Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
صدرت أوامر من حكومة أيوب خان (سني) رئيس باكستان بحل الجماعة الإسلامية، ومصادرة أموالها، وكانت الحكومة من قبل شهر قد صادرت مجلة ترجمان القرآن، التي كان يصدرها أبو الأعلى المودودي، وزجت به مع أعضاء جماعته البارزين في السجون، وكان هذا قبل وقوع الحرب الثانية بين الهند وباكستان على كشمير.
هو مالكوم إكس بن أورلي ليتل، أو الحاج مالك شباز؛ من الشخصيات الأمريكية المسلمة البارزة في منتصف القرن الماضي، كانت حياته سلسلة من التحولات؛ حيث انتقل من قاع الجريمة والانحدار إلى تطرف الأفكار العنصرية، ثم إلى الإسلام.
ولد مالكوم في 6 ذي القعدة 1343هـ/ 19 مايو 1925م، وكان أبوه "أورلي ليتل" قسيسا أسود من أتباع "ماركوس كافي" الذي أنشأ جمعية بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده في أفريقيا.
وكانت العنصرية في الولايات المتحدة على أشدها في ذلك الوقت.
كان أبوه حريصا على اصطحابه معه إلى الكنيسة في مدينة "لانسينغ"؛ حيث كانت تعيش أسرته على ما يجمعه الأب من الكنائس، وكان يحضر مع أبيه اجتماعاته السياسية في "جمعية التقدم الزنجية" التي تكثر خلالها الشعارات المعادية للبيض، وكان الأب يختم هذه الاجتماعات بقوله: إلى الأمام أيها الجنس الجبار، بوسعك أن تحقق المعجزات.
وكان هو وعائلته الزنوج الوحيدين بالمدينة؛ لذا كان البيض يطلقون عليه الزنجي أو الأسود، حتى ظن مالكوم أن هذه الصفات جزء من اسمه، وفي عام 1931م وجد والده مقتولا عند سكة القطار، فاتهمت عائلته مجموعة من البيض العنصريين، وفي عام 1938م دخلت والدته المصحة العقلية بسبب معاناتها بعد فقد زوجها.
قصد مالكوم بوسطن بعد انتهاء المرحلة الثانوية، وأخذته الحياة في مجرى جديد؛ حيث أصيب بنوع من الانبهار في المدينة الجميلة، وهناك انغمس في حياة اللهو والمجون.
ألقت الشرطة القبض عليه وحكم عليه سنة 1946م بالسجن عشر سنوات، فدخل سجن "تشارلز تاون" العتيق، وكانت قضبان السجن ذات ألم رهيب على نفس مالكوم؛ لذا كان عنيدا يسب حراسه، فيحبس حبسا انفراديا، وتعلم من الحبس الانفرادي أن يكون ذا إرادة قوية يستطيع من خلالها التخلي عن كثير من عاداته، وفي عام 1947م تأثر بأحد السجناء ويدعى "بيمبي" الذي كان يتكلم عن الدين والعدل، فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس مالكوم، وكان بيمبي يقول للسجناء: إن من خارج السجن ليسوا بأفضل منهم، وإن الفارق بينهم وبين من في الخارج أنهم لم يقعوا في يد العدالة بعد! ونصحه بيمبي أن يتعلم، فتردد مالكوم على مكتبة السجن وتعلم اللاتينية.
وفي عام 1948م انتقل إلى سجن كونكورد، وكتب إليه أخوه "فيلبيرت" أنه اهتدى إلى الدين الطبيعي للرجل الأسود (الإسلام)، ونصحه ألا يدخن، وألا يأكل لحم الخنزير، وامتثل مالكوم لنصح أخيه، ثم علم أن إخوته جميعا في دترويت وشيكاغو قد اهتدوا إلى الإسلام، وأنهم يتمنون أن يسلم مثلهم، ووجد في نفسه استعدادا فطريا للإسلام، ثم انتقل مالكوم إلى سجن "ينورفولك"، وهو سجن مخفف في عقوباته، ويقع في الريف، ويحاضر فيه بعض أساتذة الجامعة من هارفارد وبوسطن، وبه مكتبة ضخمة تحوي عشرة آلاف مجلد قديم ونادر.
أسلم مالكوم في السجن، وكان سبيله الأول هو الاعتراف بالذنب، ورأى أنه على قدر زلته تكون توبته.
