Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
بعد أن انتهى عبد الله بن أبي السرح من قتال الروم في المغرب مع ابن الزبير عاد إلى النوبة التي كانت هددت مصر من الجنوب فغزاهم من جديد، بعد أن كان غزاهم قبله عمرو بن العاص، فقاتل أهلها قتالا شديدا؛ ولكنه لم يتمكن من الفتح فهادن أهلها وعقد معهم الصلح، وكان فيها بعض المبادلات الاقتصادية.
هو يزدجرد بن شهريار بن برويز المجوسي الفارسي آخر الأكاسرة مطلقا، انهزم من جيش عمر, فاستولى المسلمون على العراق، وانهزم هو إلى مرو، وولت أيامه، ثم ثار عليه أمراء دولته وقتلوه، وقيل: هرب بأبهته في جماعة يسيرة إلى مرو، فسأل من بعض أهلها مالا فمنعوه وخافوه على أنفسهم، فبعثوا إلى الترك يستفزونهم عليه، فأتوه فقتلوا أصحابه وهرب هو حتى أتى منزل رجل ينقر الأرحية -يعني حجارة الرحى- على شط، فأوى إليه ليلا، فلما نام قتله.
انتقض أهل خراسان (وهي موزعة الآن بين إيران وأفغانستان وروسيا) على عثمان بن عفان رضي الله عنه، فأرسل إليهم عبد الله بن عامر عامله على البصرة، فاشتبك مع أهالي تلك البلاد في مرو ونيسابور وغيرها ففتحها من جديد، ثم توجه الأحنف بن قيس -وهو الذي كان على مقدمة جيش عبد الله بن عامر توجه- إلى طخارستان فحاصرهم حتى صالحوه، ولكن انضم لهم أهل مرو الروذ وغيرهم فاشتبكوا مرة أخرى فهزمهم الأحنف ففتح جوزجان عنوة، ثم الطالقان صلحا وغيرها من البلاد.
لما أصاب المسلمون من أهل أفريقيا وقتلوهم وسبوهم، خرج قسطنطين بن هرقل في جمع لم تجمع الروم مثله مذ كان الإسلام، خرجوا في خمسمائة مركب عليهم قسطنطين بن هرقل، وركب المسلمون البحر على غير ميعاد مع الروم وعليهم عبد الله بن سعد بن أبي السرح أمير مصر حتى بلغوا ذات الصواري، فلقوا جموع الروم في جمع لم يروا جمعا مثله قط, فقال عبد الله بن أبي السرح: أشيروا علي، قالوا: ننظر الليلة، فبات الروم يضربون بالنواقيس، وبات المسلمون يصلون ويدعون الله، ثم أصبحوا فقال المسلمون للروم: إن شئتم فالساحل حتى يموت الأعجل منا ومنكم، وإن شئتم فالبحر.
قال: فنخروا نخرة واحدة وقالوا: الماء.
ثم أصبحوا وقد أجمع قسطنطين أن يقاتل في البحر، فقربوا سفنهم، وقرب المسلمون فربطوا السفن بعضها إلى بعض، واقتتلوا أشد القتال، ووثب الرجال على الرجال يضربون بالسيوف على السفن، ويتواجئون بالخناجر حتى رجعت الدماء إلى الساحل تضربها الأمواج، وطرحت الأمواج جثث الرجال ركاما حتى صارت كالجبل العظيم عند الساحل، وقتل من الفريقين خلق كثير، ثم نصر الله المسلمين فقتلوا منهم مقتلة عظيمة لم ينج منهم إلا الشريد، وانهزم قسطنطين.
وأقام عبد الله بذات الصواري أياما بعد هزيمة القوم، ثم أقبل راجعا.
قيل: عرفت بذات الصواري لأن صواري السفن ربطت ببعضها بعضا، سفن الروم وسفن المسلمين.
وقيل: لكثرة السفن التي شاركت في القتال وكانت كلها ذات صواري كبيرة.
هو الأمير أبو الليث نصر بن سيار المروزي, نائب مروان بن محمد صاحب خراسان, خرج عليه أبو مسلم الخرساني صاحب الدعوة العباسية، وحاربه, فعجز عنه نصر, واستصرخ بمروان غير مرة لكن مروان عجز نجدته لاشتغاله باختلال أمر أذربيجان والجزيرة, فتقهقر نصر, وجاءه الموت على حاجة, فتوفي بساوة, وقد ولي إمرة خراسان عشر سنين.
