Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
ظهر أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، بالكوفة، يدعو إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه وسلم والعمل بالكتاب والسنة، وهو الذي يعرف بابن طباطبا، وكان القيم بأمره في الحرب أبو السرايا السري بن منصور، وكان سبب خروجه أنه شاع أن الفضل بن سهل قد غلب على المأمون، وأنه يستبد بالأمر دونه، فغضب لذلك بنو هاشم ووجوه الناس، واجترؤوا على الحسن بن سهل، وهاجت الفتن في الأمصار، فكان أول من ظهر ابن طباطبا بالكوفة، وقد اتفق أهل الكوفة على موافقته واجتمعوا عليه من كل فج عميق، وكان النائب عليها من جهة الحسن بن سهل سليمان بن أبي جعفر المنصور، فبعث الحسن بن سهل لسليمان بن أبي جعفر يلومه ويؤنبه على ذلك، وأرسل إليه بعشرة آلاف فارس بصحبة زاهر بن زهير بن المسيب، فتقاتلوا خارج الكوفة، فهزم أبو السرايا زاهرا واستباح جيشه ونهب ما كان معه، فلما كان الغد من الوقعة توفي ابن طباطبا أمير الشيعة فجأة، ويقال: إن أبا السرايا سمه وأقام مكانه غلاما أمرد يقال له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وانعزل زاهر بمن بقي معه من أصحابه إلى قصر ابن هبيرة، وأرسل الحسن بن سهل مع عبدوس بن محمد أربعة آلاف فارس، صورة مدد لزاهر، فالتقوا هم وأبو السرايا، فهزمهم أبو السرايا ولم يفلت من أصحاب عبدوس أحد، وانتشر الطالبيون في تلك البلاد، وضرب أبو السرايا الدراهم والدنانير في الكوفة، ونقش عليه {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا} ثم بعث أبو السرايا جيوشه إلى البصرة وواسط والمدائن، فهزموا من فيها من النواب ودخلوها قهرا، وقويت شوكتهم، فأهم ذلك الحسن بن سهل، وكتب إلى هرثمة بن أعين يستدعيه لحرب أبي السرايا، فتمنع ثم قدم عليه فخرج إلى أبي السرايا فهزم أبا السرايا غير مرة وطرده حتى رده إلى الكوفة، ووثب الطالبيون على دور بني العباس بالكوفة فنهبوها وخربوا ضياعهم، وفعلوا أفعالا قبيحة، وبعث أبو السرايا إلى المدائن فاستجابوا، وبعث إلى أهل مكة حسين بن حسن الأفطس ليقيم لهم الموسم، فخاف أن يدخلها جهرة، ولما سمع نائب مكة- وهو داود بن عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس- هرب من مكة طالبا أرض العراق، ثم دخلها الأفطس وحج بها من سنته.
ظهر إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد، وكان بمكة، فلما بلغه خبر أبي السرايا وما كان منه سار إلى اليمن، وبها إسحاق بن موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عاملا للمأمون، فلما بلغه قرب إبراهيم من صنعاء، سار منها نحو مكة فأتى المشاش، فعسكر بها واجتمع بها إليه جماعة من أهل مكة هربوا من العلويين، واستولى إبراهيم على اليمن، وكان يسمى الجزار؛ لكثرة من قتل باليمن، وسبى، وأخذ الأموال.
خرج خارجي من البربر بناحية مورور، من الأندلس، ومعه جماعة، فوصل كتاب العامل إلى الحكم بن هشام بخبره، فأخفى الحكم خبره، واستدعى من ساعته قائدا من قواده، فأخبره بذلك سرا، وقال له: سر من ساعتك إلى هذا الخارجي فأتني برأسه، وإلا فرأسك عوضه، وأنا قاعد مكاني هذا إلى أن تعود.
فسار القائد إلى الخارجي، فلما قاربه سأل عنه، فأخبر عنه باحتياط كثير، واحتراز شديد، ثم ذكر قول الحكم: إن قتلته، وإلا فرأسك عوضه، فحمل نفسه على سبيل المخاطرة فأعمل الحيلة، حتى دخل عليه، وقتله، وأحضر رأسه عند الحكم، فرآه بمكانه ذلك لم يتغير منه، وكانت غيبته أربعة أيام.
ثم أحسن إلى ذلك القائد، ووصله وأعلى محله.
كان بالبصرة من الطالبيين زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، ومعه جماعة من أهل بيته، وهو الذي يقال له زيد النار وإنما سمي زيد النار؛ لكثرة ما حرق من الدور بالبصرة من دور بني العباس وأتباعهم، وكان إذا أتي برجل من المسودة كانت عقوبته عنده أن يحرقه بالنار، وانتهب أموال تجار البصرة، فأخذه علي بن أبي سعيد أسيرا، وقيل: إنه طلب الأمان فأمنه.
