Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
أمر المهدي ببناء القصور في طريق مكة، وأمر بتوسيع القصور التي كان بناها السفاح، كما قام بتجديد الأميال والبرك ومصانع المياه، وحفر الركايا؛ كل ذلك تسهيلا للمسافرين في طرقهم، كما أمر أن تقصر كل المنابر إلى قدر ارتفاع منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يزاد على ذلك.
مدينة تيهرت، أسسها عبد الرحمن بن رستم بن بهرام، وكان مولى لعثمان بن عفان، وكان خليفة لأبي الخطاب أيام تغلبه على إفريقية، ولما دخل ابن الأشعث القيروان فر عبد الرحمن إلى الغرب بما خلف من أهله وماله، فاجتمعت إليه الإباضية، وعزموا على بنيان مدينة تجمعهم، فنزلوا بموضع تيهرت، وهي غيضة بين ثلاثة أنهار، فبنوا مسجدا من أربع بلاطات، واختط الناس مساكنهم، وكانت في الزمان الخالي مدينة قديمة، فأحدثها عبد الرحمن بن رستم وبقي بها إلى أن مات في سنة 168
عبر عبد الرحمن بن حبيب الفهري، المعروف بالصقلبي- وإنما سمي به لطوله وزرقته وشقرته- من إفريقية إلى الأندلس محاربا لهم، ليدخلوا في طاعة العباسيين، وكان عبوره في ساحل تدمير، وكاتب سليمان بن يقظان بالدخول في أمره، ومحاربة عبد الرحمن الداخل، والدعاء إلى طاعة المهدي.
وكان سليمان ببرشلونة، فلم يجبه، فاغتاظ عليه، وقصد بلده فيمن معه من البربر، فهزمه سليمان، فعاد الصقلبي إلى تدمير، وسار عبد الرحمن الداخل نحوه في العدد والعدة، وأحرق السفن تضييقا على الصقلبي في الهرب، فقصد الصقلبي جبلا منيعا بناحية بلنسية، فبذل الداخل ألف دينار لمن أتاه برأسه، فاغتاله رجل من البربر، فقتله، وحمل رأسه إلى عبد الرحمن، فأعطاه ألف دينار، وكان قتله سنة اثنتين وستين ومائة
قام شارلمان ملك الفرنجة بالإغارة على الأندلس شمالا، وذلك بالاتفاق مع حليفه سليمان بن يقظان ابن الأعرابي أمير سرقسطة، واستولى على بنبلونه، ثم اتجه نحو سرقسطة، فخرج سليمان لاستقباله وتسليمه المدينة، لكن المدينة أغلقت بوجه الجيوش، وتسلم السلطة الحسين بن يحيى الأنصاري، وهو الذي أعان سليمان في الخروج على عبد الرحمن الداخل، لكنه أحب الانفراد بإمارة سرقسطة، فاضطر شارلمان بالانسحاب، وأخذ معه سليمان كرهينة؛ لأنه ظن أن هذه خدعة منه في إفشال حملته على الأندلس، فتبع ولداه الجيش واستنقذا والدهما، وعادا ولكن بعد فترة قتله يحيى الأنصاري، وأصبح هو أمير سرقسطة.
هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، أمير المؤمنين في الحديث، أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري التميمي، ولد سنة 97 بالكوفة, وهو سيد أهل زمانه في العلم والدين، من كبار تابعي التابعين, وأحد الأئمة المجتهدين الذين كان لهم أتباع، مصنف كتاب (الجامع) ولد: سنة 98 اتفاقا، وطلب العلم وهو حدث باعتناء والده المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري، وكان والده من أصحاب الشعبي، وخيثمة بن عبد الرحمن، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين, ولا يختلف في إمامة سفيان وأمانته وحفظه وعلمه وزهده.
قال يونس بن عبيد: "ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقيل له: يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم، وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من سفيان" قال عبد الرحمن بن مهدي: "ما رأيت رجلا أحسن عقلا من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلا أنصح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن مبارك، ولا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة".
وقد ساق الذهبي جملة من اقوال الأئمة والعلماء في الثوري منها: قال ابن المبارك: "كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان, وما نعت لي أحد فرأيته، إلا وجدته دون نعته، إلا سفيان الثوري.
قال أبو حنيفة: لو كان سفيان الثوري في التابعين، لكان فيهم له شأن.
وقال أيضا: لو حضر علقمة والأسود، لاحتاجا إلى سفيان.