وبدأ يراسل كل أصدقائه القدامى في الإجرام ليدعوهم إلى الإسلام، وفي أثناء ذلك بدأ في تثقيف نفسه، وبدا السجن له كأنه واحة أو مرحلة اعتكاف علمي.
خرج مالكوم من السجن سنة 1952م وذهب إلى أخيه في دترويت، وهناك تعلم الفاتحة وذهب إلى المسجد، وتأثر بأخلاق المسلمين.
والتقى بالداعية إليجا محمد، وانضم إلى حركة أمة الإسلام، وتبنى دعوة إليجا في استخدام العنف في حل المشكلة العنصرية بين السود والبيض في أمريكا، فبدأ يدعو الشباب الأسود إلى هذه الحركة، فتأثر به كثيرون؛ لأنه كان خطيبا مفوها ذا حماس شديد، فذاع صيته حتى أصبح في فترة وجيزة إماما ثابتا في مسجد دترويت.
وامتاز بأنه يخاطب الناس باللغة التي يفهمونها: لغة العنف.
وزار عددا من المدن الكبرى، فاهتدى على يديه كثير من السود.
التقى مالكوم بمارتن لوثر كينغ (نصراني وزعيم أمريكي من أصول إفريقية) يدعو إلى التفاهم مع البيض والتعايش السلمي ونبذ العنف، وإنهاء التمييز العنصري ضد السود, فاختلف معه مالكوم وهاجمه في أكثر من مناسبة، إلا أن مالكوم إكس أخيرا تأثر بفكرة لوثر تجاه العنف وتحول إلى فكرة التفاهم والتعايش مع البيض؛ ولذلك اختلف مع إليجا، وعندما طرد من حركة أمة الإسلام؛ بسبب مخالفته لتوجيهات إليجا في الموقف من اغتيال كندي، وقرر أداء فريضة الحج في عام 1964م، وزار العالم الإسلامي ورأى في الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج أن بها ألوانا مختلفة من الحجيج، وأن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط، بل هو دين الإنسان.
وتأثر مالكوم بمشهد الكعبة المشرفة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين؛ يقول في ذلك: "في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام؛ لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها"، وقضى 12 يوما جالسا مع المسلمين في الحج، ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيدا عن سرطان العنصرية.
وغير مالكوم اسمه إلى الحاج مالك شباز، وغادر مالكوم جدة في إبريل 1964م، وزار عددا من الدول العربية والإفريقية، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاما، وخرج بمعادلة صحيحة هي: "إدانة كل البيض = إدانة كل السود".
وصاغ بعد عودته أفكارا جديدة تدعو إلى الإسلام الصحيح؛ الإسلام اللاعنصري، وأخذ يدعو إليه، ودعا إلى التعايش بين البيض والسود، وأسس منظمة الاتحاد الإفريقي الأمريكي.
وفي إحدى محاضراته يوم الأحد (18 شوال 1384هـ / 21 فبراير 1965م) صعد مالكوم ليلقي محاضرته، ونشبت مشاجرة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليهم، وفي ذات الوقت أطلق ثلاثة أشخاص من الصف الأول 16 رصاصة على صدر مالكوم إكس، فتدفق منه الدم بغزارة، وفارق الحياة! رحمه الله.
هو الملك فاروق بن الملك فؤاد الأول بن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.
آخر ملوك مملكة مصر والسودان.
ولد في 11 فبراير 1920م في القاهرة، ونشأ بها كابن وحيد بين خمس شقيقات أنجبهم الملك فؤاد الأول، ثم أكمل تعليمه بفرنسا وإنجلترا، أصبح وليا للعهد وهو صغير السن، واختار الملك الوالد فؤاد الأول لولي عهده لقب أمير الصعيد.
وتحمل فاروق المسؤولية وهو صغير السن؛ حيث إنه تولى العرش في 16 من عمره بعد وفاة والده الملك فؤاد الأول، ولأنه كان قاصرا فقد تم تشكيل مجلس وصاية رأسه ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق أخي الملك فؤاد الأول، وكان سبب اختياره أنه أكبر الأمراء سنا في ذلك الوقت، واستمرت مدة الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة شهور؛ إذ إن والدته الملكة نازلي خافت بأن يطمع الأمير محمد علي بالحكم ويأخذه لنفسه، فأخذت فتوى بأن يحسب عمره بالتاريخ الهجري، وأدى ذلك إلى أن يتوج فاروق ملكا رسميا بتاريخ 29 يوليو 1937، وتم تعيين الأمير محمد علي باشا وليا للعهد، وظل بهذا المنصب حتى ولادة ابن فاروق الأول أحمد فؤاد.
