سنونوة واحدة لا تكفي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حلَّ الربيعُ عابثًا فينا بميزان المياهْ: | سِرْنا إليه، هذه المرَّةَ؛ مِنْ عاداته الإفلاتُ مثلَ أرنبٍ في غابةٍ، فلا نرى منه سوى ارتعاشةٍ في العشبِ، بعد كلِّ وثبةٍ ترومُها خُطاه. | كم ربيعًا تسلَّل حتى تعوَّدتُ رَصْدَ بذوري ؟ | برغم مداعبة الطَّير شمسًا خجولاً، دعانا إليه. فلُذْنا بدوَّامة البيت للالتفاف على مَكْرِه: شمسُه نصفُ دَيْنٍ عليه؛ تُصرِّف بعضَ شؤونِ الشتاء، لسدِّ الديون ورفع العتبْ. | شعَّ في طين نشأتِهِ بلَلٌ، فقَنعْنا بآذارَ خلف نوافذنا. كان مثلَ صغيرِ الغزالةِ في طين وثْبتِهِ، بينما الرُّوحُ في لمعةِ الفرْوِ منذورةٌ للَّعبْ. | * | ثمة شيءٌ من الخريفِ في رعشة الربيع، فلْنَلْتَفِتْ: | كِلاَهُما نهبُ فصليْنِ، | ومرتبكًا يأتيك، ملتفتًا دومًا، إلى جهتيْنِ: | ما بعد الأوَّلِ، | خلف الثاني، | كمينُ عواء... | جوقةُ بردٍ وذئابُ شتاءْ | * | إبريلُ، في حذَرٍ، يُطلُّ بحيَّة الأعشابِ. يترك رِفْلَ يومٍ فائضٍ، متأرجحًا في ذيل مارسَ، عاكسًا خطواتِه الرَّحَّاءَ في مرآته كي ينقلبْ؛ | هوذا يجيء: سماؤه في أرضه، وفضاؤه هذا الضَّبابُ، يُطلُّ منه على اللهبْ. | * | أطائرٌ في غابةٍ، يحرِّض الأسماء في ذاكرتي؟ | بالأمس لم أكنْ هنا، ما بين برْوَاقٍ ووَزَّالٍ، بَدَا نبعٌ ! | وكان كلُّ شيء في تحوُّلٍ؛ سواء جندبٌ أم شوكةٌ، تحت شموسٍ، سوف تشوي آخرَ الأعشاب. | بالأمس، قرْبَ النبع، قلتُ: ( أجملُ الأيام في نيسانَ، يومٌ لا يُسَمَّى !) فلِمَ استيقظتُ صيَّادًا، وأسماءٌ ترفُّ، تنقر الزُّؤَانَ من نافذتي؟ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد علي اليوسفي) .