Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي، صاحب السنن، كان إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا.

ولد سنة 215 كان مليح الوجه، مع كبر السن.

وكان يؤثر لباس البرود النوبية الخضر، وكان له أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من سرية.

وكان يكثر أكل الديوك الكبار تشترى له وتسمن.

كان الإمام في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق، واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ومشايخه الذين روى عنهم مشافهة، وقد أبان في تصنيفه عن حفظ وإتقان وصدق وإيمان، وعلم وعرفان، قال الدارقطني: "أبو عبد الرحمن النسائي مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره"، وكان يسمي كتابه (الصحيح)، وقال أبو علي الحافظ "هو الإمام في الحديث بلا مدافعة"، وقال أبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ: "سمعت مشايخنا بمصر يعترفون له بالتقدم والإمامة، ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد"، وقيل: كان يصوم يوما ويفطر يوما، وقال ابن يونس: "كان النسائي إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا"، وقال ابن عدي: سمعت منصورا الفقيه وأحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي يقولان: "أبو عبد الرحمن النسائي إمام من أئمة المسلمين، وكذلك أثنى عليه غير واحد من الأئمة، وشهدوا له بالفضل والتقدم في هذا الشأن"، وقد قيل عنه: إنه كان ينسب إليه شيء من التشيع، لكن نقل المزي في تهذيب الكمال ما يبرئه من ذلك، فقال: "روى الحافظ أبو القاسم بإسناده عن أبي الحسين علي بن محمد القابسي قال: سمعت أبا علي الحسن بن أبي هلال يقول: سئل أبو عبد الرحمن النسائي عن معاوية بن أبي سفيان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما الإسلام كدار لها باب، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة".


خرج المهدي بنفسه إلى تونس وقرطاجنة وغيرهما يرتاد موضعا على ساحل البحر يتخذ فيه مدينة، وكان يجد في الكتب خروج أبي يزيد على دولته، ومن أجله بنى المهدية، فلم يجد موضعا أحسن ولا أحصن من موضع المهدية، وهي جزيرة متصلة بالبر كهيئة كف متصلة بزند، فبناها وجعلها دار ملكه، وجعل لها سورا محكما وأبوابا عظيمة، وزن كل مصراع مائة قنطار، وكان ابتداء بنائها يوم السبت لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثمائة، فلما ارتفع السور أمر راميا أن يرمي بالقوس سهما إلى ناحية المغرب، فرمى سهمه فانتهى إلى موضع المصلى، فقال: إلى موضع هذا يصل صاحب الحمار، يعني أبا يزيد الخارجي؛ لأنه كان يركب حمارا، وكان يأمر الصناع بما يعملون، ثم أمر أن ينقر دار صناعة في الجبل تسع مائة شيني- مركب بحري- وعليها باب مغلق؛ ونقر في أرضها أهراء للطعام، ومصانع للماء، وبنى فيها القصور والدور، فلما فرغ منها قال: "اليوم أمنت على الفاطميات"، يعني بناته، وارتحل إليها، ولما رأى إعجاب الناس بها، وبحصانتها، كما يقول: هذا لساعة من نهار، وكان كذلك لأن أبا يزيد وصل إلى موضع السهم، ووقف فيه ساعة، وعاد ولم يظفر.


سار مؤنس المظفر إلى بلاد الروم لغزاة الصائفة، فلما صار بالموصل قلد سبك المفلحي بازبدى وقردى، وقلد عثمان العنزي مدينة بلد، وباعيناثا، وسنجار، وقلد وصيفا البكتمري باقي بلاد ربيعة، وسار مؤنس إلى ملطية وغزا فيها، وكتب إلى أبي القاسم علي بن أحمد ابن بسطام أن يغزو من طرسوس في أهلها، ففعل، وفتح مؤنس حصونا كثيرة من الروم، وأثر آثارا جميلة، وعتب عليه أهل الثغور وقالوا: لو شاء لفعل أكثر من هذا، وعاد إلى بغداد، فأكرمه الخليفة وخلع عليه.


هو أبو مضر زيادة الله الثالث بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن سالم بن عقال بن خفاجة، هو زيادة الله الأصغر، وهو الأمير الحادي عشر والأخير من أمراء الأغالبة بإفريقية، تولى الإمارة بعد أن قتل والده وقرابته؛ ليخلو له الحكم.