استمر حكم فاروق مدة ست عشرة سنة إلى أن أرغمته ثورة 23 يوليو 1952 على التنازل عن العرش لابنه الطفل أحمد فؤاد، الذي كان عمره حينها ستة أشهر، والذي ما لبث أن خلع بتحويل مصر من ملكية إلى جمهورية، وبعد تنازل فاروق عن العرش أقام في منفاه بروما عاصمة إيطاليا، وكان يزور منها أحيانا سويسرا وفرنسا، وذلك إلى أن توفي بروما، ودفن في المقبرة الملكية بمسجد الرفاعي بالقاهرة حسب وصيته.
هو معالي الوزير عبد الله بن سليمان الحمدان وزير الملك عبد العزيز، ولد سنة 1305هـ 1887م بمدينة عنيزة في القصيم.
قصد الهند بعد أن تجاوز الطفولة، ثم تنقل بينها وبين البحرين وبعض بلاد الخليج في طلب الرزق، ثم استقر في الرياض؛ حيث كان له أخ اسمه محمد يعمل في ديوان الملك عبدالعزيز قبل أن يتم تنظيم الديوان، ولما مرض محمد ناب عنه عبد الله سنة 1338هـ 1919م، ولما رأى الملك عبد العزيز حسن خطه وذكاءه ونشاطه سلمه صندوق دراهمه ينفق منه على بيته وأضيافه.
تقدم ابن سليمان في عمله حتى كفى الملك هم توفير المال.
استمر ابن سليمان وهو الشخصية الأولى في الدولة بعد الملك وكبار الأمراء مدة وزارته الطويلة، فلم يبلغ إنسان من رجال عبد العزيز ما بلغه عنده من وثوق ونفوذ كلمة، وتمكن؛ لذا لم يقتصر عمله على المالية، بل أضيفت له مهام خطيرة أخرى، كالدفاع قبل أن تنشأ وزارة الدفاع، ووكالة الخارجية أحيانا، وشؤون المعادن، ومنها البترول وما يتصل بذلك من اتفاقيات ومداولات داخلية وخارجية؛ فهو الذي وقع اتفاقية منح شركة "استاندر أويل أوف كاليفورنيا" -التي أصبحت فيما بعد أرامكو- حق امتياز التنقيب عن النفط، وكانت من عادة ابن سليمان حين يجمعه بالملك بلد واحد أن يدخل عليه في غرفة النوم بعد صلاة الفجر كل يوم، فيعرض عليه ما يهمه ويخرج بالموافقة على ما يريد، وكانت لا تخرج برقية من ديوان الملك إلا أرسلت بالبرق ثلاث نسخ منها: إلى ولي العهد، والنائب العام، وابن سليمان.
استقال ابن سليمان بعد وفاة الملك عبد العزيز من العمل من الحكومة، وتحول إلى رجل أعمال، فأنشأ فنادق وشركات.
خدم الملك 35 سنة، وسمي ابن سليمان وزيرا للمالية سنة 1347هـ / 1929م، واستقال في مطلع محرم 1374هـ 1954م وتوفي بجدة.
منظمة مجاهدي خلق المعارضة الإيرانية أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية.
تأسست المنظمة على أيدي مثقفين إيرانيين؛ بهدف إسقاط نظام الشاه، وقد أعدم نظام الشاه مؤسسيها وعددا كبيرا من أعضاء قيادتها، وبعد سقوط نظام الشاه إثر قيام "ثورة الخميني الإيرانية" أدت منظمة مجاهدي خلق دورا كبيرا في انتصار الثورة، وقد اعتمد على قوتها أبو الحسن بني صدر أول رئيس للجمهورية الإيرانية، لكن ظهرت فيما بعد خلافات بين الحركة وبين نظام الحكم الإيراني الجديد، وصلت بعد عامين ونصف العام من الثورة إلى حد التقاتل بين الجانبين، في صراع محتدم ومستمر، فقامت الحكومة الإيرانية بإعدام عشرات الآلاف من أعضائها والمنتمين إليها، ولكن المنظمة شدت عزمها على مواصلة نشاطاتها داخل إيران وخارجه؛ بهدف إسقاط السلطة الإيرانية الحالية، وتعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية جزءا من ائتلاف واسع شامل يسمى المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، والذي يضم 5 منظمات وأحزاب، و550 عضوا بارزا وشهيرا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية، والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط، إضافة إلى قادة ما يسمى بجيش التحرير الوطني الإيراني: الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، والذي يتمركز حتى اليوم في معسكر أشرف في العراق، وتكونت أغلبية قادته من النساء.
