Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
حج الإمام سعود الحجة الرابعة بجميع نواحي رعاياه، حج معه أكثر من 100 ألف, ودخل مكة بجميع تلك الجموع واعتمروا وحجوا بأحسن حال, وزار الشريف غالب الإمام سعودا مرارا وصار معه كالشقيق فيزوره أحيانا وحده ومعه رجل أو رجلين، وأحيانا بخيله ورجاله, وكثيرا ما يدخل سعود الحرم ويطوف بالبيت ويجلس فوق زمزم ومعه خواصه، وبث في مكة الصدقات والعطاء لأهلها وضعفائها شيئا كثيرا، وكسا الكعبة كسوة فاخرة، وجعل إزارها وكسوة بابها حريرا مطرزا بالذهب والفضة، وأقام فيها نحوا من ثمانية عشر يوما, ثم رحل منها وقصد المدينة وأقام فيها عدة أيام ورتب مرابطة في ثغورها، وأخرج من في القلعة من أهلها، وجعل فيها مرابطة من أهل نجد.
اختلف زعماء الحركة التي أطاحت بالخليفة سليم الثالث وطولب بإعادته إلا أنه كان قد قتل، ثم نودي بعزل الخليفة مصطفى الرابع بن عبد الحميد فتم ذلك وحجز في المكان الذي كان قد حجز فيه سليم الثالث، بعد أن أمضى أربعة عشر شهرا في الحكم، ثم أعدم في هذا العام وأقيم بعده أخوه محمود الثاني.
في هذه السنة كان الغلاء والقحط في نجد على حاله في الشدة، وانتهى سعر البر أربعة أصوع بريال، والتمر عشر وزنات بريال، وعم الغلاء جميع نواحي نجد واليمن والتهايم والحجاز والأحساء, ووقع مع ذلك مرض ووباء مات فيه خلق كثير من نواحي نجد، ودخلت السنة التالية والأمر على حاله من الغلاء والمرض، ومات فيها والسنة التي قبلها مئات من سواد الناس.
بعث الإمام سعود سرية قليلة إلى عمان لتعلم أهلها فرائض الدين والاطلاع على أحوالهم, فلما وصلوا هناك فغذا قيس بن أحمد المسمى ابن الإمام رئيس سحار وجميع باطنة عمان وابن أخيه سعيد بن سلطان رئيس مسقط ومعهم من الجنود نحو عشرة آلاف رجل سائرين على النواحي التي تليهم من رعية الإمام سعود، الذين كان يرأسهم من جهة سعود سلطان بن صقر بن راشد صاحب رأس الخيمة، فأرسل إلى من يليه من أهل عمان، فاجتمع عنده نحو ثلاثة آلاف رجل, فالتقى الجمعان: جمع قيس وجمع سلطان عند خوير بين الباطنة ورأس الخيمة، واقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم جمع قيس هزيمة شنيعة وقتل قيس وهلك من قومه خلق كثير بين القتل والغرق في البحر, ثم بعد هذه الوقعة أرسل ابن قيس إلى الإمام سعود وسلطان بن صقر، وطلب المبايعة على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وبايع على ذلك وبذل مالا كثيرا وشوكة من الحرب, وصار جميع عمان تحت ولاية الإمام سعود
عندما وصل سعود بجيوشه إلى مشارف الشام وقراها واكتسح ما أمامه من القرى والعربان، وقبل ذلك غزا كربلاء وهدد العراق وهزم جميع الجيوش التي أرسلها ولاة الشام والعراق لمحاربته، حتى اضطرت الدولة العثمانية أن تطلب من سعود المهادنة والمسابلة وتبذل له مقابل ذلك كل سنة ثلاثين ألف مثقال ذهبي، وأوفدت الدولة لهذ الغرض رجلا يسمى عبد العزيز القديمي وأوفدت بعده رجلا آخر يسمى عبد العزيز بيك، فرجع كما رجع الأول بعدم القبول وبرسالة طويلة من سعود، ومما ورد فيها: "وأما المهادنة والمسابلة على غير الإسلام، فهذا أمر محال بحول الله وقوته، وأنت تفهم أن هذا أمر طلبتموه منا مرة بعد مرة، أرسلتم لنا عبد العزيز القديمي ثم أرسلتم لنا عبد العزيز بيك، وطلبتم منا المهادنة والمسابلة، وبذلتم الجزية على أنفسكم كل سنة ثلاثين ألف مثقال ذهبا، فلم نقبل ذلك منكم ولم نجبكم بالمهادنة، فإن قبلتم الإسلام فخيرتها لكم وهو مطلبنا، وإن توليتم فنقول كما قال الله تعالى: {وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} [البقرة: 137] فلما أصبحت الدولة العثمانية عاجزة عن مهادنة الإمام سعود بن عبد العزيز بن سعود فضلا عن محاربته، طلب عندئذ السلطان العثماني من والي مصر محمد علي باشا القيام بمحاربة الإمام سعود وإخراجه من الحجاز، فتردد محمد علي أولا ثم أخيرا لبى طلب السلطان وسير ابنه طوسون سنة 1226هـ ثم خرج هو بنفسه إلى أن سقطت الدولة السعودية سنة 1233هـ على يد إبراهيم باشا، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
سار الإمام سعود بجيوشه من جميع نواحي نجد والأحساء والجنوب وأهل وادي الدواسر وأهل بيشة ورنية والطائف والحجاز والتهايم.
خرج من الدرعية وتوجه ناحية العراق ونازل أهل كربلاء فوجدهم محصنين بلدهم بسور عظيم وجنود جمعوها بعد غزوته السابقة لهم سنة 1216، فأمر سعود بوضع السلالم على السور ووقع رمي وقتال شديد، فلما علم سعود بحصانة البلد وعظم سورها رحل عنهم.
بعد تولي السلطان محمود الثاني مقاليد الحكم في البلاد رأى أن يبدأ بالإصلاح الحربي، فكلف الصدر الأعظم مصطفى البيرقدار بتنظيم الإنكشارية وإصلاح أحوالهم، وإجبارهم على اتباع التنظيمات القديمة الموضوعة منذ عهد السلطان سليمان القانوني، والتي كانت قد أهملت شيئا فشيئا، فقامت فرق الإنكشارية العثمانية بثورة عنيفة ضد السلطان.