كان غارقا في اللهو والمجون في وقت كانت إمارتهم تتعرض لاجتياح الدعوة العبيدية على يد داعيتهم أبي عبد الله الشيعي، وقد خاض الشيعي مع الأغالبة عدة معارك انتصروا فيها على جيوش الأغالبة.

حتى هرب أبو مضر خوفا منهم على نفسه إلى المشرق، فقدم دمشق سنة 302 مجتازا إلى بغداد طالبا عون الخليفة العباسي له ليسترد حكمه في القيروان، لكنه توفي بالرملة، ودفن بها.


كان كثير بن أحمد بن شهفور قد تغلب على أعمال سجستان، فكتب الخليفة إلى بدر بن عبدالله الحمامي، وهو متقلد أعمال فارس، يأمره أن يرسل جيشا يحاربون كثيرا، ويؤمر عليهم دردا، ويستعمل على الخراج زيد بن إبراهيم، فجهز بدر جيشا كثيفا وسيرهم، فلما وصلوا قاتلهم كثير، فلم يكن له بهم قوة، وضعف أمره وكادوا يملكون البلد، فبلغ أهل البلد أن زيدا معه قيود وأغلال لأعيانهم، فاجتمعوا مع كثير، وشدوا من أزره، وقاتلوا معه، فهزموا عسكر الخليفة، وأسروا زيدا، فوجدوا معه القيود والأغلال فجعلوها في رجليه وعنقه، وكتب كثير إلى الخليفة يتبرأ من ذلك، ويجعل الذنب فيه لأهل البلد، فأرسل الخليفة إلى بدر الحمامي يأمره أن يسير بنفسه إلى قتال كثير، فتجهز بدر، فلما سمع كثير ذلك خاف، فأرسل يطلب المقاطعة على مال يحمله كل سنة، فأجيب إلى ذلك، وقوطع على خمسمائة ألف درهم، وقررت البلاد عليه.


كان للإنجليز في العراق نفوذ واسع لا سيما في مناطق حقول النفط هناك، وفي المناطق الجنوبية الشرقية من إيران؛ لذا فقد أنزلوا سنة 1914 قوة من الجيش البريطاني الذي رابط في الهند، فاحتلت البصرة وتوجهت صوب بغداد لاحتلالها، ولكنها اصطدمت بالجيش التركي بقيادة الجنرال الألماني فون دير غلوتز، فأوقع بالجيش البريطاني خسائر فادحة وكارثة عظيمة؛ إذ استسلم له عند "كوت العمارة" جيش قوامه 13 ألف جندي وضابط بكامل معداتهم، وبعد حصار دام خمسة أشهر.