كان مسعود رجوي من أبرز قيادات المنظمة، الذي تولى في الوقت نفسه رئاسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وفي عام 1993م انتخب بالإجماع ابنته مريم رجوي رئيسة للجمهورية للفترة الانتقالية، وهي تتولى مسؤولية الإشراف على نقل السلطة بشكل سلمي إلى الشعب الإيراني بعد سقوط النظام الإيراني.
بعد أن انتخب أحمد بن بلة رئيسا للجزائر لم ترق للناس طريقته في الحكم؛ حيث أعلن القوانين الاشتراكية ولم يطبقها، وأبقى القانون الفرنسي ولم يقم المحاكم الشرعية، وبقيت السياسة الخارجية بيد فرنسا، فتم تشكيل مجلس عسكري برئاسة العقيد هواري بومدين في 20 صفر 1385هـ / 19 حزيران, فقرر هذا المجلس عزل الرئيس أحمد بن بلة والقبض عليه بتهمة استخدام أموال الدولة في غير وجهها الشرعي، وتسلم العقيد هواري بومدين الرئاسة.
تعد ثورة ظفار في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان على حكم السلطان سعيد بن تيمور واحدة من أطول الثورات العربية؛ حيث امتدت زهاء عشرة أعوام، وقد واكبت حقبة الثورات التحررية من الاستعمار العالمي، والتي شهدتها المنطقة العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ومن أسباب الثورة وقيامها: حالة التخلف التي سادت سلطنة مسقط وعمان بشكل عام، وإقليم ظفار بشكل خاص، وكثرة الممنوعات والمعاناة من الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهل العمانيين، وبعدما تعرف الظفاريون على أنماط المعيشة المختلفة في دول الخليج التي يعملون بها والراقية قياسا بالوضع في عمان خلقت لديهم الرغبة الجامحة في التغيير، كما أن الأوضاع التي عاشتها المنطقة آنذاك، وانتشار المد القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر أدى إلى تأثر أبناء الأمة العربية، ومن ضمنهم الظفاريون بأفكار القومية العربية المنادية بالوحدة والتحرر من الاستعمار ومقاومته بشتى الوسائل؛ مما ولد لدى الظفاريين النزعة نحو الثورة ضد الوجود البريطاني في عمان.
عمل الظفاريون على تنفيذ الثورة من خلال تشكيل تنظيمات سرية متعددة كان لها دوافع وانتماءات مختلفة بين قومي عربي هدفه مقاومة بريطانيا، وتمثل في التنظيم لحركة القوميين العرب، وآخر هدفه تحسين الأوضاع الاجتماعية في عمان، وتمثل في الجمعية الخيرية الظفارية.
وتنسب بداية الثورة إلى مسلم بن نفل الذي كان يعمل في مزرعة قصر السلطان سعيد بن تيمور والذي أقصاه من عمله في القصر السلطاني عام 1963 بسبب أفكاره الثورية, فكانت بداية الثورة في أبريل 1963 من خلال هجوم مسلح على حافلات شركة النفط، خطط له مسلم بن نفل، ثم فر مسلم بن نفل مع 30 رجلا من جماعته خارج عمان حيث رحلوا إلى العراق التي كانت تحكم من قبل النظام البعثي، فتلقوا تدريبا عسكريا، وفي صيف 1964 عادت مجموعة ابن نفل إلى ظفار بدعم مالي وعسكري من عدد من الدول العربية، منها: مصر، واليمن الجنوبي، ولم يلبث عام 1965م أن شهد إعلان قيام "جبهة تحرير ظفار" التي أعلنت الثورة ضد حكم السلطنة، كما دعا بيان للجبهة الظفاريين إلى الانضمام إلى الثوار؛ من أجل تحرير الوطن من حكم السلطان سعيد بن تيمور، وتحرير البلاد من البطالة والفقر والجهل، وإقامة حكم وطني ديمقراطي.
