Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي البصري المتكلم المعتزلي، اشتهر بالجاحظ لجحوظ كان في عينيه، أديب كبير ولد في البصرة ونشأ وتعلم فيها.
قال عنه الذهبي: "كان واسع النقل كثير الاطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم", ليس بثقة ولا مأمون، أخذ عن الأصمعي وغيره, وأخذ علم الكلام عن أبي إسحاق إبراهيم بن سيار البلخي المعروف بالنظام المعتزلي المتكلم المشهور، وقد تتلمذ على يديه, فتأثر بفكره الاعتزالي فأصبح من رؤسائهم، بل ظهرت فرقة باسم الجاحظية تنسب إليه، وله كتب كثيرة مثل: الحيوان، والبيان والتبيين، والبخلاء، وله رسائل في الفلسفة والاعتزال، ومن جملة أخباره أنه قال: ذكرت للمتوكل لتأديب بعض ولده، فلما رآني استبشع منظري فأمر لي بعشرة آلاف درهم وصرفني، أصيب بالفالج في آخر عمره، فكان يطلي نصفه الأيمن بالصندل والكافور لشدة حرارته، والنصف الأيسر لو قرض بالمقاريض لما أحس به؛ من خدره وشدة برده، ومات في البصرة, وقد تجاوز التسعين.
ظهر رجل بظاهر البصرة زعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولم يكن صادقا، وإنما كان أجيرا من عبد القيس، واسمه علي بن محمد بن عبد الرحيم، وأمه قرة بنت علي بن رحيب بن محمد بن حكيم من بني أسد بن خزيمة، وأصله من قرية من قرى الري، والتف عليه خلق من الزنج الذين يكسحون السباخ، فعبر بهم دجلة فنزل الديناري، وكان يزعم لبعض من معه أنه يحيى بن عمر أبو الحسين المقتول بناحية الكوفة، وكان يدعي أنه يحفظ سورا من القرآن في ساعة واحدة جرى بها لسانه لا يحفظها غيره في مدة دهر طويل، وهن سبحان والكهف وص وعم، وزعم أنه فكر يوما وهو في البادية إلى أي بلد يسير فخوطب من سحابة أن يقصد البصرة فقصدها، فلما اقترب منها وجد أهلها متفرقين على شعبتين، سعدية وبلالية، فطمع أن ينضم إلى إحداهما فيستعين بها على الأخرى فلم يقدر على ذلك، فارتحل إلى بغداد فأقام بها سنة، وانتسب بها إلى محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد، وكان يزعم بها أنه يعلم ما في ضمائر أصحابه، وأن الله يعلمه بذلك، فتبعه على ذلك جهلة من الطغام، وطائفة من الرعاع العوام, ثم عاد إلى أرض البصرة في رمضان فاجتمع معه بشر كثير، ولكن لم يكن معهم عدد يقاتلون بها فأتاهم جيش من ناحية البصرة فاقتتلوا جميعا، ولم يكن في جيشه هذا الخارجي سوى ثلاثة أسياف، وأولئك الجيش معهم عدد وعدد ولبوس، ومع هذا هزم أصحاب الزنجي ذلك الجيش، وكانوا أربعة آلاف مقاتل، ثم مضى نحو البصرة بمن معه فأهدى له رجل من أهل جبى فرسا فلم يجد لها سرجا ولا لجاما، وإنما ألقى عليها حبلا وركبها، ثم صادر رجلا وتهدده بالقتل فأخذ منه مئة وخمسين دينارا وألف درهم، وكان هذا أول مال نهبه من هذه البلاد، وأخذ من آخر ثلاثة براذين، ومن موضع آخر شيئا من الأسلحة والأمتعة، ثم سار في جيش قليل السلاح والخيول، ثم جرت بينه وبين نائب البصرة وقعات متعددة يهزمهم فيها، وفي كل مرة يقوى ويعظم أمره ويزداد أصحابه ويكثر جيشه، وهو مع ذلك لا يتعرض لأموال الناس ولا يؤذي أحدا، وإنما يريد أخذ أموال السلطان.
وقد انهزم أصحابه في بعض حروبه هزيمة عظيمة ثم تراجعوا إليه واجتمعوا حوله، ثم كروا على أهل البصرة فهزموهم وقتلوا منهم خلقا وأسروا آخرين، وكان لا يؤتى بأسير إلا قتله ثم قوي أمره وخافه أهل البصرة، وبعث الخليفة إليها مددا ليقاتلوا صاحب الزنج قبحه الله، ثم أشار عليه بعض أصحابه أن يهجم بمن معه على البصرة فيدخلوها عنوة فهجن آراءهم وقال: بل نكون منها قريبا حتى يكونوا هم الذين يطلبوننا إليها ويخطبوننا عليها.
