Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
سارت سرية من المسلمين في صقلية مقدمها رجل يعرف بأبي الثور، فلقيهم جيش من الروم، فأصيب المسلمون كلهم غير سبعة نفر، وعزل الحسن بن العباس عن صقلية، ووليها محمد بن الفضل، فبث السرايا في كل ناحية من صقلية، وخرج هو في حشد وجمع عظيم، فسار إلى مدينة قطانية، فأهلك زرعها، ثم رحل إلى أصحاب الشلندية فقاتلهم، فأصاب فيهم فأكثر القتل، ثم رحل إلى طبرمين فأفسد زرعها، ثم رحل فلقي عساكر الروم، فاقتتلوا فانهزم الروم وقتل أكثرهم، فكانت عدة القتلى ثلاثة آلاف قتيل، ووصلت رؤوسهم إلى بلرم، ثم سار المسلمون إلى قلعة كان الروم بنوها عن قريب، وسموها مدينة الملك، فملكها المسلمون عنوة، وقتلوا مقاتليها وسبوا من فيها.
في هذه السنة سير محمد بن عبد الرحمن- صاحب الأندلس- جيشا مع ابنه المنذر إلى المخالفين عليه، فقصد مدينة سرقسطة، فأهلك زرعها وخرب بلدها وافتتح حصن روطة، فأسر منه عبد الواحد الروطي، وهو من أشجع أهل زمانه، وتقدم إلى دير تروجة، وبلد محمد بن مركب بن موسى، فهتكهما بالغارة، وقصد مدينة لاردة وقرطاجنة، فكان فيها إسماعيل بن موسى فحاربه، فأذعن إسماعيل بالطاعة، وترك الخلاف وأعطى رهائنه على ذلك، وقصد مدينة أنقرة وهي للمشركين، فافتتح حصونا ثم عاد.
طلب جعفر بن إبراهيم السجان الأمان من الموفق، وكان أمين أسرار الخبيث صاحب الزنج، وأحد خواصه، فخلع عليه الموفق وأعطاه مالا كثيرا، وأمر بحمله إلى قريب مدينة الخبيث.
فلما حاذى قصر الخبيث صاح: ويحكم إلى متى تصبرون على هذا الخبيث الكذاب؟ وحدثهم بما اطلع عليه من كذبه وفجوره، فاستأمن في ذلك اليوم خلق كثير منهم.
وتتابع الناس في الخروج من عند الخبيث.
عبر أبو أحمد الموفق إلى مدينة الفاجر بعد أن أوهى قوته في مقامه بمدينة الموفقية بحصاره والتضييق عليه، فلما أراد العبور إليها أمر ابنه أبا العباس بالقصد للموضع الذي كان قصده من ركن مدينة الخبيث الذي يحوطه بابنه وجلة أصحابه وقواده، وقصد أبو أحمد موضعا من السور- فيما بين النهر المعروف بمنكى، والنهر المعروف بابن سمعان- وأمر صاعدا وزيره بالقصد لفوهة النهر المعروف بجري كور، وتقدم إلى زيرك في مناكفته وأمر مسرورا البلخي بالقصد لنهر ما يليهم من السور، وطلب منهم الموفق ألا يزيدوا على هدم السور، وألا يدخلوا مدينة الخبيث، ووكل بكل ناحية من النواحي التي وجه إليها القواد شذوات فيها الرماة، وأمرهم أن يحموا بالسهام من يهدم السور من الفعلة والرجالة الذين يخرجون للمدافعة عنهم، فثلم في السور ثلما كثيرة، ودخل أصحاب أبي أحمد مدينة الفاجر من جميع تلك الثلم، وجاء أصحاب الخبيث يحاربونهم فهزمهم أصحاب أبي أحمد وأتبعوهم حتى وغلوا في طلبهم، إلا أن أصحاب الخبيث تراجعوا فشدوا على أصحاب أبي أحمد وقتلوا منهم جماعة، وأصاب أصحاب الخبيث أسلحة وأسلابا، وثبت جماعة من غلمان أبي أحمد فدافعوا عن أنفسهم وأصحابهم، حتى وصلوا إلى الشذا، وانصرف أبو أحمد بمن معه إلى مدينة الموفقية وأمر بجمعهم وعذلهم على ما كان منهم من مخالفة أمره والافتيات عليه في رأيه وتدبيره، وتوعدهم بأغلظ العقوبة إن عادوا لخلاف أمره بعد ذلك، وأمر بإحصاء المفقودين من أصحابه فأحصوا له، وأقر ما كان جاريا لهم على أولادهم وأهاليهم، فحسن موقع ذلك منهم، وزاد في صحة نياتهم لما رأوا من حياطته خلف من أصيب في طاعته.
