Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
كانت روسيا تعاني من التخلف والتناقضات؛ فعلى الرغم من وجود مراكز صناعية كبيرة إلا أن الطبقة البرجوازية كانت ضعيفة، وأكثر من 80 % من الفلاحين أميين، وغالبية البرلمان من الملاك، ولم تكن هناك انتخابات عامة.
ظهرت فكرة تبديل القيصر من أجل تدارك الثورة، وإنقاذ النظام في البلاط القيصر نقولا الثاني.
لكن هذه الخطة تحطمت نتيجة تسارع الأحداث؛ إذ قام عمال النسيج في سانت بطرسبورغ بإضرابات؛ للمطالبة بالخبز والسلام، وكانت هذه الإضرابات مقدمة للثورة البرجوازية - الديمقراطية التي سببها نقص الأغذية والوقود وأزمة الحكومة، وأدت إلى تنازل القيصر نقولا الثاني عن العرش 15/3/1917م لأخيه ميخائيل، الذي لم يرغب في السلطة بسبب ضغط الجماهير الثورية، فاعتقل نقولا الثاني وأفراد أسرته، ووضعوا بسجن القصر، ثم أرسلوا إلى مدينة توبولسك، وتشكلت حكومة مؤقتة تحضيرا للانتخابات الديمقراطية للجمعية التأسيسية، لكنها واصلت سياسة القيصر، فلم تعلن انسحابها من الحرب العظمى، وقمعت إضرابات العمال، وعملت ببطء شديد على التحضير للانتخابات، فأسس العمال والفلاحون والجنود مجالس شعبية سوڤييت جعلت مرجعية للحكم، وطالبت بالخبز والسلام والأرض، الأمر الذي خلق وضعا من ازدواجية السلطة، هدد الحكومة المؤقتة التي بدأت تفكر بإعادة القيصر، فازداد الدعم لشعار كل السلطة للسوڤييت، أرغم القيصر نيقولاي الثاني على التنازل عن العرش في مارس 1917.
وتم اعتقاله وأفراد أسرته جميعا، وتم إبعادهم إلى سيبريا، حيث عاشوا بهدوء لفترة من الوقت إلى أن تم قتله وأفراد أسرته بوحشية سنة 1918م بعد نجاح الثورة البلشفية.
ما كادت الحرب العالمية تعلن حتى أنزلت الجيوش البريطانية قواتها في المحمرة بحجة حماية امتيازات البترول في إيران، ثم نزلت في البصرة ومشت بسرعة إلى القرنة، ثم العمارة، وحسبت أن الطريق إلى بغداد بات مفتوحا، ولكن الهجوم المعاكس الألماني التركي هزم الإنجليز في البداية في الكوت بعد حصار ستة أشهر، فاستنجدوا بنجدات أتت من الهند ليواصلوا الزحف إلى بغداد ودخلوها باستقبال اليهود والنصارى لهم بالترحيب والفرح واضعين أنفسهم تحت تصرفهم، وانسحب الأتراك من شمال العراق، ولم يكن احتلال الإنجليز للعراق إلا جزءا من اتفاقية سايكس بيكو، مع أن الجنرال مود أعلن أنه جاء لتحرير العرب، وكان نبأ الثورة العربية قد هدأ من نفوس العراقيين.
وبقيت الحرب سجالا بين الطرفين حتى توقيع هدنة رودس؛ لوقف الحرب عام 1337هـ / 1918م.
نشأت جمهورية شمال القوقاز الجبلية الفيدرالية، وتتكون من داغستان، والشيشان، وأنغوشيا، وأوسيتيا، وألانيا، وقبردينو، وأبخازيا، وبلقاريا، وأديغيا، وكانت عاصمتها باطوم (جورجيا) واختير عبد المجيد تشيرموف أول رئيس لها، واعترف بهذه الدولة عدد من الدول الأوربية، والدولة العثمانية أيضا.
