أرشيف الشعر العربي

يكتبنا الوحل مرثية للفراغ

يكتبنا الوحل مرثية للفراغ

مدة قراءة القصيدة : 3 دقائق .

ما الذي

يجعلُ القلبَ تفاحة ً بنصفين ِ

يقتسمان الجهات . . ؟!

ما الذي

يجعل الريح َ مسكونة ً بالشتات . . ؟!

أرضعينا المسافات ِ

لا شيءَ يخنقُنا غير طعم ِ التباريح

ما يتسربُ من حنظلٍ

فوق جُرح المرايا الصغيرة ِ

يا . . . .

..............

. . . . .

ألبسينا البدائيَّ

من كيمياء ِ الموات . . !

ما الذي

يجعلُ النارَ لعبتـنا . . ؟

في فوات ٍ / يجيءُ

على نصفِ عُكازةٍ

يهبُ الموتَ إرثا قديماً . .

يرتِّبُ سلـّمهُ

و يدوسُ على حارس ِ القبرِ

يرفو أغاني الرعاة . . !

نتمرأى بأسمائنا اليابسة ْ

نتمسحق ُ بالانتحارِ على جثةٍ

لا تنامُ على ساعدِ الصحو

في سُرر الطيبين . .

. . . .

. . . . ترفعُ الشـِّعرَ عن ساقـها

لغة ُ الانحناء . .

و ما بينَ قبرين ِ نذبحُ هدهدنا

ثم لا شيء

لا شيء يستل من لجةِ البئر قمصاننا .. !

تموتُ الكتابة ُ

تحيا الكآبة ُ

يفتتحُ الغيمُ ترحالنا

نتوهجُ في الظل ِ

يكتبنا الوحل مرثية ً للفراغ .

. . . . .

. . . بشرُ من دخانّ

يملكون مفاتيحهم

و لا بابَ للشمس

إذ تتربّعُ في الذات مكسورة ً

غافية ْ

تلك سيدة الليل تلحقـُـنا

حافية ْ . . !

. . . .

تتأملنا

تاركين الهباءَ يوزع آياتنا

بينَ ليلين ِ

لا شيءَ تحت وسادتنا

غير صبيرة ٍ

نسيَت عُشبَ لثغتها .

أيها الوقتُ

خذنا لأسمائنا . .

إلى حيث يمتزجُ الظلُ بالرملِ

خذنا إلى عش ميعادنا

أيها الصمتُ

علّ النوافذ يوما ً تطلُ من الريحِ

علّ المصابيحَ

تلحسُ آثارنا . . !

تائهونَ . .

و لا يسمحُ الوقتُ

يا وقتُ

أن نمسحَ الآن آياتنا

بصحارى التوحش

ضاق بنا الثوبُ

لا باب للغيبِ كي ننتـقي قمراً

و نعلق فيه طيوفَ الزرازيرِ

ثم ننام . . !

فمن رئةٍ بالبريد ِ !

إلى رئةٍ بالمواعيدِ . . !

. . . . باليانصيب . . !

و طالت شواربنا أيها الوقت

عد لترتبَ بعض ملامحنا

لنصيرَ كما الاغنياءِ !

يظللنا حلم ٌ

لا يموتُ ببهو المطارات

. . . .

عبثُ ظلّ يبتزنا

و على الجرفِ نرتق أثوابنا

بالضياع ِ

يفتتـنا جمرُنا ..

ما الذي

يجعلُ القلبَ تفاحة ً

بنصفين ِ يقتسمان ِ الجهات . . ؟

ما الذي

يجعلُ الارضَ مسكونة ً بالشتات . . ؟

ما الذي ذابَ فينا

سوى حلم ٍ

جرحهُ بات أوسعَ من ليلنا

مدَّ جفنيه مبتهلا ً لغة ً

خلعت ثوبها في مكان ٍ

بعيد ..

يكسرُ ضلعاً ، و يرزقُ من آخرٍ سبعة ً .

. . . . .

تحتويه ِ إلى قلبها و يسيران ِ

كالقط تحتَ عباءتِها

كان يكتبُ أيامَهُ ،

و يعدُّ أصابعَهُ :

تسعة ً .. !!

و الأخيرُ :

كما رأس ِ صنـّارةٍ

ذابَ في مفْصَل ِ البابِ

فانكسَرَ الوقتُ في لسعةِ البَرْدِ

و ارتبكَ البرتقالْ ..

في المساء ِ :

يخطط فوقَ الهواء ِ

و يقضمُ بعضَ أظافره ِ

ثم يوصلُ أطرافَ بعضِ النجيَماتِ ..

يغفو على قمرٍ يتدلى

على صدره . .

. . . .

في الصباح :

يغسلُ الديكُ أذنيهِ

يصحو على عطْرِ تنورها

و . . .

يداعِبُ قطتهُ ..

. . . .

يتهجَّى البلادَ على نبض ِ سبورةٍ

فتحت أفقها

لعيون البراءةِ

ثم بكلِّ هدوءٍ

يضيءُ انتباهَ المعلمّ . .

. . . .

في الإياب :

يمصمصُ ليمونة ً

ثم يركلُ صمتَ الحصىَ

و يفكِّرُ في جدةٍ

قربَ بقالةٍ " للشمالي "

تجلسُ في وجَلٍ

لتجسَّ ملامحـَـه من بعيدْ . . . .

: عندما يكمل الحلـْم دورتَهُ

سأقودُ حصانَ الفضاء.

يخاطبُ ظلا ً لطائرةٍ

من وَرقْ .

. . . . . .

. . . . . .

. . . . . .

في الطريقِ إلى عمرٍ آخرٍ

تذَكَّر

قلبَيْن ظلاّ على مفْصَل ِ الباب :

ـ حلما ً هارباً

ـ وطنا ً في كتاب .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (دخيل الخليفة) .

تمرين وهمي

الذينَ خلَّفونا معلقين في الهواء !

جوع

حمامة

تأخذين يدي من مودتها ..!


روائع الشيخ عبدالكريم خضير