أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعطى البرية َ إذ أعطاكَ باريها | فهل يهنِّيك شعري أم يهنِّيها ؟ |
أنت البرية ، فاهنأ، وهْيَ أَنت، فمَنْ | دعاكَ يوماً لِتهنا فهْو داعيها |
عيدُ السماءِ وعيدُ الأَرضِ بَينهما | عيدُ الخلائِقِ قاصيها ودانيها |
فباركَ اللهُ فيها يومَ مولدها | ويوم يرجو بها الآمالَ راجيها |
ويوم تُشرِقُ حوْل العرشِ صبيتُها | كهالة ٍ زانتِ الدنيا دَراريها |
إنّ العناية َ لمَّا جامَلَتْ وعَدَتْ | ألا تكفَّ وأن تترى أياديها |
بكلِّ عالٍ من الأنجالِ تحسبه | من الفراقِدِ لو هَشَّتْ لرائيها |
يقومُ بالعهدِ عن أوفى الجدودِ به | عن والدٍ أَبلجِ الذِّمَّاتِ عاليها |
ويأْخذُ المجدَ عن مصرٍ وصاحبها | عنِ السَّراة ِ الأَعالي من مواليها |
الناهضين على كرسيِّ سؤددها | والقابضين على تاجيْ معاليها |
والساهرين على النيلِ الحفيِّ بها | وكأسها وحميَّاها وساقيها |
مولايَ، للنفسِ أن تُبدي بشائِرَها | بما رزقتَ، وأَن تهدي تهانيها |
الشمسُ قدرهاً ، بلِ الجوزاءُ منزلة ً | بل الثُّريَّا ، بل الدنيا وما فيها |
أُمُّ البنينَ إذا الأَوطانُ أَعْوَزَها | مدبِّرٌ حازمٌ أو قلَّ حاميها |
منَ الإناثِ سوى أنّ الزمان لها | عبدٌ، وأَنَّ الملا خُدّامُ ناديها |
وأنها سرُّ عباسٍ وبضعتهُ | فهْيَ الفضيلة ُ، ما لي لا أُسمِّيها؟! |
أغزُّ يستقبلُ العصرُ السلامَ به | وتشرقُ الأرضُ ما شاءتْ لياليها |
عالي الأَريكة ِ بين الجالسين، له | منَ المفاخر عاليها وغاليها |
عباسُ، عِشْ لنفوسٍ أَنت طِلْبَتُها | وأَنت كلُّ مُرادٍ من تناجيها |
تبدي الرجاءَ وتدعوهُ ليصدقها | والله أَصدق وعداً، وهْوَ كافيها |