بعد أن احتلت فرنسا الجزائر سنة 1246هـ عزمت على احتلال تونس وقامت مقابل ذلك بالتنازل لإنكلترا عن مصر، فبدأت بالتدخل أولا في أمور الدولة بحجة الديون، ثم قامت باستغلال خلاف افتعلته على الحدود مع الجزائر، واتهمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنها لا بد لها من التدخل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملة عسكرية، ودخلت الأراضي التونسية، ثم لم تلبث أن وصلت إلى قصر باردو الذي كان فيه حاكم تونس الباي محمد الصادق، وفرضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجال دولته، وعرض عليهم الأمر، وكان الحاضرون يميلون إلى رفض الحماية وإعلان المقاومة والجهاد وتعبئة الأمة لذلك، لكن ذلك لم يجد آذانا مصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلع الباي محمد الصادق عن العرش وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانه إذا رفض التوقيع على المعاهدة، وكان ممثلو الاحتلال الفرنسي ينتظرون في غرفة مجاورة للحجرة التي اجتمع فيها السلطان برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملا نسختي المعاهدة وقد وقع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلال الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عرفت بمعاهدة "باردو" وتضمنت هذه المعاهدة تقييد سلطة الباي، ووضعه تحت حماية فرنسا، وسلبت تونس كل مقومات الدولة المستقلة.
وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكم الحقيقي للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القوات الفرنسية، وأصبحت تفرض نفسها كالاحتلال العسكري تماما، فأصبحت تونس تحت النفوذ الفرنسي واحتلاله، ثم بدأت بفرنسة تونس، بتنفيذ عدة إجراءات ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عدلت معاهدة الحماية السابقة قسرا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!
خان اليهود في مدينة صفاقس الشعب التونسي المسلم، وذلك حين أخبروا البارجة الفرنسية "ألكرسيكي" باستعداد الأهالي من المسلمين لمقاومتهم، فأحجمت البارجة عن مهاجمة المدينة لحين التزود، ثم هاجمتها بمعاونة 6 بوارج إضافية أخرى.
لم يرضخ الشعب التونسي لاحتلال فرنسا لبلاده تحت عنوان براق، وهو إعلان الحماية، والذي استهدفت فرنسا من اختياره عدم إثارة الدول الأوروبية، والتمويه على أبناء تونس بأنها لم تحتل بلدهم، وتنزلها منزلة المستعمرات، وحتى تحمل الجانب الوطني نفقات الاحتلال.
واشتعلت الثورة في معظم أنحاء تونس، وعجزت فرنسا عن وقف العمليات الحربية في تونس، واتضح أن القبائل التي تسكن شرقي تونس وجنوبها أظهرت رفضها وعداءها للطريقة التي خضع بها الباي لطلبات الفرنسيين، وعلت الأصوات داعية إلى الجهاد والبذل والعطاء، وفي الوقت نفسه اتصلت رسل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بالمجاهدين تعلن رفض السلطان للمعاهدة ووقوفه إلى جانب الشعب، وتمكن المجاهدون من قطع المواصلات، وفرت معظم جنود الباي إليهم، وأعلن المسلمون الجهاد ضد الفرنسيين.
وبعد أن كانت فرنسا تفكر في أنه يكفي أن يقوم جيش صغير على استتباب الأمن في تونس، لكنها وجدت أنها تعاني مشكلة كبيرة في السيطرة على البلاد، وتطلب ذلك تعاون الأسطول الفرنسي مع الجيش، وحشد قوات جديدة بلغت خمسا وأربعين ألف جندي.
