Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
كان أمر الدعوة العباسية قد استفحل خلال السنوات الماضية وقوي أمرها جدا في خراسان وما حولها، حتى بدأت البعوث تسير إلى العراق فخرج مروان بن محمد بجيش إليهم من حران حتى بلغ الزاب وحفر خندقا وكان في عشرين ومائة ألف، وسار أبو عون وهو القادم إلى العراق للدعوة العباسية إلى الزاب، فوجه أبو سلمة إلى أبي عون عيينة بن موسى، والمنهال بن فتان، وإسحاق بن طلحة، كل واحد في ثلاثة آلاف، فعبر عيينة بن موسى في خمسة آلاف، فانتهى إلى عسكر مروان، فقاتلهم حتى أمسوا، ورجع إلى عبد الله بن علي وأصبح مروان فعقد الجسر وعبر عليه، فنهاه وزراؤه عن ذلك، فلم يقبل وسير ابنه عبد الله، فنزل أسفل من عسكر عبد الله بن علي، فبعث عبد الله بن علي المخارق في أربعة آلاف نحو عبد الله بن مروان، فسرح إليه ابن مروان الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم، فالتقيا، فانهزم أصحاب المخارق وثبت هو فأسر هو وجماعة وسيرهم إلى مروان مع رؤوس القتلى، وأرسل مروان إلى عبد الله يسأله الموادعة فلم يقبل ثم حصل قتال بينهم كانت فيه هزيمة مروان ومن معه وفر مروان إلى حران.
لما انهزم مروان وجيشه في الزاب هرب إلى حران فمكث فيها قليلا ثم هرب إلى مصر عن طريق حمص ثم دمشق ثم فلسطين فتبعه العباسيون حتى قتلوه في كنيسة أبي صير، فكان آخر خلفاء بني أمية وبمقتله انتهت الدولة الأموية ويبدأ عهد الدولة العباسية.
هو مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية، القرشي الأموي (مروان الحمار) أبو عبد الملك، أمير المؤمنين، آخر خلفاء بني أمية، بويع له بالخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد، وبعد موت يزيد بن الوليد ثم قدم دمشق، وخلع إبراهيم بن الوليد، واستتب له الأمر في صفر سنة سبع وعشرين ومائة, وكان يقال له: مروان الجعدي، نسبة إلى رأي الجعد بن درهم، وقيل: كان الجعد مؤدبه وإليه نسب.
ويلقب بالحمار لصبره في الحرب, ولاه هشام نيابة أذربيجان وأرمينية والجزيرة في سنة أربع عشرة ومائة، ففتح بلادا كثيرة وحصونا متعددة في سنين كثيرة، وكان لا يفارق الغزو، قاتل طوائف من الناس والترك والخزر واللان وغيرهم، فكسرهم وقهرهم، وقد كان شجاعا، بطلا مقداما، حازم الرأي، وهو آخر من ملك من بني أمية، كانت خلافته منذ سلم إليه إبراهيم بن الوليد إلى أن بويع للسفاح خمس سنين وشهرا، وبقي مروان بعد بيعة السفاح تسعة أشهر.
لما قدم صالح بن علي العباسي وأبو عون بجموعهما إلى مصر في طلب مروان بن محمد نزلت عساكرهما الصحراء جنب جبل يشكر، الذي هو الآن جامع أحمد بن طولون، وكان فضاء.
فلما رأى أبو عون ذلك أمر أصحابه بالبناء فيه، فبنوا وبنى هو به أيضا دار الإمارة، ومسجدا عرف بجامع العسكر.
وعملت الشرطة أيضا في العسكر، وقيل لها: الشرطة العليا، فأصبحت كالعاصمة لمصر؛ لأنه قد صارت مسكنا للأمراء بعد ذلك.
أقبل قسطنطين- ملك الروم- إلى ملطية وكمخ، فنازل كمخ، فأرسل أهلها إلى أهل ملطية يستنجدونهم، فسار إليهم منها ثمانمئة مقاتل، فقاتلهم الروم، فانهزم المسلمون، ونازل الروم ملطية وحصروها، والجزيرة يومئذ مفتونة بالحروب الداخلية، وعاملها موسى بن كعب بحران.
فأرسل قسطنطين إلى أهل ملطية: إني لم أحصركم إلا على علم من المسلمين واختلافهم، فلكم الأمان وتعودون إلى بلاد المسلمين حتى أحترث ملطية.
