Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


اشتبكت قوات الملك عبدالعزيز مع قوات ابن رشيد قرب بئر جراب شمالي الزلفي وكانت قوات الملك عبدالعزيز تتكون في معظمها من أهل العارض وثلاثمائة خيال من العجمان ومدفع واحد فقط وبعض البادية المتأثرين بفكر الإخوان الحركة الناشئة داخل الجزيرة العربية واستمرت المعركة عدة إيام وقتل أثناءها شكسبير مبعوث كوكس إلى الملك عبدالعزيز وقيل انه حضر المعركة كمراقب على الرغم أن الملك عبدالعزيز كان لا يرغب في تواجده معه في ميدان المعركة ونصحه في البقاء بالزلفي لكن شكسبير أصر على الحضور معهم إلى ميدان المعركة، احتدم القتال وأصيب شكسبير برصاصة أودت بحياته.

كان فرسان العجمان قد تراجعوا خيانة وهم يصيحون صيحة الانهزام فأغارت إذ ذاك بادية ابن رشيد على الجناح الإيسر من قوات ابن سعود فدحرته وغنمت أمواله، وأما بدو الملك عبدالعزيز وأكثرهم من مطير فقد أغاروا اثناء ذلك على جيش ابن رشيد ومخيمه فغنموا ما فيه، فيوم جراب كان على قوات الملك عبدالعزيز وقوات ابن رشيد على السواء ولم يكن فيه ظافرا غير البدو من الفريقين.


قام سازونوف وزير الخارجية الروسي بتسليم مذكرة إلى ممثلي إنجلترا وفرنسا، يطالب فيها لروسيا بالقسطنطينية، وبشريط على طول الساحل الشمالي للبسفور وبحر مرمرة والدردنيل، وكذلك تراقيا، وبالجانب الأسيوي للبسفور، وذلك في حالة فوز الحلفاء بالحرب.


قامت العصابات الأرمينية بارتكاب مذابح وحشية ضد المسلمين في مدينة "وان" الواقعة في الأناضول الشرقية؛ حيث قامت بقتل جميع من فيها من المسلمين بعد تعذيب وحشي.


معركة القرضابية من المعارك الفاصلة في جهاد الليبيين ضد إيطاليا؛ إذ شارك فيها جميع الليبيين، كما أنها شكلت البداية لاندحار الإيطاليين، وبعد المعركة لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتا طرابلس والخمس.


حدثت هذه المعركة بين الملك عبد العزيز وبني هاجر والقبائل التابعة له وبين قبيلة العجمان بالقرب من جبل كنزان في الأحساء عندما اعتدى العجمان على عشائر مبارك بن الصباح فنهبوا مواشيه فكتب ابن الصباح إلى عبدالعزيز يطلب منه تأديبهم ورد المنهوبات فأجابه عبدالعزيز أن العجمان لا يرجعون ما ينهبون إلا بحرب، وإذا عزمت علي حربهم تعطيني عهد الله وميثاقه ان تعيني بالمال والرجال وأن لا تسلك معهم مسلكا غير مسلكي ولا تستقبلهم إذا لجأوا إليك ولا تتوسط بالصلح بيني وبينهم فعاهده مبارك على ذلك وأعطاه عهد الله فسار عبدالعزيز بقواته إلى الأحساء والتقى بالعجمان عند كنزان فجرح عبدالعزيز وقتل شقيقه سعد وانهزمت قواته إلى الأحساء فلحق بهم العجمان وحاصروهم في الأحساء ثلاثة أشهر فأرسل إلى أبيه في الرياض يطلب المدد وإلى الشيخ مبارك يستنجده.

فوصلت نجدة من أهل نجد بقيادة أخيه محمد بن عبدالرحمن ومعه أحد العرافة هو ابن عمه سعود الكبير أما ابن الصباح فقد تأخر في إرسال النجدة فأرسل له الملك عبدالعزيز يذكره بالعهد، فجهز له ابنه سالم بقوة صغيرة 150 رجل من الحضر و200 من البدو فجاءوا الأحساء وانضموا إلى جيش الملك عبدالعزيز.


