غزوة الأحزاب


الحلقة مفرغة

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

عباد الله! أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، لقد كانت غزوة الأحزاب في السنة الخامسة من الهجرة، وكان سببها: أن نفراً من اليهود من بني النضير الذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى خيبر ومنهم حيي بن أخطب خرجوا إلى مكة واجتمعوا بأشراف قريش، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله، فقالت لهم قريش: يا معشر يهود! إنكم أهل الكتاب الأول والعلم بما أصبحنا نختلف فيه نحن ومحمد، أفديننا خير أم دينه؟ قالوا: بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه، فهم الذين أنزل الله تعالى فيهم: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا [النساء:51-52].

فلما قال ذلك يهود لقريش سروهم ونشطوا لما دعوهم إليه من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا لذلك واتعدوا له، ثم خرج أولئك النفر من يهود حتى جاؤوا غطفان، فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقوا، فخرجت قريش وغطفان ومن تابعهم إلى المدينة.

فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجمعوا له من الأمر ضرب الخندق على المدينة، فعمل فيه عليه الصلاة والسلام ترغيباً للمسلمين في الأجر، وعمل معه المسلمون.

وأبطأ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رجال من المنافقين، وجعلوا يورون بالضعيف من العمل ويتسللون إلى أهليهم بغير علم من رسول صلى الله عليه وسلم ولا إذن.

وجعل الرجل من المسلمين إذا نابته النائبة من الحاجة التي لابد منها ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم واستأذنه، فأنزل الله عز وجل: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور:62].

ولما فرغ عليه الصلاة والسلام من الخندق أقبلت قريش في عشرة آلاف، وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد، وأما عدو الله حيي بن أخطب فإنه خرج بعد ذلك حتى أتى كعب بن أسد القرظي زعيم بني قريظة، وكان كعب قد وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم على قومه وعاهده، فلما سمع كعب بـحيي بن أخطب أغلق دونه أبواب حصنه، فاستأذن عليه فأبى أن يفتح، فناداه حيي بن أخطب : ويحك يا كعب افتح لي، فقال: ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم، وإني قد عاهدت محمداً فلست بناقض ما بيني وبينه، ولم أر منه إلا وفاءً وصدقاً، فلم يزل حيي بـكعب حتى فتح له، فقال حيي: جئتك بعز الدهر، جئتك بقريش وغطفان عاهدوني وعاقدوني ألا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه، فقال كعب: جئتني والله بذل الدهر، فدعني وما أنا عليه، فلم أر من محمد إلا صدقاً ووفاءً، فلم يزل حيي بـكعب، حتى وافق كعب على أن ينقض عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاهده حيي على أنه إن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن يدخل مع كعب حصنه حتى يصيبه ما أصابه، فنقض كعب بن أسد عهده، وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلما انتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعض الصحابة لينظروا أحق هو أم لا، وقال: (إن كان حقًا فالحنوا إلي لحنًا أعرفه، ولا تفتوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس)، فخرجوا حتى أتوهم فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم، حيث نالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: من رسول الله؟! لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد.

رجع الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحنوا له لحناً عرف منه الخبر، فقال عليه الصلاة والسلام: (الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين)، وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف، وأتاهم عدوهم من فوقهم ومن أسفل منهم، ونجم النفاق من بعض المنافقين، حتى قال أحدهم: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط.

فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام المشركون قريباً من شهر.

فلما اشتد على الناس البلاء بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قائدي غطفان، فاتفق معهما على أن يعطيهما ثلث ثمار المدينة ويرجعا بمن معهما.

واستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة رضي الله عنهما في هذا، فقالا له: يا رسول الله! أمراً تحبه فنصنعه، أم شيئاً أمرك الله به لابد لنا من العمل به، أم شيئاً تصنعه لنا؟ فقال عليه الصلاة والسلام والسلام: (بل شيئاً أصنعه لكم، والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة وكالبوكم من كل جانب، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم)، فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه: يا رسول الله! قد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله، وعبادة الأوثان، لا نعبد الله ولا نعرفه، وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها تمرة إلا قرىً أو بيعاً، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك، نعطيهم أموالنا؟ والله ما لنا بهذا حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف، حتى يحكم الله بيننا وبينهم.

وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما وصف الله من الخوف والشدة، لتظاهر عدوهم عليهم، وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم، ثم إن نعيم بن مسعود الغطفاني أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إنني قد أسلمت وإن قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا إن استطعت، فإن الحرب خدعة)، ففعل نعيم بن مسعود وأفسد ما بين قريش وغطفان وقريظة، حتى اختلفت كلمتهم وساءت ظنون بعضهم ببعض، ثم إن الله بعث عليهم الريح في ليلة شاتية باردة شديدة البرد، فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم.

فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلف من أمرهم، وما فرق الله من جماعتهم، دعا حذيفة بن اليمان فبعثه إليهم ليلاً لينظر ما فعل القوم، فذهب فدخل في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدراً ولا ناراً ولا بناءً، وإذا القوم سيرتحلون راجعين إلى بلادهم خائبين، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر.

اللهم أعز دينك، وانصر عبادك المؤمنين، اللهم عليك بأعداء الدين، اللهم عليك باليهود الظالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد.

