Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
الإمام سعود يحج الحجة السادسة وحج معه جمع ممن شملتهم دولته من أهل العارض والجنوب ووادي الدواسر والأحساء ونواحيه وعمان وأهل نجد وأهل التهايم والحجاز واليمن والمدينة النبوية، ومعهم النساء والأطفال والثقيل والخفيف، وبنات الإمام سعود، وكثير من نساء آل مقرن، ودخلوا مكة واعتمروا وحجوا بأمان عظيم لا يحمل فيه سلاح، ونزل سعود القصر الشمالي من البياضية، وأهدى عليه الشريف غالب هدايا سنية وأعطاه عطاء جزيلا وبذل في مكة من الصدقات والعطاء شيئا كثيرا، ويزوره الشريف كل يوم إلا قليلا، كأنه أحد أمرائه الذين في نجد, ويدخل سعود الحرم ويطوف بالبيت ويجلس فوق زمزم مقابل البيت الشريف، وكسا الكعبة المشرفة بالقيلان الأسود الفاخر، وجعل إيزارها وكسوة الباب من الحرير الأحمر المطرز بالذهب والفضة، ثم رحل عنها في العشر الأواخر من ذي الحجة، وبعث إلى المدينة مرابطة بدل الذين فيها، ورجع إلى وطنه ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل الشام ولا مصر ولا استانبول ولا العراق إلا من كان يحج بأمان الإمام سعود.
لما تمكنت قوات الدولة السعودية من دخول البحرين والزبارة قصد أبناء آل خليفة صاحب مسقط سعيد بن سلطان فاستنصروه وأرسلوا إلى العجم الفرس واستصرخوهم, وكانت مراكب الإنجليز عند سعيد في مسقط، فاستعانوا بهم فأقبلوا بجموع عظيمة في مراكب كثيرة، وبندروا عند الزبارة بالليل، فأظهر آل خليفة منها بقية رجالهم وما فيها من المتاع والمال ودمروها جملة, ثم ساروا إلى البحرين ونازلوا فهد بن عفيصان والمرابطة الذين في قصر المنامة، وهم نحو ثلاثمائة رجل، فحاصروهم وأقاموا على ذلك أياما، ثم أخرجوهم بالأمان على دمائهم، فأمسكوا منهم فهد بن عفيصان ومعه ستة رجال، واعتقلوهم رهينة مقابل رجالهم الذين في الدرعية وتركوا الباقين.
غزا الإمام سعود غزوة المزيريب وآل خليفة في الاعتقال، فلما رجع طلب منه آل خليفة أن يفك أسرهم ووعدوه السمع والطاعة وينزلوا الزبارة، وأن يجتمعوا فيها ببنيهم وأقربائهم، فإن أراد بنوهم الامتناع فإنهم يرجعون إلى الدرعية، وبايعوا سعودا على ذلك, وأعطوه عهدا وميثاقا، فارتحلوا من الدرعية وبعث معهم سعود شوكة من الجيش، فلما وصلوا إلى ناحيتهم طلبوا منهم الموافقة على ما بايعوا عليه سعود، فأبوا عليهم فرجعوا إلى الدرعية وأقاموا فيها حتى رجع سعود من الحج، وأطلقوا ابن عفيصان ومن معه.
رخصت الأسعار وبلغ البر ثلاثة عشر صاعا بريال، والتمر سبع وثلاثون وزنة بريال، ورخصت أسعار الحرمين، وبيع الأردب بأربعة ريالات.
بعد أن قفل الإمام سعود من الشام, جاء العزل ليوسف باشا والي الشام, وسار إليه سلمان صاحب عكا، فأجلاه واحتوى على جميع أمواله، وتولى إمارة الشام.
هو سليمان باشا والي بغداد، وهو غير سليمان باشا الكبير.
سار عبد الرحمن باشا الكردي إلى بغداد، فنازل أهلها ودخلها وقتل سليمان باشا، وسبب ذلك أن السلطان محمود بن عبد الحميد بعث رجلا يقال له آغا بكر إلى سليمان يطلب منه خراج العراق من مدة سنين لم يأته منه شيء، فقام الأغا بكر عنده في بغداد، فلم يحصل له شيء، ثم إن سليمان أعطاه رشوة وأذن له في الخروج من بغداد، فخرج فاستصرخ الأكراد وبادية العراق على سليمان، وذكر لهم أنه عصى على السلطان, فسار إليه عبد الرحمن الكردي ووقعت المصافة خارج بغداد وهزم سليمان وجنوده فهرب سليمان لوجهه، فأمسكه رجال من بوادي الدفافعة فقطعوا رأسه وأتوا به إلى الكردي.
سار الإمام سعود بجيوشه التي استنفرها من جميع النواحي الحاضر والبادي من وادي الدواسر إلى مكة والمدينة، إلى جبل طي والجوف وما بين ذلك الدرعية، وقصد نقرة الشام المعروفة؛ لأنه بلغه الخبر أن بوادي الشام وعربانه من عنزة وبني صخر وغيرهم فيها, فلما وصل تلك الناحية لم يجد فيها أحدا منهم؛ إذ سبقه النذير إليهم فاجتمعوا على دوخي بن سمير رئيس ولد علي من عنزة، وهو من وراء الجبل المعروف بطويل الثلج قرب نابلس نازلين عين القهوة من جبل حوران, ولما بلغ ابن سمير ومن معه إقبال سعود إليهم انهزم بمن معه من البوادي ونزلوا الغور من حوران, فسار سعود في تلك الناحية وأقبل فيها وأدبر واجتاز بالقرى التي حول المزيريب وبصرى، وكان أهلها قد هربوا عنها لما سمعوا بمسيره, ثم نزل عين البجة وروى منها المسلمون وشربت خيلهم وجيوشهم، ثم أقبل على قصر المزيريب، فظهر عليهم منهم خيل، فحصل طراد فانهزمت الخيل إلى القصر واحتصروا فيه, ثم ارتحل سعود لأجل حصانته ونزل بصرى, وبات فيها ثم رجع قافلا إلى وطنه ومعه غنائم كثيرة من الخيل والمتاع والأثاث والطعام، وقتل من أهل الشام عدة قتلى، وحصل في الشام رجفة ورهبة عظيمة بهذه الغزوة في دمشق وغيرها من بلدانه وبواديه.