وكان من رجال الدهر سؤددا وكفاءة.
هو أبو حذيفة واصل بن عطاء المخزومي، كان تلميذا للحسن البصري، سمي هو وأصحابه بالمعتزلة لاعتزالهم مجلس الحسن البصري، وذلك بسبب مسألة مرتكب الكبيرة، فالحسن يقول بأنه لا يزال مؤمنا ولكنه فاسق.
فخالفه واصل ومعه عمرو بن عبيد فقال: فاسق لكنه غير مؤمن فهو في منزلة بين المنزلتين وهو مع ذلك مخلد في النار إن مات على كبيرته، ثم تطور أمر المعتزلة حتى صار مذهبا معروفا يقوم على أسس خمسة هي: التوحيد: والمقصود فيه نفي الصفات، وبنو عليه بالتالي أن القرآن مخلوق، وحرية الاختيار، وأن الإنسان يخلق أفعاله، والوعد والوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمنزلة بين المنزلتين، ثم تكونت فرق نشأت عن أصول المعتزلة، له مؤلفات منها: المنزلة بين المنزلتين والتوحيد.
توفي في المدينة المنورة.
لم تزل هذه الفتنة سارية من أيام المأمون إلى أيام المعتصم ثم إلى أيام الواثق، فبقي على نفس منوال صاحبيه السابقين، يمتحن العلماء بمسألة خلق القرآن ومسألة رؤية الله تعالى يوم القيامة، وسجن من سجن وقتل من قتل بسبب هذا، حتى ورد كتاب الخليفة هارون الواثق إلى الأعمال بامتحان العلماء بخلق القرآن، وكان قد منع أبوه المعتصم ذلك، فامتحن الناس ثانيا بخلق القرآن.
ودام هذا البلاء بالناس إلى أن مات الواثق وبويع المتوكل جعفر بالخلافة، في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، فرفع المتوكل المحنة ونشر السنة، بل إن الأمر استفحل بالواثق أكثر من ذلك؛ فإنه أمر أيضا بامتحان الأسارى الذين وفدوا من أسر الفرنج بالقول بخلق القرآن وأن الله لا يرى في الآخرة، فمن أجاب إلى القول بخلق القرآن وأن الله لا يرى في الآخرة فودي، وإلا ترك في أيدي الكفار، وهذه بدعة صلعاء شنعاء، عمياء صماء، لا مستند لها من كتاب ولا سنة ولا عقل صحيح، بل الكتاب والسنة والعقل الصحيح بخلافها.
غزا بالصائفة جليقية محمد بن الأمير عبد الرحمن بن الحكم، فحصرها، وحصر مدينة ليون، ورماها بالمجانيق.
فلما أيقن أهلها بالهلاك خرجوا ليلا، ولجؤوا إلى الجبال والغياض، فأحرق محمد ما فيها، وأراد هدم سورها، فوجد سعته ثماني عشرة ذراعا فتركه، وأمعن في بلاد الشرك قتلا وسبيا.
وقعت مفاداة الأسارى بين المسلمين والروم، واجتمع المسلمون على نهر اللامس، على مسيرة يوم من طرسوس، واشترى الواثق من بغداد وغيرها من الروم، وعقد الواثق لأحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي على الثغور والعواصم، وأمره بحضور الفداء هو وخاقان الخادم، وأمرهما أن يمتحنا أسرى المسلمين، فمن قال: القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة، فودي به، وأعطي دينارا، ومن لم يقل ذلك ترك في أيدي الروم.
فاجتمع المسلمون ومن معهم من الأسرى على النهر، وأتت الروم ومن معهم من الأسرى، وكان النهر بين الطائفتين، فكان المسلمون يطلقون الأسير فيطلق الروم من المسلمين، فيلتقيان في وسط النهر، ويأتي هذا أصحابه، فإذا وصل الأسير إلى المسلمين كبروا، وإذا وصل الأسير إلى الروم صاحوا حتى فرغوا، وكان عدة أسرى المسلمين أربعة آلاف وأربعمائة وستين نفسا، والنساء والصبيان ثمانيمائة، وأهل ذمة المسلمين مائة نفس، وكان النهر مخاضة تعبره الأسرى، وقيل، بل كان عليه جسر.
هو أبو عبد الله أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم الخزاعي المروزي، ثم البغدادي، الإمام الكبير الشهيد، ثقة فاضل، من كبار العلماء الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر.