فتحها المسلمون في ولاية أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن الأغلب أبو الغرانيق، غزاها خلف الخادم مولى زيادة الله بن إبراهيم، وخلف هو المعروف ببناء المساجد والقناطر، فحاصرها ومات وهو محاصر لها، فكتبوا إلى أبي عبد الله بوفاته، فكتب أبو عبد الله إلى عامله بجزيرة صقلية، وهو محمد بن خفاجة، أن يبعث إليهم واليا، فبعث إليهم سوادة بن محمد، ففتحوا حصن مالطة، وظفروا بملكها عمروس أسيرا، فهدموا حصنها وغنموا وسبوا ما عجزوا عن حمله، وحمل لأحمد بن عمر بن عبد الله بن الأغلب - الذي عمل من أجل فتح مالطة- من كنائس مالطة ما بنى به قصره الذي بسوسة داخلا في البحر، والمسلك إليه على قنطرة.
وبقيت بعد ذلك جزيرة مالطة خربة غير آهلة، وإنما كان يدخلها النشاؤون للسفن؛ فإن العود فيها أمكن ما يكون، والصيادون للحوت لكثرته في سواحلها وطيبه، والشائرون للعسل؛ فإنه أكثر شيء هناك.
لما بلغ علي بن الحسين بن شبل بفارس ما فعله يعقوب بطوق في كرمان أيقن بمجيئه إليه، وكان علي بشيراز، فجمع جيشه وسار إلى مضيق خارج شيراز، من أحد جانبيه جبل لا يسلك، ومن الجانب الآخر نهر لا يخاض، فأقام على رأس المضيق، وهو ضيق، ممره لا يسلكه إلا واحد بعد واحد، وهو على طرف البر، وقال: إن يعقوب لا يقدر على الجواز إلينا، فخاض يعقوب وأصحابه النهر وخرجوا من وراء أصحاب علي، فلما خرج أوائلهم هرب أصحاب علي إلى مدينة شيراز وانهزموا فسقط علي بن الحسين عن دابته، كبا به الفرس، فأخذ أسيرا وأتي به إلى يعقوب، فقيده، فلما أصبح نهب أصحابه دار علي ودور أصحابه، وأخذ ما في بيوت الأموال وبيت الخراج ورجع إلى سجستان.
كتب المعتز لعلي بن الحسين بن شبل بولاية كرمان، وكتب إلى يعقوب بن الليث بولايتها أيضا يلتمس إغراء كل واحد منهما بصاحبه؛ ليسقط مؤونة الهالك عنه، وينفرد بالآخر، وكان كل واحد منهما يظهر طاعة لا حقيقة لها، والمعتز يعلم ذلك منهما.
أرسل علي بن الحسين طوق بن المغلس إلى كرمان، وسار يعقوب إليها فسبقه طوق واستولى عليها وأقبل يعقوب حتى بقي بينه وبين كرمان مرحلة، فأقام بها شهرين لا يتقدم إلى طوق، ولا طوق يخرج إليه، فلما طال ذلك عليه أظهر الارتحال إلى سجستان، فارتحل مرحلتين، وبلغ طوقا ارتحاله فظن أنه قد بدا له في حربه، وترك كرمان، فوضع آلة الحرب، وقعد للأكل والشرب والملاهي، وبلغ يعقوب إقبال طوق على الشرب، فكر راجعا فطوى المرحلتين في يوم واحد، فلم يشعر طوق إلا بغبرة عسكر يعقوب، فأحاط به وبأصحابه، فذهب أصحابه يريدون المناهضة والدفع عن أنفسهم، فقال يعقوب لأصحابه: أفرجوا للقوم، فمروا هاربين، وخلوا كل ما لهم، وأسر يعقوب طوقا، وكان علي بن الحسين قد سير مع طوق في صناديق قيودا ليقيد بها من يأخذه من أصحاب يعقوب، وفي صناديق أطوقة وأسورة ليعطيها أهل البلاء من أصحاب نفسه، فلما غنم يعقوب عسكرهم رأى ذلك، فقال: ما هذا يا طوق؟ فأخبره، فأخذ الأطوقة والأسورة فأعطاها أصحابه، وأخذ القيود والأغلال فقيد بها أصحاب علي، ثم دخل كرمان وملكها مع سجستان.
