أرشيف الشعر العربي

رسائل يرفُضها بريدكِ

رسائل يرفُضها بريدكِ

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

1

اترُكيني

مرةً أُخرى

أُحِبُّ أن أكتُبَ عن رحيلِكِ

فهو يشبِهُ

رحيلَ القتلى

الّذين ذهبوا بلا وصّايا .

2

لأني دائماً

أبحثُ عن ريشٍ

لهذا الشحرور المُبلّل

مثلتِ معي

دورَ الصّياد

3

في هذه اللّيلةِ

سأتركُ وجهَكِ

في قصيدةٍ لم أرغبْ

في صياغتِها من جديد

ثم أقضي ليلتي متفرجاً

على لاعباتِ التنس

و راقصاتِ الباليه

و مغنيات الراب

وأنت أيضاً

بهذه الليلة

أتركي وجهي غاضباً

في المطبخ

مع الاطباقِ المتَّسخة

ثمَّ أحرقي ليلتَكِ بقراءةِ القصائد الإيروتيكية

لشعراءَ في الفيس بوك

بعدها

سنفكر بالخيانةِ

والشَّكِّ

أكرهُكِ و تكرهيني

أنا أذهبُ الى القصيدة

و أنتِ الى المطبخ

4

ليس لديكِ

لوحةٌ على جدارِ غرفتِكِ

ولا عصفورٌ في القفص

او سمكةٌ في الحوض

كي أشرحَ لكِ

كيف حالُ قلبي ؟

في غيابك

5

أنا في مدينة

لا تفهم في الحب كثيراً

إنّها تصحو على أصواتِ البقالين

وتنامُ على أنينِ غرابٍ معطوب

مدينة

مصابة بالربو

مُذْ أولِ حربٍ

وهي تنقِلُ عمرَها

من قنينة أوكسجين

الى أخرى

فكيف تـأمرين قصائدي

أن ترافقَكِ لحفلةٍ تَنَكُّريّة؟!

أنا يا صديقتي

أكتبُ كما يتخيّلُ

قلبُكِ وجهي

6

أضعُ بين قُبلةٍ و أُخرى

فاصلة

بين شهقةٍ و أُخرى

فاصِلةً منقوطةً

وبين شهيقٍ و زفيرٍ

أضعُ شَرطةً صغيرةً جداً

ثُمَّ أقرأ كما يحلو لي

دون توقف

هناك جُمَلٌ أتحسسُها

أُحِبُّ أنْ أكتبها

بلا نقاطٍ

كجسدِكِ تماماً

7

لم تكنْ قبلةً

هي ضحكةٌ يتيمةٌ

في فميّ

فلماذا تضعين أغنية حمراء؟

فوق الشِّفاه

8

أُريدُكِ

مِثْلما تُريدني القصائد

أن أكون

صادقاً

كضحكةِ الأطفال

حزيناً

كقِطعةِ دِرهَم

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (زين العزيز) .

صدفة

كرهتُ الشِّعر

هو ذنبي

رسائل يرفُضها بريدكِ

... أنّه قلبك


روائع الشيخ عبدالكريم خضير