Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


لما سمع الحجاج بتمرد ابن الأشعث جهز جيوشا وطلب من عبد الملك إمداده فكان ذلك، ثم التقى الطرفان في تستر واقتتلوا قتالا شديدا فهزمهم ابن الأشعث ودخل البصرة فبايعه أهلها، وكان ذلك في ذي الحجة، ثم في أواخر محرم حصل قتال شديد آخر انهزم فيه أيضا أصحاب الحجاج، فحمل سفيان بن الأبرد الكلبي على الميمنة التي لعبد الرحمن فهزمها، وانهزم أهل العراق وأقبلوا نحو الكوفة مع عبد الرحمن، وقتل منهم خلق كثير، ولما بلغ عبد الرحمن الكوفة تبعه أهل القوة وأصحاب الخيل من أهل البصرة، واجتمع من بقي في البصرة مع عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب فبايعوه، فقاتل بهم الحجاج خمس ليال أشد قتال رآه الناس، ثم انصرف فلحق بابن الأشعث ومعه طائفة من أهل البصرة، وهذه الوقعة تسمى: يوم الزاوية، استبسل فيها القراء -وهم العلماء- وكان عليهم جبلة بن زحر فنادى فيهم: أيها الناس، ليس الفرار من أحد بأقبح منه منكم، فقاتلوا عن دينكم ودنياكم.

وقال سعيد بن جبير نحو ذلك، وقال الشعبي: قاتلوهم على جورهم، واستذلالهم الضعفاء، وإماتتهم الصلاة.

ثم حملت القراء على جيش الحجاج حملة صادقة، فبدعوا فيهم، وكان ابن الأشعث يحرض الناس على القتال، فلما رأى ما الناس فيه أخذ من اتبعه وذهب إلى الكوفة، فبايعه أهلها.

ثم إن عبد الملك عرض على أهل العراق أن يخلع الحجاج ويعودوا كما كانوا حقنا للدماء فأبوا لما رأوا بأنفسهم قوة وكثرة وخلعوا عبد الملك أيضا فخلى بين الحجاج وبينهم.


هو المهلب بن أبي صفرة ظالم، أبو سعيد الأزدي، الأمير البطل، قائد الكتائب أحد أشراف أهل البصرة، ووجهائهم ودهاتهم وأجوادهم وكرمائهم، ولد عام الفتح، نزل المهلب البصرة وغزا في أيام معاوية أرض الهند سنة أربع وأربعين، وولي الجزيرة لابن الزبير سنة ثمان وستين، ثم ولي حرب الخوارج أول دولة الحجاج، وقتل منهم في وقعة واحدة أربعة آلاف وثمانمائة، فعظمت منزلته عند الحجاج, وكان فاضلا شجاعا كريما، وله كلام حسن، منه: نعم الخصلة السخاء، تستر عورة الشريف، وتلحق خسيسة الوضيع، وتحبب المزهود فيه.

وقال: يعجبني في الرجل خصلتان: أن أرى عقله زائدا على لسانه، ولا أرى لسانه زائدا على عقله.

توفي المهلب غازيا بمرو الروذ، وعمره ستة وسبعون سنة رحمه الله، وكان من الشجعان، وله مواقف حميدة، وغزوات مشهورة في الترك والأزارقة وغيرهم من أنواع الخوارج، وجعل الأمر من بعده لولده يزيد بن المهلب على إمرة خراسان، فأمضى له ذلك الحجاج وعبد الملك بن مروان.