كانت مراسلات "حسين - مكماهون" التي دارت بين شريف مكة الشريف حسين، ونائب الملك البريطاني في القاهرة هنري مكماهون، تمثل مقدمات الثورة العربية، ومن أبرز أسبابها، والتي وعدت فيها بريطانيا الشريف حسينا بالمساعدة وتنصيبه ملكا على العرب، وإقامة خلافة عربية إسلامية، كما أن هناك أسبابا أخرى، منها: الضعف الذي دب في أطراف الدولة العثمانية التي كانت تحكم المناطق العربية في الشام والحجاز ومصر والمغرب، ومنها النعرات العنصرية التي ظهرت على يد الاتحاديين القوميين بشكل واضح، وانتشر الظلم في الدولة على نطاق واسع؛ فسياسة الاتحاديين هي التي أيقظت الفكرة القومية العثمانية، بدأ بسوء الظن بالعرب، وأسهم في ذلك بعض الذين يريدون تخويف السلطان العثماني من العرب، يشيع أن العرب يريدون أن يقيموا مملكة عربية وحدهم، وكانت شكاوى العرب تنحصر في إقصاء عدد كبير منهم عن وظائفهم بالأستانة، وعدم دعوة العرب لأي اجتماع للتأليف بين العناصر العثمانية، ولا إدخالهم في الجمعيات الاتحادية ولا اللجان المركزية، ولا حتى تعيينهم على الولايات والقضاء في البلاد العربية، ومعارضة الاتحاديين لكل مشروع علمي أو أدبي في البلاد العربية، ثم بدأت بعض الأحزاب العربية بالظهور كردة فعل للقومية العثمانية؛ فعقد في باريس أول مؤتمر عربي عام 1913م، ثم تفاقم أمر الاتحاديين وعظم تشددهم إلى القومية التركية، وزاد الأمر عندما قام جمال باشا -الذي لقب بالسفاح- بقتل عدد من الذين كشف أنهم يتآمرون من خلال جمعيات سرية على الاستقلال عن الدولة العثمانية، وكان القوميون العرب قد رأوا أن يتجمعوا حول زعيم واحد ويشكلوا قوة كبيرة عربية، فرأوا في الشريف حسين بن علي -شريف مكة وأميرها- الشخص المناسب لهذه الزعامة، فأجابهم، وكان التفاهم معه سرا بواسطة من تمكن من بعض أعضاء الجمعيات العربية الذين هربوا من جمال باشا ووصلوا للحجاز وغيرها، فتم بين زعماء العرب وجمعياتهم وبعض المقامات العالية، ومنهم الشريف حسين، أن قرروا إعلان الثورة في الحجاز، وكان الشريف حسين قد تعاقد مع مكماهون على أن يكون العرب حلفاء للإنجليز والفرنسيين خلال الحرب العالمية الأولى، وطبعا ضد الأتراك؛ لأنها كانت ضد الحلفاء، ووعدوا الشريف حسين أن يبقوه ملكا على العرب وأن يعطوا العرب استقلالهم، وإن كان القوميون العرب بعد اطلاعهم على مراسلات حسين مكماهون أغضبهم كثيرا تنازل الشريف حسين عن بعض البلاد العربية للإنجليز أو للفرنسيين.

أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية، وأطلق بنفسه في ذلك اليوم أول رصاصة على قلعة الأتراك في مكة؛ إيذانا بإعلان الثورة، وعزز حركته بإذاعة منشور اتهم فيه الاتحاديين في تركيا بالخروج على الشريعة الإسلامية، وجاء فيه: "وانفصلت بلادنا عن المملكة العثمانية انفصالا تاما، وأعلنا استقلالا لا تشوبه شائبة مداخلة أجنبية ولا تحكم خارجي"، واستطاعت القوات الثائرة أن تستولي في أقل من ثلاثة أشهر على جميع مدن الحجاز الكبرى، باستثناء المدينة النبوية التي بقيت محاصرة إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، ولم يلبث أن بويع الشريف حسين ملكا على العرب.

وقد نسفت القوات العربية بقيادة الأمير الشريف فيصل سكة حديد الحجاز، واحتلت ينبع والعقبة، واتخذوا من العقبة نقطة ارتكاز لهم، ثم أخذ فيصل يتقدم ليحارب الأتراك في منطقة شرقي الأردن، وبذلك قدم للحلفاء أكبر مساعدة؛ حيث استطاع اللورد اللنبي قائد القوات الإنجليزية أن يدخل القدس بمعاونة العرب، كما أن احتلال القوات العربية لمنطقة شرقي معان قد حمى ميمنة القوات البريطانية في فلسطين من هجمات الأتراك عليها في منطقة بئر سبع والخليل، وحمى خطوط مواصلاتها، ولم تلبث القوات العربية أن تقدمت في (ذي الحجة 1336هـ/ سبتمبر 1918م) فاحتلت دمشق واصطدمت بالأتراك قبل أن يدخلها اللنبي، ولم يمض أكثر من شهر حتى زال النفوذ العثماني من سوريا بعد أن أمضى بها أربعة قرون.

