Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


قبض المقتدر على الوزير أبي الحسن بن الفرات، ووكل بداره، وهتك حرمه، ونهب ماله، ونهبت دور أصحابه ومن يتعلق به، وافتتنت بغداد لقبضه، ولقي الناس شدة لمدة ثلاثة أيام، ثم سكنوا.

وكانت مدة وزارته- وهي الوزارة الأولى- ثلاث سنين وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما؛ لكونه أخر أرزاق الجند، واعتل بضيق الأموال، فقال المقتدر: أين ما ضمنت من القيام بأمر الجند؟ ثم عزله, واستوزر من بعده أبا علي محمد بن عبيدالله بن يحيى بن خاقان.


لما عزل المقتدر ابن الفرات قلد أبا علي محمد بن يحيى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، وكان قليل الخبرة في تدبير أمور الوزارة, فانحلت أمور الدولة؛ لأنه كان ضجورا، ضيق الصدر، مهملا لقراءة كتب العمال، وجباية الأموال، وكان يتقرب إلى الخاصة والعامة، فمنع خدم السلطان وخواصه أن يخاطبوه بالعبد، وكان إذا سأله أحد حاجة دق صدره، وقال: نعم وكرامة، فسمي "دق صدره"، إلا أنه قصر في إطلاق الأموال للفرسان والقواد، فنفروا عنه واتضعت الوزارة بفعله.

وكان أولاده قد تحكموا فيه، وكان يولي في الأيام القليلة عدة من العمال، حتى إنه ولى بالكوفة في مدة عشرين يوما، سبعة من العمال، فاجتمعوا في الطريق، فعرضوا توقيعاتهم، فسار الأخير منهم، وعاد الباقون يطلبون ما خدموا به أولاده، ثم زاد الأمر حتى تحكم أصحابه، فكانوا يطلقون الأموال ويفسدون الأحوال، فانحلت القواعد، وخبثت النيات، واشتغل الخليفة بعزل وزرائه والقبض عليهم، والرجوع إلى قول النساء والخدم، والتصرف على مقتضى آرائهم، فخرجت الممالك، وطمع العمال في الأطراف.


في سنة 297 استعمل عبيد الله المهدي علي بن عمر على صقلية، فلما وليها كان شيخا لينا، فلم يرض أهل صقلية بسيرته، فعزلوه عنهم، وولوا على أنفسهم أحمد بن قرهب، ودعا أحمد بن قرهب الناس إلى طاعة المقتدر، فأجابوه إلى ذلك، فخطب له بصقلية، وقطع خطبة المهدي، وأخرج ابن قرهب جيشا في البحر إلى ساحل أفريقية، فلقوا هناك أسطول المهدي ومقدمه الحسن بن أبي خنزير، فأحرقوا الأسطول، وقتلوا الحسن، وحملوا رأسه إلى ابن قرهب، وسار الأسطول الصقلي إلى مدينة سفاقس، فخربوها، وساروا إلى طرابلس، فوجدوا فيها القائم بن المهدي، فعادوا، ووصلت الخلع السود والألوية إلى ابن قرهب من المقتدر، ثم أخرج مراكب فيها جيش إلى قلورية، فغنم جيشه، وخربوا وعادوا، وسير أيضا أسطولا إلى إفريقية، فخرج عليه أسطول المهدي، فظفروا بالذي لابن قرهب وأخذوه، ولم يستقم بعد ذلك لابن قرهب حال، وأدبر أمره، وطمع فيه الناس، وكانوا يخافونه، وخاف منه أهل جرجنت –مدينة في صقلية-، وعصوا أمره، وكاتبوا المهدي، فلما رأى ذلك أهل البلاد كاتبوا المهدي أيضا، وكرهوا الفتنة، وثاروا بابن قرهب، وأخذوه أسيرا سنة 300 وحبسوه، وأرسلوه إلى المهدي مع جماعة من خاصته، فأمر بقتلهم على قبر ابن أبي خنزير، فقتلوا، واستعمل على صقلية أبا سعيد موسى بن أحمد، وسير معه جماعة كثيرة من شيوخ كتامة.