قدم سالم بن مبارك ابن الصباح مع قوة صغيرة لنجدة الملك عبدالعزيز بعد هزيمته من العجمان إلا أنه انقلب على الملك عبدالعزيز واتفق مع العجمان وصالحهم وأعلن حمايتهم وهجر حليفه الملك عبدالعزيز، فكتب محمد بن عبدالرحمن إلى أخيه عبدالعزيز يستأذنه في الهجوم على العجمان وابن الصباح فأجابه: " لا تفعل كيف نكون حلفاء أول النهار وأعداء في آخره والناس لا يعرفون حقيقة الحال" ثم كتب إلى مبارك يشكو إليه خيانة ابنه سالم ويقول: " لم أقدم إكراما لك على تأديبه" فكتب له الشيخ يذكره بأنه بينه وبين العجمان صداقة قديمة فغضب الملك عبدالعزيز وزحف مسرعا يريد مهاجمة العجمان وابن الصباح ولكنه حين وصل إلى معسكر أخيه محمد جاءه خبر وفاة الشيخ مبارك فوقف مدهوشا محزونا وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون مات الشيخ مبارك.


رأى السنوسيون في برقة مؤازرة الدولة العثمانية استجابة لدواعي الجهاد الديني والتضامن الإسلامي، وذلك بالهجوم على القوات البريطانية في مصر، وكان كل من العثمانيين والإنجليز يحاولون كسب السيد أحمد الشريف السنوسي لصفه، ولكن رغم ما قدمه هنري مكماهون للسنوسي من أجل كسبه إلى طرفه إلا أنه آثر البقاء مع العثمانيين، فقام بمهاجمة الحدود المصرية الغربية، وتوغل داخل الأراضي المصرية، ونازل القوات البريطانية المنتشرة في المنطقة وبنفس الوقت كان العثمانيون يحاولون التوغل على الحدود الشرقية، واستطاع السنوسي مع عدد من المقاتلين قرابة الخمسة آلاف من القوات النظامية وبعض القوات التركية أن يستولوا على السلوم وسيدي براني، وتوغلوا حتى وصلوا زاوية أم الوخم غربي مرسى مطروح، واعتصم البريطانيون في المرسى واتخذوه مقرا لقيادتهم، وانضم بعض الضباط المصريين إلى السنوسيين في هذا القتال، وانتشرت الثورة من قبل هؤلاء الضباط؛ مما فاجأ البريطانيين، ودارت المعارك العنيفة بين السنوسيين والبريطانيين من طرف، وبين المصريين ومعهم السودانيين من جهة أخرى على البريطانيين، حتى لقي البريطانيون الهزيمة في وقعة وادي ماجد، وكانت الحرب سجالا؛ فقد هزم السنوسيون في وقعة بير تونس، ومما حققته الحملة السنوسية أنها احتجزت قوات بريطانية كبيرة على الحدود الغربية لمصر وفي صحراء مصر في وقت كانت تحتاجهم فيه بريطانيا في أماكن أخرى، ولكن المجاهدين لم يكن لهم من الإمدادات ما يؤهلهم للبقاء طويلا في القتال فبدأ انسحابهم تدريجيا، وانسحب السنوسيون إلى الجفرة، ثم تحولوا إلى مقاتلة الإيطاليين.


بعد أن هلك منليك الثاني ملك الحبشة عام 1331هـ/ 1913م خلفه حفيده ليج أياسو الذي كان بالأصل مسلما؛ وإن تسمى ليج باسم نصراني ونشأ في رعاية جده النصراني منليك الثاني والد أمه أرجاس، إلا أنه كان يتردد على مساجد هرر، وشيد المساجد فيها، واتخذ علما جديدا للدولة، فوضع الهلال بدل الصليب، وأرسل هذا العلم إلى القنصل العثماني في أديس أبابا واتصل مع محمد عبد الله حسن مهدي الصومال، وحاول ليج توحيد كلمة المسلمين وإقامة حلف إسلامي ضد الحلفاء، وادعى الانتساب إلى آل البيت، وكل هذه الأعمال لم ترض عنها صليبية أوربا، فأصدرت الكنيسة قرارا بحرمان ليج أياسو من التاج الحبشي، وحرضت النصارى ضده، ففر إلى بلاد الدناقل وبقي هناك حتى قبض عليه عام 1339هـ/ 1921م، فلما انتصر هيلا سيلاسي أعدمه عام 1353هـ/ 1934م وأعطت الملك لزاويتو ابنة منليك الثاني وعينت رأس تفاري (هيلا سيلاسي) وصيا ووريثا.