هو المبتدع الضال شيخ الكرامية: محمد بن كرام بن عراف النيسابوري، الذي إليه تنسب الفرقة الكرامية, ولد بقرية من قرى زرنج بسجستان، ثم دخل خراسان, وأكثر الاختلاف إلى أحمد بن حرب الزاهد، كان زاهدا عابدا بعيد الصيت, كثير الأصحاب، ولكنه يروي الواهيات, خذل حتى التقط من المذاهب أرداها، ومن الأحاديث أوهاها, ثم جالس الجويباري، وابن تميم, ولعلهما قد وضعا مائة ألف حديث، وأخذ التقشف عن أحمد بن حرب، كان يقول بالتجسيم والتشبيه وأن الله محل للحوادث، وأن صفاته هي عوارض حادثة- تعالى الله عن ذلك- والإيمان عنده مجرد قول، وكان يجلس للوعظ في بيت المقدس عند العمود الذي عند مشهد عيسى عليه السلام، واجتمع عليه خلق كثير، ثم تبين لهم أنه يقول: إن الإيمان قول بلا عمل، فتركه أهلها ونفاه متوليها إلى غورزغر فمات بها، ونقل إلى بيت المقدس.
قال فيه الذهبي: "ونظيره في زهده وضلاله عمرو بن عبيد- نسأل الله السلامة- وأخبث مقالاته أن الإيمان قول بلا معرفة قلب"
كان سبب ذلك أن الأتراك ساروا إلى المعتز يطلبون أرزاقهم، وقالوا: أعطنا أرزاقنا حتى نقبل صالح بن وصيف، فلم يكن عنده ما يعطيهم، فنزلوا معه إلى خمسين ألف دينار، فأرسل المعتز إلى أمه يسألها أن تعطيه مالا ليعطيهم، فأرسلت إليه: ما عندي شيء, فلما رأى الأتراك أنهم لا يحصل لهم من المعتز شيء، ولا من أمه، وليس في بيت المال شيء، اتفقت كلمتهم وكلمة المغاربة والفراغنة، على خلع المعتز، فساروا إليه وصاحوا به فدخل إليه صالح بن وصيف، ومحمد بن بغا المعروف بأبي نصر، وبابكيال في السلاح، فجلسوا على بابه، فدخل إليه جماعة منهم، فجروه برجله إلى باب الحجرة، وضربوه بالدبابيس، وخرقوا قميصه، وكان بعضهم يلطمه وهو يتقي بيده، وأدخلوه حجرة، وأحضروا ابن أبي الشوارب وجماعة أشهدوهم على خلعه، ثم سلموه إلى من يسومه سوء العذاب بأنواع المثلات، إلى أن مات.
هو أبو محمد عبد الله محمد بن الواثق بن المعتصم بن هارون، كانت بيعته بعد خلع المعتز نفسه بين يديه وإشهاده عليه، فأول من بايعه المعتز ثم بايعه الخاصة، ثم كانت بيعة العامة على المنبر.
هو خفاجة بن سفيان أمير صقلية، وكان من الشجعان الغزاة المدبرين، تولى إمرة صقلية عام 248هـ وكانت عاصمته بلرم، اغتاله رجل من عسكره وهو عائد من غزو سرقوسه قاصدا بلرم، فطعنه طعنة فقتله، ثم هرب القاتل إلى سرقوسة، وحمل خفاجة إلى بلرم، فدفن بها وولى الناس عليهم بعده ابنه محمدا، وكتبوا بذلك إلى الأمير محمد بن أحمد، أمير إفريقية، فأقره على الولاية، وسير له العهد والخلع.
بعث المهتدي بكتاب إلى سليمان بن عبد الله بن طاهر نائب الخليفة في بغداد يأمره بأخذ البيعة له، وكان أبو أحمد بن المتوكل ببغداد، وكان المعتز قد سيره إليها، فأرسل سليمان إليه، فأخذه إلى داره، فاجتمع العامة إلى باب دار سليمان، فقاتلهم أصحابه، وقيل لهم: ما يرد علينا من سامراء خبر، فانصرفوا ورجعوا الغد، وهو يوم الجمعة على ذلك، وخطب للمعتز ببغداد، فانصرفوا وبكروا يوم السبت، فهجموا على دار سليمان، ونادوا باسم أبي أحمد، ودعوا إلى بيعته، وسألوا سليمان أن يريهم أبا أحمد، فأظهره لهم، ووعدهم أن يصير إلى محبتهم إن تأخر عنهم ما يحبون، فانصرفوا بعد أن أكدوا عليه في حفظ أبي أحمد، وذلك قبل أن يعلم أهل بغداد بما وقع بسامرا من بيعة المهتدي، فقتل من أهل بغداد وغرق منهم خلق كثير، ثم لما بلغهم بيعة المهتدي سكنوا, ثم أرسل إليهم من سامراء مال ففرق فيهم، فرضوا وبايعوا للمهتدي لسبع خلون من شعبان، وسكنت الفتنة، فاستقرت الأمور واستقر المهتدي في الخلافة.