كان والد عبد الرحمن الناصر- محمد بن عبد الله- قد قتله أخوه المطرف في صدر دولة أبيهما.

وخلف محمد ابنه عبد الرحمن، وهو ابن عشرين يوما.

ولما توفي الأمير عبد الله جد عبد الرحمن سنة ثلاثمئة، ولي عبد الرحمن الأمر بعده.

وكان ذلك من غرائب الأمور؛ لأنه كان شابا مع وجود أكابر من أعمامه وأعمام أبيه، وتقدم هو- وهو ابن اثنتين وعشرين سنة- فولي الإمارة، والبلاد كلها في حالة اضطراب؛ قد امتنعت على الدولة حصون بكورة رية وحصن ببشتر، فحاربها الناصر، حتى استردها، وكان طليطلة قد خالف أهل الدولة، فقاتلهم حتى عادوا إلى الطاعة، ولم يزل يقاتل المخالفين حتى أذعنوا له، وأطاعوه نيفا وعشرين سنة، فاستقامت البلاد، وأمنت دولته، واستقام له الأمر، وقد حكم خمسين سنة من 300عام إلى 350.


سبب ذلك أن محمد بن هرمز، المعروف بالمولى الصندلي، كان خارجي المذهب، وكان قد أقام ببخارى وهو من أهل سجستان، وكان شيخا كبيرا، فجاء يوما إلى الحسين بن علي بن محمد العارض يطلب رزقه، فقال له: إن الأصلح لمثلك من الشيوخ أن يلزم رباطا يعبد الله فيه، حتى يوافيه أجله، فغاظه ذلك، فانصرف إلى سجستان والوالي عليها منصور بن إسحاق، فاستمال جماعة من الخوارج، ودعا إلى الصفار، وبايع في السر لعمرو بن يعقوب بن محمد بن عمرو بن الليث، وكان رئيسهم محمد بن العباس، المعروف بابن الحفار، وكان شديد القوة، فخرجوا، وقبضوا على منصور بن إسحاق أميرهم وحبسوه في سجن أرك، وخطبوا لعمرو بن يعقوب، وسلموا إليه سجستان، فلما بلغ الخبر إلى الأمير أحمد بن إسماعيل سير الجيوش مع الحسين بن علي، مرة ثانية إلى زرنج، فحصرها تسعة أشهر، فصعد يوما محمد بن هرمز الصندلي إلى السور، وقال: ما حاجتكم إلى أذى شيخ لا يصلح إلا للزوم رباط؟ يذكرهم بما قاله العارض ببخارى؛ واتفق أن الصندلي مات، فاستأمن عمرو بن يعقوب الصفار وابن الحفار إلى الحسين بن علي، وأطلقوا منصور بن إسحاق، وكان الحسين بن علي يكرم ابن الحفار ويقربه، فواطأ ابن الحفار جماعة على الفتك بالحسين، فعلم الحسين بذلك، وكان ابن الحفار يدخل على الحسين، لا يحجب عنه، فدخل إليه يوما وهو مشتمل على سيف، فأمر الحسين بالقبض عليه، وأخذه معه إلى بخارى، ولما انتهى خبر فتح سجستان إلى الأمير أحمد استعمل عليها سيمجور الدواتي، وأمر الحسين بالرجوع إليها فرجع ومعه عمرو بن يعقوب وابن الحفار وغيرهما، وكان عوده في ذي الحجة سنة ثلاثمائة، واستعمل الأمير أحمد منصورا ابن عمه إسحاق على نيسابور وأنفذه إليها، وتوفي ابن الحفار.


لما استولى السامانيون على سجستان، بلغهم خبر مسير سبكرى في المفازة من فارس إلى سجستان، فسيروا إليه جيشا، فلقوه وهو وعسكره قد أهلكهم التعب، فأخذوه أسيرا، واستولوا على عسكره، وكتب الأمير أحمد إلى المقتدر بذلك، وبالفتح، فكتب إليه يشكره على ذلك، ويأمره بحمل سبكرى، ومحمد بن علي بن الليث إلى بغداد، فسيرهما، وأدخلا بغداد مشهورين على فيلين، وأعاد المقتدر رسل أحمد، صاحب خراسان، ومعهم الهدايا والخلع.


هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الداخل، صاحب الأندلس، ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد في صفر سنة 275، وطالت أيامه، وبقي في الملك خمسا وعشرين سنة وأحد عشر شهرا، وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجود مثلهم.

كان صالحا تقيا، كثير العبادة والتلاوة، رافعا لعلم الجهاد، ملتزما للصلوات في الجامع، وله غزوات مشهورة، منها غزوة "بلي" التي يضرب بها المثل.

وذلك أن ابن حفصون حاصر حصن بلي في ثلاثين ألفا.

فخرج الأمير عبد الله من قرطبة في أربعة عشر ألف مقاتل، فهزم ابن حفصون، وتبعه قتلا وأسرا، حتى قيل: إنه لم ينج من الثلاثين ألفا إلا الناد, وكان عبد الله أديبا عالما.

مات وكان عمره اثنتين وأربعين سنة، وخلف أحد عشر ولدا ذكرا، أحدهم محمد المقتول, وهو والد عبد الرحمن الناصر، قتله أخوه المطرف في صدر دولة أبيهما، ولما توفي عبدالله تولى بعده ابن ابنه عبد الرحمن بن محمد لمدة خمسين سنة.


جرت عدة معاهدات بشأن الحدود بين الدولتين العثمانية والإيرانية، ومنها: معاهدة أرضروم الثانية 1263هـ غير أنها فشلت واستمرت الاشتباكات على الحدود، وفشلت لجنة التخطيط بناء على المعاهدة المذكورة في إنهاء المشكلة، كما بدأ الخلاف في تفسير نصوص المعاهدة، وكانت كل من إنجلترا وروسيا ترغبان في إنهاء هذا الموضوع؛ حيث أصبحت المنطقة ساحة نفوذ لكل من الدولتين، فدعا ذلك لإجراء مفاوضات مباشرة بتوسط إنجلترا وروسيا، وانتهت باتفاق طهران في اليوم الأول من عام 1330هـ/ 21 ديسمبر، وتضمن خمس نقاط: تعيين لجنة مشتركة لتثبيت الحدود.

تزويد أعضاء اللجنة بجميع الوثائق والبيانات المطلوبة.

في حال الفشل في تفسير النصوص وحل القضايا تحال إلى محكمة التحكيم في لاهاي.

تكون معاهدة أرضروم الثانية الأساس الذي تستند إليه قرارات اللجنة.

لا يتخذ أي من الطرفين من احتلال الأراضي المتنازع عليها حجة قانونية للاحتفاظ بها والسيطرة عليها.

واستمرت المفاوضات أكثر من خمسة أشهر دون الوصول إلى اتفاق، وتقرر استمرار المباحثات في استانبول، ولكن الأحداث الجارية من الحرب العالمية وغيرها أوقفت الموضوع.


فرض الفرنسيون الحماية على المغرب، وبعد أيام من فرض الحماية قام المغاربة بثورة عارمة في فاس ثار فيها الجيش والشعب، تزعمها المجاهد أحمد هبة الله ابن الشيخ ماء العينين، وكانت الانتصارات فيها سجالا بين الفريقين، وانتهى الأمر بوفاة الرجل، وتمكن الفرنسيون من بسط نفوذهم على المغرب أثناء الحرب العالمية الأولى.


بعد أن أعلنت إيطاليا الحرب على الدولة العثمانية، وهي الحرب التي عرفت بالحرب الإيطالية - الطرابلسية.

حاصر الأسطول الإيطالي مدينة طرابلس الغرب مدة ثلاثة أيام، بعدها سقطت المدينة بيد المستعمرين الإيطاليين.

ولم تتوفر للمقاومة الشعبية القوة اللازمة لقهر الإيطاليين وردهم على أعقابهم.

كما لم تكن قدرة الدولة العثمانية القتالية بالمستوى المطلوب، ولم تكن القوة بين الطرفين متكافئة، ورغم المقاومة العثمانية المحلية التي قادها السنوسيون إلا أن الإيطاليين تمكنوا من احتلال ليبيا عام 1911م.