كانت أسرة سولونغ تحكم منطقة دارفور حتى عام 1293هـ، ثم بعد أن أعيد الحكم الإنجليزي على السودان وبعد معركة كرري 1316هـ غادر أم درمان علي دينار بن زكريا السولونغي ومعه عشرة أفراد، وانضم لهم في طريقهم قرابة الألفي رجل، واتجه نحو دارفور، ولما وصل الفاشر سلمت له وبدأت المنافسة بينه وبين إبراهيم علي الذي وضعته القوات الإنجليزية في دارفور، فتنازل إبراهيم لعلي دينار الذي استطاع أن يضبط أمور دارفور وينشر الأمن، ثم بدأت شهرته تزداد حتى أصبحت الحكومة السودانية الخاضعة للإنجليز تخافه؛ فقد وصل أمره إلى أن أصبح يرسل محملا للحجاز كأي حاكم مسلم، وبالمقابل رأى هو أنه لا يحصل على حقه من الحكومة، بل إن كل تعد عليه تسكت عنه الحكومة، وكل متمرد عليه تؤويه الحكومة، وكان علي دينار قد أيد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، فسيرت الحكومة جيشا من ثلاثة آلاف مقاتل أغلبهم مصريون إلى دارفور، وجرت موقعة برنجية بين الطرفين، فهزم علي دينار أمام هذا الجيش المجهز، وهرب إلى جبل مرة، ثم تبعوه وقتل في محرم 1335هـ / 6 تشرين الثاني 1916م وضمت دارفور إلى السودان.


في الوقت الذي كان الشريف حسين بن علي أمير مكة ما زال يتفاوض مع السير هنري مكماهون لإعلان الثورة العربية، كانت إنجلترا تعقد صفقة جديدة مع فرنسا لتحديد مناطق النفوذ بينهما في البلاد العربية، منعا لأي خلاف قد يحدث في المستقبل، وهذه الاتفاقية -التي عرفت باسم واضعيها السير مارك سايكس الإنجليزي، والدبلوماسي جورج بيكو الفرنسي- هي جزء من اتفاقية واسعة عقدتها دول روسيا وبريطانيا وفرنسا بين بعضها لاقتسام أجزاء كبيرة من أراضي الدولة العثمانية، وقد تم التصديق عليها في شهر نيسان سنة 1916م والحرب دائرة تراق فيها دماء العرب والمسلمين لتحقيق مطامع الحلفاء؛ فقد عينت الحكومة البريطانية مارك سايكس، وعينت فرنسا جورج بيكو قنصلها في بيروت مندوبين عن الدولتين ليقوما بمباحثات غايتها الاتفاق على نصيب كل منهما ضمن نطاق الاتفاقية الثلاثية الكبرى، وتوصل المندوبان إلى اتفاق صادقت عليه حكومتهما في أيار 1916م واحتفظت فرنسا في هذه الاتفاقية بمساحة كبيرة من أراضي الأناضول الجنوبية وشمالي سوريا والموصل، وأما بريطانيا فاحتفظت بولايتي البصرة وبغداد ولواء كركوك إضافة إلى القسم الجنوبي من سوريا الطبيعية (أي: فلسطين) واتفقت الدولتان على جعل فلسطين باستثناء منطقة النقب منطقة تخضع لحكم دولي خاص، وقضت الاتفاقية كذلك على إنشاء حكم مباشر لفرنسا في الساحل السوري، وعرفت بالمنطقة الزرقاء، ويصار إلى الاعتراف بدولة عربية مستقلة تحت الانتداب الفرنسي، أي: سوريا الداخلية، ومثلها في منطقة النفوذ البريطاني، أي: شرق الأردن، فحددت الدولتان مصير العرب وحدهما، وحتى الشريف حسين لم تطلعه بريطانيا على اتفاقها مع فرنسا ولم تكشف هذه الاتفاقية إلا بعد الثورة الشيوعية سنة 1917م، وكانت هذه الاتفاقية مقدمة لإعطاء فلسطين إلى اليهود، ومن ثم تحقيق حلمهم الصهيوني!!!