كان أحمد بن نصر يخالف من يقول: القرآن مخلوق، ويطلق لسانه فيه، مع غلظة بالواثق، وكان يقول- إذا ذكر الواثق: فعل هذا الخنزير، وقال هذا الكافر، وفشا ذلك، فكان يغشاه رجل يعرف بأبي هارون الشداخ وآخر يقال له طالب، وغيرهما، ودعوا الناس إليه، فبايعوه على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفرق أبو هارون وطالب في الناس مالا، فأعطيا كل رجل دينارا، واتعدوا ليلة الخميس لثلاث خلت من شعبان ليضربوا الطبل فيها ويثوروا على السلطان، فافتضح أمرهم فأرسل الواثق إلى أحمد بن نصر، فأخذه وهو في الحمام، وحمل إليه، وفتش بيته، فلم يوجد فيه سلاح، ولا شيء من الآلات، فسيرهم محمد بن إبراهيم إلى الواثق مقيدين على أكف بغال ليس تحتهم وطاء، إلى سامرا وكان قد أعد له مجلس قضاء، فقال الواثق: ما تقول بالقرآن؟ قال: كلام الله، فقال الواثق: أمخلوق هو؟ قال: كلام الله.
قال: فما تقول في ربك أتراه يوم القيامة؟ قال: يا أمير المؤمنين، قد جاءت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر- قال- لا تضامون في رؤيته)) فنحن على الخبر، فقال الواثق لمن حوله: ما تقولون فيه؟ فقال عبد الرحمن بن إسحاق- وكان قاضيا على الجانب الغربي- وعزك يا أمير المؤمنين، هو حلال الدم، وقال بعض أصحاب ابن أبي دؤاد: اسقني دمه، وقال ابن أبي دؤاد: هو كافر يستتاب، لعل به عاهة ونقص عقل، كأنه كره أن يقتل بسببه، فقال الواثق: إذا رأيتموني قد قمت إليه، فلا يقومن أحد، فإني أحتسب خطاي إليه، ودعا بالصمصامة- سيف عمرو بن معديكرب الزبيدي- ومشى إليه، وهو في وسط الدار على نطع، فضربه على حبل عاتقه، ثم ضرب سيما الدمشقي رقبته، وحز رأسه، وطعنه الواثق بطرف الصمصامة في بطنه، وحمل حتى صلب عند بابك، وحمل رأسه إلى بغداد فنصب بها وأقيم عليه الحرس، وكتب في أذنه رقعة: هذا رأس الكافر، المشرك الضال، أحمد بن نصر؛ فلم يزل مصلوبا ست سنين، ثم حط وجمع بين رأسه وبدنه، ودفن بالجانب الشرقي من بغداد في عهد المتوكل، وتتبع الواثق أصحاب أحمد بن نصر، فجعلوا في الحبوس، فرحمة الله على أحمد بن نصر، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ذكره الإمام أحمد بن حنبل يوما، فقال: "رحمه الله، ما كان أسخاه بنفسه لله! لقد جاد بنفسه له".
سار محمد بن نصر الحاجب من الموصل إلى الغزاة على قاليقلا، فغزا الروم من تلك الناحية، ودخل أهل طرسوس ملطية، فظفروا، وبلغوا من بلاد الروم والظفر بهم ما لم يظنوه وعادوا.
غزا أمير الأندلس الناصر إلى كورة إلبيرة، وهي غزاة منت روبي.
هو أبو جعفر محمد بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، صاحب التفسير الكبير, والتاريخ الشهير، كان إماما في فنون كثيرة، منها: التفسير والحديث، والفقه والتاريخ، وغير ذلك، وله مصنفات مليحة في فنون عديدة تدل على سعة علمه وغزارة فضله، وكان من الأئمة المجتهدين، لم يقلد أحدا من المجتهدين.
مولده سنة 224 بآمل طبرستان.
أكثر من الترحال، ولقي نبلاء الرجال، وكان من أفراد الدهر علما وذكاء وكثرة تصانيف، قل أن ترى العيون مثله.
قال الذهبي: "كان ثقة صادقا حافظا، رأسا في التفسير، إماما في الفقه والإجماع والاختلاف، علامة في التاريخ وأيام الناس، عارفا بالقراءات وباللغة، وغير ذلك" قال أبو بكر الخطيب: "كان أحد أئمة العلماء، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه؛ لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها؛ صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقاويل الصحابة والتابعين ومن بعدهم في الأحكام ومسائل الحلال والحرام، خبيرا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك، والكتاب الذي في التفسير لم يصنف مثله، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، وأخبار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه"، كان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكان حسن الصوت بالقراءة مع المعرفة التامة بالقراءات على أحسن الصفات، وكان من كبار الصالحين، يتعفف عن قبول أموال السلاطين والوزراء، وكان صاحب همة عالية في الكتابة, قال الخطيب: "سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة".