هو أبو عبد الله، الزبير بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد هارون بن المهدي العباسي.
ولد سنة 233ه, وأمه أم ولد رومية تسمى قبيحة, وما رئي في زمانه أصبح وجها منه ولا من أمه قبيحة، تولى الخلافة بعد أن عزل الأتراك المستعين بالله وأخذوا البيعة له، ثم دبر من يقتل المستعين بعد عزله من الخلافة، وكان المعتز أمرد حين ولي الخلافة, وهو ابن عشرين سنة أو دونها, وجلس جلوسا عاما للناس, فلما كان بعد أشهر من ولايته، خلع أخاه المؤيد بالله إبراهيم من العهد، فما بقي إبراهيم حتى مات، وخاف المعتز من أن يتحدث الناس أنه سمه، فأحضر القضاة حتى شاهدوه، وما به أثر، كانت دولة المعتز مستضعفة مع الأتراك، اتفق القواد منهم، وقالوا له: أعطنا أرزاقنا, فطلب من أمه مالا لينفقه فيهم، فشحت عليه، فتجمع الأتراك لخلعه، وأتوا الدار, وبعثوا إلى المعتز ليخرج إليهم, فقال: قد شربت دواء، وأنا ضعيف، فهجم جماعة منهم عليه، فجروه وضربوه، وأقاموه في الحر، فبقي يتضور وهم يلطمونه، ويقولون: اخلع نفسك, ثم أحضروا القاضي والعدول، وخلعوه، وأقدموا من بغداد إلى سامرا محمد بن الواثق، وكان المعتز قد أبعده، فسلم المعتز إليه الخلافة، وبايعوه، ولقب بالمهتدي بالله.
ثم أخذ الأتراك المعتز بعد خمسة أيام فعذبوه ومنع من الطعام والشراب ثلاثة أيام حتى جعل يطلب شربة من ماء البئر فلم يسق، ثم أدخلوه سردابا فيه جص جير فدسوه فيه فأصبح ميتا، فاستلوه من الجص سليم الجسد وأشهدوا عليه جماعة من الأعيان أنه مات وليس به أثر.
مات عن عمر ثلاث وعشرين سنة, وصلى عليه المهتدي بالله، ودفن مع أخيه المنتصر، فكانت مدة خلافته أربع سنين وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوما، ولما قتل المعتز وجدوا عند أمه قبيحة أموالا عظيمة، وجواهر نفيسة، كان من جملة ذلك ما يقارب ألفي ألف دينار، ومن الزمرد والياقوت الأحمر الذي لم ير مثله.
وقعت فتنة ببغداد بين محمد بن أوس البلخي ومن تبعه وبين الشاكرية والجند وغيرهم من العامة والرعاع، فوثبت الشاكرية ببغداد بمحمد بن أوس، والسبب في ذلك أن محمد بن أوس قدم بغداد مع سليمان بن عبد الله بن طاهر، وهو على الجيش القادم من خراسان، ومع سليمان الصعاليك الذين تألفهم سليمان بالري، ولم تكن أسماؤهم في ديوان السلطان بالعراق، والجند والشاكرية يصيحون في طلب مال البيعة, وكان الحسين بن إسماعيل يحرض العامة على محمد بن أوس ومن قدم مع سليمان أنهم يقصدون أخذ أموالهم والفوز بها دونهم، حتى امتلأت قلوبهم غيظا, فاجتمع من العامة نحو مائة ألف، وكان بين الناس قتال بالنبال والرماح والسوط، فقتل خلق كثير، ثم انهزم محمد بن أوس وأصحابه، فنهبت العامة ما وجدوا من أمواله، وهو ما يعادل ألفي ألف أو نحو ذلك، ثم اتفق الحال على إخراج محمد بن أوس من بغداد إلى أين أراد، فخرج منها خائفا طريدا؛ وذلك لأنه لم يكن عند الناس مرضي السيرة.
كانت معاهدة خونكار أسكله سي بين روسيا والدولة العثمانية بمثابة تحالف دفاعي بين روسيا والعثمانيين؛ مما أدى إلى مسارعة كل من بريطانيا وفرنسا بالتصدي لمحمد علي خشية المزيد من التدخل الروسي، وفرضت عليه اتفاقية لندن سنة 1255هـ / 1840م.