لما وصل الحسين بن حسن الأفطس لمكة من قبل أبي السرايا وفعل في مكة ما فعل من تغيير كسوة الكعبة وتخريب ونهب، وصله خبر هزيمة أبي السرايا، ذهب إلى محمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين وبايعه فأقامه، وبايعه بالخلافة، وجمع له الناس، فبايعوه طوعا وكرها وسموه أمير المؤمنين، فبقي شهورا وليس له من الأمر شيء، ثم لما وصل عامل اليمن وجيش هرثمة بن أعين من الكوفة، هرب محمد بن جعفر إلى الجحفة ثم قبض عليه وطلب الأمان وقال إنه وصله أن المأمون مات فدعا لبيعة نفسه، فلما صح الخبر عنده أنه لم يمت خلع نفسه من الخلافة، ثم بعد ذلك أرسل إلى المأمون، ثم سار إلى جرجان ومات بها سنة 204هـ وهو المعروف بالديباج.
جرت معركة حامية الوطيس في بلدة بسل الواقعة بين الطائف وتربة بين قوات محمد علي باشا والقوات السعودية بقيادة فيصل بن سعود, وذلك أن فيصل بن سعود لما قدم إلى الحجاز ليتولى قيادة جموع المسلمين نزل تربة واستنفر رعايا دولتهم في الحجاز، فقدم طامي بن شعيب في أهل عسير وألمع وزهران وغامد في عشرين ألفا، فلما أقبلوا على تربة وأرسلوا إلى فيصل يخبرونه بقدومهم خرج فيصل من تربة ومعه عشرة آلاف مقاتل فاجتمعوا بالقرب من بئر غزال قريب من تربة، ثم رحلوا منه إلى بسل حيث الروم (قوات محمد علي) قد اجتمعوا بعددهم وعدتهم، فنازلهم فيصل بجموعه، ووقع بينهم قتال وطراد، وقتل من الروم عدد كثير, ثم في اليوم التالي قدم محمد علي بعساكر كثيرة، ووقع قتال بين الفئتين، فثبت فيصل ومن معه ووقع كسر في ناحية غامد وزهران، ثم في قوم طامي وغيرهم، واتصلت الكسرة على جموع المسلمين لا يلوي أحد على أحد، ووقى الله شر القتل وكف أيدي الروم عنهم وعن ساقتهم, ولم يقتل إلا أقل القليل، وبعدها زحفت هذه القوات واحتلت تربة ورنية التي أصبحت فيما بعد معسكرا عاما لقوات الروم, ثم رحل محمد علي إلى بيشة ونازل أكلب، وأطاعوا له، ثم سار إلى تبالة فضربها بالمدافع والقنابر وقتل أمير الفزع و100 رجل ممن معه.
سار محمد علي بعساكره إلى بلد طامي عسير وألمع ورفيدة وغيرهم فأطاعت لهم رفيدة، وثبت طامي بن شعيب ومن معه من عسير وألمع وبني أحمر والأسمر، واستعدوا لقتال محمد علي ومحاربته, ورتب طامي جموعه ورعاياه، فجعل مع حوان عسكرا عند الطلحة- وهي عدة قرى في بلاد ربيعة رفيدة- فزحف محمد علي على الطلحة فقاتله حوان وهزمه ثم تراجع الروم وثبتوا، ووقع في قوم حوان خيانة وخذلان فانهزموا واستولى الروم على عدد من الحصون.
بينما كان طوسون باشا قائد الروم (قوات جيش محمد علي) في الحجاز يجهز للهجوم على نجد؛ إذ وصله كتاب من أهل الرس والخبراء يعرضان عليه الطاعة, فأرسل إلى عسكره في الحناكية بالسير إلى القصيم ودخول الرس والخبراء، فدخلوهما واستوطنوهما واستولوا على ما فيهما من القصيرات والمزارع,, وثبت بقية بلدان القصيم وحاربوا الروم, فلما علم بذلك عبد الله بن سعود استنفر أهل الجبل والقصيم ووادي الدواسر والأحساء وعمان وما بين ذلك من نواحي نجد، فخرج من الدرعية واجتمع بمن معه بالمذنب، ثم رحل بمن اجتمع به إلى الرويضة بالقرب من الرس، فخرج عليهم عساكر الروم وحصل رمي بالمدافع من بعيد, وذكر لعبد الله أن عسكرا من الروم نازلون على ماء بالقرب من البصير، فهجم عليهم وهم متحصنون في قصر، فقتلهم جميعا ثم عاد عبد الله إلى عنيزة ودخلها وأخذ يرسل السرايا على عساكر الروم، وندم كثير من أهل الرس على طاعتهم لطوسون، وانحاز عدة رجال منهم مع عبد الله، وظل عبد الله يصابر الروم وتقع بينهم مقاتلات ومجاولات من بعيد إلى أن طلب الروم الصلح مع عبد الله.