قال أبو محمد الفرغاني: " تم من كتب محمد بن جرير كتاب "التفسير" الذي لو ادعى عالم أن يصنف منه عشرة كتب، كل كتاب منها يحتوي على علم مفرد مستقصى، لفعل".
وتم من كتبه كتاب "التاريخ" إلى عصره، وكتاب "تاريخ الرجال" من الصحابة والتابعين، وإلى شيوخه الذين لقيهم، وكتاب "لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام" وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج له، وهو ثلاثة وثمانون كتابا، وكتاب "القراءات والتنزيل والعدد"، وكتاب "اختلاف علماء الأمصار"، وكتاب "الخفيف في أحكام شرائع الإسلام" وهو مختصر لطيف، وكتاب "التبصير" وهو رسالة إلى أهل طبرستان، يشرح فيها ما تقلده من أصول الدين، وابتدأ بتصنيف كتاب "تهذيب الآثار" وهو من عجائب كتبه، ابتداء بما أسنده الصديق مما صح عنده سنده، وتكلم على كل حديث منه بعلله وطرقه، ثم فقهه، واختلاف العلماء وحججهم، وما فيه من المعاني والغريب، والرد على الملحدين، فتم منه مسند العشرة وأهل البيت والموالي، وبعض "مسند ابن عباس"، فمات قبل تمامه".
وهو أحد المحدثين الذي اجتمعوا في مصر في أيام ابن طولون، وهم محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن جرير الطبري هذا.
توفي ببغداد ودفن ليلا بداره؛ لأن العامة اجتمعت ومنعت من دفنه نهارا، وادعوا عليه الرفض، ثم ادعوا عليه الإلحاد، وكان علي بن عيسى يقول: والله لو سئل هؤلاء عن معنى الرفض والإلحاد ما عرفوه، ولا فهموه"، وحوشي ذلك الإمام عن مثل هذه الأشياء، وأما ما ذكره عن تعصب العامة، فليس الأمر كذلك، وإنما بعض الحنابلة تعصبوا عليه، ووقعوا فيه، فتبعهم غيرهم؛ ولذلك سبب، وهو أن الطبري جمع كتابا ذكر فيه اختلاف الفقهاء، لم يصنف مثله، ولم يذكر فيه أحمد بن حنبل، فقيل له في ذلك، فقال: لم يكن فقيها، وإنما كان محدثا، فاشتد ذلك على الحنابلة، وكانوا لا يحصون كثرة ببغداد، فشغبوا عليه- رحمه الله رحمة واسعة.
هو الإمام الحافظ البارع أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد بن مسلم الأنصاري الدولابي الرازي، مولى الأنصار، ويعرف بالوراق، ولد سنة 224 من قرى الري.
أحد الأئمة، ومن حفاظ الحديث، وله تصانيف حسنة في التاريخ وغير ذلك، وروى عن جماعة كثيرة، وتوفي وهو قاصد الحج بين مكة والمدينة بالعرج.
دخل أبو طاهر سليمان بن أبي سعيد الجنابي أمير القرامطة في ألف وسبعمائة فارس إلى البصرة ليلا، فنصب السلالم الشعر في سورها فدخلها قهرا، وفتحوا أبوابها وقتلوا من لقوه من أهلها، وهرب أكثر الناس فألقوا أنفسهم في الماء فغرق كثير منهم، ومكث بها سبعة عشر يوما يقتل ويأسر من نسائها وذراريها، ويأخذ ما يختار من أموالها، ثم عاد إلى بلده هجر، وكلما بعث إليه الخليفة جندا من قبله فر هاربا وترك البلد خاويا.
هو الأستاذ الفيلسوف محمد بن زكريا الرازي، من أهل الري، فيها تعلم ونشأ، ثم سافر إلى بغداد, أشهر أطباء الإسلام وأكثرهم ابتكارا، صاحب التصانيف، من أذكياء أهل زمانه، كان كثير الأسفار، واسع المعرفة، مليح التأليف، وكان في بصره رطوبة؛ لكثرة أكله الباقلى، عمي آخر عمره.