وكان قد تزعم حركة المقاومة في مدينة قابس "علي بن خليفة" إلى جانب كثيرين قادوا الثورة في صفاقس والقيروان، وقد حاول علي بن خليفة أن يوحد القيادة في شخصه، واجتمع لهذا الغرض مع مجاهدي صفاقس والقيروان، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح بعد أن أصر زعيم كل منطقة أن يتولى الأمر بنفسه، فاستطاعت فرنسا أن توقع بهم واحدا بعد الآخر.
وكان من جراء ذلك أن سقطت قابس في أيدي المحتلين الفرنسيين بعد مقاومة شديدة، في 28 شعبان من هذه السنة!
في أوائل سنة 1298هـ استفحل أمر الشراكسة بمصر، وهم ناظر الجهادية عثمان رفقي باشا الشركسي بتنحية فريق من الوطنيين عن مراكزهم، فاجتمع عدد من هؤلاء وانتدبوا أحمد عرابي للمطالبة بمواد اتفقوا عليها، منها عزل رفقي من نظارة الجهادية، وتأليف مجلس نواب.
فرفع أحمد عرابي الأمر إلى رئيس النظار (رياض باشا) فأهمله إلى أن انعقد مجلس برئاسة الخديوي، فقرر محاكمة عرابي واثنين من أصحابه، فقبض عليهم، فهاج الضباط الوطنيون وأخرجوا المعتقلين عرابي ورفيقيه، وفر رفقي ورجاله إلى قصر عابدين، ثم صدر الأمر بعزل عثمان رفقي من نظارة الجهادية وتولية محمود سامي باشا البارودي، فأقام مدة يسيرة وعزل.
عاد عرابي وأصحابه إلى هياجهم، فانحلت وزارة رياض باشا، وتألفت ثانية برئاسة شريف باشا، أعيد فيها محمود سامي إلى نظارة الجهادية، وجعل عرابي وكيلا للجهادية فيها، وأنعم عليه برتبة اللواء (باشا) وأجيب إخوانه إلى بعض مطالبهم.
وتتابعت الحوادث فسقطت هذه الوزارة وخلفتها وزارة برئاسة محمود سامي باشا جعل عرابي ناظرا للجهادية فيها، ثم استقالت.
ولم ير الخديوي مندوحة عن إعادة عرابي إلى الجهادية، فاستبقاه، وظلت مصر بلا وزارة إلى أن تألفت وزارة راغب باشا، ووقعت المذبحة في الإسكندرية وضربها الإنجليز، واستولوا على التل الكبير بعد معارك ودخلوا القاهرة فحلوا الجيش المصري ونفوا أحمد عرابي باشا.
وقع محمد بن رشيد مع أهل المجمعة حلفا دفاعيا سريا ضد الإمام عبد الله بن فيصل الذي وقع في خلاف مع أهالي الوشم والمجمعة الذين ثاروا لتحقيق استقلالهم عن الرياض، ولما تقدمت جيوش عبد الله المؤلفة من البوادي والحضر في وادي حنيفة، بادر محمد بن رشيد إلى نجدة المجمعة بجيش مؤلف من بوادي شمر وقبائل حرب، ولما وصلت قوات ابن رشيد بريدة انضم إليها أمير البلدة حسن آل مهنا أبو الخيل، ومعه جند القصيم، وزحفت قوات ابن رشيد إلى الزلفي، وكانت قوات عبد الله تعسكر في ضرماء، ولما عرف عبد الله استعداد ابن رشيد للقتال، وعرف أن قواته لا تستطيع مجابهة قوات خصمه، انسحب إلى الرياض، ودخل ابن رشيد المجمعة وعين عليها سليمان بن سامي من أهالي حائل نائبا عنه، وبذلك انضمت المجمعة إلى ابن رشيد وانفصلت نهائيا عن الرياض.
كانت السودان خاضعة لحكم محمد علي باشا من عام 1237هـ /1821 م.