وقد ترتب على هذه الأحداث إجهاض محاولة الإصلاح التي حاول السلطان محمود الثاني أن يقوم بها في الدولة العثمانية، واضطرت الدولة العثمانية لقبول وصاية الدول الأوروبية في مقابل حمايتها من أطماع محمد علي، وكان محمد علي قد رفض أولا هذه المعاهدة، ثم أجبر تحت ضغوط الإنجليز على توقيع المعاهدة التي من بنودها أن يتنازل فيها عن حكم بلاد الشام، وأن يظل حكم مصر وراثيا له ولأبنائه.
أن يحدد الجيش المصري بثمانية عشر ألفا.
ألا تصنع مصر سفنا للأسطول.
ألا يعين والي مصر في الجيش ضابطا أعلى من رتبة ملازم وأن يدفع للدولة العثمانية ثمانين ألف كيس سنويا.
كان الإمام فيصل بن تركي تولى حكم نجد بعد مقتل أبيه، وتمكن من إخضاع أكثر الإمارات ما عدا الحجاز، وعين عبد الله بن رشيد أميرا على حائل، فلما انزعج محمد علي حاكم مصر أرسل حملة احتلت نجدا وقبضت على الإمام فيصل بن تركي، ثم أرسل إلى مصر خلال هذه السنة، وأقامت الحملة خالد بن سعود بن عبد العزيز بن محمد -الذي تربى في مصر- حاكما لنجد، وكانت غاية محمد علي باشا تفريق الأسرة السعودية.
وافقت الدولة العثمانية على قبول معاهدة لندن والتي أقرتها الدول الأوربية الكبرى، وقد نصت هذه المعاهدة على تأسيس إمارة يونانية تكون مستقلة ذاتيا ومرتبطة بالعثمانيين، وتقوم بدفع الضرائب للسلطان العثماني.
كان الراج بريطاني -راج، يعني: الحكم- دخل كابل عام 1218 ويمثل هذا الدخول الحرب الأفغانية الإنجليزية الأولى، التي انتصر فيها الأفغان.
كان هدف بريطانيا هو إنشاء دولة في أفغانستان عازلة بينها وبين روسيا عندما ساعدت شجاع الملك في استعادة حكم كابل من أخيه فتح خان، وفي هذا العام فر أخوه محمد دوست إلى بخارى، فحاول أن يهاجم بلاد الأفغان من جهة الشمال غير أن هجماته فشلت، فجاء إلى الأفغان وسلم نفسه للإنجليز الذين نقلوه إلى كلكتا في البنغال، وانسحب الجيش البريطاني من كابل عام 1257هـ وهاجمه أثناء الانسحاب أكبر خان بن محمد دوست، وكاد أن يبيدهم ويقضي عليهم، وفي أثناء القتال بين الإنكليز وحليفهم شجاع الملك من جهة وأكبر خان من جهة قتل شجاع ومنيت إنجلترا بخسائر اضطرت بنتيجتها أن تعيد محمد دوست إلى بلاد الأفغان، وأن تعترف بحكمه وعقدت معه معاهدة صداقة.
ظهر في إيران رجل شيعي إسماعيلي اسمه حسن علي شاه، وجمع حوله عددا كبيرا من الإسماعيلية وغيرهم، فأرهبوا القوافل، وهاجموا القرى حتى ذاع صيته، وقويت شوكته، وخشيته الأسرة القاجارية الشيعية الحاكمة في إيران، فأعجب الناس بقوته، وانضموا تحت لوائه؛ طمعا في المكاسب المادية التي وعدهم بها، وكان الإنجليز في ذلك الوقت يعملون على بسط الثورة ضد شاه إيران.
وقام الإسماعيلي حسن علي بالثورة ضد الشاه القاجاري بعد أن وعده الإنجليز بحكم فارس، لكن الثورة لم يكتب لها النجاح، حيث قبض عليه الشاه وسجنه، فتدخل الإنجليز للإفراج عنه، فتحقق لهم ذلك على أن ينفى خارج إيران، فزين له الإنجليز الرحيل إلى أفغانستان، فلما وصلها كشف أمره الأفغان، فاضطر إلى الرحيل إلى الهند فأقام بها، واتخذ من مدينة بومباي مقرا له، واعترف به الإنجليز إماما للطائفة النزارية الإسماعيلية لقبوه بـ "آغا خان".
وتجمع الإسماعيليون في الهند حوله، فلما رأى فيهم الطاعة العمياء، كما هي طاعة الإسماعيلية لأئمتهم، قوي عوده، وأخذ ينظم شؤون طائفته إلى أن هلك سنة 1881م.