قال عنه الذهبي: "أخذ عن البلخي الفيلسوف، فبلغ الغاية في علوم الأوائل.
نسأل الله العافية".
كان في شبيبته يضرب بالعود، فلما التحى قال: "كل غناء يخرج من بين شارب ولحية لا يستحسن، فتركه وأقبل على دراسة الطب والفلسفة بعد الأربعين، وعمر وبلغ في علومه الغاية حتى أشير إليه في الطب"، اشتغل على الطبيب أبي الحسن علي بن ربن الطبري الذي كان مسيحيا، فأسلم، تولى تدبير مارستان الري ثم رئاسة الأطباء في بيمارستان بغداد زمن المكتفي، كان واسع الاطلاع وله مشاركات في الحساب والكيمياء والفلسفة والفلك، وله تصانيف كثيرة أكثرها في الطب، ترجم أكثرها إلى اللاتينية، منها كتاب الأسرار في الكيمياء، والطب المنصوري، والفصول في الطب، ومقالة في الحصى والكلى والمثانة، وتقسيم العلل، والمدخل إلى الطب، وأشهرها الحاوي في الطب، وكتاب الجدري والحصبة، وغيرها كثير.
كان يجلس في مجلسه للتعليم ودونه التلاميذ ودونهم تلاميذهم ودونهم تلاميذ أخر, فكان يجيء الرجل فيصف ما يجد من المرض لأول من يلقاه من تلاميذه، فإن كان عندهم علم وإلا تعداهم إلى غيرهم، فإن أصابوا وإلا تكلم الرازي في ذلك.
كان وافر الحرمة، صاحب مروءة وإيثار، كريما متفضلا بارا بالناس، حسن الرأفة بالفقراء والأعلاء، حتى كان يجري عليهم الجرايات الواسعة ويمرضهم.
وللرازي أخبار كثيرة وفوائد متفرقة فيما حصل له من التمهر في صناعة الطب وفيما تفرد به في مداواة المرضى، وفي الاستدلال على أحوالهم، وفيما خبره من الصفات والأدوية التي لم يصل إلى عملها كثير من الأطباء.
فكان إمام وقته في علم الطب، متقنا لهذه الصناعة حاذقا فيها عارفا بأوضاعها وقوانينها، والمشار إليه في ذلك العصر، فتشد إليه الرحال في أخذها عنه، ومن كلامه في الطب: "مهما قدرت أن تعالج بالأغذية، فلا تعالج بالأدوية"، "مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد فلا تعالج بدواء مركب"؛ "إذا كان الطبيب عالما والمريض مطيعا، فما أقل لبث العلة"؛ "عالج في أول العلة بما لا تسقط به القوة".
توفي في بغداد، وقد اختلف كثيرا في سنة وفاته مع شهرته، فقيل: توفي سنة 313، وقيل 317، وقيل 320، وقيل 360.
غزا مؤنس المظفر بلاد الروم، فغنم وفتح حصونا، وغزا ثمل الخادم أيضا في البحر، فغنم من السبي ألف رأس، ومن الدواب ثمانية آلاف رأس، ومن الغنم مائتي ألف رأس، ومن الذهب والفضة شيئا كثيرا.
هو الإمام العلامة الحافظ الفقيه، شيخ الحنابلة وعالمهم، أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد البغدادي المعروف بالخلال.
ولد سنة 234، أو في التي تليها، ويجوز أن يكون رأى الإمام أحمد، ولكنه أخذ الفقه عن خلق كثير من أصحابه، رحل إلى فارس وإلى الشام والجزيرة يتطلب فقه الإمام أحمد وفتاويه وأجوبته، وكتب عن الكبار والصغار، حتى كتب عن تلامذته، ثم إنه صنف كتاب "الجامع في الفقه" من كلام الإمام.
قال الخطيب: "جمع الخلال علوم أحمد وتطلبها، وسافر لأجلها، وكتبها، وصنفها كتبا، لم يكن فيمن ينتحل مذهب أحمد أحد أجمع لذلك منه".
له التصانيف الدائرة والكتب السائرة، من ذلك الجامع، والعلل، والسنة، والعلم، والطبقات، وتفسير الغريب، والأدب، وأخلاق أحمد، وغير ذلك.