بدأت حرب ظفار بعمليات كر وفر ضد أهداف تابعة لحكومة السلطان سعيد بن تيمور، وكانت الحرب سجالا بين الثوار وقوات السلطان سعيد، وفي 28 أبريل 1966 وقعت محاولة لاغتيال السلطان سعيد بن تيمور احتجب بعدها السلطان عن الظهور، الأمر الذي جعل الثوار يعتقدون أنه قتل، وأن السلطات البريطانية هي التي تدير شؤون السلطنة.
إلا أن الثوار تلقوا هزائم متكررة، وبعد تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في 23 يوليو 1970م كمبادرة منه لإنهاء ثورة ظفار أعلن العفو العام عن جميع المتمردين، ووعد أي ظفاري مشترك في حركة التمرد بمعاملة حسنة، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي، وقد حصل السلطان بوعد من إيران بتقديم مساعدة عسكرية للقضاء على حركة التحرر، وقام السلطان بحملة قتل جماعية في حق عدد من أعضاء الجبهة قدر عددهم بـ 300 عضو، وفي نفس الفترة قام مسلم بن نفل بتسليم نفسه إلى قوات السلطان، ثم تزايدت الاغتيالات في صفوف الجبهة؛ حيث تم تنفيذ أحكام قتل على مجموعة كبيرة أخرى من الظفاريين قريب من 40 شخصا.
كما زاد عدد الذين يستسلمون لجيش السلطان، ثم ينضمون بأسلحتهم إلى ما يسمى بالفرق الوطنية لمحاربة قادتهم السياسيين في جبهة تحرير ظفار، وبلغ عددهم 2000 مقاتل، ومع بداية عام 1975م بات الثوار غير قادرين على مواجهة قوات السلطان المدعومة بالقوات الإيرانية على جميع جبهات القتال، ولأول مرة منذ 10 أعوام أصبح كل إقليم ظفار تحت سيطرة الحكومة، وفي الجانب السياسي توصلت سلطنة عمان واليمن الجنوبي برعاية سعودية إلى اتفاق ينهي الخلافات القائمة بينهما، وتوقف اليمن الجنوبي عن دعم الثوار؛ مما أدى إلى استسلام العديد من قياداتها للسلطنة، كان من أبرزهم عمر بن سليم العمري الذي كان من القادة المتنفذين في الجبهة، ولم يمض عام 1976م حتى تمت التصفية النهائية للثورة في ظفار، وبعد القضاء على الحركة أعلن السلطان قابوس في العيد الوطني السادس للسلطنة في نوفمبر 1976م دمج إقليم ظفار في سلطنة عمان.
جزر المالديف مجموعة جزر صغيرة تقع في قارة آسيا في المحيط الهندي، جميع سكانها مسلمون، وأول من استعمرها هم البرتغاليون، ثم خلفهم الهولنديون، ثم الإنجليز عام 1211هـ، لكن بقي الهولنديون أصحاب النفوذ إلى عام 1305هـ؛ حيث أصبحت الجزر كلها تحت الحماية الإنجليزية، ولكن قبضة الإنجليز بدأت بالتراخي عام 1350هـ؛ فأعلن السلطان شمس الدين إسكندر الدستور، وتغير أسلوب الإنجليز الذين أصبحوا يفضلون النفوذ والسيطرة الاقتصادية، وأما الحكم فيسلمونه لأنصارهم وأعوانهم، فأعلنت الجمهورية المالديفية عام 1373هـ، وعين محمد أمين ديدي سلطانا على البلاد، ثم تعهدت إنجلترا عام 1380هـ بدعم جزر المالديف ماديا، وبعد خمسة أعوام 1385هـ اتفقت مع إنجلترا على معاهدة جديدة؛ تأكيدا لاتفاقية عام 1376هـ، واحتفظت بموجبها إنجلترا بقاعدة جوية في جزيرة جان بمقاطعة أصول، ونالت بعدها البلاد الاستقلال، وخرجت من عضوية رابطة الشعوب البريطانية (الكومنولث)، وقبلت المالديف عضوا في الأمم المتحدة.
اخترق الجيش الهندي خط وقف النار في كشمير، واحتل أربعة مراكز في دولة كشمير الحرة، فقامت باكستان مباشرة برد فعل مفاجئ بجنوبي كشمير التي تحتلها الهند، فقامت الهند بشن هجوم على الحدود الباكستانية في منطقة لاهور بالإضافة إلى قصف المدن الباكستانية بالقنابل، فانتقلت الحرب من أرض كشمير إلى أرض باكستان، ثم فتحت الهند جبهة أخرى في جنوبي باكستان على محور كراتشي، فرد الباكستانيون الهجوم بكل قوة، غير أن مجلس الأمن أصدر قرارا بوقف إطلاق النار وإنهاء القتال في 29 شعبان 1385هـ / 22 ديسمبر 1965م؛ فتوقفت الحرب.