اتحد الزعماء المسلمون الذين يؤيدون الاشتراكيين الثوريين والديمقراطيين الدستوريين، وشكلوا لجنة إسلامية نشأت عنها الجبهة الوطنية التتارية، ونظمت لجان العمال التي انضم بعضها إلى بعض تحت اسم اللجان الاشتراكية الإسلامية، فلم تلبث أن أصبحت تسير في خط البلاشفة، وأصدرت صحيفة "قيزل بيرق" (العلم الأحمر)، ورغم بعدها عن الشيوعية وكرههم للاشتراكيين ومبادئهم الإلحادية، إلا أنهم اتفقوا معهم على إنهاء الحرب وتقسيم الأرض وتحويل السلطة إلى السوفيت (مجلس العمال).
عقد الأعضاء المسلمون في المجلس النيابي (الدوما) الرابع مؤتمرا في بيتروغراد، ودعوا أناسا من غير النواب، وقرروا إنشاء مكتب مؤقت للمسلمين في الإمبراطورية الروسية، وتولى أحمد تساليكوف القفقاسي المنشفيكي إدارته، وقرروا عدم التعاون مع الأحزاب الروسية، وفي طليعتها الحزب الديمقراطي الدستوري؛ لخيانته المسلمين، وبجهود هذا المؤتمر عقد مؤتمر موسكو في الثامن من رجب من هذا العام، وعمل على التوفيق بين الإسلام والاشتراكية، ولم يقاطع المؤتمر من المسلمين سوى بعض البلاشفة، وطالب المؤتمر الحكومة المؤقتة بالمساواة في الحقوق المدنية مع الروس، والاستقلال بالأمور الدينية، وأن يكون المفتي منتخبا من قبل المسلمين وليس معينا من قبل الحكومة، وإنهاء الاستعمار الريفي، وحصر الأراضي بالسكان الأصليين، وكان أيضا من جملة المطالبات إلغاء الملكية الشخصية، ومساواة الرجل بالمرأة، ومنع تعدد الزوجات، وإنشاء مديرية للشؤون الإسلامية في أوفا، والمحافظة على الوحدة الإسلامية.
يقول محمود شاكر: "كان المسلمون في آخر أيام روسيا القيصرية على درجة من السذاجة والغباء لا توصف؛ فقد استغلوا بأبسط الشعارات، وخدعوا بأقل الكلمات، ومع تمسكهم بدينهم وكرههم للروس، فقد انجرفوا معهم وساروا مع هذه المجموعة من الأحرار، ومع تلك من الاشتراكيين، ومع أخرى من البيض، ومع رابعة من الثوريين، ومع البرجوازيين!!".
استقلت دولة ألبانيا وأصبحت تحت الحماية الإيطالية، وذلك إبان الحرب العالمية الأولى.
وألبانيا هي إحدى دول البلقان التي كانت خاضعة للحكم العثماني، وتحولت من النظام الرئاسي بعد استقلالها إلى النظام الملكي عام 1928م تحت حكم "أحمد زوغو"، ثم حكمها الشيوعيون بقيادة "أنور خوجا" أربعين عاما من الحكم المطلق حتى وفاته عام 1985م.
هو السلطان حسين كامل سلطان ابن الخديوي إسماعيل، حكم مصر تحت الاحتلال البريطاني، ولد في القاهرة، ولما بلغ الثامنة التحق بمدرسة قصر النيل التي أنشأها والده ليتعلم فيها، بخاصة أولاده وأولاد الأعيان.
ولي حسين كامل سلسلة من المناصب الإدارية.
وأقام في طنطا فترة بوصفه مفتشا للدلتا، وأشرف على النهوض بقنوات الري في هذه المنطقة.
وكذلك خدم مرات عدة في وزارات المعارف والأوقاف والأشغال العمومية، والداخلية والمالية.
وعمل في مجالس إدارة كثير من الشركات الأجنبية، مثل سكة حديد الدلتا.
