أرشيف الشعر العربي

أزمِنهْ

أزمِنهْ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

• إشراقْ:

يُحاصرني وعدُ هذِي الصَّباحاتِ ..

... مُشتملاً بادِّعاءِ الأمانِ ...

... يردُّ يدي عن كتابي القَديمْ ..

يُناشدُني ...

قالَ: لا تستديري ..

ولكنَّني ...

أبداً ... عاصِيَهْ !!

• اتقادْ:

... تُضيءُ السَّماءُ ...

... تضيءُ .. تضيءْ ..

... وتَجهرُ كلَّ العيونِ ...

... تَكَسَّرُ قسْراً ...

... تفرُّ اضطراراً إلى الخطوِ ...

يشتعلُ المعدنُ المستميتُ ...

... على الطرقاتْ ...

... تلتهبُ القسماتْ ...

... تصطخب الأرضُ حافلةً ..

... بانفجارِ الحياةْ

... مُبَلَّدَةٌ نظرتي لا تبالي ...

... انشغالَ المواتْ

... وحدي أنا خاليهْ !!

• قَيلُولَهْ:

تَعودُ الخُطَى اللاهثاتُ ...

تصير الوسادةُ أحلى الأماني ...

... وأغلى الوعودْ

... ويبردُ صوتُ الحديدْ

وإذْ يستكينُ الوجودُ ...

... يثورُ وجودي ....

يزلزلني البدءُ في كلِّ عرقٍ ...

فأمتدُّ شيئاً فشيئاً

وإذ أستقيمُ ..

... أرى في انبعاثِ ملامحِ وجهي ...

... على عاكسٍ من زجاجٍ صقيلٍ ...

-مُورَّدةً-دفْقةَ العافيهْ ..!!.

• غُـــروب:

وتأتزرُ الشمسُ لونَ التراجعِ ...

... حين يُشيحُ الغريبْ ...

... تجرُّ ذيولَ الوداعِ الكسيرةِ ...

.. في كلِّ خيطٍ رفيعٍ مُدمَّى ...

... تَعَلَّقُ آسيةً ألفُ عينٍ وعينْ ...

... تَنَهَّدُ في إِثره ألفُ عينٍ وعينْ

... عيــونٌ ...

تُسيِّرها الشمسُ عندَ الحلول ...

... تغيبُ مع الشمسِ عندَ الرحيل ...

... وعُدَّتُها بامتدادِ المسافةِ ...

... ما جاوزتْ لفتةً واهيهْ !!.

****

ووَحدِي أُشيحُ عن الأخرياتِ ...

... عن الآخرينَ ..

إلى أُخرياتٍ ...

إلى آخرينْ!!

وَحْدي أَرى الشمسَ بَعد المغيبْ !

... وحدي ...

أُوسِّدها راحتيّ ...

... أُغلغلُ في بردها شفتيَّ ...

... تحكي لها عن زماني الخصيبْ ..

... زمانِ التوقدِ بعدَ الغروبْ !

وَحْدي أُرحِّبُ بالليل ...

... ترحيبةً حاميهْ !!.

• .....؟!!

زمانُ الوجودِ الذي ضاقَ عنه الوجودْ ...

... زمانُ امتدادي إلى اللاحدودْ !!

تُسامرني فيه ...

... كلُّ طقوسِ الرَّتابةِ ...

... حينَ أريدُ ...

و"كيف" أريدْ!

وإذْ تُمطرُ اللحظةُ الهاميهْ ..

... يَهلُُّ الصَّباحُ الذي رغْتُ عنه ...

.. وقوراً يحلُّ بأمسي المدوَّنِ ...

... سطراً جديدْ !

... تَقَاطرُ كلُّ العيونِ التي أَلهبَ القيظُ ..

... كلُّ الجراحِ التي اجترعتْها عيوني ...

... زمانَ انطفائي البعيدِ ..

.. البعيدْ ..

... فأَنزفها نغْمةً داميهْ ...

وأُشعلها ثورةً معلنهْ !!

.. وإذْ جاوز الناسُ كلَّ الزمانْ ..

... تَزاحَمُ في لحظتي الأزمنهْ

... وإذ يمرحون بكلِّ المكانِ ...

... تُنازلني في دمي الأمكنهْ ..

وإذْ لا أكونُ سوايَ أُردِّدُ ..:

(... إنِّي حسودٌ حسودٌ حسودْ ..!

... فلا دُمتِ يا نعمة القافيهْ !!).

1414هـ

1993م

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فاطمة محمد القرني) .

أُختاهُ.. نَادِي الأَمسْ

مَسَــافهْ

عَسْكَرَهْ

جَـرّ

عُـزْلَهْ


مشكاة أسفل ٢