فقامت الحركة المهدية في الفترة من 1299 - 1317هـ /1881 - 1899 م؛ لتخليص السودان من ظلم الحكومة المصرية الواقع على السودانيين؛ حيث أعلن محمد أحمد بن عبد الله أنه المهدي المنتظر لبعث الأمة، فتبعه كثيرون وسيطر على أغلب البلاد، وكان محمد المهدي في سنة 1298 هـ (1881 م) تلقب بالمهدي المنتظر، وكتب إلى فقهاء السودان يدعوهم لنصرته.
وانبث أتباعه (ويعرفون بالأنصار أو الدراويش) بين القبائل يحضون على الجهاد.
وسمع بالمهدي رؤوف باشا المصري (حاكم السودان العام) فاستدعاه إلى الخرطوم، فامتنع, فأرسل رؤوف قوة تأتيه به فانقض عليها أتباعه في الطريق وفتكوا بها.
وساقت الحكومة المصرية جيشا لقتاله بقيادة جيقلر باشا البافاري، فهاجمه نحو 50 ألف سوداني وهزموه.
واستولى المهدي على مدينة (الأبيض) سنة 1300 هـ وهاجمه جيش مصري ثالث بقيادة هيكس باشا فأبيد.
وهاجم بعض أتباعه (الخرطوم) وفيها غوردون باشا فقتلوه وحملوا رأسه على حربة سنة 1302 هـ وانقاد السودان كله للمهدي، وكان فطنا فصيحا قوي الحجة، إذا خطب خلب الأسماع, وأقام يجمع الجموع ويجند الجنود لأجل التغلب على القوات المصرية، وأرسل إلى الخديوي والسلطان عبد الحميد وملكة إنكلترا يشعرهم بدولته ومقر سلطنته، وضرب النقود, ولكنه لم يلبث أن مات بالجدري، وظلت حركة المهدية إلى أن قضي عليها بجيش مصري تحت قيادة إنجليزية سنة 1317 هـ/1899م.
اعتمد الجيش الفرنسي وقادته استراتيجية الحرب الشاملة في تعاملهم مع الشعب الجزائري، وكان الهدف المنشود من وراء هذه الاستراتيجية الإسراع في القضاء على تلك المقاومة المستميتة التي أظهرتها مختلف فئات الشعب وعلى جميع الأصعدة للهيمنة الأجنبية، وكانت البداية بمذبحة البليدة على عهد الجنرال كلوزيل، ثم مذبحة العوفية إلى عهد الدوق دي ريفيقو، التي كشفت طبيعة الإبادة الجماعية، كأسلوب سياسة فرنسا في الجزائر.
وكان أشهر المذابح مذبحة غار الفراشيش على يد العقيد بليسييه، ناهيك عما اقترفه المجرم كافينياك في حق قبائل الشلف، وحيث طبق طريقة تشبه القتل عن طريق الاختناق، فكانت مجزرة قبائل السبيعة.
ولم تنحصر عملية إبادة العنصر البشري على منطقة محددة في الجزائر، بل أصبحت هواية كل قائد عسكري فرنسي، أوكلت مهمة بسط نفوذ فرنسا ورسالتها الحضارية، ويعترف أحد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره، قائلا: إننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى والأشجار والحقول، والخسائر التي ألحقتها فرقتنا بأولئك السكان لا تقدر، إذا تساءل البعض: هل كان عملنا خيرا أو شرا ؟ فإني أجيبهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإخضاع السكان وحملهم على الرحيل!!
أمر السلطان عبد الحميد الثاني بتأسيس مؤسسة الديون العمومية في الدولة العثمانية؛ لمعالجة مشكلة ديون الدولة، فوضعت إيرادات الدولة الرئيسية تحت تصرف هذه المؤسسة لتسديد ديون الدولة التي بلغت 252 مليون قطعة ذهبية، فأسقطت المؤسسة من ديون الدولة 146 مليونا.
وقد لعبت هذه المؤسسة دورا في تسديد كثير من ديون الدولة أثناء عهد السلطان عبد الحميد الثاني.