والواقع أن الكثيرين قد أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، وعلى رأسهم الشيخ محمد رشيد رضا، وذلك عندما علموا بتنازل حسين عن ولايتي إسكندرون ومرسين والمناطق الشمالية السورية، ووافق على مصالح فرنسا في ولاية بيروت لما بعد الحرب، وعلى مصالح بريطانيا في البصرة وبغداد، وأن الأسطول الإنجليزي هو الذي أسقط ثغور جدة ورابغ وينبع وغيرها من موانئ الحجاز، وأن ثغر بورسودان كان القاعدة التي انطلق منها الأسطول الإنجليزي لدعم ثورة الشريف حسين، وازداد شعورهم بالخيبة عندما وجدوا ضباط إنجلترا وفرنسا مثل اللنبي وكوكس وكاترو وغورو والضابط الشهير لورانس هم الذين يقودون القبائل العربية، ووصل الأمر ببعض هؤلاء الضباط في النيل من المسلمين أنه لما دخل الجنرال اللنبي القدس يوم 9/12/1917م قال قولته المشهورة: الآن انتهت الحروب الصليبية! ولما دخل الجنرال غورو دمشق يوم 21/7/1920م توجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبي ووقف أمامه قائلا: ها قد عدنا يا صلاح الدين! ثم تكرست المرارة والحسرة عندما ارتفعت أعلام بريطانيا وفرنسا على المناطق التي قاتل فيها العرب، ولم يكن بينها علم الدولة العربية المنتظرة! وحاول الشيخ رشيد رضا أن يلفت نظر الشريف حسين إلى خطورة ما أقدم عليه؛ لأن العدو الحقيقي هو الاستعمار الغربي لا الدولة العثمانية، إلا أن بريق المصلحة وأحلام الملك والعرش كانا قد سيطرا على خيال الشريف حسين، فلم يستمع إلى صوت ناصح أو حكيم! وإنما أمر بمنع دخول مجلة "المنار" التي يصدرها الشيخ رشيد رضا من دخول مكة.

ولم يعلم العرب باتفاق (سايكس – بيكو) إلا عندما أعلنه البلاشفة بعد قيام ثورتهم في روسيا 1917م، وتأكد العرب أن الاتفاق أهمل تأسيس خلافة عربية، وأعطى بعض أجزاء من الدولة العربية المنتظرة لفرنسا، وأثار هذا الاتفاق حفيظة العرب، إلا أنهم مضوا في ثورتهم بعد طمأنة البريطانيين لهم، ونجح العثمانيون في تصوير الشريف حسين على أنه خائن للإسلام متحالف مع الدول النصرانية ضد دولة إسلامية، إلا أن الخلافات الحقيقية بين العرب والإنجليز تعمقت وظهرت مع إطلاق بريطانيا لوعد بلفور في (المحرم 1336هـ/نوفمبر 1917م) كانت غاية الإنجليز من ثورة العرب هو ضرب الأتراك بالعرب، بدلا أن يخوضوا هم غمار هذه الحرب، ويدل على ذلك أن الإنجليز كانوا يضغطون على الشريف حسين لبدء الثورة عندما كانت جيوش الحلفاء تستسلم للأتراك عند كوت العمارة في نيسان 1916م، وكان الحلفاء غير قادرين على مواجهة القوات العثمانية عند قناة السويس واليمن، فكان التعجيل بالثورة ضد العثمانيين فيه تخفيف العبء عن الإنجليز، وفعلا أدى إعلان الثورة إلى رجحان كفة الحلفاء، وبدأت الحاميات التركية في الاستسلام بعد أن حوصرت واستعمل معها رجال الجيش حرب العصابات، ثم بدأ القتال فعلا بين العرب وجيوش العثمانيين في الحجاز في التاسع من شعبان 10 يونيو، وأعلنوا استقلالهم، وهاجموا الثكنات التركية في مكة، وحمي القتال خلال يومين، حتى تعطلت الصلاة والطواف في المسجد الحرام، وكذلك الأمر في جدة؛ دام القتال ستة أيام حتى سقطت بيد قوات الشريف، وفي التاسع من رمضان استسلم الأتراك في مكة، وفي ذي القعدة سقطت الطائف، ثم أعلن الحجاز استقلاله عن الاتحاديين، فانتهز الإنجليز والفرنسيون الفرصة وبدؤوا في إرسال التهاني، وحتى الدول الأوربية الأخرى كروسيا وسائر الدول غير المنحازة، أما السوريون واللبنانيون فلم ينلهم من الثورة إلا الحصار والاضطهاد؛ حيث كانت كفاءتهم الحربية ضعيفة مقارنة مع كفاءات العثمانيين في هذه المنطقة، وكانت جيوش الثورة عبارة عن ثلاثة جيوش كل واحد بقيادة ولد من أولاد الحسين، وهم فيصل، وعبد الله، وعلي، وكان مع جيش فيصل لورنس وكان يتلقى أوامره من الجنرال اللنبي، ثم تألفت أول وزارة عربية في السابع من ذي الحجة 1334هـ/ 5 أكتوبر 1916م، ثم أمر بتأليف مجلس الشيوخ الأعلى، هذا ولم تعين الحكومة العربية، ثم تمت مبايعة العرب للشريف حسين بن علي ملكا على العرب يوم الخميس السادس من محرم 1335هـ/ 6 تشرين الأول 1916م، علما أن استنكارا إسلاميا قد ورد إلى الشريف حسين عن طريق شكيب أرسلان الذي قال له: أتقاتل العرب بالعرب أيها الأمير حتى تكون ثمرة دماء قاتلهم ومقتولهم استيلاء إنجلترا على جزيرة العرب، وفرنسا على سوريا، واليهود على فلسطين، وهذا ما حصل بالفعل!!