اليهود أشد الناس عداوة للمسلمين

الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

عباد الله! أول درس نستفيده من هذا العرض السابق لغزوة الأحزاب، هو أن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم الدين، هم من أشد الناس عداوة للمؤمنين، قال الله عز وجل: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82].

فاليهود من أعدى أعدائنا وإن أظهروا في وقت من الأوقات خلاف هذا لهدف يريدون تحقيقه، وهذه حقيقة قررها القرآن، لقد حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل هذا حاولوا قتله، وبعدها سحروه، ودسوا له السم في طعامه، وما ذلك إلا لحقدهم الشديد على نبي هذه الأمة وعلى المؤمنين، مع أنهم يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق بشرت به التوراة، قال الله عز وجل: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:146].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى ما ملخصه: يخبر تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده، وأنه مع هذا التحقيق ليكتمون الحق وهم يعلمون.

وقد ذكر ابن هشام في السيرة عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء، غدا عليه أبي وعمي مغلسين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، وسمعت عمي يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله. قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته ما بقيت.

نصر الله لعباده المؤمنين

ومن دروس هذه الغزوة: أن الله ينصرنا على أعدائنا إذا قمنا بما أوجب الله علينا من التمسك بالعقيدة، وفعل المأمورات وترك المحظورات إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر:51].

وإذا أخذنا بأسباب النصر: ومن أعظم ذلك التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع، ونحن في هذا اليوم نسمع ونشاهد ما يفعله اليهود بإخواننا في فلسطين، فعلينا عباد الله! ألا ننساهم بكثرة الدعاء والتضرع، عل الله عز وجل أن يفرج كربتهم وأن ينصرهم على عدوهم.

إن الله ينصر عباده المؤمنين بأمور لا تخطر على البال، فلقد أنجى الله تعالى نبيه هودا والمؤمنين معه، وأهلك المكذبين من قومه بريح صرصر عاتية، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً.

وأنجى نبيه صالحاً ومن معه، وأهلك المكذبين من قومه بالصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين.

وأنجى نبيه نوحاً ومن معه من المؤمنين، وأهلك المكذبين بالطوفان.

وأنجى نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، وأغرق فرعون ومن معه.

ونصر نبيه محمداً في هذه الغزوة.

ثقة المؤمن بوعد الله مع الأخذ بأسباب النصر

ومن دروس هذه الغزوة: أن المؤمن الحق هو الذي يثق بوعد الله عز وجل ثقة يقينية، لقد أخبر الله تعالى عن حال الصحابة رضي الله عنهم بقوله: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22].

فالمسلم عليه أن يعمل الأسباب من الدعاء والتضرع، وليثق بوعد الله عز وجل، وأن الله سبحانه وتعالى لا يرد من دعاه، ولا يخيب من رجاه.

واجب المسلمين نحو إخوانهم المستضعفين في غزة

عباد الله! إن ملل الكفر على أشكالها وأنواعها وهي على باطل لتتداعى للتناصر، وإنه يجب علينا ونحن نشاهد اليوم ما يفعله اليهود بإخواننا المسلمين في غزة من القتل والتدمير، علينا أن نهب لنصرتهم، فهذا أقل واجب علينا، علينا أن ننصرهم بالدعاء والتضرع في كل حال وفي كل زمان، وعلينا أن نهب لمساعدتهم بالمال، ولا يجوز للمسلم أن يعيش في دائرة نفسه، وألا يكترث بإخوانه وأن تكون همه ذاته، بل عليه أن يبادر بما يستطيع.

الحمد لله وحده، نصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، وأشهد أن لا إله إلا الله الحي الذي لا يموت، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

عباد الله! أول درس نستفيده من هذا العرض السابق لغزوة الأحزاب، هو أن اليهود عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم الدين، هم من أشد الناس عداوة للمؤمنين، قال الله عز وجل: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:82].

فاليهود من أعدى أعدائنا وإن أظهروا في وقت من الأوقات خلاف هذا لهدف يريدون تحقيقه، وهذه حقيقة قررها القرآن، لقد حزبوا الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقبل هذا حاولوا قتله، وبعدها سحروه، ودسوا له السم في طعامه، وما ذلك إلا لحقدهم الشديد على نبي هذه الأمة وعلى المؤمنين، مع أنهم يعرفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق بشرت به التوراة، قال الله عز وجل: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة:146].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى ما ملخصه: يخبر تعالى أن علماء أهل الكتاب يعرفون صحة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعرف أحدهم ولده، وأنه مع هذا التحقيق ليكتمون الحق وهم يعلمون.

وقد ذكر ابن هشام في السيرة عن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء، غدا عليه أبي وعمي مغلسين، فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس، وسمعت عمي يقول لأبي: أهو هو؟ قال: نعم والله. قال: أتعرفه وتثبته؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته ما بقيت.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح - عنوان الحلقة اسٌتمع
أحكام الصيام 2885 استماع
حقيقة الإيمان - تحريم التنجيم 2511 استماع
مداخل الشيطان على الإنسان 2489 استماع
الأمن مطلب الجميع [2] 2433 استماع
نصائح وتوجيهات لطلاب العلم 2364 استماع
دروس من قصة موسى مع فرعون 2350 استماع
دروس من الهجرة النبوية 2346 استماع
شهر الله المحرم وصوم عاشوراء 2207 استماع
حقوق الصحبة والرفقة 2175 استماع
أضرار شرب الخمر والقات والشيشة 2143 استماع