هو مبارك بن صباح بن جابر بن عبد الله بن صباح، من عنزة، أمير الكويت، من الشجعان الدهاة، ولد سنة 1252هـ في الكويت ونشأ فيها.

كان نفوذ الكلمة فيها لأخويه (محمد، وجراح) فقتلهما سنة 1313هـ واستقام له أمر الكويت، وصار حاكمها المطلق.

وهو سابع من وليها من آل الصباح.

وكان للعثمانيين (الترك) شيء من السلطان في الكويت، فحرضوا ابن الرشيد على مبارك، فظفر مبارك.

فحاولوا نفيه سنة 1315هـ بحيلة، فأرسلوا إحدى السفن لنقله، ليكون من أعضاء مجلس الشورى بالأستانة، فلجأ إلى الإنجليز، فأنقذوه من الأتراك، وأعلنوا حمايتهم للكويت.

وظل حاكما للكويت تحت حماية الإنجليز إلى أن مات فيها بقصره.

كان مبارك عالي الهمة، طموحا جبارا مهيبا، فيه حلم وكرم.

لجأ آل سعود إليه بعد سقوط دولتهم الثانية، وعاش عبد العزيز بداية شبابه في الكويت وتحت رعاية ابن الصباح، ساد الأمن في عهده فازدهرت الكويت تجاريا، وشيد فيها أول مدرسة نظامية، هي المدرسة المباركية، كما شيد في عهده أول المستشفيات الطبية.

عانى مبارك في آخر أيامه من مرض الملاريا وتصلب الشرايين، خرج من بيته إلى مجلسه في يوم وفاته بعد أن غاب عنه لعدة أيام، وقد كان يريد سماع آخر الأخبار بشأن المعارك التي تحدث في العراق زمن الحرب العالمية الأولى، وبعد سماعه الأخبار تناول العشاء وأسند رأسه على الأريكة وغط في نوم عميق، ثم أراد حارسه أن يوقظه كي يذهب إلى البيت، فوجده قد توفي، وتولى حكم الكويت بعده ابنه جابر.


وقعت هذه المعاهدة عند بلدة دارين في جزيرة تاروت المقابلة لميناء القطيف، ونصت المعاهدة على اعتراف بريطانيا بأن عبدالعزيز حاكما مستقلا في نجد والأحساء والقطيف والجبيل ولأبنائه من بعده.


مارست الدولة العثمانية سيادتها على مضيقي البوسفور والدردنيل، وبحر مرمرة، وكانت هذه المضايق تصل بين البحر الأسود وبحر إيجة الذي هو جزء من البحر المتوسط، ولم يكن للبحر الأسود مخرج يتصل عن طريقه بالبحار العامة إلا عبر هذه المضايق.

وقد نجحت الدولة العثمانية في فرض سيادتها على هذه المضايق.

وبلغ من هيبة الدولة العثمانية في فترة قوتها أن الرعايا الروس إذا أرادوا ممارسة التجارة بين موانئ البحر الأسود كان عليهم أن ينقلوا بضائعهم على سفن عثمانية تحمل العلم العثماني.

ولم يكن لروسيا طريق إلى المياه الدافئة إلا عبر المضايق التي تسيطر الدولة العثمانية عليها، وظل حلم السيطرة على هذه المضايق يراود روسيا زمنا طويلا.

وقبل اشتعال الحرب العالمية الأولى ببضعة أشهر حاولت روسيا أن تحتل البوسفور والدردنيل، ولم يكن أمامها سوى افتعال أزمة سياسية مع الدولة العثمانية، ثم تصعيدها حتى تنقلب إلى حرب أوروبية تتخذها روسيا ذريعة لإرسال قواتها المسلحة لاحتلال البوسفور والدردنيل في وقت مبكر، ولوضع العثمانيين والأوربيين أمام الأمر الواقع، لكن هذا المخطط لم يكتب له التنفيذ؛ لمعارضة بريطانيا له ورغبتها آنذاك في حل المشكلات الأوربية بالدبلوماسية لا بالحروب.

