نبا بك خلف الظاعنين وساد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نبا بك خلف الظاعنين وساد | وَمَا لَكَ إِلاَّ رَاحَتَيْكَ عِمَادُ |
لخدك من كفيك في كل ليلة ٍ | إِلى أَنْ تَرَى وَجْهَ الصَّبَاحِ وِسَادُ |
كأَنَّكَ للشَّوْقِ الْغَرِيبِ إِذَا سَرَى | منَ الْوَجْهِ مَشْدُودٌ عَلَيْكَ صِفَادُ |
تَبِيتُ تُرَاعِي اللَّيلَ تَرْجُو نَفَادَهُ | وليس لليل العاشقين نفاد |
تَقَلّبُ في داجٍ كأنّ سَوَادَه | إذا انجاب موصول إليه سواد |
أبَى لَكِ إِغْمَاضُ الخَلِيِّ جُفُونَهُ | على النَّوْمِ عَيْنٌ صَبَّة وَفُؤَادُ |
وطول جهاد النفس فيما تتبعت | وإدراكك النفس اللجوج جهاد |
وَبعْدُ الْمَدَى مِنْ غَايَة ٍ لَوْ جَرَيْتَها | إِلَى هَجْرِ سُعْدَى مَا هَجَاكَ بِعَادُ |
ولكن عقلي مجلساً بعد مجلسٍ | لنفسك مما لا تنال فساد |
أفالآن تستشفي طبيبك سلوة ً | وَقَدْ ظَعَنَتْ سُعْدَى وَقَلْبُكَ رَادُ |
أرَى النَّفْسَ قَدْ ضنَّتْ عَلَيْكَ بِنَيْلِهَا | وَضَنَّت عَلَيْهَا بِالنَّوَالِ سُعَادُ |
وَمَا بِكَ إِنْ لمْ تُعْطَ تِلْكَ جَلاَدَة ٌ | وَمَا مِنْكَ إِنْ لَمْ تَلْق رُقَادُ |
لقد صادني ريمٌ أردت اصطياده | وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ مَا أرَدْتُ أُصَادُ |
إِذَا طَارِفُ الحُبِّ انْجَلَى عَنْكَ هَمُّهُ | ثَنَاهُ مِنَ الْحُبِّ الدَّخِيلِ تلاَدُ |
لقد صرحت عما تجمجم طعنة ٌ | شجيت بها حتى ظللت تعادُ |
تداعت لك الأهواء فازددت عبرة ً | وللدمع من بين الحبيب مداد |
فقل في صديق يحسبُ الغي رشدة ً | وفي بعض حوزات الخليل رشادُ |
يُؤَخِّرُ مَا تَعْجِيلُهِ لكَ راحَة ٌ | فَتَحْيَا كُرُوبٌ كُلُّهُنَّ شِدَادُ |
إِذَا قُلْتُ إِنِّي قَدْ لَقِيتُ شَقَاوَة ً | بِحُبِّكَ قالَتْ لي وَسَوْفَ تُزَادُ |
لَنَا غِلْظَة ٌ مِنْهَا وَلِينُ مَقَالة | وَلَوْعَة ُ هَجْرٍ مرَّة ً وودَادُ |
فوالله ما أدري وكل مصيبة ٌ | بأي مكيدات النساء نكاد |
لقد صادني ريمٌ أردت اصطياده | وَمَا كُنْتُ لولا مَا أرَدْتُ أصَادُ |
جميل المحيا حظهُ منك نسبة ٌ | وَحَظُّكَ مِنْهُ لَوْعَة ٌ وَسُهَادُ |
إِذَا أنِسَتْ مِنْ عَاجِلِ البَينِ.... | رَجَاءً بِأخْتِ النّاسِ حِيْنَ تُذادُ |
غرور مواعيد كأن جداءها | جدا بارقاتٍ مزنهن جمادُ |
على الدَّهْرِ ما مَنَّتْكَ سُعْدَى وَدُونَهُ | لأم المنايا مبتدى ومعادُ |
فهل أنت إن لم يعطك الدهر رأسه | مُذَلِّلُهُ حَتَّى تَرَاهُ يُقَادُ |
وإلا فدع عنك الصبابة فالشفا | على إثر من تهوى وفيك مدادُ |