Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
اجتمع عمر بن حفصون، وسعيد بن مستنة، وسعيد بن هذيل، وضمهم عسكر واحد، فضربوا بناحية جيان وأغاروا، فأصابوا وغنموا، وانصرفوا إلى حصن جريشة؛ فاتبعهم القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة فلحقهم وهزمهم، وقتل جماعة منهم، فيهم تسريل العجمي من قواد ابن حفصون.
افتتح القائد أحمد بن محمد بن أبي عبدة حصن الزبيب، وابتنى حصن ترضيض؛ تضييقا على ابن هذيل، وحصن قلعة الأشعث، ووضع فيه ندبا من الرجال.
وشتى هذه السنة بجبل أرنيش من كورة قبرة.
وكانت له في هذه الشتوة حركات بالغت في نكاية أهل النفاق.
خرج محمد بن عبد الملك الطويل إلى بار بليارش؛ فافتتح حصن أوربوالة، وأصاب من المشركين ثلاثمائة سبية، وقتل كثيرا منهم، وهدم الحصن وحرقه.
وتقدم إلى حصني علتير والغبران فهدمهما.
وكان مبلغ الفيء في هذه الغزاة ثلاثة عشر ألفا.
لما ظهر المهدي من سجنه أقام بسجلماسة أربعين يوما، ثم سار إلى أفريقية، وأحضر الأموال من إنكجان، فجعلها أحمالا وأخذها معه، وقد عمل أبو عبدالله الشيعي على زوال ملك بني الأغلب، وملك بني مدرار الذين منهم اليسع، وكان لهم ثلاثون ومائة سنة منفردين بسجلماسة، وزوال ملك بني رستم من تاهرت، ولهم ستون ومائة سنة تفردوا بتاهرت، وملك المهدي جميع ذلك، فلما قرب من رقادة تلقاه أهلها، وأهل القيروان، وأبو عبدالله، ورؤساء كتامة مشاة بين يديه، وولده خلفه، فسلموا عليه، فرد جميلا، وأمرهم بالانصراف، ونزل بقصر من قصور رقادة، وأمر يوم الجمعة بذكر اسمه في الخطبة في البلاد، وتلقب بالمهدي أمير المؤمنين، وجلس بعد الجمعة رجل يعرف بالشريف، ومعه الدعاة، وأحضروا الناس بالعنف والشدة، ودعوهم إلى مذهبهم، فمن أجاب أحسن إليه، ومن أبى حبس، فلم يدخل في مذهبهم إلا بعض الناس، وهم قليل، وقتل كثير ممن لم يوافقهم على قولهم، فكان أول من حكم هو هذا الملقب بالمهدي واسمه عبيدالله بن عبدالله بن ميمون، وقد اختلف كثيرا في نسبه وصحته، فمنهم من يقول: نسبه صحيح إلى علي بن أبي طالب، ومنهم من يقول: بل هو راجع إلى ميمون القداح، ومنهم من يقول: بل أصله يهودي ربيب الحسين بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، بل قيل: إن اليسع قد قتل عبيد الله، وجعل مكانه رجلا يهوديا في السجن، وهو الذي أخرجه أبو عبدالله الشيعي، علما أن أبا عبدالله الشيعي لم يسبق له أن رأى المهدي أصلا؛ ولذلك حصل الشقاق بينهم فيما بعد, وعلى أي حال كان ومن أي نسب كان، فإن دولتهم وما كانوا يدعون إليه كفيلة ببيان ما كانوا عليه من الكفر والنفاق والشقاق لأهل الحق والإسلام.
نجح أبو عبد الله الشيعي داعية الإسماعيلية في إعلان قيام الدولة الفاطمية في "رقادة" عاصمة دولة الأغالبة، ومبايعة عبيد الله المهدي بالخلافة، وجاء هذا النجاح بعد محاولات فاشلة قام بها الشيعة منذ قيام الدولة الأموية للظفر بالخلافة.
كان غزو العاص بن الإمام عبد الله الغزاة المعروفة بغزوة رية وفريرة.
قاد الخيل أحمد بن محمد بن أبي عبدة.
وفصل يوم الخميس لتسع بقين من شعبان؛ فتقدم إلى بلدة فحاربها.
ثم احتل على نهر طلجيرة، فدارت بينه وبين أصحاب ابن حفصون حرب، عقرت فيها خيل السلطان، وقتل عدد من أصحاب ابن حفصون.
ثم تقدم إلى حصون إلبيرة؛ فنزل على حصن شبيلش، فكانت هنالك حرب شديدة، ونالت بعض حماة العسكر جراح.
وتجول في كورة إلبيرة، وحل بمحلة بجانة، ثم قفل على كورة جيان، فنازل حصن المنتلون يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي القعدة، فأقام عليه محاصرا أياما ثم ضحى فيه يوم الأحد، وقفل يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة، ودخل قرطبة يوم الأربعاء، لأربع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة.
هو أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني المعروف بالظاهري.
ابن الإمام داود بن علي الظاهري, كان عالما بارعا, إماما في الحديث, أديبا شاعرا ظريفا، فقيها ماهرا، اشتغل على أبيه وتبعه في مذهبه ومسلكه وما اختاره من الطرائق وارتضاه، وكان أبوه يحبه ويقربه ويدنيه.
كان أحد من يضرب المثل بذكائه.
تصدر للفتيا بعد والده، لما جلس للفتوى بعد والده استصغروه، فدسوا عليه من سأله عن حد السكر، ومتى يعد الإنسان سكران؟ فقال: إذا عزبت- يعني: بعدت وغابت- عنه الهموم، وباح بسره المكتوم، فاستحسن ذلك منه.
كان من أجمل الناس وأكرمهم خلقا، وأبلغهم لسانا، وأنظفهم هيئة، مع الدين والورع، وكل خلة محمودة، محببا إلى الناس.
حفظ القرآن وله سبع سنين، وذاكر الرجال بالآداب والشعر وله عشر سنين، وكان يشاهد في مجلسه أربعمئة صاحب محبرة، وله من التآليف: كتاب الزهرة، صنفه في عنفوان شبابه، وهو مجموع في الأدب، جمع فيه غرائب ونوادر وشعر رائق، كتاب (الإنذار والإعذار)، وكتاب (التقصي) في الفقه، وكتاب (الإيجاز) ولم يتم، وكتاب (الانتصار من محمد بن جرير الطبري)، وكتاب (الوصول إلى معرفة الأصول)، وكتاب (اختلاف مصاحف الصحابة)، وكتاب (الفرائض) وكتاب (المناسك).