ويعتبر حسن علي شاه مؤسس الأسرة الآغاخانية، وأول إمام إسماعيلي يلقب بـ (أغاخان) وهو الإمام السادس والأربعون في ترتيب الأئمة الإسماعيلية في رأي هذه الفرقة، وصارت هذه الفرقة من الإسماعيلية تعرف بـ "الأغاخانية".
وعقائد الأغاخانية هي عقائد الإسماعيلية، ومن أبرزها ما صاغه الأغاخانيون بأسلوبهم، وما احتوته كتبهم ونشراتهم؛ فبنى الإسماعيليون ومنهم الأغاخانيون معتقدهم في الألوهية على ما أسموه (التنزيه والتجريد) وانتهوا إلى تعطيل الله سبحانه عن كل وصف وتجريده من كل حقيقة، وقالوا: "لا هو موجود، ولا لا موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز.
.
!" ونفوا أسماءه وصفاته بزعم أنه فوق متناول العقل.
وصرفوا صفات الله إلى أول مبدع خلقه الله ـ بزعمهم ـ وهو العقل الأول، واعتبروا أن المخلوقات كلها وجدت بواسطة العقل والنفس! حيث يقول مصطفى غالب، وهو من الإسماعيلية المعاصرين، في كتابه "الثائر الحميري الحسن الصباح": "والعقل الأول أو المبدع الأول في اعتقاد الإسماعيلية هو الذي رمز له القرآن بـ (القلم) في الآية الكريمة (ن * والقلم وما يسطرون}، وهو الذي أبدع النفس الكلية التي رمز لها القرآن أيضا بـ ( اللوح المحفوظ) ووصفت بجميع الصفات التي للعقل الكلي، إلا أن العقل كان أسبق إلى توحيد الله فسمي بـ (السابق) وسميت النفس بـ (التالي)، وبواسطة العقل والنفس وجدت جميع المبدعات الروحانية والمخلوقات الجسمانية، من جماد وحيوان ونبات وإنسان، وما في السموات من نجوم وكواكب.
ويصرف الأغاخانيون صفات الربوبية والألوهية إلى أئمتهم؛ فقد ادعى الأغاخان الثالث أن الإله متجسم فيه شخصيا وأن آلافا من البشر يعتقدون ذلك.
ويعتقدون أن النبوة مكتسبة وليست هبة من الله، والنبي صلى الله عليه وسلم عندهم عبارة عن شخص فاضت عليه من "السابق" بواسطة "التالي" -أي: العقل والنفس- قوة قدسية صافية؛ ذلك أن الإنسان تميز عن سائر الموجودات بالاستعداد الخاص لفيض الأنوار عليه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم يمثل أعلى درجات هذا الاستعداد، وأن هذه القوة القدسية الفائضة على النبي صلى الله عليه وسلم لا تستكمل في أول حلولها.
.
وأن كمال هذه القوة أن تنتقل من الرسول الناطق إلى الأساس الصامت، أي الإمام، وهم بهذا الاعتقاد يعتبرون الإمامة مكملة للنبوة واستمرارا لها، واشترطوا على النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يصل إلى مرتبته أن يمر بمرتبة الولي؛ لأنه يجمع في نفسه الولاية والنبوة والرسالة.
ويعتقدون أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم ليست آخر الرسالات، بل هي حلقة من حلقات تتابع النبوة التي انتهت بظهور إمامهم السابع محمد بن إسماعيل بن جعفر كما يزعمون.
واعتقدوا أنه فاتح عهد جديد، وصاحب شريعة نسخت شريعة محمد صلى الله عليه وسلم!! ويتوجه بعض الأغاخانيون بقبلتهم إلى حيث يقيم إمامهم، وهم لا يقيمون الصلاة مع المسلمين، ولا يسمون أماكن عبادتهم مساجد، إنما بيت الجماعة، والصلاة عندهم عبارة عن مجموعة من السجدات، وهم يجمعون في صلاتهم بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء، والأغاخانيون يعتبرون قبلة المسلمين الكعبة ليست سوى حجارة، ويقولون إن الحج إليها في بداية الإسلام كان نظرا للمستوى العقلي للناس في ذلك الوقت، وبدلا من ذلك يفضلون الذهاب للأغاخان وزيارته، وتقديم الولاء والإجلال له، ويوجدون بشكل خاص في باكستان؛ حيث المركز الرئيسي في مدينة كراتشي، وفي المنطقة الشمالية الجبلية من باكستان مثل منطقة جيترال وكيلكيت، ويعرفون هناك بالهونزا، إضافة إلى وجود أقل في بعض المدن، مثل العاصمة إسلام أباد، ولاهور، وروالبندي.