وقفت الدولة العثمانية في الحرب إلى جانب دول المحور، بينما أعلن الشريف حسين الثورة على الدولة العثمانية ووقف إلى جانب دول الحلفاء، وتمكنت قوات الشريف حسين مدعومة من قوات الحلفاء -وخاصة بريطانيا- من السيطرة على معظم بلاد الحجاز عدا المدينة، فحوصرت حصارا يعد واحدا من أطول الحصارات في التاريخ؛ حيث استمر الحصار لمدة سنتين وسبعة أشهر حتى بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وكان والي المدينة هو فخري باشا أحد قادة الاتحاديين نائب جمال باشا قائد الفيلق الرابع في الشام، كان يتبع فخري باشا جيش مجهز بالأسلحة الخفيفة والمدفعية التقليدية، وأثناء حصار المدينة هجر فخري باشا معظم أهالي المدينة المنورة، فلحق بعضهم بالبدو حول المدينة، أو بمدن حجازية كمكة وجدة وينبع، ومنهم من ارتحل إلى حائل، بينما لحق بمصر والشام والعراق وتركيا والهند واليمن، ولعب قطار الحجاز دورا كبيرا في نقل المدنيين إلى بلدان آمنة، وبعد هزيمة الدولة العثمانية واستسلامها للحلفاء صدرت الأوامر لفخري باشا من استانبول بتسليم المدينة فرفض الاستسلام، واستمر في المقاومة نحو خمسة أشهر إلا أنه اضطر بعدها للاستسلام بعد أن سلم قيادة المدينة إلى قائد الفوج العثماني في المدينة، والذي استسلم بدوره لقوات الثوار العرب، ثم خرج فخري باشا بقواته البالغ عددهم 8000 جندي إلى معسكر القوات المحاصرة خارج المدينة في بير درويش بالفريش، وسلم نفسه لهم فاستقبله الشريف عبد الله بن الحسين فأكرمه، ثم أرسله إلى مصر حيث اعتقل فيها، وبعد استسلام الحامية العثمانية في المدينة لقوات الأشراف عاد بعض من تم تهجيرهم من أهل المدينة إلى المدينة، في حين أن بعضهم فقد أو مات في دار هجرته، أو فضل البقاء هناك، أو عجز عن العودة إلى المدينة، وفقد كثير من الأهالي أموالهم، أو وجدوا بيوتهم مهتوكة.


أثار نمو عبد العزيز بن سعود في نجد قلق آل صباح؛ لذلك ساعد آل الصباح العجمان عندما تمردوا على الملك عبدالعزيز واستقبلوهم لما هربوا منه، كما ظهرت أزمة بين الملك عبدالعزيز والعوازم، وهم من أتباع آل الصباح في الكويت، لما فرض عليهم الملك عبدالعزيز الزكاة، وحرضهم على هجر الكويت والاستقرار في نجد؛ لذلك زار الكولونيل هاملتون الرياض لينقل إلى الملك عبدالعزيز احتجاج سالم الصباح على تجاوز أتباع الملك عبدالعزيز، فأظهر الملك عبدالعزيز غضبه من دعم آل الصباح للعجمان وإيوائهم في الكويت وتعاونهم مع خصومه ابن رشيد في حائل، وأبدى رغبته في إعادة العوازم إلى الكويت إذا أعاد سالم الصباح العجمان إلى نجد، وقطع علاقته مع ابن رشيد، فوافق ابن الصباح وأرسل يعتذر للملك عبدالعزيز ويؤكد حرصه على استمرار الصداقة بين الأسرتين، فعاد العوازم إلى الكويت، وظلت مشكلة العجمان قائمة، بل وحصلوا على دعم وحماية من بريطانيا، ومع ذلك تمكن الملك عبدالعزيز من إخضاعهم لسلطانه.