سمع من الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، ومحمد بن عوف الحمصي وطبقته، وصحب أبا بكر المروذي إلى أن مات، وسمع جماعة من أصحاب الإمام أحمد، منهم صالح وعبدالله ابناه، وإبراهيم الحربي، والميموني، وبدر المغازلي، وأبو يحيى الناقد، وحنبل، والقاضي البرني، وحرب الكرماني، وأبو زرعة، وخلق سواهم سمع منهم مسائل أحمد، ورحل إلى أقاصي البلاد في جمعها وسماعها ممن سمعها من الإمام أحمد وممن سمعها ممن سمعها منه، وشهد له شيوخ المذهب بالفضل والتقدم، حدث عنه جماعة منهم أبو بكر عبدالعزيز، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن يوسف الصيرفي، وكانت له حلقة بجامع المهدي، ومات يوم الجمعة لليلتين خلتا من شهر ربيع الآخر.
هو الإمام الفاضل، نحوي زمانه، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن السري بن سهل الزجاج، مصنف كتاب "معاني القرآن" و"الاشتقاق" و"القوافي" و"العروض" و"فعلت وأفعلت" ومختصرا في النحو وغير ذلك، وقد كان أول أمره يخرط الزجاج فأحب علم النحو، فذهب إلى المبرد، وكان يعطي المبرد كل يوم درهما، ثم استغنى الزجاج وكثر ماله ولم يقطع عن المبرد ذلك الدرهم حتى مات، وقد كان الزجاج مؤدبا للقاسم بن عبيد الله الوزير، توفي عن 75 عاما.
هو الإمام الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإسلام، محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي النيسابوري، الشافعي، الملقب بإمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة، صاحب التصانيف.
ولد: سنة 223.
مولى محسن بن مزاحم، عني في حداثته بالحديث والفقه، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان.
كان بحرا من بحور العلم، طاف البلاد ورحل إلى الآفاق في الحديث وطلب العلم، فكتب الكثير وصنف وجمع، وكتابه الصحيح من أنفع الكتب وأجلها، وهو من المجتهدين في دين الإسلام، حكى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في طبقات الشافعية عنه أنه قال: "ما قلدت أحدا منذ بلغت ست عشرة سنة".
سار يوسف بن أبي الساج من أذربيجان إلى الري، فحاربه أحمد بن علي أخو صعلوك، فانهزم أصحاب أحمد وقتل هو في المعركة، وأنفذ رأسه إلى بغداد؛ وكان أحمد بن علي قد فارق أخاه صعلوكا، وسار إلى المقتدر فأقطع الري، ثم عصى، وهادن ماكان بن كالي وأولاد الحسن بن علي الأطروش، وهم بطبرستان، وجرجان، وفارق طاعة المقتدر وعصى عليه، ووصل رأسه إلى بغداد، وكان ابن الفرات يقع في نصر الحاجب، ويقول للمقتدر إنه هو الذي أمر أحمد بن علي بالعصيان لمودة بينهما، وكان قتل أحمد بن علي آخر ذي القعدة، واستولى ابن أبي الساج على الري، ودخلها في ذي الحجة، ثم سار عنها في أول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة إلى همذان، واستخلف بالري غلامه مفلحا، فأخرجه أهل الري عنهم، فلحق بيوسف، وعاد يوسف إلى الري في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة واستولى عليها.
سار أبو طاهر سليمان القرمطي إلى الهبير في عسكر عظيم ليلقى الحاج في رجوعهم من مكة، فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحاج، وكان فيها خلق كثير من أهل بغداد وغيرهم، فنهبهم، واتصل الخبر بباقي الحاج وهم بفيد، فأقاموا بها حتى فني زادهم، فارتحلوا مسرعين، وكان أبو الهيجاء بن حمدان قد أشار عليهم بالعود إلى وادي القرى، وأنهم لا يقيمون بفيد، فاستطالوا الطريق، ولم يقبلوا منه، فلما فني زادهم ساروا على طريق الكوفة، فأوقع بهم القرامطة، وأخذوهم، وأسروا أبا الهيجاء، وأخذ أبو طاهر جمال الحجاج جميعها، وما أراد من الأمتعة والأموال والنساء والصبيان، وعاد إلى هجر، وترك الحاج في مواضعهم، فمات أكثرهم جوعا وعطشا، ومن حر الشمس، وكان عمر أبي طاهر حينئذ سبع عشرة سنة، وانقلبت بغداد، واجتمع حرم المأخوذين إلى حرم المنكوبين الذين نكبهم ابن الفرات، وجعلن ينادين: القرمطي الصغير أبو طاهر قتل المسلمين في طريق مكة، والقرمطي الكبير ابن الفرات قد قتل المسلمين ببغداد، وكانت صورة فظيعة شنيعة، وكسر العامة منابر الجوامع، وسودوا المحاريب يوم الجمعة لست خلون من صفر، وتقدم المقتدر إلى ياقوت بالمسير إلى الكوفة ليمنعها من القرامطة، فخرج في جمع كثير، ومعه ولداه المظفر ومحمد، فأنفق على ذلك العسكر مال عظيم، وورد الخبر بعود القرامطة، فعطل مسير ياقوت، ووصل مؤنس المظفر إلى بغداد.