وفي غرب الهند في ولاية كجرات، لا سيما في مدينة بومباي.
وكذلك في سوريا وخاصة في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة، وفي بعض قراها، وفي جوار قلعة الخوابي قرب طرطوس، وفي قدموس.
ويوجدون في شرق أفريقيا: في أوغندا وكينيا وتنزانيا وزنجبار وما حولها، وفي جزيرة مدغشقر جنوب شرق أفريقيا.
كما يوجدون بشكل أقل في قم بإيران، وفي المناطق الجبلية لطاجيكستان، ومنطقة جبال الهندوكوش في أقصى الشمال الشرقي لأفغانستان، ويعرفون في أفغانستان باسم (مفتدي)، ولهم في عمان حي خاص في مطرح بالقرب من مسقط.
وينتشرون كذلك في بورما، أما في طاجكستان وهي إحدى جمهوريات آسيا الوسطى، فإنهم يوجدون في إقليم بدخشان الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي، ويقدر عددهم هناك بـ 100 ألف.
حدثت ثورات في بلاد الشام ضد حكم إبراهيم باشا فأخضعها بكل شدة، فهدأت، وفاتح محمد علي وكلاء الدول الأوربية في مصر بأنه يريد ولاية مصر والشام وجزيرة العرب له ولأولاده من بعده، ونقلت هذه الرغبات إلى الدولة العثمانية التي أرسلت له مندوبا اتفق معه على أن تكون مصر وجزيرة العرب ملكا متوارثا لأسرة محمد علي باشا وبلاد الشام لمحمد علي مدة حياته، وأما جبال طوروس فتكون كلها للعثمانيين، وتكون هي الحد الفاصل بين الدولتين، ولكن محمد علي أصر على أن تكون الجبال له، وسار حافظ باشا على رأس جيش من أرمينيا وسيواس وتقدم إلى بلاد الشام، وفي الحادي عشر من ربيع الثاني من هذا العام التقى مع إبراهيم باشا في بلدة نزيب (نصيبين) الواقعة اليوم في تركيا إلى الغرب من نهر الفرات قريبا من الحدود السورية، فانهزم الجيش العثماني تاركا عتاده في ساحة القتال، فأخذ المصريون مائة وستة وستين مدفعا وعشرين ألف بندقية! ويذكر أنه كان في الجيش العثماني القائد الألماني المشهور فون مولتكه، وتوفي الخليفة قبل أن تصله أنباء المعركة.
هو الخليفة العثماني السلطان محمود خان الثاني بن عبد الحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني.
تولى السلطنة في 20 يوليو 1785م، وكان السلطان الثلاثين للدولة العثمانية، شهد عصره خطوات إصلاح واسعة، وقد اتسم عهده بالتوجه للغرب العلماني، وهو الذي أمر محمد علي باشا مصر أن يجهز الجيوش على الدولة السعودية الأولى بعد أن ضمت بلاد الحجاز لحكمها، فأغار عليها الباشا محمد علي بجيوشه المتتالية حتى قضى عليها ودمر الدرعية مقر الحكم فيها، ولا تزال جيوشه تتابع على غزو نجد بعد استرجاع الإمام تركي بن عبد الله الحكم السعودي في نجد.
والسلطان محمود هو الذي تخلص من الانكشارية لما وقفوا ضد الإصلاحات والتنظيمات المدنية والعسكرية التي تبناها، فقضى عليهم تماما عام 1240هـ، وفي عهده استقلت اليونان عن الدولة العثمانية بدعم وتأييد فرنسي وروسي وبريطاني، كما أنهكت الدولة العثمانية كثرة الحروب مع روسيا، ومحمد علي باشا والي مصر الطموح الذي يتطلع إلى ضم بلاد الشام إلى ولايته، ووقعت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي في سنة 1245 هـ 1830م.
تعرض السلطان محمود للإصابة بعدوى السل، ولما اشتد به المرض نقل إلى إحدى ضواحي استانبول للاستشفاء بهوائها النقي، ثم لم يلبث أن عاجلته المنية، فتوفي في التاسع عشر من ربيع الثاني من هذا العام عن عمر أربع وخمسين سنة، بعد أن دام في الحكم ثلاثا وعشرين سنة وعدة أشهر، وتولى ابنه عبد المجيد الأول خلفا له، وعمره دون الثامنة عشرة.