وأثناء الحرب -وكوسيلة ضغط على الدولة العثمانية- نقل الإيطاليون الحرب ضد مواقع عثمانية أخرى، فضرب الأسطول الإيطالي مينائي بيروت والحديدة.

واحتلوا جزيرة رودس في البحر الأبيض المتوسط، ثم احتلوا مجموعة جزر الدوديكانيز.

وهاجمت السفن الإيطالية الحربية ممر الدردنيل وغير ذلك من المواقع العثمانية الأخرى.

ورأت الدولة العثمانية أنها وقعت في حرب لا قدرة لها عليها.

ولاحت في الأفق بوادر حرب جديدة ضد الدولة العثمانية في البلقان.

فاضطرت الدولة العثمانية إلى قبول المفاوضات مع الإيطاليين، وأمام الأزمات الداخلية والعسكرية والاقتصادية التي مرت بها الدولة العثمانية رأت حكومة مختار باشا الغازي أن تصل بالمفاوضات مع إيطاليا إلى نتيجة حاسمة، فأرسلت وزير الزراعة العثماني وزودته بصلاحيات واسعة، وتم الاتفاق على عقد معاهدة صلح بين الدولة العثمانية والحكومة الإيطالية في 18 أكتوبر عام 1912م بعد توسط من قبل حكومة بريطانيا، وقد عرفت تلك المعاهدة باسم معاهدة أوشي لوزان.

وقد حوت إحدى عشرة مادة.

تعهدت فيها الدولتان بإيقاف حالة الحرب بينهما، وسحب القوات من جبهات القتال، فتسحب الدولة العثمانية قواتها من طرابلس وبرقة، وتسحب إيطاليا قواتها وسفنها من الجزر العثمانية التي احتلتها في بحر إيجة.

كما أن الدولة العثمانية سحبت جميع الموظفين الإداريين العاملين في ليبيا.

وأعلن السلطان العثماني منح ليبيا استقلالا تاما، أي: أن السلطان العثماني جرد الدولة العثمانية من كل أنواع السيادة على ليبيا.

وبالمقابل أعلنت إيطاليا جعل ليبيا خاضعة تماما للسيادة الإيطالية.

وقد جاء توقيع معاهدة أوشي لوزان بعد أن احتل الفرنسيون الجزائر وتونس، واحتل البريطانيون مصر، وأصبحت الدولة العثمانية مطوقة في إفريقيا.

وهكذا نفذ الأوروبيون اتفاقياتهم السرية الرامية إلى تقسيم شمال إفريقيا فيما بينهم!


في أعقاب الوحدة الألمانية عام 1286هـ/ 1870م.

وذلك عندما بدأت ألمانيا تعاني من مشكلة عدم تملكها للمستعمرات أسوة ببريطانيا وفرنسا حتى تستطيع تصريف منتجاتها، والحصول على المواد الخام اللازمة لصناعتها وإنشاء أسواق لها فيها، ومن هنا بدأت ألمانيا تتطلع للبحث عن مستعمرات لها في خارج أوروبا؛ ونتيجة لذلك بدأ التنافس بينها وبين فرنسا من أجل مراكش فتصدت فرنسا لهذه المحاولة، وذلك بربط نفسها بعدة اتفاقات مع بعض دول أوروبا، فعقدت اتفاقا مع إيطاليا على أن تطلق إيطاليا يد فرنسا في مراكش مقابل أن تطلق فرنسا يد إيطاليا في طرابلس وبرقة.

كما عقدت فرنسا اتفاقا مع إسبانيا عام 1317هـ/ 1900م اتفقتا فيه على اقتسام الأجزاء الجنوبية من مراكش فتحصل إسبانيا على منطقة الريف التي تشمل الشريط الساحلي من مراكش المقابل للساحل الإسباني عند جبل طارق، بينما تحصل فرنسا على ما تبقى من مراكش.

وفي أوائل عام 1324هـ/ 1906م تم الاتفاق على عقد مؤتمر دولي في بلدة الجزيرة الخضراء لدراسة الأوضاع في مراكش.

وفيه تم الاعتراف بسيادة مراكش، وتقرر إنشاء قوة بوليسية من فرنسا وإسبانيا للمحافظة على الأمن في مراكش.