ولما نشبت الحرب العالمية الأولى انضمت الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا والنمسا والمجر في مواجهة إنجلترا وفرنسا وروسيا وإيطاليا.

وترتب على دخول الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا أن قامت بريطانيا وحلفاؤها بهجوم على الدردنيل والبوسفور.

وكان موقف روسيا في بدايات الحرب حرجا للغاية بعد الهزائم المنكرة التي أنزلتها بها القوات الألمانية، وأرادت بريطانيا أن تفتح الطريق أمام الأساطيل البريطانية والفرنسية إلى البحر الأسود، وكانت منطقة المضايق هي التي تفصل بريطانيا وفرنسا عن روسيا وتحول دون إمدادها بالذخائر والأسلحة التي كانت روسيا في أشد الحاجة إليها بعد أن استنفدت احتياطيها من الذخائر، وانعدمت قدرة مصانعها على تلبية أكثر من ثلث حاجتها من الذخائر.

وكانت بريطانيا غير راغبة في خروج روسيا من الحرب وتخشى ذلك، ولم يكن أمامها هي وحلفائها سوى بسط السيطرة العسكرية على منطقة المضايق؛ ضمانا لإرسال الذخائر والأسلحة إلى روسيا وحثها على مواصلة الحرب.

وفي الوقت نفسه كان الاستيلاء على المضايق يشد من أزر الروس ويرفع من معنوياتهم التي انهارت أمام القوات الألمانية.

وفوق ذلك وعدت بريطانيا روسيا في حالة سيطرتها على منطقة المضايق بأنها ستهدي إليها مدينة استانبول؛ لحثها على الثبات والصمود، ولم تكن هناك هدية أعظم من أن تكون المدينة التاريخية بين أنياب الروس.

وفي (نوفمبر 1914م) اقترب الأسطول البريطاني من مياه الدردنيل، وهو يمني نفسه بانتصار حاسم وسريع، وقبل أن تتوغل بعض السفن البريطانية في مياه مضيق الدردنيل، ألقت بعض المدمرات قنابلها على الاستحكامات العسكرية العثمانية، ولم تتحرك هذه القوات للرد على هذا الهجوم ووقفت دون مقاومة، الأمر الذي بث الثقة في رجال الأسطول البريطاني، وأيقنوا بضعف القوات العثمانية وعجزها عن التصدي لهم، وتهيؤوا لاستكمال حملتهم البحرية.

وبعد مضي شهرين أو أكثر من هذه العملية توجهت قطع عظيمة من الأسطول البريطاني إلى الدردنيل، وهي لا تشك لحظة في سهولة مهمتها، واستأنفت ضرب الاستحكامات العسكرية الأمامية مرة أخرى، ثم اقتحم الأسطول البريطاني المضيق لكنه اصطدم بحقل خفي من الألغام في مياه الدردنيل، وأصيب الأسطول البريطاني بأضرار بالغة بسبب ذلك، وكان لهذا الإخفاق دوي هائل وصدى واسع في جميع أنحاء العالم، ولم تحاول بريطانيا اقتحام الدردنيل بحريا مرة ثانية.

فعززت بريطانيا الهجوم البحري على الدردنيل بهجوم بري، على أن يكون دور القوات البرية هو الدور الأساسي، في حين يقتصر دور القوات البحرية على إمداد القوات البرية بما تحتاج إليه من أسلحة وذخائر ومواد تموينية، ومساعدتها على النزول إلى البر، وحماية المواقع البرية التي تنزل بها.

لكن القوات العثمانية نجحت في صد المهاجمين، واسترداد ما تحت أيدي الإنجليز وتكبيدهم خسائر فادحة.

وانتهت الحرب العالمية الأولى دون أن تنجح القوات البريطانية والفرنسية أو غيرهما في اقتحام المضايق.