يا صاح كلني إلى بيضاء معطار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا صاح كلني إلى بيضاء معطار | وَارْفُقْ بِلَوْمِي فَمَا في الحُبِّ مِنْ عَارٍ |
لاَ تَكْوِنِي إِنَّ قَلْبِي لوْ تُعَاتِبُهُ | عن حب عبدة كالمكوي بالنار |
طرفي وسمعي شهيداها على بصري | بالرق مني ونفسي ذات إقرارِ |
في الحي من سروات الحي جارية ٌ | رَيَّا التَّرَائِبِ فِي طَوْقٍ وَأسْوَارِ |
حَوْرَاءُ في مُقْلَتَيْهَا حِينَ تُبْصِرُها | سحرٌ من الحسن لا من سحر سحار |
كأنها الشمس قد فاقت محاسنها | مَحَاسِنَ الشَّمْسِ إِذْ تَبْدُو لإِسْفَارِ |
الشمس تدنو ولا تصطادُ ناظرها | ولو بدت هي صادت كل نظار |
ولو تَرَاهَا إِذَا ألْقَتْ مَجَاسِدَهَا | وأبرزت عن لبانٍ غير خوار |
حَسِبْتَهَا فِضَّة ً بَيْضَاءَ فِي ذَهَبٍ | يا حسنها فضة ً في مذهبٍ جار |
كَأَنَّ رِيقَتَهَا صَهْبَاءُ صَافِيَة ٌ | يا حسنها فضة في مذهبٍ جار |
مَا بَالُ عَبْدَة َ عَنِّي الْيَوْمَ صَابِرَة ً | وَلَسْتُ عَنْهَا وَإِنْ شَطَّتْ بصَبَّار |
عشقت فاها وعينيها ورؤيتها | عشق المصلين جناتٍ لأبرار |
فالعين مني عن النسوان صائمة ٌ | حَتَّى يَكُونَ على الْحَوْرَاءِ إِفْطَارِي |
لاَ شَيْءَ أحْسَنُ مِنْهَا يَوْمَ قُلْتُ لَهَا | في خلوة العين من واشٍ ومغيار |
يَا عَبْدَ لاَتَقْتُلِينِي إِنَّنِي رَجُلٌ | إن تطلبي بدمي لا تسبقي ثاري |
ولو تحرجت من قتلي بلا ترة | لم تقتليني جهاراً غير إسرار |
قَالَتْ وَلاَ ذَنْبَ لِي إِنْ كُنْتُ جَارِية ً | قد خصني بالجمال الخالقُ الباري |
فصَاغَنِي صِيغَة ً نِصْفَيْن، مِنْ ذَهَب | نصفي ونصفي كدعص الرملة الهاري |
إذا بديت رأيتُ الناس كلهم | يرمون نحوي بأسماعٍ وأبصار |
قتلتُ مَنْ كَانَ قُدَّامِي بِحَسْرَتِهِ | وجن من كان خلفي عند إدباري |