بعد مناوشات وقتال بين قوات طوسون باشا وقوات عبد الله بن سعود عقدت معاهدة صلح بينهما أن تضع الحرب بين الفئتين وتترك بموجبها نجد وأعماله بقبضة عبد الله, وتدخل الحجاز تحت الإدارة المصرية، وتعهد عبد الله بأن يعتبر نفسه تابعا للسلطان التركي، ووعد بالخضوع للوالي المصري في المدينة، وتعهد بتأمين سلامة الحج، والذهاب إلى استانبول والمثول أمام السلطان في حال تم استدعاؤه، وإعادة كنوز مكة, وكتبوا بذلك سجلا، ثم رحل الروم من الرس أول شعبان متوجهين إلى المدينة, فوضع طوسون حاميات في مدن الحجاز الرئيسية وعاد إلى مصر منهيا المرحلة الأولى من الحرب على الدولة السعودية الأولى بهذا الصلح الذي لم يوافق عليه والده محمد علي ولم يقره، قال الجبرتي في تاريخه: "وصلت الهجانة وأخبار ومكاتبات من الديار الحجازية بوقوع الصلح بين طوسون باشا وعبد الله بن سعود الذي تولى بعد موت أبيه كبيرا على الوهابية وأن عبد الله المذكور ترك الحروب والقتال وأذعن للطاعة، وحقن الدماء وحضر من جماعة الوهابية نحو العشرين نفرا من الأنفار إلى طوسون باشا ووصل منهم اثنان إلى مصر، فكأن الباشا محمد علي لم يعجبه هذا الصلح ولم يظهر عليه علامات الرضا بذلك، ولم يحسن نزل الواصلين، ولما اجتمعا به وخاطبهما عاتبهما على المخالفة فاعتذرا وذكرا أن الأمير سعودا المتوفى كان فيه عناد وحدة مزاج، وكان يريد الملك وإقامة الدين، وأما ابنه الأمير عبد الله فإنه لين الجانب والعريكة ويكره سفك الدماء على طريقة سلفه الأمير عبد العزيز- لعله يقصد الأمير سعودا- فإنه كان مسالما للدولة حتى إن المرحوم الوزير يوسف باشا حين كان بالمدينة كان بينه وبينه- عبد الله- غاية الصداقة ولم يقع بينهما منازعة ولا مخالفة في شيء ولم يحصل التفاقم والخلاف إلا في أيام الأمير سعود، ومعظم الأمر للشريف غالب بخلاف الأمير عبد الله؛ فإنه أحسن السير وترك الخلاف وأمن الطرق والسبل للحجاج والمسافرين، ونحو ذلك من الكلمات والعبارات المستحسنات، وانقضى المجلس وانصرفا إلى المحل الذي أمرا بالنزول فيه ومعهما بعض الترك ملازمون لصحبتهما مع اتباعهما في الركوب والذهاب والإياب؛ فإنه أطلق لهما الإذن إلى أي محل أراداه، فكانا يركبان ويمران بالشوارع بأتباعهما ومن يصحبهما ويتفرجان على البلدة وأهلها، ودخلا إلى الجامع الأزهر في وقت لم يكن به أحد من المتصدرين للإقراء والتدريس، وسألوا عن أهل مذهب الإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وعن الكتب الفقهية المصنفة في مذهبه، فقيل انقرضوا من أرض مصر بالكلية، واشتريا نسخا من كتب التفسير والحديث مثل الخازن والكشاف والبغوي والكتب الستة المجمع على صحتها وغير ذلك، وقد اجتمعت بهما مرتين فوجدت منهما أنسا وطلاقة لسان واطلاعا وتضلعا ومعرفة بالأخبار والنوادر، ولهما من التواضع وتهذيب الأخلاق وحسن الأدب في الخطاب والتفقه في الدين واستحضار الفروع الفقهية واختلاف المذاهب فيها ما يفوق الوصف".
سار عبد الله بن سعود بجموعه قاصدا القصيم ونزل على الخبراء وهدم سورها وسور بلد البكيرية عقوبة لهم عما تقدم منهم من استدعائهم الروم (جيش طوسون) وإدخالهم, وخوفا أن يحدثوا مثلها فيما بعد, وأخذ معه ثلاثة من رؤساء الرس.
جهز محمد علي باشا صاحب مصر العساكر الكثيفة من مصر والروم والشام والعراق إلى نجد مع ابنه إبراهيم باشا، فسار إلى المدينة وضبط نواحيها، ثم سار إلى الحناكية وأقام فيها، وأكثر الغارات على ما حولها من العربان، وأخذ أموالا وقتل رجالا، فاجتمع عليه كثير من تلك النواحي من حرب ومطير وغيرهم وعتيبة ومن عنزة الدهامشة