دخل أبو طاهر القرمطي الكوفة، وكان سبب ذلك أن أبا طاهر أطلق من كان عنده من الأسرى الذين كان أسرهم من الحجاج، وفيهم ابن حمدان وغيره، وأرسل إلى المقتدر يطلب البصرة والأهواز، فلم يجبه إلى ذلك، فسار من هجر يريد الحاج، وكان جعفر بن ورقاء الشيباني متقلدا أعمال الكوفة وطريق مكة، فلما سار الحجاج من بغداد سار جعفر بين أيديهم خوفا من أبي طاهر، ومعه ألف رجل من بني شيبان، وسار مع الحجاج من أصحاب السلطان القائد ثمل الخادم صاحب البحر، وجني الصفواني، وطريف السبكري وغيرهم، في ستة آلاف رجل، فلقي أبو طاهر القرمطي جعفرا الشيباني، فقاتله جعفر، فبينما هو يقاتله إذ طلع جمع من القرامطة عن يمينه، فانهزم من بين أيديهم، فلقي القافلة الأولى وقد انحدرت من العقبة، فردهم إلى الكوفة ومعهم عسكر الخليفة، وتبعهم أبو طاهر إلى باب الكوفة، فقاتلهم فانهزم عسكر الخليفة، وقتل منهم، وأسر جنيا الصفواني، وهرب الباقون والحجاج من الكوفة، ودخلها أبو طاهر، وأقام ستة أيام بظاهر الكوفة يدخل البلد نهارا فيقيم في الجامع إلى الليل، ثم يخرج يبيت في عسكره، وحمل منها ما قدر على حمله من الأموال والثياب وغير ذلك، وعاد إلى هجر، ودخل المنهزمون بغداد، فتقدم المقتدر إلى مؤنس المظفر بالخروج إلى الكوفة، فسار إليها، فبلغها وقد عاد القرامطة عنها، فاستخلف عليها ياقوتا، وسار مؤنس إلى واسط خوفا عليها من أبي طاهر، وخاف أهل بغداد، وانتقل الناس إلى الجانب الشرقي، ولم يحج في هذه السنة من الناس أحد.
لما رأى المحسن ابن الوزير ابن الفرات انحلال أمورهم، أخذ كل من كان محبوسا عنده من المصادرين، فقتلهم؛ لأنه كان قد أخذ منهم أموالا جليلة، ولم يوصلها إلى المقتدر، فخاف أن يقروا عليه.
فكثر الإرجاف على ابن الفرات، فكتب ابن الفرات إلى المقتدر يعرفه ذلك، وأن الناس إنما عادوه لنصحه وشفقته، وأخذ حقوقه منهم، فأنفذ المقتدر إليه يسكنه ويطيب قلبه, ثم ركب هو وولده إلى المقتدر، فأدخلهما إليه فطيب قلوبهما فخرجا من عنده هو وابنه المحسن، فأما المحسن فإنه اختفى، وأما الوزير فإنه جلس عامة نهاره يمضي الأشغال إلى الليل، ثم بات مفكرا، فلما أصبح سمعه بعض خدمه ينشد: وأصبح لا يدري وإن كان حازما.
.
.
أقدامه خير له أم وراءه.
فلما أصبح الغد، وهو الثامن من ربيع الأول، وارتفع النهار أتاه نازوك وبليق في عدة من الجند، فدخلوا إلى الوزير، وهو عند الحرم، فأخرجوه حافيا مكشوف الرأس، وأخذ إلى دجلة، ثم حمل إلى مؤنس المظفر، ومعه هلال بن بدر، فاعتذر إليه ابن الفرات، وألان كلامه، فقال له: أنا الآن الأستاذ، وكنت بالأمس الخائن الساعي في فساد الدولة، وأخرجتني والمطر على رأسي ورؤوس أصحابي، (ولم تمهلني) ثم سلم إلى شفيع اللؤلؤي، فحبس عنده، وكانت مدة وزارته عشرة أشهر وثمانية عشر يوما، وأخذ أصحابه وأولاده ولم ينج منهم إلا المحسن، فإنه اختفى، وصودر ابن الفرات على جملة من المال مبلغها ألف ألف دينار.