كان عبد السلام عارف من المعارضين للوحدة مع مصر، وكان عارف عبد الرزاق رئيس الحكومة يطمح برئاسة الجمهورية، فما إن سافر الرئيس إلى الدار البيضاء لحضور مؤتمر القمة حتى بدأ نشاطه، وأخذ الضباط الناصريون بالاتصال بالضباط أصحاب المراكز الحساسة، ويشجعونهم على العمل ضد الرئيس عارف، ووضعوا خطة للانقلاب؛ فقاموا بعمل مظاهرات من الطلاب والعمال بتوجيه من الضباط الناصريين، وفي الوقت نفسه كان الموالون للرئيس عبد السلام عارف يعملون على إحباط مخططاتهم، وفي 11 جمادى الأولى / 16 أيلول حرك الانقلابيون المدرعات، فوقف بوجههم آمر بغداد وآمر الشرطة، وكانت القوات بيدهم أيضا، فهددوهم بأنهم على استعداد لتدميرهم فورا، ففشل الانقلاب وهرب رئيس الحكومة عارف عبد الرزاق إلى مصر.
أعاد الحزب الشيوعي في أندونيسيا تنظيم نفسه مجددا بعد أن فشلت ثورته الأولى عام 1367هـ، وبدأ بتقوية وضعه وخاصة مع مساعدة الرئيس أحمد سوكارنو لهم بالإضافة للأموال الضخمة من المعسكر الشيوعي، ثم أعلن الحزب الشيوعي أنه سيكون الحزب الوحيد، وأنه سيحول البلاد إلى دولة تسير حسب المنهج الشيوعي، وبدأت أعمال الشيوعيين الإرهابية، وأخافوا الناس؛ فهجموا على المدارس الإسلامية والشخصيات البارزة، وقرروا إعلان الثورة في 5 جمادى الآخرة / 30 أيلول، وبرروا ذلك بمرض الرئيس أحمد سوكارنو، وبعدم مبالاة القوات المسلحة بالأمر، وبعدم أهلية مجلس الجنرالات، ورغبته في الاستيلاء على السلطة، وكذلك زعمهم حماية البلاد من الرجعية والإمبريالية، وفي يوم إعلان الثورة أمر رئيس الحرس الجمهوري باختطاف بعض كبار الضباط، وفي اليوم التالي للثورة أذاع الشيوعيون أول بياناتهم بالإذاعة الرسمية، ولكن وزير الدفاع الذي استطاع الإفلات من محاولة القضاء عليه أعطى أوامره للقضاء على الثورة الشيوعية، وانتفض الشعب أيضا، ولم تمض ساعات حتى فشل الشيوعيون، وسيطرت القوات المسلحة على الوضع.
هو الشيخ الفقيه محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مانع الوهيبي التميمي النجدي.