فلم يجيبوه إلى ذلك، فنصب المجانيق، فأذعنوا وسلموا البلاد على الأمان، وانتقلوا إلى بلاد الإسلام وحملوا ما أمكنهم حمله، وما لم يقدروا على حمله ألقوه في الآبار والمجاري.
فلما ساروا عنها أخربها الروم ورحلوا عنها عائدين، وتفرق أهلها في بلاد الجزيرة، وسار ملك الروم إلى قاليقلا فنزل مرج الخصي، وأرسل كوشان الأرمني فحصرها، فنقب إخوان من الأرمن من أهل المدينة ردما كان في سورها، فدخل كوشان ومن معه المدينة وغلبوا عليها وقتلوا رجالها وسبوا النساء وساق القائم إلى ملك الروم.
هو عثمان بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن عبد الله بن محمد بن حمد بن حسن بن طوق بن سيف آل معمر، من العناقر، من بني سعد من بني تميم: أمير العيينة.
تولى إمارتها خلفا لأخيه محمد, وهو جد سعود الكبير بن عبد العزيز بن محمد ثالث حكام الدولة السعودية الأولى.
كان ابن معمر آوى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في العيينة ووعد بنصره بعد خروجه من حريملاء، لكنه طرد الشيخ من العيينة بعد أن تلقى ابن معمر تهديدا من قائد الأحساء بشأن الشيخ يأمره أن يقتله، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا وكذا، فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا.
فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا وإنه لا يحسن منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت، فنصحه الشيخ ورغبه في نصرة لا إله إلا الله، وأن من تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك، نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرت واستقمت وقبلت هذا الخير، فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته, فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته، ولا صبر لنا على مخالفته.
فخرج الشيخ عنده وتحول من العيينة إلى الدرعية، ثم لما قوي شأن الدعوة وقويت بسببها إمارة الدرعية، اضطر ابن معمر أن يدخل تحت لواء حكام الدرعية، وقد ظهرت منه أمور تدل على عدم صدقه، ونفاقه، حتى إنه تآمر مع دهام بن دواس على المكر بالشيخ محمد بن عبد الوهاب, ولما كثرت شكاية أهل العيينة من تآمره على الدعوة اتفقوا مع الشيخ المجدد على التخلص منه، يقول ابن غنام: "لما تزايد شر عثمان بن معمر على أهل التوحيد وظهر بغضه لهم وموالاته لأهل الباطل، وتبين الشيخ صدق ما كان يروى عنه، وجاءه أهل البلاد كافة وشكوا إليه خشيتهم من غدره بالمسلمين، قال الشيخ حينئذ لمن وفد عليه من أهل العيينة: أريد منكم البيعة على دين الله ورسوله، وعلى موالاة من والاه ومعاداة من حاربه وعاداه، ولو أنه أميركم عثمان, فأعطوه على ذلك الأيمان وأجمعوا على البيعة, فملئ قلب عثمان من ذلك رعبا, وزاد ما فيه من الحقد, وزين له الشيطان أن يفتك بالمسلمين, ويجليهم إلى أقصى البلدان، فأرسل إلى ابن سويط وإبراهيم بن سلمان رئيس ثرمداء.
.
.
يدعوهما إلى المجيء عنده لينفذ ما عزم عليه من الإيقاع بالمسلمين, فلما تحقق أهل الإسلام ذلك تعاهد على قتله نفر، منهم حمد بن راشد, وإبراهيم بن زيد, فلما انفضت صلاة الجمعة قتلوه في مصلاه بالمسجد, فلما علم بذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب عجل بالمسير إلى العيينة خشية اختلاف الناس وتنازعهم، فقدم عليهم في اليوم الثالث بعد مقتله، فهدأت النفوس فتجاذبوا عنان الرأي والمشورة فيمن يتولى الرئاسة والإمارة بعده، وأراد أهل التوحيد ألا يولى عليهم أحد من آل معمر، فأبى الشيخ ووضح لهم طريق الصواب بالحجة ولمقنعة، وأمر عليهم مشاري بن معمر"
قامت دولة الدرعية الناشئة بعدة غزوات ضد بلدان منطقة سدير التي رفضت الدعوة، ورفضت الانضواء تحت لواء الدولة الناشئة.
والتي بدأت غزواتها للمنطقة في هذه السنة، واستمرت حتى عام 1177هـ.
وفي هذه الفترة استطاعت نشر مبادئ الدعوة في كل من الزلفي وجلاجل والحوطة والجنوبية والروضة والتويم والغاط والداخلة والعودة وحرمة، وغيرها من المدن والبلدان، في هذه المنطقة.