مداخل الشيطان على الإنسان


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم عن صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102].

عباد الله! تقدم الحديث في الخطبة السابقة عن عداوة الشيطان وكيده وإضلاله، وسنتحدث في هذه الخطبة عن شيء من وسائله وطرائقه ومداخله على الإنسان.

عباد الله! للشيطان وسائل متعددة في إغواء الإنسان، فمن ذلك: تزيين الباطل وإظهاره بصورة حسنة، قال الله عز وجل عن الشيطان أنه قال: لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر:39].

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن مكائده أنه يسحر العقل دائماً حتى يكيده، ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله، فيزين له الفعل الذي يضره حتى يخيل إليه أنه من أنفع الأشياء، وينفر من الفعل الذي هو أنفع الأشياء حتى يخيل إليه أنه يضره، فلا إله إلا الله! كم فتن بهذا السحر من إنسان! وكم حال به بين القلب وبين الإسلام! وكم زين الباطل وأبرزه في صورة مستحسنه، وشنع الحق وأخرجه في صورة مستهجنة!‏

تسمية المعاصي بغير اسمها من وسائل الشيطان

ومن وسائله في إضلال الإنسان: تسمية المعاصي بغير اسمها، وبأسماء محببة للنفوس، قال الله عز وجل عنه أنه قال لآدم عليه السلام: هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى [طه:120].

وقد ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها، فسموا الخمر بأم الأفراح، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى، ولا يزال الشيطان يوحي إلى أوليائه تسمية الأمور المحرمة بغير مسمياتها، ففي وقتنا الحاضر يسمى الربا بالفائدة، ويسمى التبرج الفاضح بحرية المرأة، ويسمون الاختلاط المستهتر بالتقدم، ويسمون المغنية الفاسقة بالفنانة والشهيرة.

تسمية الطاعات بأسماء منفرة من وسائل الشيطان

ومن وسائل الإضلال: تسمية الطاعات بأسماء منفرة، ووصف أهل الخير بصفات مشينة، وقديماً أوحى الشيطان إلى أوليائه من قوم عاد أن يقولوا لنبيهم هود عليه السلام: إنا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف:66]، وأوحى إلى كفار مدين أن يقولوا لشعيب عليه السلام: لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ [الأعراف:90]، ووصف فرعون موسى وهارون عليهما السلام بالسحر: إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه:63]، ولم يسلم النبي صلى الله عليه وسلم من التسميات المنفرة، وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا [الفرقان:8].

من وسائل الشيطان: التدرج في الإضلال

ومن وسائله في الإضلال: التدرج في الإضلال، إذ لا يأتي الشيطان للإنسان مباشرة، ويقول له: افعل هذه المعصية، أو اترك هذه الطاعة، بل يأتيه خطوة خطوة حتى يقع في المحظور ويترك الواجب المشروع، قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور:21].

والحازم الموفق من يكتشف خطوات الشيطان، ويغلق منافذه من أول الطريق، والشيطان في إغوائه يظهر بمظهر الناصح الأمين للإنسان، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [الأعراف:21]، فدلاهما بغرور، ولهذا حذرنا الله عز وجل من فتنته: يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ [الأعراف:27].

وإذا شعر الشيطان أن الإنسان سيفوت عليه، وينتصر عليه، عمد إلى شياطين الإنس يستنجد بهم، ويستعينهم ليعينوه، قال الله عز وجل: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام:121].

قال مالك بن دينار رحمه الله تعالى: إن شيطان الإنس أشد علي من شيطان الجن، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلى المعصية عياناً.

ومن وسائله في إضلال الإنسان: تسمية المعاصي بغير اسمها، وبأسماء محببة للنفوس، قال الله عز وجل عنه أنه قال لآدم عليه السلام: هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى [طه:120].

وقد ورث أتباعه تسمية الأمور المحرمة بالأسماء التي تحب النفوس مسمياتها، فسموا الخمر بأم الأفراح، كما ذكر ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى، ولا يزال الشيطان يوحي إلى أوليائه تسمية الأمور المحرمة بغير مسمياتها، ففي وقتنا الحاضر يسمى الربا بالفائدة، ويسمى التبرج الفاضح بحرية المرأة، ويسمون الاختلاط المستهتر بالتقدم، ويسمون المغنية الفاسقة بالفنانة والشهيرة.

ومن وسائل الإضلال: تسمية الطاعات بأسماء منفرة، ووصف أهل الخير بصفات مشينة، وقديماً أوحى الشيطان إلى أوليائه من قوم عاد أن يقولوا لنبيهم هود عليه السلام: إنا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ [الأعراف:66]، وأوحى إلى كفار مدين أن يقولوا لشعيب عليه السلام: لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ [الأعراف:90]، ووصف فرعون موسى وهارون عليهما السلام بالسحر: إنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى [طه:63]، ولم يسلم النبي صلى الله عليه وسلم من التسميات المنفرة، وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا [الفرقان:8].




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحكام الصيام 2882 استماع
حقيقة الإيمان - تحريم التنجيم 2508 استماع
الأمن مطلب الجميع [2] 2433 استماع
غزوة الأحزاب 2369 استماع
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم 2362 استماع
دروس من قصة موسى مع فرعون 2348 استماع
دروس من الهجرة النبوية 2346 استماع
شهر الله المحرم وصوم عاشوراء 2205 استماع
حقوق الصحبة والرفقة 2174 استماع
أضرار شرب الخمر والقات والشيشة 2142 استماع