لما تسلم السلطان عبد المجيد الأول بن محمود الثاني الحكم، وهو ما يزال دون الثامنة عشرة من عمره، كان صغر سنه هذا فرصة لبعض الوزراء التغريبيين لإكمال ما بدأه والده الراحل من إصلاحات على الطريقة الأوروبية، والتمادي في استحداث الوسائل الغربية، ومن هؤلاء الوزراء الذين ظهروا في ثياب المصلحين ومسوح الصادقين (مصطفى رشيد باشا) الذي كان سفيرا للدولة في (لندن) و (باريس)، ووصل إلى منصب وزير الخارجية في أواخر عهد السلطان محمود الثاني، وكانت باكورة إصلاحاته استصدار مرسوم من السلطان عرف بـ (خط شريف جلخانة) أي: المرسوم المتوج بخط السلطان، الذي صدر عن سراي الزهر عام 1839م، وبدأ عهد جديد يسمى عهد التنظيمات الخيرية العثمانية، التي كان من بينها احترام الحريات العامة والممتلكات والأشخاص، بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية، ونص فيه على مساواة جميع الأديان أمام القانون، ولم يلق الخط الشريف أو الدستور الذي سانده مصطفى رشيد وقلة من المحيطين به ترحيبا أو تأييدا من الرأي العام العثماني المسلم؛ فأعلن العلماء استنكارهم وتكفيرهم لمصطفى رشيد باشا، واعتبروا الخط الشريف منافيا للقرآن الكريم في مجمله، وبخاصة في مساواته للنصارى بالمسلمين، ورأوا أن ذلك -وبغض النظر عن النواحي الدينية- سيؤدي إلى إثارة القلاقل بين رعايا السلطان.
وكان الهدف بالفعل هو ما خططت له الحركة الماسونية، وهو إثارة الشعور القومي لدى الشعوب النصرانية ضد الدولة العثمانية، وبهذا المرسوم طعنت عقيدة الولاء والبراء في الصميم، ونحيت جملة من أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بأهل الذمة وعلاقات المسلمين مع غيرهم، وحينما رأى المسلمون أن الدولة تساوي بهم النصارى واليهود، وتستبدل بالشريعة الحنيفة قوانين النصارى، وتخلع الأزياء القديمة الشريفة لتتخذ زي النصارى، وأحسوا كذلك أن حكومة رشيد لا تكاد تأتي أمرا إلا راعت فيه خاطر النصارى وحرصت أن لا تمسهم بأذى أو تنالهم بضيم- نفروا من ذلك نفورا عظيما، ولم يجد السلطان ورجال دولته من بد في إسقاطه وعزله أمام مظاهر السخط الشعبي، وخوفهم من وثوب المسلمين وثورتهم.
هو الإمام العلامة بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، ينتهى نسبه إلى خيشنة الشوكاني نسبة إلى شوكان من بلاد خولان باليمن، وهو أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة وفقهائها، ومن كبار علماء اليمن، ولد في هجرة شوكان يوم الاثنين 28 من ذي الحجة سنة 1173 هـ بصنعاء، وتولى قضاءها، برع في الفقه والحديث والأصول والتفسير، وله مصنفات وفتاوى تدل على سعة علمه وعلو شأنه، أما مصنفاته الكثيرة فيصعب حصرها هنا، ولكن من أشهرها: نيل الأوطار في شرح منتقى الأخبار، وله تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، وله إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول، وله إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وله البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، وله الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، وله السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار في الفقه، وغيرها كثير، وأخذه عنه الطلبة، وتكرر أخذهم عنه في كل يوم من تلك الكتب، وكثيرا ما كان يقرأ على مشايخه، فإذ فرغ من كتاب قراءة أخذه عنه تلامذته، بل ربما اجتمعوا على الأخذ عنه قبل أن يفرغ من قراءة الكتاب على شيخه، وكان يبلغ دروسه في اليوم والليلة إلى نحو ثلاثة عشر درسا، منها ما يأخذه عن مشايخه، ومنها ما يأخذه عنه تلامذته، وكان في أيام قراءته على الشيوخ وإقرائه لتلامذته يفتي أهل مدينة صنعاء، بل ومن وفد إليها، بل ترد عليه الفتاوى من الديار التهامية، وشيوخه إذ ذاك أحياء، وكادت الفتيا تدور عليه من عوام الناس وخواصهم، واستمر يفتي من نحو العشرين من عمره فما بعد ذلك، وكان لا يأخذ على الفتيا شيئا؛ تنزها، فإذا عوتب في ذلك قال: أنا أخذت العلم بلا ثمن، فأريد إنفاقه كذلك.
توفي الشوكاني في ليلة الأربعاء السابع والعشرين من شهر جمادى الآخرة.