أعَادَكَ طَيْفُهَا وبمَا يَعُودُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أعَادَكَ طَيْفُهَا وبمَا يَعُودُ | وحُبُّ الْغَانِيَاتِ جَوًى يَؤودُ |
ذَكَرْتُ القَاطِعَات على بلادٍ | فَلِلْعَيْنَيْنِ مِنْ سَبَلٍ فَرِيدُ |
غَدَاة َ يَرُوقُهُ كَفَلٌ نَبِيلٌ | وَعَيْنٌ في النِّقَابِ لَهَا صَيُودُ |
وَيَوْمَ الْحِنْوِ حِنْوِ بَنِي زِيَادٍ | قفا نبأ وأعينهم شهود |
يُحَيِّي بَعْضُنَا بَعْضاً جِهَاراً | كَأَنَّا لاَ نُكَادُ وَلاَ نَكِيدُ |
وَمِنْ بَالي وإِنْ رَغِمُوا كَعَابٌ | غَدَتْ في الخَزِّ أوْ كَادَت تَمِيدُ |
مُشَهَّرة ُ الْجَمَالِ بِعَارِضيْهَا | إِذَا سَفَرَتْ لها نَظَرٌ جَدِيدُ |
مِنَ الْخَفِرَاتِ لَمْ تَطْلُعْ بِفُحْشٍ | على جار ولا بكرت ترود |
عفا أثر لعبدة كان عفا | وأبقَى الْحزْنُ مَا ضرب الوريد |
وَقَدْ طَفِقَ الوليدُ يَلُومُ فِيهَا | وأي الدهر ساعفك الوليد |
فَمَهْلاً لا أبَا لَكَ بَعْضَ لَومِي | ضَجِجْتَ مِن الهَوَى وأنَا العَمِيدُ |
لقد ترك الفؤاد لتلك وداً | وسؤلاً لا يشيد به مشيدُ |
ليالي نلتقي بحماد حوضى | على لَطَفٍ يُطَالِعهُ الحَسُودُ |
فأصْبَحَ عَيْشُنَا فيهَا تَوَلَّى | وهل للعيش في الدنيا خلود |
ولما قربت لبكور ثنيٍ | جِمَال الْحَيِّ فانْقَعَرَ الْعَمُودُ |
تَصَدَّتْ تَسْتَزِيدُكَ في هَوَاهَا | عُبَيْدة ُ بَعْدَمَا جَهِدَ الْمَزِيدُ |
فيا كبدا من الطرب المعنى | إِلَيْهَا إِنَّ أهْوَنَهُ شَدِيدُ |
فَقَدْتُ الحُبَّ مِنْ شَرْعٍ لِصَادٍ | فبئس الورد يألفه الورود |
رأيت الدهر يشعب كل إلفٍ | ولايَبْقَى لِوَحْدتِهِ الْوَحيدُ |
قَرِيبٌ ما مَلَكْتَ وإِنْ تَرَاخَى | وبيتُ الْجَارِ مَطْلَبُهُ بَعِيدُ |
بجدك يا ابن قزعة نلت مالاً | ألا إن اللئام لهم جدود |
ولوْ تُعْطَى بِسَعْيِكَ مُتَّ جُوعاً | ولم تظفر يداك بما تريد |
أَمِنْ خَوْفِ الزِّيَادَة ِ في الْهَدَايَا | أقمت دجاجة ً فيمن يزيد |
كسوتك حلة ً مما أسدي | بُرُوداً لا يُفَارِقُهَا يَزِيدُ |
مَلاَبِسَ لا تَرِثُّ على اللَّيَالِي | ولا تبلى وإن بليت جلود |
جلست أحوكها والليل داج | مُحَبَّرَة ً تُبِيدُ ولا تَبِيدُ |
يورثها بنوك بني بنيهم | إذا هلكوا ومنشرها جديد |
كذاك الدَهرُ يُبْلي كلَّ شَيْء | ولا يفنى على الدهر القصيد |
فَهَل مِنْ عَارِفٍ شُرْباً لِصَادٍ | ينال بجوده ما لا تجود |
صببت على ابن قزعة من عذابي | أذَاة ً لا يُسكِّنُهَا الْبَرُودُ |
وَلاَ.... الْحَرَسِيُّ مِنَّا | لَقَدْ لاقَى كَمَا لاَقَتْ ثَمُودُ |
على الضُّعَفَاءِ لَيْثٌ حِينَ يَسْطُو | وتُوعِدُهُ فَيُسْهِرُهُ الْوَعِيدُ |
مولينا على الأمات جلد | على وجلٍ فدرهمه قيود |
يخال البخل مفترضاً عليه | فيجمد مثل ما جمد الحديد |
فأفرخ روعه لا أجتديه | ولكن سوف يبلغه النشيد |
له وجه يخف على الموالي | وكف لا يؤملها الوفود |
يَقُومُ بِهِ القَلِيلُ إلى المخَازِي | وَيخْزِلُهُ عن المجد القُعُودُ |
غَبِيُّ الْعَيْنِ عَنْ طَلَب الْمَعَالِي | وفي السَّوآتِ شَيْطَانٌ مَريد |
أبا يحيى علام تكون وغداً | كبرت وفيك عن كرمٍ صدود |
فإِنْ تَكُ نَاقِصاً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ | فَمَا لَكَ في مَسَاءَتِنَا تَزِيدُ |
ستهجرك الكرام فبن ذميماً | فإِنَّك لِلِّئَامِ أخٌ وَدُودُ |