام، يؤدي في النهاية إلى الضرر بالجنسين معاً، ومن ثم فساد المجتمع، لنبين من خلال ذلك خطورة الدعوة إلى الاختلاط، والتي يراد بها القضاء على هوية المجتمعات المسلمة.
 
قال أبو بكر الأصبهاني:
"قال بعض الحكماء: ربَّ حرب جنيت من لفظة، ورب عشق غرس من لحظة.
وقال العتبي: أبو الغصن الأعرابي قال: خرجت حاجاً، فلما مررت بقباء تداعى الناس ألماً، وقالوا: قد أقبلت الصقيل.
فنظرت وإذا جارية كأن وجهها سيف صقيل، فلما رميناها بالحدق ألقت البرقع على وجهها، فقلت: يرحمك الله إنا سفر وفينا أجر؛ فأمتعينا بوجهك.
فانصاعت وأنا أرى الضحك في عينيها وهي تقول: [1]

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً
لقلبك يوما أتبعتك المناظرُ

رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر

 
يلاحظ أن النظر إلى الحسناء يفتن القلوب!، فهذا الحاج الذي خرج في طاعة الله سبحانه، فتنه وجه صقيل مشرق!، فجعل ينظر إليه عامدًا متعمداً مع أصحابه!، فماذا سنفعل نحن في القرن الحادي والعشرين إذا جلست المرأة أمام الرجل ساعات عدة في وقت العمل، تحت شعار الاختلاط؟! وتكرر هذا كل يوم، وماذا لو كانت هذه المرأة جميلة فتانة؟!، أم نحرم الاختلاط على الجميلات ونبيحه للقبيحات؟!.
حتى لو فعلنا ذلك فهناك من يفتن بالمرأة العادية أو القبيحة، والمثل يقول: (لكل ساقطة لاقطة).
 
ويسوق أبو بكر الأصبهاني طائفة من الشعر توضح تأثير الجمال في حواس الإنسان، نقتطف منها:[2]

وما الحب إلا سمع أذنٍ ونظرةٌ
ووجبة قلب عن حديث وعن ذكر

ولو كان شيء غيره فني الهوى
وأبلاه من يهوى ولو كان من صخر

 
وقال آخر:

تعرضن مرمى الصيد ثم رميننا
من النبل لا بالطائشات الخواطف

ضعائف يقتلن الرجال بلا دمٍٍ
فيا عجباً للقاتلات الضعائف

وللعين ملهى في التلاد ولم يقد
هوى النفس شيئاً كاقتياد الطرائف

 
وقال العديل بن الفرخ العجيلي:

يأخذن زينتهن أحسن ما ترى
فإذا عطلن فهن غير عواطل

وإذا جلين خدودهن أريننا
حدق المها وأخذن نبل القاتل

فرميننا لا يستترن بجنةٍ
إلا الصبا وعلمن أين مقاتلي

يلبسن أردية الوقار لأهلها
ويجر باطلهن حبل الباطل

 
وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي:

سمعي وطرفي حليفاها على جسدي
فكيف أصبر عن سمعي وعن بصري

لو طاوعاني على أن لا أطاوعها
إذاً لقضيت من أوطارها وطري

 
وقال حبيب بن أوس الطائي:

يا جفوناً سواهداً أعدمتها
لذة النوم والرقاد جفون

إن لله في العباد منايا
سلطتها على القلوب عيون

 
وفي هذه الأشعار نلاحظ كيف شغف أصحابها بالنساء إلى حد الفتنة!، وفي خير القرون...
وفي عصر كان الحجاب مفروضاً فيه، وكانت الشريعة الإسلامية هي المهيمنة والحاكمة في الأمة!، فكيف نأمن أن لا تقع الفتنة في عصرنا الحاضر، حيث ظهرت دعوات الإلحاد والإباحية والعلمانية؟ ونحّيت شريعة الإسلام لتحل محلها شرائع وضعية من الشرق والغرب، وطار الحياء من نفوس كثير من الناس، وصار بعض النسوة يلبسن من الثياب ما قلَّ ودلَّ! وشاعت الأفلام الجنسية الفاضحة في السينما والفضائيات، وأضحت الخلاعة والمجون تجارة رابحة في وسائل الإعلام، وتشبه الرجال بالنساء، والعكس كذلك، وصارت أكثر الدول تشجع على ترك الحجاب بإقامة النوادي المختلطة ورعايتها لهذه النوادي، وصار الرجل يلتقي بالمرأة على شواطئ البحار وهما لا يرتديان أكثر من ورقة التوت التي تستر السوءتين فقط، بعد هذا كله ماذا يُرتجى من لقاء الجنسين؟ هل يُرتجى أن يذهبا معاً لتحرير فلسطين؟!

[1] الزهرة، (1 /45).

[2] انظر: الزهرة، (1 /46-51).

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