ولد في مدينة عنيزة إحدى مدن القصيم سنة 1300 هـ، ولما بلغ السابعة أدخله والده الكتاتيب؛ ليتعلم بها القرآن، ولم يلبث والده أن توفي، فشرع في القراءة على علماء بلده، فقرأ على عمه الشيخ عبد الله، وعلى الشيخ صالح العثمان القاضي، ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره سافر إلى بغداد، واتصل بالعلامة السيد محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه وعلى ابن عمه السيد علي الألوسي، وقرأ على غيرهما من مشاهير العلماء ببغداد، فقرأ في النحو والصرف والفقه، والفرائض والحساب، ثم توجه إلى مصر فأقام في الأزهر مدة قرأ فيها على الشيخ محمد الذهبي، ثم سافر إلى دمشق الشام ولازم الشيخ جمال الدين القاسمي، وحضر دروس الشيخ بدر الدين محدث الشام، وحضر دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق البيطار، ثم رجع إلى بغداد ولازم القراءة على العلامة محمود شكري الألوسي، فقرأ عليه كثيرا من مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وكثيرا من الكتب والشروح والرسائل المختصرة، وفي هذه المدة دعاه بعض الأكابر من أهل بغداد؛ ليكون إماما له ويقرأ عليه كتب الحديث، فقرأ عليه بعضا من صحيح البخاري، وجميع صحيح مسلم، والجزء الأول من زاد المعاد لابن القيم، والجزء الأول من مسند الإمام أحمد بن حنبل، والموطأ للإمام مالك، وكثيرا من كتب التاريخ، وقرأ نزهة النظر للحافظ ابن حجر، ثم رجع إلى بلده مدينة عنيزة سنة 1329هـ وقرأ على قاضيها الروض المربع، ثم توجه إلى بلد الزبير سنة 1330هـ وقرأ على الفقيه الحنبلي المشهور في بلدة الزبير محمد العوجان في الفقه الحنبلي والفرائض والحساب، ثم دعاه مقبل الذكير أحد تجار نجد وأعيانها -المقيمين في البحرين للتجارة- دعاه لمكافحة التنصير، وفتح له لهذا الغرض مدرسة لتعليم علوم الشريعة واللغة سنة 1330هـ، فأقام في البحرين أربع سنين شرح في أثنائها العقيدة السفارينية، ثم دعاه حاكم قطر عبد الله بن قاسم بن محمد بن ثاني، فتوجه إليها في شوال سنة 1334هـ فتولى القضاء والخطابة والتدريس، ورحل إليه كثير من الطلاب أخذوا عنه العلم في قطر، وأقام في قطر أربعا وعشرين سنة تولى خلالها القضاء والفتيا، وتزوج في قطر وأنجب أبناءه الثلاثة: الشيخ عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن، وأنشأ في قطر أول مدرسة علمية سنة 1336هـ، واستمرت نحو سبعة عشر عاما.
وبقي في قطر إلى صفر سنة 1358هـ، فقدم الأحساء ومكث بها إلى شهر جمادى الآخرة، وفي هذه الأثناء قدم الأحساء معالي الوزير ابن سليمان وزير الملك عبد العزيز، فاتصل به وقابله وأشار عليه ابن سليمان أن يقابل الملك عبد العزيز، فقدم عليه في مدينة الرياض فأكرمه وعينه مدرسا في الحرم المكي الشريف، فأقام في مكة واجتمع عليه كثير من طلاب العلم يقرؤون عليه في الفقه والحديث، والنحو والفرائض، منهم الشيخ عبد العزيز بن رشيد رئيس هيئة التمييز بنجد، والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف الباهلي، والشيخ البصيلي، والشيخ ناصر بن حمد الراشد الرئيس العام لتعليم البنات، والشيخ عبد الله بن زيد بن محمود، ومن أبرز تلامذته: الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ علامة القصيم، وبعد قيامه بواجب التدريس بالمسجد الحرام عينه الملك عبد العزيز زيادة على ذلك رئيسا لثلاث هيئات: هيئة تمييز القضايا، وهيئة الأمر بالمعروف، وهيئة الوعظ والإرشاد.
وقام بهذه الأعمال إلى جانب قيامه بالتدريس في المسجد الحرام بعد صلاتي الفجر والمغرب، وفي عام 1364هـ عينه الملك مديرا للمعارف، وفي سنة 1366هـ أسند إليه رئاسة دار التوحيد، ولما شكلت وزارة المعارف سنة 1373هـ وعين الأمير فهد بن عبد العزيز وزيرا لها نقل الشيخ ابن مانع مستشارا برتبة وكيل وزارة إلى عام 1377ه،ـ حيث طلبه حاكم قطر، ولازم الشيخ علي بن الشيخ عبد الله بن قاسم بن ثاني إلى أن توفي رحمه الله ببيروت على إثر عملية جراحية أجريت له، ونقل جثمانه إلى قطر ودفن بها، وخلف ثلاثة أبناء: عبد العزيز، وأحمد، وعبد الرحمن, ومكتبة كبيرة حافلة بنوادر الكتب، ومؤلفات كثيرة، منها: ((إقامة الدليل والبرهان بتحريم الإجارة على قراءة القرآن))، و ((تحديث النظر في أخبار الإمام المهدي المنتظر))، و ((إرشاد الطلاب إلى فضيلة العلم والعمل والآداب))، و ((الأجوبة الحميدة: رسالة تتعلق بالتوحيد))، و ((حاشية على دليل الطالب))، و ((سبل الهدى شرح قطر الندى))، وله ((الكواكب الدرية شرح الدرة المضيئة))، و ((القول السديد فيما يجب لله على العبيد)).