Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو الصدر الأنبل الرئيس القدوة أبو منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف البغدادي، سبط الإمام أبي الحسين أحمد بن عبد الله السوسنجردي, ولد سنة 395هـ وكان يلقب بالشيخ الأجل، كان أوحد زمانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمبادرة إلى فعل الخيرات، واصطناع الأيادي عند أهلها، من أهل السنة، مع شدة القيام على أهل البدع ولعنهم، قال الخطيب البغدادي: كان أوحد وقته في فعل الخير، وافتقاد المستورين بالبر، ودوام الصدقة، والإفضال على أهل العلم، والقيام بأمورهم والتحمل لمؤنهم، والاهتمام بما عاد من مصالحهم، والنصرة لأهل السنة، والقمع لأهل البدع" توفي عن خمس وستين سنة، وكان يوم موته يوما مشهودا، حضره خلق لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل.

قال أبي النرسي: "لم أر خلقا قط مثل من حضر جنازته" دفن بمقبرة باب حرب إلى جنب جده لأمه أبي الحسين ابن السوسنجردي.

قال الذهبي: "كان ذا جاه عريض واتصال بالخليفة, وأرخ له ابن خيرون، وقال: دفن عند جده لأمه، وحضره جميع الأعيان، وكان صالحا، عظيم الصدقة، متعصبا للسنة، قد كفى عامة العلماء والصلحاء".


بدأت الدولة الفاطمية بمصر يصيبها الضعف بسبب عدة أمور كان من أهمها حصول الشقاق بين الترك والعبيد، وحصول الاقتتال بينهم، وفي هذه السنة خرج ناصر الدولة بن حمدان من عند الوزير أبي عبد الله الماشلي وزير المستنصر بمصر فوثب عليه رجل صيرفي وضربه بسكين؛ فأمسك الصيرفي وشنق في الحال، وحمل ناصر الدولة بن حمدان إلى داره جريحا، فعولج فبرئ بعد مدة.

فقيل: إن المستنصر ووالدته كانا دسا الصيرفي عليه، وفي هذه الأيام اضمحل أمر المستنصر بالديار المصرية لتشاغله باللهو والشرب والطرب.

فلما عوفي ابن حمدان اتفق مع مقدمي المشارقة، مثل سنان الدولة وسلطان الجيوش وغيرهما، فركبوا وحصروا القاهرة، فاستنجد المستنصر وأمه بأهل مصر، وذكرهم بحقوقه عليهم، ووعدهم بالإحسان؛ فقاموا معه ونهبوا دور أصحاب ابن حمدان وقاتلوهم.

فخاف ابن حمدان وأصحابه، ودخلوا تحت طاعة المستنصر، بعد أمور كثيرة صدرت بين الفريقين.


هو المعتضد بالله أبو عمرو عباد بن الظافر المؤيد بالله أبي القاسم محمد قاضي إشبيلية بن أبي الوليد إسماعيل بن قريش بن عباد بن عمرو بن أسلم بن عمرو بن عطاف بن نعيم، اللخمي، من ولد النعمان بن المنذر اللخمي، آخر ملوك الحيرة, لما توفي محمد القاضي سنة 433هـ قام مقامه ولده عباد، قال أبو الحسن علي بن بسام في حقه: " ثم أفضى الأمر إلى عباد ابنه سنة ثلاث وثلاثين, وتسمى أولا بفخر الدولة ثم المعتضد، قطب رحى الفتنة، ومنتهى غاية المحنة، من رجل لم يثبت له قائم ولا حصيد، ولا سلم عليه قريب ولا بعيد، جبار، أبرم الأمور وهو متناقض، وأسد فرس الطلى وهو رابض، متهور تتحاماه الدهاة، وجبار لا تأمنه الكماو، متعسف اهتدى، ومنبت قطع فما أبقى، ثار والناس حرب، وكل شيء عليه إلب، فكفى أقرانه وهم غير واحد، وضبط شانه بين قائم وقاعد، حتى طالت يده، واتسع بلده، وكثر عديده وعدده؛ افتتح أمره بقتل وزير أبيه حبيب المذكور، طعنة في ثغر الأيام، ملك بها كفه، وجبارا من جبابرة الأنام، شرد به من خلفه، فاستمر يفري ويخلق، وأخذ يجمع ويفرق، له في كل ناحية ميدان، وعلى كل رابية خوان، حربه سم لا يبطئ، وسهم لا يخطئ، وسلمه شر غير مأمون، ومتاع إلى أدنى حين".

ولم يزل المعتضد في عز سلطانه واغتنام مساره، حتى أصابته علة الذبحة، فلم تطل مدتها، وتوفي يوم الاثنين غرة جمادى الآخرة، ودفن ثاني يوم بمدينة إشبيلية، وقام بالمملكة بعده ولده المعتمد على الله أبو القاسم محمد.


في ليلة النصف من شعبان كان حريق جامع دمشق، وكان سببه أن غلمان الفاطميين والعباسيين اختصموا فألقيت نار بدار الملك، وهي الخضراء المتاخمة للجامع من جهة القبلة، فاحترقت، وسرى الحريق إلى الجامع فسقطت سقوفه وتناثرت فصوصه المذهبة، وتغيرت معالمه، وتقلعت الفسيفساء التي كانت في أرضه، وعلى جدرانه، وتبدلت بضدها، وقد كانت سقوفه مذهبة كلها، والجملونات من فوقها، وجدرانه مذهبة ملونة مصور فيها جميع بلاد الدنيا، بحيث إن الإنسان إذا أراد أن يتفرج في إقليم أو بلد وجده في الجامع مصورا كهيئته، فلا يسافر إليه ولا يعنى في طلبه، فقد وجده من قرب الكعبة ومكة فوق المحراب والبلاد كلها شرقا وغربا، كل إقليم في مكان لائق به، ومصور فيه كل شجرة مثمرة وغير مثمرة، مصور مشكل في بلدانه وأوطانه، والستور مرخاة على أبوابه النافذة إلى الصحن، وعلى أصول الحيطان إلى مقدار الثلث منها ستور، وباقي الجدران بالفصوص الملونة، وأرضه كلها بالفصوص، ليس فيها بلاط، بحيث إنه لم يكن في الدنيا بناء أحسن منه، لا قصور الملوك ولا غيرها، ثم لما وقع هذا الحريق فيه تبدل الحال الكامل بضده، وصارت أرضه طينا في زمن الشتاء، وغبارا في زمن الصيف، محفورة مهجورة، ولم يزل كذلك حتى بلط في زمن الملك العادل بن أيوب، أخي صلاح الدين الأيوبي.