غزاة أمير الأندلس الناصر إلى دار الحرب، وهي الغزوة المعروفة ببنبلونة، حيث بلغ مدينة بنبلونة، فوجدها خالية مقفرة، فدخلها وجال بنفسه عليها، وأمر بهدم جميع بنيانها، وتخريب كنيسة الكفرة بها، التي كانت بيعتهم موضع نسكهم، حتى لقد جعلت قاعا صفصفا، ثم ارتحل منها إلى محلة بقرية منيير؛ ثم تنقل إلى محلة بدى شره المجاورة لشنت اشتبين؛ وكان موضع "استراح" العلج شانجة، ثم تنقل إلى حصن قلهرة، فألقاه خاليا، وأمر بهدمه ثم تنقل إلى حصن بلتميرة، وهو من حصون المسلمين المجاورة للمشركين، ثم رجع إلى قرطبة يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الأولى، وقد استتم في غزاته هذه أربعة أشهر.
ظهر في الكوفة رجل ادعى أنه محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو رئيس الإسماعيلية، وجمع جمعا عظيما من الأعراب وأهل السواد، واستفحل أمره، فسير إليه جيش من بغداد، فقاتلوه، فظفروا به وانهزم، وقتل كثير من أصحابه.
سار جيش صقلية مع أميرهم سالم بن راشد وأرسل إليهم المهدي جيشا من إفريقية، فسار إلى أرض انكبردة، ففتحوا غيران وأبرجة، وغنموا غنائم كثيرة، وعاد جيش صقلية، وساروا إلى أرض قلورية، وقصدوا مدينة طارنت، فحصروها وفتحوها بالسيف في شهر رمضان ووصلوا إلى مدينة أدرنت، فحصروها، وخربوا منازلها، فأصاب المسلمين مرض شديد كبير، فعادوا ولم يزل أهل صقلية يغيرون على ما بأيدي الروم من جزيرة صقلية، وقلورية، وينهبون ويخربون.
كانت غزاة أمير الأندلس الناصر إلى كورة إلبيرة، ومنازلته حصن اشتين، واستصلاحه الأحوال بكورة جيان وما والاها؛ فبرز لهذه الغزاة يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من المحرم، وبقي في هذه الغزاة خمسين يوما.
بلغ الخليفة المقتدر أن جماعة من الرافضة يجتمعون في مسجد براثي فينالون من الصحابة ولا يصلون الجمعة، ويكاتبون القرامطة ويدعون إلى محمد بن إسماعيل الذي ظهر بين الكوفة وبغداد، ويدعون أنه المهدي، ويتبرؤون من المقتدر وممن تبعه، فأمر بالاحتياط عليهم واستفتى العلماء بالمسجد فأفتوا بأنه مسجد ضرار، فضرب من قدر عليه منهم الضرب المبرح، ونودي عليهم، وأمر بهدم ذلك المسجد المذكور فهدم، هدمه نازوك، وأمر الوزير الخاقاني فجعل مكانه مقبرة، فدفن فيها جماعة من الموالي.
كتب ملك الروم الدمستق إلى أهل الثغور يأمرهم بحمل الخراج إليه، فإن فعلوا، وإلا قصدهم فقتل الرجال، وسبى الذرية، وقال: إنني صح عندي ضعف ولاتكم، فلم يفعلوا ذلك، ثم في ربيع الآخر، خرجت الروم إلى ملطية وما يليها مع الدمستق، ومعه مليح الأرمني صاحب الدروب، فنزلوا على ملطية، وحصروها، فصبر أهلها، ففتح الروم أبوابا من الربض، فدخلوا، فقاتلهم أهله، وأخرجوهم منه، ولم يظفروا من المدينة بشيء، وخربوا قرى كثيرة من قراها، ونبشوا الموتى، ومثلوا بهم، ثم رحل بعد أن أقام فيها ستة عشر يوما، وقصد أهل ملطية بغداد مستغيثين، في جمادى الأولى، فلم يعانوا، فعادوا بغير فائدة.