على أن خير ما أسداه من فضل هو نهوضه بالزراعة في مصر، وأنشأ في دمنهور مدرسة تجارية صناعية، ورأس مدة قصيرة مجلس شورى القوانين والمجلس التشريعي، ولكنه استقال من المجلسين سنة 1909 إثر الأزمة التي نشأت حول تمديد امتياز قناة السويس.
ولما أعلنت تركيا الحرب على بريطانيا سنة 1914.
وشكت بريطانيا في أن الخديوي عباس حلمي الثاني يتعاطف مع تركيا فضلا على تأييده للوطنيين في مصر، فعزلته وأقامت الأمير حسين كامل حاكما على مصر، وأطلقت عليه لقب سلطان؛ نكاية بالسلطان العثماني، وكان قبول حسين كامل للسلطنة قد قوبل بمعارضة العناصر الوطنية؛ إذ رأوا أن قبوله لها في ظل الاحتلال البريطاني والحكومة العسكرية مهانة قومية.
بل إن كثيرا من هذه العناصر رأت أنها خيانة عظمى ارتكبها في حق الدولة العثمانية المسلمة في حربها مع بريطانيا.
بل نظر بعض الوطنيين إلى السلطان وحكومة الحرب التي يرأسها حسين رشدي باشا إلى أنها أدوات في يد سلطات الاحتلال البريطاني، فاستفحلت الوحشة بين الجمهور وبين الحكومة والسلطان؛ ولذلك ما إن تربع السلطان حسين على دست الحكم حتى باشر واجباته فمضى يمحو البقية الباقية من آثار السلطان التركي على مصر ومظاهره الإدارية والقضائية، وعلى الرغم من كل هذا إلا أن علاقة السلطان حسين كامل بالسلطات البريطانية في مصر لم تكن في جميع الأحوال علاقات ودية أو وثيقة؛ فقد كانت بريطانيا في مصر تنظر بعين السخط إلى أنه يعمل على تقوية الروابط بينه وبين الحركة الوطنية؛ ومن ثم فإن البريطانيين كانوا لا يقرون محاولات السلطان بالظهور في صورة الزعيم الشعبي، في حين أن الشعب المصري كان ينكر منه أنه أداة في يد البريطانيين.
بدأت صحة السلطان حسين تضمحل إلى أن توفي في هذا العام، وكان ابنه الأمير كمال الدين حسين قد أعلن من قبل نزوله عن حقه في وراثة عرش مصر، فخلف السلطان حسين أخوه الأمير فؤاد الذي أصبح ملكا بعد ذلك.
نشأ الاتحاد السوفيتي بعد ثورة أكتوبر في العام 1917م بقيادة لينين الذي أزاح منافسيه ووصل إلى الحكم على يد البلاشفة الذين تسموا باسم الحزب الشيوعي فيما بعد.
ومن الأسباب الرئيسة في قيام الاتحاد السوفيتي: ضعف النظام القيصري في روسيا، وتردي الأوضاع الاقتصادية، وبسبب دخول روسيا في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، وكانت قد نشطت في روسيا العديد من الأحزاب اليسارية المبشرة بالنظام الاشتراكي الذي كان بمثابة الأمل الوحيد للتخلص من الإقطاعيين والرأسماليين المدعومين من قبل الحكومة القيصرية.
وبعد عدة نزاعات وملاحقات وتحالفات استطاع الشيوعيون بالتعاون مع قوى برجوازية وأنواع أخرى من الأحزاب الشيوعية إزاحة النظام القيصري، لحقت بعد ذلك فترة من الحرب الأهلية والانقسامات داخل الفكر الشيوعي؛ ليقود الحزب الشيوعي البلشفي بقيادة فلاديمير لينين روسيا نحو حقبة سوفيتية طويلة الأمد.
ولفظ سوفييت مأخوذ من الكلمة الروسية التي تعني لجنة، وكان النظام يتكون من لجان ذات عدد محدود تغطي جميع المناطق في الاتحاد، ثم تترتب اللجان بشكل هرمي وصولا للجنة المركزية للحزب الشيوعي، ويرأس الاتحاد السوفيتي السكرتير العام للحزب الشيوعي.