الأرطاوية موقع على طريق القوافل من الكويت إلى القصيم بالقرب من الزلفي، فيه مجموعة من الآبار، وأول من سكنها كان عدد من أهالي مدينة حرمة يقدر عددهم بثلاثين رجلا، وكانوا قد ارتحلوا في هذا العام من حرمة إلى الأرطاوية؛ بسبب نزاع دب بينهم وبين أهلها حول تشددهم الديني.

فلما لم يطب لهم المقام في حرمة اختاروا موضع الأرطاوية حيث الآبار والموارد وجودة المرعى، ثم نزلها إحدى عشائر العريمات وشيخها قويعد بن الصريمة، وهي قسم من قبيلة حرب، بعد أن باعوا خيلها وجمالها وما عندها من العروض والأموال في سوق الكويت وغيره، وهبطت الأرطاوية فبنت فيها الدور وشرعت تعنى بأمرين: الزراعة والعلم، وقد أهمل أفرادها كل شيء سواهما.

ثم بعد معركة جراب أعطيت الأرطاوية لفيصل الدويش وجماعته من مطير الذي يعتبر المؤسس الحقيقي والزعيم لهجرة الأرطاوية، ثم بعد ذلك نشأت هجرة الغطغط وبعده تتابع نشوء الهجر.


كانت الأرطاوية أول هجرة نشأت في نجد سنة 1329هـ حيث تولى رئاستها زعيم مطير فيصل الدويش , والتي تقع في الطريق بين الكويت والقصيم بقرب الزلفي ثم بعده نشأت هجرة الغطغط والتي تقع جنوب غربي الرياض حيث سكنها جزء من عتيبة تحت قيادة سلطان بن بجاد , ثم تتابع نشوء الهجر التي استوطنتها قبائل الجزيرة العربية بتشجيع ودعم الملك عبدالعزيز لها حيث وفر لهم المياه بحفر الآبار وبناء المساجد وتوفير المؤن الغذائية لهم والأعلاف لدوابهم كما أرسال إليهم العلماء وطلبة العلم يعلمونهم الدين وذلك لتحقيق عدة أغراض : منها الحد من تمرد هذه القبائل على سلطان الملك عبدالعزيز, واستثمار قوتهم العسكرية في إتمام توحيد الجزيرة العربية وقد بلغ عدد الهجر حوالي 200 هجرة ممتد في جميع أطراف ووسط الجزيرة العربية , ويبدوا أن بداية نشأة الهجر كحركة عسكرية أحيطت بشيء من الكتمان حتى أن جميع الرحالة الأجانب الذين كانوا يجوبون أرجاء جزيرة العرب من عام 1912م لم يلفت نظرهم في هذه الهجر أي حراك يدل على أنها تمثل ثكنات عسكرية سيكون لها شأن في تقرير عدد من التحولات السياسية على الرغم أن هؤلاء الرحالة كان من أهم مهامهم رصد أي نمو لقوة عسكرية أو تحركات جديدة في المنطقة .

غير أن هذه الهجر أورثت الملك عبدالعزيز مشكلة تمويلها ماديا؛ فبعد أن باع أولئك البادية جمالهم وصاروا يتعصبون بالعصابة البيضاء وأقاموا في الهجر لا يعملون شيئا في أيام السلم؛ أصبحوا عالة على الملك عبد العزيز, فأرسل لهم العلماء والوعاظ يعلمونهم العلم الشرعي والتاريخ وسير السلف، ويرغبونهم في العمل.

وكانت أول مشاركة عسكرية للإخوان مع الملك عبدالعزيز في معركة جراب 1914م ولكنهم ظهروا كقوة ضاربة بجانب الملك عبدالعزيز في معركة تربة 1919م حيث قلبوا موازين القوى داخل الجزيرة العربية لصالح الملك عبدالعزيز ضد خصومة لذلك كان للإخوان دور واضح في ضم كل من حائل وعسير والحجاز، واستمر الإخوان مصدر قوة للملك عبدالعزيز إلى أن حدث الخلاف معهم حول عدد من القضايا العصرية التي أدت إلى نهايتهم في معركة السبلة.