دعا برسي كوكس المعتمد البريطاني إلى مؤتمر عربي إعلامي لشد أزر الشريف حسين، وإثبات تأييد العرب له، فعقد اجتماعا موسعا في الكويت دعا إليه الشيخ جابر بن مبارك، والملك عبدالعزيز، وخزعل، ومئة شيخ من شيوخ عشائر قبيلة مطير، والظفير، والعجمان، وغيرهم من شيوخ القبائل، وأعلن في المؤتمر عن نية بريطانيا الحسنة تجاه العرب!، وأنها ترغب في استعادة مجدهم، وتوحيدهم وجمع كلمتهم، ليكونوا كتلة واحدة!! وأكد على ضرورة عودة الخلافة للعرب!


هو السلطان علي دينار ابن السلطان زكريا بن محمد فضل الكيراوي.

ولد في قرية "شوية" بدارفور سنة 1856م، وهو آخر سلاطين الفور من السلالة الكيراوية في سلطنة دارفور بالسودان.

أعلن توحيد جهود المسلمين ضد الغزو الصليبي الأوروبي في أفريقيا، ويعد السلطان علي دينار من أشهر السلاطين الذين حكموا إقليم دارفور ووقفوا مع الثورة المهدية في دحر المستعمر، كما قام السلطان بنشر الدعوة المهدية في عهد الخليفة عبد الله التعايشي خليفة مهدي السودان.

أقام علي دينار في مدينة الفاشر عاصمة دارفور، وأقام مصنعا لصناعة كسوة الكعبة، وظل طوال عشرين عاما تقريبا يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة، وينسب إليه حفر أبيار علي -ميقات أهل المدينة للإحرام بالحج والعمرة- وتجديد مسجد ذي الحليفة.

اغتاله الإنجليز بعد هزيمته في موقعة برنجية.


بعد اختتام مؤتمر الكويت أعماله زار الملك عبد العزيز البصرة بدعوة من برسي كوكس، وقد حظي الملك باستقبال حافل من جانب سلطات الاحتلال البريطاني في البصرة؛ إذ أقيم أمامه استعراض عسكري اشتركت فيه صنوف الأسلحة العسكرية، ثم قام بجولة على متن القطارات والعربات، ثم اطلع على المستشفيات الحديثة والقطاعات العسكرية، وسعى كوكس لعقد اجتماع بين الملك عبد العزيز وفهد الهذال شيخ عنزة؛ بغرض منع الأخير من السماح بتهريب الأسلحة عن طريق العراق لتركيا، وتم له ذلك.


استولى الجيش الإنجليزي على مدينة غزة الفلسطينية وانتزعها من العثمانيين، بعدما قاموا بمد خط سكة حديد وخط أنابيب مياه في سيناء؛ للتغلب على صعوبة الطقس ووعورة التضاريس، وذلك بعد أن خسروا معركتين في غزة أمام العثمانيين.


أوفد برسي كوكس المعتمد البريطاني وفدا مكونا من الكولونيل هاملتون رئيسا للوفد وبرفقته جون فيلبي سكرتير كوكس والكولونيل أوين الوكيل السياسي في الكويت بغرض استنهاض الملك عبدالعزيز لحرب ابن رشيد في حائل والتوفيق بينه وبين الشريف حسين، وقد قضى هاملتون 21 يوما ثم غادر الرياض وترك فلبي يحل محله لإكمال التفاوض مع الملك عبدالعزيز، رفض الملك عبدالعزيز إعلان الحرب صراحة على تركيا لكنه طمأن الوفد عن استعداده لحرب خصمه ابن رشيد إذا تعهدت بريطانيا بتقديم التأييد له.

فكتب فلبي لرؤسائه في بغداد يؤكد ضرورة تحقيق ذلك ليتمكن من التصدي لمخططات الأتراك في المنطقة من خلال قوة ابن رشيد.

ثم تغيرت سياسة بريطانيا في شن حملة ضد ابن رشيد بعد تدهور الموقف العثماني في الجبهة الشرقية مع توقع انهيار الدولة العثمانية.