وجمهورياته: أرمينيا، أذربيجان، روسيا البيضاء، أستونيا، جورجيا، قزخستان، قرغيزستان، لاتفيا، لتوانيا، مولدافيا، روسيا، طاجيكستان، تركمانستان، أوكرانيا، أوزبكستان.
قامت الثورة البلشفية في روسيا عام 1335هـ / 1917م، حيث تظاهر العمال نتيجة المفاسد وانهيار الأوضاع الاقتصادية وكثرة البطالة، ثم تشكلت حكومة مؤقتة اشترك فيها الاشتراكيون والحزب الديمقراطي الدستوري، كان من نتيجتها تنازل القيصر نقولا الثاني عن العرش لأخيه الأكبر ميخائيل، الذي سرعان ما تنازل هو أيضا، وخول الحكومة المؤقتة تسيير شؤون البلاد، ولم يجد المسلمون لهم ناصرا بين الروس، وقد حضروا المؤتمرات وأسسوا الجمعيات، لكن دون جدوى، ثم عاد لينين إلى روسيا في جمادى الأولى من العام نفسه / آذار 1917م بعد أن كان في سويسرا، وأخذ ينادي بمبدأ تقرير المصير للأقليات؛ مما حدا ببعض المسلمين الانضمام لهذه الثورة البلشفية، بدافع كرههم للروس وما فعلوه بهم، واتحد الزعماء المسلمون المؤيدون وقرروا في مؤتمر موسكو التوفيق بين الإسلام والاشتراكية، ثم أعطى لينين عام 1336هـ / 1917م أوامره بصراحة وبالهاتف لجماعته البلاشفة، فتسلموا السلطة دون مقاومة، ودعمها الطلاب الضباط في الكلية الحربية (وقد قتلوا جميعا) ثم تشكلت الحكومة الجديدة برئاسة لينين، وهرب رئيس الحكومة المؤقتة، ثم تم تأميم الأراضي وطلب الصلح فورا مع الألمان، وتم إلغاء الملكية الشخصية، ثم حصر حق الانتخاب في السوفيت (مجلس العمال)، ووقف المسلمون بجانب البلاشفة، وكان هدف الزعماء المسلمين الاشتراكيين إقامة دولة شيوعية إسلامية تكون نموذجا للعمل والفكر، ومنها تنطلق الاشتراكية إلى كل جهات العالم، ووقع الاختيار على الفولغا، لكن هذا لم يتم، أما تركستان فقد أعلنت استقلالها بعد الانقلاب البلشفي حيث أعلن مجلس الشعب الإسلامي في مدينة خوقند استقلال تركستان الذاتي، فسار إليها سوفييت طاشقند فاقتحموا المدينة ونهبوها وحرقوها وقتلوا أكثر من مئة ألف من سكانها، وأما شمال القفقاس فأعلن اتحاد الجبلين أن بلاد القفقاس جزء من روسيا البيضاء، أما الداغستان والشيشان فأعلنوا قيام حكومة مستقلة، وأما أذربيجان فتأخر صدامهم مع البلاشفة لبعد الشقة، ولكن بعد أن وقع جرت المذابح التي ذهب ضحيتها ثلاثة آلاف مسلم، وهكذا لم يبق للمسلمين نفوذ ولا سلطة إلا في أربعة مراكز، هي: داغستان، وشيشان، وحكومة غاندكا في أذربيجان، وإمارة بخارى، وإمارة خوارزم.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتقسيم الإمبراطورية، اتحدت عام 1918م كل من صربيا، كرواتيا، وسلوفينيا، تحت قيادة ملك الصرب بطرس الأول، وباسم مملكة صربيا وكرواتيا وسلوفينيا، وهي مملكة أوروبية امتدت من غرب البلقان حتى وسط أوروبا.
اتبع خليفة بطرس الأول الملك الكسندر الأول حكما عسكريا منذ عام 1929م إلى حين اغتياله عام 1934م.