وقال المثنى بن الصباح: سفيان عالم الأمة، وعابدها.
وقال ابن أبي ذئب،: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري.
وقال شعبة: ساد سفيان الناس بالورع والعلم, وهو أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن عيينة،: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري.
وقال أحمد بن حنبل: قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت.
وعن حفص بن غياث، قال: ما أدركنا مثل سفيان، ولا أنفع من مجالسته.
وقال أبو معاوية: ما رأيت قط أحفظ لحديث الأعمش من الثوري، كان يأتي، فيذاكرني بحديث الأعمش، فما رأيت أحدا أعلم منه بها.
وقال يحيى بن سعيد: سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.
وقال ابن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال.
وقال محمد بن زنبور: سمعت الفضيل يقول: كان سفيان والله أعلم من أبي حنيفة.
وقال بشر الحافي: سفيان في زمانه، كأبي بكر وعمر في زمانهما.
".
يقال: إن عدد شيوخه ستمائة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن: أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم.
وقد قرأ الختمة عرضا على: حمزة الزيات أربع مرات.
وأما الرواة عنه فقد حدث عنه من القدماء من مشيخته وغيرهم خلق، منهم: الأعمش، وأبان بن تغلب، وابن عجلان، وخصيف، وابن جريج، وجعفر الصادق، وجعفر بن برقان، وأبو حنيفة، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وابن أبي ذئب، ومسعر، وشعبة، ومعمر وكلهم ماتوا قبله, وغيرهم كثير.
قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى، قال: "سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري.
فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه - خرج شعر وجهه-.
قلت (الذهبي): "كان ينوه بذكره في صغره، من أجل فرط ذكائه، وحفظه، وحدث وهو شاب قال أبو بكر بن عياش: إني لأرى الرجل يصحب سفيان، فيعظم في عيني.
وقال ورقاء، وجماعة: لم ير سفيان الثوري مثل نفسه.
" كان سفيان رأسا في الزهد، والتأله، والخوف، رأسا في الحفظ، رأسا في معرفة الآثار، رأسا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم, وهو من أئمة الدين، وكان يكثر من ذكر الآخرة, واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها، وفيه تشيع يسير، كان يثلث بعلي، وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ.
ويقال: رجع عن كل ذلك، وكان ينكر على الملوك، ولا يرى الخروج أصلا ومن أقوله رحمه الله: ما أودعت قلبي شيئا فخانني.
قال وكيع، سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت.
وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه، فمتى يبرئ الناس وقال عبد الرزاق: دعا الثوري بطعام ولحم، فأكله، ثم دعا بتمر وزبد، فأكله، ثم قام، وقال: أحسن إلى الزنجي، وكده.
أبو هشام الرفاعي: سمعت يحيى بن يمان، عن سفيان، قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه، فلا أفعل، فأبول دما.
وقال سفيان: ما وضع رجل يده في قصعة رجل، إلا ذل له.
قيل: إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده، فحول وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام.
فقال عبد الصمد: يا سيف! أظن أبا عبد الله نائما.
قال: أحسب ذاك أصلحك الله.
فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم.
فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله! لك حاجة؟ قال: نعم، ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي.
فخجل عبد الصمد، وقام، فلما خرج، قال: والله لقد هممت أن لا أخرج، إلا ورأسه معي.
دعاه المنصور لتولي القضاء فأبى، ثم طلبه المهدي لذلك, فأبى ثم أتي به للمهدي، فلما دخل عليه سلم تسليم العامة ولم يسلم بالخلافة، والربيع قائم على رأس المهدي متكئا على سيفه يرقب أمر الثوري، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق، وقال له: يا سفيان، تفر منا ها هنا وها هنا وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك، فقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا قال سفيان: إن تحكم في يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل، فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين، ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا إيذن لي أن أضرب عنقه، فقال له المهدي: اسكت ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم، فكتب عهده ودفع إليه، فأخذه وخرج فرمى به في دجلة وهرب، فطلب في كل بلد فلم يوجد.
هرب إلى مكة أولا، ثم خرج إلى البصرة وبقي فيها متواريا حتى مات فيها", وأخرجت جنازته على أهل البصرة فجأة، فشهده الخلق، وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، ونزل في حفرته هو وخالد بن الحارث.
مات وله ثلاث وستون سنة.