إنْ وجدتمْ عَظْمَةً مُعَفَّرةً بالتراب النديِّ |
فهي، حتماً ... أنا. |
أوْ وجدتم شجيرةً بريةً نامية بالصُدفة، |
ليست أبداً صُدفة. |
إنْ صرخ الولد الكرمليُّ ﻓﻲ منعرجات الوادي |
يا أﺑﻲ، يا أبي... خوذة جنديٍّ قديم، |
ليس قديماً يا ولدي، صدّقني.!!! |
إذا مرَّت العاصفة، |
لملمتْ شيئاً من طلع غباري |
فهي، قد مرّت فعلاً، |
رسمتْ ظلّها ﻓﻲ الجدار. |
لو تفتّت حجر النُصب، ذرّاتٍ، ذرّات: |
بيضاء وسوداء وحمراء وخضراء، |
فهي ألوان قلبي. |
إذا دهسوا قبورنا بالجرّافات، |
صرنا حديقةً عامَّة، |
حيث يلعب الأطفال، جيداً، قرب الرموز. |
إذا باضت اليمامة على غصن يصل ﺇﻟﻰ السماءْ |
إنْ مسَّتْ قبري، وطارتْ |
ألوانها، ألوانه، ارتفعي أيتها الألوان عالياً، |
فوق أسلاك الكهرباءْ |
إنْ رفرفتَ – أيّها الحبيبُ – ﻓﻲ أعالي كنعان |
ﻓﻲ أعالي كنعان، |
إن وصلتَ ﺇﻟﻰ جبال جَرْجَرَة، |
إن هربتَ – قبل الميلاد – من الجفاف، |
فأنتَ يمامة كنعان، |
تبربرتْ ﻓﻲ أثينا، |
وانزرعتْ ﻓﻲ سفوح الأطلسْ. |
- هُنَّ بنات عمّي، إغريقيّات، |
اقتلعن أشجار الوحشة، عند مساقط المياه. |
- هُنَّ بنات عمّي، أمازيغيّات، |
حملن التفاح ﻓﻲ أطباق السماوات السبع. |
- هنّ بنات عمي، النوبيّات، |
يتناثر النرجس ﻓﻲ أنحائهنَّ الدمويّة. |
- هنّ بنات عمي، صحراويّات، |
يرعبن الواحات، والرمل، والسيوف، والأغاني. |
للصحابيّ: نعيم الداريّ، ينشدن بين الكروم |
هذه الأرض، لذريَّة السيّد الجليلْ |
ﺛﻢَّ أصبحنَ، عنباً ﻓﻲ أعالي الخليل |
يغتاظ البحر الميّت، حين يراهُنَّ ﻓﻲ الأعالي |
مثل عناقيد البلّور الصافي ﻓﻲ مزرعة القلبْ. |
- هُنَّ بنات عمّي، خليجياتْ |
ﻓﻲ قاع بحر اللؤلؤ، يَصْطَدْنَ قلائد التعبْ. |
- هُنَّ بنات عمّي، مؤابيّات، |
كمقالع المرمر والرخامِ، ﻓﻲ قاع الأردنّ الولهانْ |
ينشدن للخيول أغاني الثلوج. |
أكان لابدّ أن ننتظر، كلام الرواة قروناً، |
لكي نعرف: |
كنعانياتٌ كالأبنوس ﻓﻲ غابات الفلّين، |
كنعانياتٌ كزبيب بنات الشام، |
رعين نقاء المتوسط ﻓﻲ قلبه الأبيض، |
خلعن شتلات الزيتون، شرقي بيت لحم، |
وزَّعنها على النوارس، والحمام الزاجل، |
قلن للريح: يا ريحُ انثُريها على الفصول. |
كنَّ يُفطرن اللبن، والعسل، والملبن الخليلي |
كنَّ يمشطن شعورهُنَّ، بأمشاط عظم الغزال |
ﻓﻲ صحراء النَقَبْ |
يتسلّينَ بحبّات خشب اليُسرْ ﻓﻲ بيت لحم |
يرعين الجفاري، ﻓﻲ سلسلة الجليل الأعلى |
ومغارةُ الكرملِ، شاهدةٌ على ذلك |
غور أريحا، جسدُ البحر الميّت، والمخطوطاتْ. |
- كنعانيات تَموْزَغنَ، هنَّ قبائليات الزيتون. |
كأنّكِ تفاحةٌ مُشَرَّبَةٌ بالحمرة الكرمليَّة |
كأنك خليليَّةٌ، يا دليلة الضوء، |
أكتم صرختي، دهشةً ﻓﻲ بئر القلب، |
حين أُحدّق ﻓﻲ وجهكِ ﻓﻲ الصفِّ، |
ﺛﻢَّ أرعوي خجلاً، |
أستاذٌ يعشق تلميذتَهُ الشقراء الزيتونة |
عيناها، إلهي، أسكني ﻓﻲ قاع الزرقة، قرنينْ. |
- أبدأُ من شتلات التبغ ﻓﻲ حقول بني نعيمْ |
كي أصل مع الفجر، |
ﺇﻟﻰ دخان الشجارات ﻓﻲ هارْلِمْ. |
أبدأ من حارة القزّازين ﻓﻲ الخليل |
كي أصل ﺇﻟﻰ قيثارات سنتياغو. |
أبدأُ من سور الأزبكية، ﻓﻲ الفسطاط |
كي أصل ﺇﻟﻰ الحيّ اللاتيني ﻓﻲ مفترق الضوء. |
أبدأُ من أسوار مريام الشمالية ﻓﻲ كنعانْ |
حتى أصل كريت وروما. |
أبدأ من قرطاج العدل، وهمهمة الفرسان، |
حتى تستيقظ ﻓﻲ قلبي أثينا. |
أبدأ من حجر مؤاب، وعُهدةِ عمر، |
ومواثيق حمورابي، |
من فصل ﻓﻲ كتاب الكاهن الكنعاني |
من جوقة عصافير ﻓﻲ المسجد الأموي |
ومن زخرفةٍ حرقوها ﻓﻲ الأقصى |
حتى أصل الريح بالريح. |
- إن وجدتم سفناً تائهة، تجوب القارّات |
فهي مراكب جدّي كنعان. |
أبدأُ من شراييني، وقميصي الزراعي المشجَّرْ |
كي أصل ﺇﻟﻰ قلب العاﻟﻢْ. |
- لكنْ، مَنْ منّا، يعرف مسقط رأسه |
يا - سان ... جون ... بيرسْ!!! |