أعيد تسمية البلاد إلى مملكة يوغوسلافيا.
ثم ناصر الملك بطرس الثاني عام 1941م دول المحور في الحرب العالمية الثانية؛ مما أدى إلى إسقاطه في الحال على يد الجيش.
انتهز هتلر هذه الفرصة وأمر القوات الألمانية والإيطالية باحتلال البلاد.
أصبح عام 1943م جوزيف بروز الملقب بتيتو زعيم المقاومة اليوغوسلافية، التي تمكنت مع القوات السوفيتية من تحرير البلاد عام 1945م.
أعلن في نفس السنة قيام اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية الشعبية وتيتو رئيسا لها.
كان هذا الاتحاد يضم كلا من صربيا، كرواتيا، سلوفاكيا، البوسنة والهرسك، والجبل الأسود، ومقدونيا.
بقي رئيسا للاتحاد حتى مماته عام 1980م، الذي كان بداية النهاية للاتحاد اليوغوسلافي.
كانت يوغوسلافيا في الفترة 1945 - 1948م تتبع الاتحاد السوفيتي، إلى حين ظهور خلافات على السطح وإعلان يوغوسلافيا اتباع سياسة محايدة إيجابية دوليا.
لعبت بعد ذلك تحت قيادة تيتو دورا مهما في السياسة الدولية وتشكيل منظمة عدم الانحياز.
وعد بلفور أو تصريح بلفور، هو وعد لليهود يمنحهم حق إقامة وطني قومي في فلسطين، وهو وعد مشؤوم بالنسبة للمسلمين يناقض ما أبرمه الإنجليز مع الشريف حسين في مراسلات "حسين، مكماهون" والوعود بإقامة خلافة عربية إسلامية في البلاد العربية مقابل إعلان العرب الثورة على الدولة العثمانية!! ولقد أثار اشتراك الإمبراطورية العثمانية في الحرب ضد الحلفاء الأطماع الصهيونية، وكان على رأس زعمائهم في إنجلترا حاييم وايزمان الذي كتب إلى زعماء الصهيونية في أمريكا طالبا دعم الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون الذي وصل للرئاسة بفضل تمويل اليهود فهو تابع لهم، وأما في بريطانيا فكان اليهود قد أطاحوا بحكومة رئيس الوزراء هربرت هنري سكويت المعروف بعدائه لليهود، ومولوا حكومة ائتلافية فيها ديفيد لويد جورج المحامي عن الحركة الصهيونية ووينستون تشرشل الماسوني والمؤازر للصهيونية، ثم أعلنت بريطانيا إرسال وزير خارجيتها بلفور إلى الولايات المتحدة للاتصال بممثلي المصارف الأمريكية (غالبهم إن لم يكن كلهم من اليهود) وإبلاغهم رسميا بأن الحكومة البريطانية ستتبنى رسميا مشاريعهم المتعلقة بالصهيونية مقابل تعهدهم بإدخال أمريكا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية، ثم دخلت أمريكا الحرب، وكانت أول كتائبها وصلت إلى فرنسا في حزيران 1917م وتكفلت بريطانيا بإعادة تأسيس فلسطين كوطن قومي لليهود، وكأن أرض فلسطين ملك آبائهم! وكان وعد بلفور صدر في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) وهو عبارة عن خطاب من آرثر جيمس بلفور وزير خارجية بريطانيا إلى المصرفي اليهودي اللورد ليونيل وولتر دي روتشلد، وجاء فيه: "أن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يجحف بالحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى" وقد تمسكت الحكومات البريطانية المتعاقبة بهذا التصريح الذي أصبح عن طريق الانتداب إلزاما دوليا، وكان من غايات بريطانيا لهذا هو حماية مصالحها في السويس، فكان هذا أول الغدر الظاهر، وليس أوله بالكلية، وأبدى العرب والقوميون الذين كانوا مخدوعين بالوعود الإنجليزية استياءهم، ولكن لات حين مناص!!!